“وجبة ….. إبداع وابتكار (59) ” قواعد العمل الجماعي الإبداعي – 20 “

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في التميز المؤسسي (EFQM)، خبير استراتيجيات القوة الناعمة، خبير ادارة مركز اسعاد المتعاملين، (7 STAR)، خبير حوكمة معتمد، خبير صناعة سيناريوهات المستقبل، 18 اكتوبر 2020

عشرون: تتمة – الابداع على مستوى الجماعة
‌ب. قواعد العمل الجماعي:
تعبر قواعد العمل الجماعي عن الانظمة والقيم التي تحكم سلوك الأفراد داخل المجموعات، وهذه القواعد تحدد ما هو مقبول، وغير المقبول وما هو الصحيح والخطأ في عضويته في الفريق، وقواعد العمل التي تطورها الجماعة لها تأثيرها على جميع جوانب أنشطة الجماعة والتي من بينها سلوك قائد الفريق، وعملية الاتصال التي تتم داخل الفريق، وتوزيع الادوار والمشاركين وحل المشكلات واتخاذ القرارات، لذا فالحكم على قواعد السلوك الجماعي على أساس كونها جيدة أو غير جيدة يبنغي ألا يكون محور مناقشة هذا المبدأ من مبادىء العمل الجماعي، بل إن الحكم ينبغي أن يكون منطلقاً من مدى ملائمة وفاعلية هذه القواعد في مساعدة أو اعاقة قدرة الجماعة على حل المشكلات بطريقة ابداعية.(1)

فوجود القواعد التي تحكم سلوك عمل الفريق تنظم عمله وتساعده على انجاز مهمته بالشكل الاسلس والأسلم، كونها تشكل اطاراً سلوكياً لعمل الفريق وتدفع الفريق للتماسك والتعاضد، وهذه القواعد عادة يتم وضعها من قبل أعضاء الفريق من خلال النقاش المفتوح أو ما يسمى بعملية العصف الذهني، وأيضاً تأتي هذه القواعد من المجتمع أو المنظمة وقيمها الخاصة، وتنبع من أعضاء الفريق بالرضا وتحقيق القيمة المؤسسية والاجتماعية، ولا تكون مفروضة عليهم، مما يساعدهم على الالتزام بها بكل مرونة، وتصبح بمثابة قانون للجماعة تمتثل إليها في أداء مهمتها، لما لها من تأثير على التزام أعضاء الفريق.

وقد حدد (جون سي. ماكسويل) خبير القيادة (17) قانون الأكثر أهمية وتأثيراً للعمل الجماعي، تلك القوانين لا غنى عنها لأي فريق يسعى للنجاح مهما كان غرضه أو مجاله.(2)
1. قانون الأمور العظيمة: مهما كانت قوة ومهارة الفرد يبقى صغيراً جداً عن تحقيق الأمور العظيمة منفرداً
يحاول الناس تحقيق الأشياء العظيمة بأنفسهم، ولكن الأمور العظيمة لا تتحقق إلا من خلال المجموعة (فرق عمل)، التوجه الاداري الحديث هو لفرق العمل التي من خلالها يمكن الوصول إلى الاهداف الاستراتيجية للمؤسسة وتحقيق الابداع والابتكار المؤسسي.

2. قانون الصورة الكبيرة: الهدف العام والصورة الكبيرة أكثر أهمية من الأدوار والأقسام.
يجب على الفريق أن يكونوا مستعدين لإخضاع أدوارهم وجداول أعمالهم لدعم الرؤية والوحدة والصورة الكبيرة للفريق، فمن الضروري توظيف كل الأعضاء، والإمكانيات، والموارد لانجاح الفريق.

3. قانون التخصيص: كل عضو بالفريق لديه الفرصة لإضافة قيمة أكبر للفريق، فمن الضروري أن يكون في مكانه المناسب وحسب مواهبه وإمكانياته، لذا سيكون -لكل شخص بالفريق -تقييم دوري من حيث مهاراته، انضباطه، قوته، شخصيته، وميوله، انجازاته في الفريق.

