كاليسون آر تي كيه إل تحدد شركة التخطيط والتصميم المعماري الرائدة تشدد على أهمية التركيز على مواد البناء وأنظمة التبريد المستخدمة والتعاون في القطاع
شبكة بيئة ابوظبي: دبي، الإمارات العربية المتحدة 9 مايو، 2021
كشف خبراء من كاليسون آر تي كيه إل، شركة التخطيط والتصميم المعماري العالمية، عن خمسة توجهات رئيسية لتطوير المدن ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأشار الخبراء إلى ضرورة ضمان استخدام مواد البناء المستدامة والاستعانة بعمليات وأدوات التصميم لإنشاء المباني المستدامة، وتركيب أنظمة التبريد الذكية، وتوسيع نطاق التعاون في القطاع، باعتبارها جميعاً تمثل الركائز الأساسية لتطوير المدن ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية في المنطقة.
وأشار الخبراء إلى أهمية الاستعاضة عن الطاقة المستخدمة في المدن ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية، سواء كانت قيد التطوير أو الاستخدام، بمصادر الطاقة المتجددة بهدف تحقيق استهلاك صفري للطاقة. ومع توجه الحكومات في المنطقة نحو اعتماد استراتيجيات الطاقة النظيفة خلال العقود القادمة، بما فيها استراتيجية الإمارات للطاقة النظيفة 2050 ومبادرة السعودية الخضراء، يعد تمكين التنمية الحضرية ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية في المنطقة عاملاً أساسياً في تعزيز وفورات الاستدامة.
ويأتي هذا الإعلان في أعقاب إطلاق كاليسون آر تي كيه إل منصتها الجديدة مفتوحة المصدر كلايمت سكاوت (CLIMATESCOUT)، وهي أداة تدمج البيانات مع الصور، ما يتيح لخبراء التخطيط إمكانية تصميم المباني الملائمة للبيئة المحيطة بها من خلال توفير استشارات تصميمية تركز على المناخ. وتلتزم الشركة بتحقيق هدفين رئيسيين في جميع المشاريع التي تقوم بتصميمها حول العالم والبالغة حوالي ألفي مشروع وهما: أن تكون جميع المشاريع ذات انبعاثات كربونية صفرية عند تشغيلها بحلول العام 2030، وأن تكون محايدة للانبعاثات الكربونية (بما في ذلك مواد البناء المستخدمة فيها) بحلول العام 2050.
وفي هذا السياق، قال ماثيو ترايب، المدير التنفيذي لشركة كاليسون آر تي كيه إل: “تتميز منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحضور عالمي رائد في مجال اعتماد أحدث حلول تقنيات الاستدامة، لكن نتيجة للظروف المناخية واستراتيجيات التنمية الاقتصادية في المنطقة، يواجه خبراء التخطيط الحضري فيها تحدياً فيما يتعلق بإنشاء المدن ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية. وترتكز رؤيتنا الخاصة بالتنمية الإقليمية المستدامة على التعاون ضمن قطاع الهندسة المعمارية والتصميم، واستخدام الأدوات الرقمية القائمة على البيانات لتعزيز مسيرة التعلم وبلورة فهم أعمق على مستوى القطاع.
ويبرهن سعي كاليسون آر تي كيه إل لتحقيق تنمية حضرية ذات انبعاثات كربونية صفرية في قطاع الهندسة المعمارية العالمي على أهمية القضايا المناخية التي يواجهها العالم، والسبل التي تتيح لقطاع التصميم والإنشاء أداء التزاماته في هذا الإطار. كما نتطلّع من خلال إرساء أشكال جديدة من التعاون في القطاع للعب دور إيجابي فاعل في حوار واسع النطاق حول تمكين التنمية الحضرية ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية بما يعود بالنفع على الجميع”.
