“وجبة ….. إبداع وابتكار (50) ” مراحل الإبداع – 11 “

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في التميز المؤسسي (EFQM)، خبير استراتيجيات القوة الناعمة، خبير ادارة مركز اسعاد المتعاملين، (7 STAR)، خبير حوكمة معتمد، خبير صناعة سيناريوهات المستقبل، 19 يناير 2020

خامس عشر: مراحل الإبداع:
مراحل العملية الإبداعية حسب دوبراين (A.J.Dubrin)، فإن العملية الإبداعية تتكون من المراحل التالية: (1)

1. مرحلة الإعداد (التحضير) Preparation : في هذه المرحلة تحدد المشكلة وتفحص من جميع جوانبها، وتجمع المعلومات حولها، ويربط بينها بصور مختلفة بطرق تحدد المشكلة، وتشير بعض البحوث إلى أن الطلاب الذين يخصصون جزءاً كبيراً من الوقت لتحليل المشكلة وفهم عناصرها قبل البدء في حلها هم أكثر ابداعاً من أولئك الذين يتسرعون في حل المشكلة.

2. مرحلة الإحتضان (الكمون أو الاختمار) Incubation: وفي هذه المرحلة يكون التفكير الواعي أو العقل ليس عاملاً هاماً، فالافكار الجديدة تكون مختزنة تحت مستوى الوعي النفسي أو العقلي منذ مرحلة التحضير السابقة، وهذه المرحلة قد تستغرق فترة طويلة أو قصيرة، كما أنها تمثل أدق مراحل افبداع وأهمها، لأنها المرحلة التي تشهد عمليات التفاعل وإرهاصاتها بكل ما تشمله من معاناة داخل الباحث، وتتداخل خلالها العوامل الشعورية واللاشعورية في شخصية الانسان.

3. مرحلة الإشراق أو الإلهام Illumination: وتتضمن هذه المرحلة إدارك إنبثاق شرارة الإبداع، أي اللحظة التي تولد فيها الفكرة الجديدة التي تؤدي بدورها إلى حل المشكلات، ولهذا تعتبر مرحلة العمل الدقيق والحاسم للعقل في عملية الإبداع.

4. مرحلة التحقق Verification: وهي آخر مرحلة من مراحل الإبداع، وفي هذه المرحلة يتعين على المتعلم المبدع أن يختبر الفكرة المبدعة، ويعيد النظر فيها ليرى هل هي فكرة مكتملة ومفيدة، أو تتطلب شيئاً من التغيير في مرحلة التجريب للفكرة الجديدة (المبدعة).

كما يرى آخرون مراحل أخرى للابداع تشمل مايلي: (2)
1. ايجاد المشكلة: (Problem finding) حيث يكتشف الفرد أن شيئاً ما له قيمة يمكن أن يعمل عليه أو أنه يسبب اضطراباً أو إزعاجاً لابد من معالجته.

2. الإنغمار: (Immersion) في التركيز على المشكلة يصبح الفرد مغموراً فيها، فهو يطلب ويجمع المعلومات ذات العلاقة ويكوّن الخيارات بدون تنقيح أو تقييم.

3. الحضانة: (Incubation) بعد تجميع المعلومات، فإن الفرد يحتفظ بها في ذهنه ويقوم عقله اللاواعي في نشاط وتدوير حتى عند القيام بأي نشاط، وهذا في العادة مبرر ليذهب بالتمشي أو بالسرحان خلال ساعات العمل ليتم بالحل الخلاق للمشكلة، وبينما المشكلة تنضج بهدوء مع جمع المزيد من المعلومات فإن اللاوعي يحاول ترتيب المعلومات والواقع، في نمط له دلالة أو معنى.

4. التبصر: (Insight) وهو ما يعرف بالحدس الذي يومض في العقل بالحل أو الجديد غير المتوقع في وقت غير متوقع أيضاً قد يكون أثناء المشي أو قبل النوم أو بعده أو عند الغسل.

ويرى آخرون بأن الإبداع ليس بالشيء العفوي، وهو نتيجة لأربعة مراحل هي: (3)

1. مرحلة التشبع: وهي التعرف على المشكلة بصورة مفصلة من جميع أبعادها والظروف المحيطة بها والأسباب التي دعت إلى ظهورها وكافة الأفكار التي ترتبط بها.
2. التفكير العميق: وهو التفكير المركز على المشكلة وتحليلها وتفحص جميع جوانبها ودراسة الأفكار والإفتراضات المتعلقة بها، وتنظيم هذه الأفكار والعلاقات القائمة بينها بأشكال مختلفة.
3. التأمل: ويمثل إختمار المشكلة في العقل الباطن حتى تتفاعل المعلومات مع بعضها البعض.
4. التحقيق: وهنا يتم توضيح الفكرة الناتجة عن مرحلة الإلهام وتفحص ملائمتها لخصائص المشكلة وتكيفها بصورة تلائم الخصائص، وعرضها بصورة نهائية على المختصين لأخذ رايهم قبها قبل وضع الفكرة موضع التنفيذ.

المراجع:
1. الطيطي، محمد، تنمية قدرات التفكير الإبداعي، عمان، دار المسيرة للنشر والتوزيع، 2001، ص 56
2. د. نجم عبود نجم، إدارة الإبتكار، المفاهيم والخصائص والتجارب الحديثة، دار وائل للنشر، عمان ، الأردن، 2003، ص38
3. سليم بطرس جلدة، زيد منير، إدارة الإبداع والابتكار، دار كنوز المعرفة والنشر للتوزيع، عمان، الأردن، ص44.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

“وجبة ….. إبداع وابتكار (100) “أبعاد التغيير (13)”

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في …