4. قانون جبل ايفرست: كلما زاد التحدي كلما زادت الحاجة للعمل الجماعي.
صعود تلة صغير قد لا يتطلب خبرات ومساعدات كبيرة من آخرين، بينما الوصول لقمة جبل ايفرست يتطلب تعاون وتفاني فريق بكامله، فمع زيادة التحدي سندعم التعاون أكثر، ونضيف أعضاء جدد، ونغير قادة ونجنب الأعضاء الغير فعالين لنصل لإيفرست الخاص بنا.

5. قانون السلسلة: قوة السلسلة تساوي قوة أضعف حلقاتها.
عندما تكون هناك حلقة ضعيفة بالفريق فمهمتنا كفريق هي تقوية هذه الحلقة وإلا ستنقطع السلسلة كلها، ويصبح الفريق أقل فعالية، لذا فإن دور كل قائد وعضو في الفريق تقوية الحلقات الأضعف.

6. قانون الحافز: الفرق التي تفوز هي التي لديها لاعبين يملكون “الحافز والقدرة” لتغيير الأمور، اللاعبين ثلاث أنواع:
• لاعبين لا يريدون الكرة (وشعارهم لدينا ما يكفي من الضغوط لا نريد مسئولية).
• لاعبين يريدون الكرة ولكن لا ينبغي إعطاءها لهم (تتملكهم مشاعر الأنانية، أو لا نعرف بعد مواهبهم).
• لاعبين يريدون الكرة ويجب أن نمررها لهم (لديهم الحافز والمهارات اللازمة لصناعة التغيير). وهؤلاء هم من يجب أن نعطيهم فرصة أكبر لاستخدام أقصى طاقتهم ومواهبهم لتحقيق الهدف.

7. قانون البوصلة: الفريق الذي يحتضن رؤية محددة يصبح أكثر تركيزاً، وتأثيراً، وفاعلية.
عندما تكون هناك رؤية واضحة تصبح الرؤية هي بوصلة الفريق، لذا طالما نحن على الطريق سنبحث ونسأل دائماً عن مدى فاعلية الأعمال؟ الأعضاء؟ الوسائل؟، وغيرها، في تحقيق الرؤية، ونعيد ضبط كل شيء ليكون موجه بالرؤية لا بالأنشطة.

8. قانون التفاحة السيئة: المواقف الفاسدة تُخرب الفريق كله.
المواقف الجيدة داخل الفريق قد لا تضمن نجاح الفريق بينما المواقف السيئة قد تفسد الفريق كله، ولكي نحقق الأفضل نحتاج أعضاء لهم أعظم التوجهات والمهارات معاً، وأنسب تحرك هنا، هو أن يختبر كل عضو نفسه باستمرار، ويراقب توجهاته وأفعاله لئلا يتلف الفريق كله بغير قصد.

9. قانون المساندة: يجب أن يكون أعضاء الفريق قادرين على الاعتماد على بعضهم البعض.
من الضروري العمل كمخصصين ومكرسين لنجاح فريقنا ككل لا لنجاح أنفسنا وأدوارنا. لذا سيسأل كل منا نفسه دائماً: هل يمكن لأي عضو بالفريق الاعتماد علي تماما؟ هل أقوم بمساندة، ودعم، وتشجيع آخرين؟ هل أفعالي تقود لوحدة الفريق أكثر أم لتمزيقه؟

10. قانون الثمن:
تفشل الفرق في استخدام إمكاناتها وتحقيق أغراضها عندما تفشل في دفع الثمن
لا يوجد نجاح من أي نوع دون دفع الثمن أولاً، لذا نعرف أن التضحية، الالتزام، النمو الشخصي، العطاء، وغيرها من التضحيات، هي جزء من الثمن الذي يجب أن ندفعه أولاً لنجاح الفريق.