وتشمل التوجهات الرئيسية الخمسة لبناء المدن ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية ما يلي:
1. مواد بناء خالية من الانبعاثات الكربونية
يمكن أن يشكّل اختيار مواد البناء التي يستخدمها المطورون أحد العوائق الرئيسية لتحقيق عمليات تطوير منعدمة الانبعاثات الكربونية. وتنطوي عمليات استخراج ونقل وتصنيع مواد البناء على تأثيرات بيئية كبيرة، إذ يتسبب إنتاج الخرسانة والحديد والصلب بانبعاث حوالي 9% من إجمالي غازات الدفيئة العالمية. ولا تقتصر التأثيرات البيئة على عمليات إنتاج مواد البناء فحسب، فقد تكون هذه المواد غير فعّالة في المساعدة على تحسين استهلاك الطاقة في المباني، ويمكن أن يكون التخلص منها مكلفاً بيئياً.
ويتعين على مطوري المشاريع ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية في المنطقة أخذ مجموعة من العوامل المهمة في عين الاعتبار عند تصميم المباني، واختيار مواد البناء غير المكلفة بيئياً على صعيد إنتاجها ونقلها والتخلص منها. وبينما تتيح مواد البناء – مثل الأخشاب – عمليات تطوير حضري ذات انبعاثات صفرية في مناطق أخرى، يتعين على منطقة الشرق الأوسط اعتماد حلولٍ مبتكرة وإعادة ابتكار مواد البناء لتكون قادرة على تعويض الانبعاثات الكربونية أثناء عمليات التصنيع.
2. تصميم قائم على الأداء
لا تقتصر مهام خبراء التصميم الإقليميين عند تقييم مواد البناء على النظر في مجموعة العوامل المؤثرة على الأداء البيئي فحسب، وإنما ينبغي لعملية التصميم بأكملها أن تقوم على تمكين التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية طوال مرحلة التصميم. ويتعين على المهندسين المعماريين عدم تفضيل أحد الجوانب على جوانب أخرى عند تصميم المدن ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية، إذ لا يرغب أحد بالعيش في مدن مستدامة تفتقر إلى روح التآلف المجتمعي، أو الإقامة في مراكز اقتصادية لا تتضمن مساحات خضراء.
ويعد استخدام أدوات التصميم الرقمية الذكية لدعم التصاميم القائمة على الأداء عاملاً مهماً في تمكين التنمية المستدامة في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط. ويتيح استخدام نماذج التصميم المؤتمتة إمكانية تقييم استهلاك الطاقة في المبنى طوال دورة حياته التشغيلية، كما يمكن لمتطلبات البناء الخاصة بعمليات التطوير أن تتيح وفورات بيئية واسعة النطاق في المستقبل، فضلاً عن مواكبة الاحتياجات الراهنة للمجتمع. ويعتبر تعزيز وتمكين التصميم القائم على الأداء البيئي أحد الجوانب الأساسية في التنمية الحضرية ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية.
3. توافر أدوات التصميم الرقمية
تتطلب جميع عمليات التصميم أو المشاريع العمرانية تخطيطاً دقيقاً وتوفير خدمات استشارية حتى تتحول إلى واقع ملموس. ويتطلب تصميم المشاريع ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية دقة أكبر في التخطيط، حيث لا يحتاج المصممون إلى مراعاة الطاقة اللازمة لإنشاء المباني فحسب وإنما الطاقة اللازمة لتشغيلها والطاقة اللازمة لإيقاف عملياتها بنهاية عمرها التشغيلي. ويتطلب هذا المستوى من التخطيط لكامل دورة حياة المبنى وضع تصورات لآلاف نقاط البيانات الفردية، ما يؤدي إلى نشوء تحديات كبيرة أمام خبراء التخطيط.
ويمكن أن تساعد الأدوات الرقمية والحاسوبية المتطورة في تخفيف الضغوط عن المهندسين المعماريين، حيث أصبحت البرامج الحديثة اليوم قادرة على مواءمة متطلبات التخطيط للمشاريع ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية. وتتيح منصة كلايمت سكاوت من كاليسون آر تي كيه إل وصولاً مجانياً لخبراء التخطيط، وتزودهم برؤية واضحة حول استخدام تقنيات الإنشاء والتصميم الملائمة بما يواكب متطلبات التنمية المستدامة. وسيعود تطوير ونشر هذه الأدوات في قطاع الهندسة المعمارية والتصميم بمنافع كبيرة فيما يتعلق بالطرق التي يتبعها خبراء التخطيط الإقليميين لإنشاء المدن ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية في منطقة الشرق الأوسط.
