أكد المهندس عماد سعد، استشاري الاستدامة والمسؤولية المجتمعية، أن مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، باعتماد 5،6 مليارات درهم لدعم البحث والتطوير في المجالات الحيوية للسنوات الخمس المقبلة، نافذة أمل وفرصة ذهبية لإيجاد منصة وطنية للبحث العلمي.
حيث وجه سموه لإقامة شراكات عالمية تعزز مكانة أبوظبي في سعيها لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه العالم، خاصة فيما يتعلق بندرة المياه والأمن الغذائي وكفاءة الطاقة وغيرها.
وأكد سعد أهمية هذه المبادرة في بُعدها الدولي التي أتت في الوقت الذي شهد فيه العالم في الآونة الأخيرة تدهوراً في الأمن الغذائي، إذ يعاني ما يفوق 950 مليون فرد من الجوع حول العالم، وما زاد الأمر صعوبة هو عدم القدرة على رفع مستوى الاستغلال للأراضي وتحديات التغير المناخي بالإضافة إلى ندرة المياه.
وأضاف إن هذه المبادرة سوف تساهم في بعدها الوطني على جذب واحتضان أفضل الممارسات والابتكارات العلمية حول العالم كي تصبح أبوظبي علامة فارقة تسعى لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه العالم، ويمكن البناء على هذه المبادرة كونها سوف تلقي بظلالها الإيجابية على دولة الإمارات والعالم، لأنها تلامس التحديات الأساسية للإنسانية جمعاء فيما يتعلق بندرة المياه والأمن الغذائي وكفاءة الطاقة، «كما نأمل أن نستفيد من هذه الفرصة لإيجاد منصة وطنية متقدمة للبحث العلمي على مستوى الدولة، تغطي مختلف مجالات الحياة، وخصوصاً في القطاع الزراعي لما له من أهمية استراتيجية في معدلة الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي».
البحث العلمي وصفة تقدم الأوطان
أشار عماد سعد إلى أنه لو أجريت مقارنة معيارية للميزانيات المالية التي تخصصها الدول العربية للبحث العلمي مقارنة مع بعض دول العالم، سوف نجد أن الأقطار العربية تختلف فيما بينها من حيث حجم الإنفاق على البحث العلمي، والملاحظ أن نسبة الإنفاق على البحث العلمي بالنسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي لم تتعد 0.5 % في الأقطار العربية كافة لعام 1992م، وهي نسبة ضئيلة عند مقارنتها بمثيلاتها في السويد وفرنسا، حيث بلغت 2.9 % و2.7 % على التوالي، وذلك بحسب ما أفادت به دراسة لليونسكو نشرت مؤخراً في مجلة المستقبل العربي.
لفت إلى أن دعم الحكومات للبحث العلمي بصفته ركيزة أساسية في معادلة الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، هو ليس رافداً للعملية الاقتصادية والاجتماعية فحسب، بل هو في الصميم من نسيجها، لأنه صيغة التقدم التي بها تبنى الأوطان، وتعزز من خلاله التنافسية العالمية للدولة وجودة الحياة للناس، مشيراً إلى النمو البطيء في مؤسسات البحث العلمي ذات العلاقة بالزراعة والأمن الغذائي لا بد أن يؤتي ثماره وينشط بالأبحاث التطبيقية التي من شأنها النهوض بالخطط الوطنية.
المصدر:جريدة البيان: أعد الملف: منى خليفة : التاريخ: 16 ديسمبر 2019
https://www.albayan.ae/across-the-uae/news-and-reports/2019-12-16-1.3727537