11. قانون لوحة النتيجة: يمكن للفريق إجراء تعديلات إيجابية فقط عندما يعرف أين يقف.
لوحة النتيجة هي لوحة نرى عليها تقييم واضح لوضعنا في أي وقت من الأوقات (إذ تبين في أي لحظة أين نحن تحديداً من أهدافنا الأساسية)، وجود هذه اللوحة أمامنا باستمرار سيحفزنا، ويوجه أفكارنا، وقراراتنا نحو تحقيق الأهداف، لا مجرد القيام بنشاط.

12. قانون مقعد البدلاء: الفرق العظيمة هي من لها عمق عظيم.
أي فريق يريد أن يتفوق ويبرع يجب أن يكون لديه بدلاء جاهزين ليسوا بأقل موهبة أو مهارة من الفريق الأساسي، وهذا لن يحدث بدون العمل على التطوير والتدريب المستمر للفريق، والعمل -في كل موقع استراتيجي -على وجود بدلاء أكفاء جاهزين في أي وقت.

13. قانون البطاقة الشخصية: قيم الفريق هي بمثابة البطاقة الشخصية للفريق.
مثل أي شخص له بطاقة فريدة، الفريق أيضاً يحتاج لبطاقة فريدة ومتفق عليها تحدد تعاملاته المختلفة بين الأعضاء والقادة والجمهور، لذا على الفريق أن يحدد، ويصيغ ويرسخ قيمه الفريدة، ويعلنها ويكررها، ويرددها حتى تصبح هي والفريق “شيء واحد”.

14. قانون الاتصالات المفتوحة:
التفاعل هو وقود الإنجاز.
الفرق الفعالة هي التي يجد أعضائها فرصة للتحدث والاستماع بعضهم لبعض على كل المستويات، لذا نتواصل بانفتاح ووضوح تام على كل المستويات، وأيضاً بلياقة ونظام دون تعصب، أو تحزب.

15. قانون رأس المائدة: الذي يحسم المباراة بين فريقين متساويين في الموهبة هو القياد، في الفريق كل شخص مهم ومؤثر، ولكن ليس معنى ذلك أن الجميع متساويين في المهارة والتأثير، لذا فالشخص الأكبر مهارة وخبرة وإنتاجية في مجاله، مع التزامه بقيم الفريق سيمنحه الفريق فرصة أكبر لقيادة هذا المجال.

16. قانون الروح المعنوية العالية: عندما ترتفع الروح المعنوية للفريق فإنه يمكن التعامل مع الظروف مهما كانت، عندما نفكر جيداً نشعر جيداً، وعندما نشعر جيداً نلعب جيداً، وعندما نلعب جيداً نحقق نتائج جيدة، وعندما نحقق نتائج جيدة نشعر جيداً، وهكذا، لذا فدور القادة الأكفاء هو العمل على رفع الروح المعنوية وإدخال الفريق لهذه الحلقة المفرغة.

17. قانون الأرباح المركبة: الاستثمار في الفرق يحقق أفضل ربحية، لكنه استثمار مركب، لا توجد خطوة واحدة، ولا خطة واحدة هي ما تصنع نجاح الفريق، بل أن نمو الفريق ونجاحه هو نتاج مجموعة مركبة من القرارات. لذا سنعمل على إنجاح كل الخطوات بدءاً من تجميع أفضل فريق ممكن، إلى تطوير الفريق، دفع الثمن، العمل الجماعي، تفويض السلطة، الخ، لنحصل على أرباح مركبة.

المراجع:
1. Major, Simon (1988): The Creative Gap, Managing Ideas for Profit. London : Biddles Ltd.
2. http://everyleader.net/node/173

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

“وجبة ….. إبداع وابتكار (102) “استراتيجيات التغيير (15)”

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في …