4. الحفاظ على درجة حرارة منخفضة في منطقة الشرق الأوسط
باعتبار الشرق الأوسط من المناطق ذات درجات الحرارة المرتفعة نسبياً، فهي تعتمد منذ وقت طويل على أنظمة تكييف الهواء للحفاظ على أنماط الحياة اليومية فيها. وتشير توقعات المحللين إلى أن أنظمة تكييف الهواء ستستهلك حوالي 13% من إجمالي الطاقة الكهربائية العالمية بحلول العام 2050، بالإضافة إلى التسبب بانبعاث ملياري طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً. وتشكل القدرة على ابتكار طرق جديدة للحفاظ على برودة الأجواء عنصراً أساسياً في تصميم المدن ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية بالنسبة إلى خبراء التخطيط الإقليميين.
وعند أخذ ذلك بعين الاعتبار، يوجد حل أساسي كان مستخدماً في المنطقة قديماً، فقد مثّلت أبراج الرياح الشهيرة في منطقة الخليج العربي إحدى الأدوات المستخدمة خلال الثلاثة آلاف عام الماضية لزيادة التهوية في المباني والحفاظ على الأجواء الباردة في المنازل. ومن خلال ترقية المباني التقليدية لتواكب متطلبات القرن الحادي والعشرين، يوظف حل زايلم بودز (Xylem Pods) من كاليسون آر تي كيه إل التقنيات المتقدمة لاستخدام الرياح في تبريد المياه، والتي يتم تدويرها عبر الطبقة الداخلية في المباني للحفاظ على برودة أجوائها الداخلية بالمقارنة مع درجات الحرارة الخارجية.
وإلى جانب تقنيات البناء الأخرى التي توفر أجواء داخلية باردة، بما في ذلك النوافذ التي تستجيب تلقائياً لأشعة الشمس وتخفف ضوء النهار، يمكن لأنظمة التبريد هذه أن توفر أدوات منعدمة الانبعاثات الكربونية للتحكم بالمناخ في منطقة الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أن هذه التقنية لا تزال تتطلب المزيد من التطوير قبل أن تحل مكان أنظمة تكييف الهواء التقليدية، إلا أنها توفر فرصة مهمة للتحكم المستدام بالمناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
5. التعاون على مستوى القطاع
يشكل تطوير مشاريع منعدمة الانبعاثات الكربونية على المستويين الإقليمي والعالمي مهمة ضخمة تفوق قدرة أي شركة متخصصة بالتصميم والهندسة المعمارية على إنجازها بمفردها، سواء من حيث واجباتها الأخلاقية أو على صعيد حجم التنسيق التقني واللوجستي. ويتطلب ذلك – سواء في الوقت الحاضر أو مستقبلاً – من خبراء التخطيط والمهندسين المعماريين في المنطقة التعاون بشكل وثيق فيما بينهم، للتصدّي للتحديات الرئيسية التي تواجه التنمية الحضرية ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية.
وفي هذا الإطار، قامت كاليسون آر تي كيه إل مؤخراً بتأسيس منصتها العالمية للتعاون في القطاع تحت اسم “سي آر تي كيه إل كولاب – (CRTKL CoLab). وتضمنت هذه المنصة عقد جلسات جمعت تحت مظلتها الخبراء في القطاع وصنّاع السياسات والمتخصصين بإدارة المواد وخبراء التصميم وغيرهم بهدف التركيز على موضوع مخلفات البناء في الهندسة المعمارية لقطاع التجزئة، ما أتاح إمكانية عقد حوارات حول تمكين التنمية الحضرية ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية. ومن خلال المشاركة واستضافة هذه الحوارات، يمكن لقطاع الهندسة المعمارية والتصميم في المنطقة مواصلة التقدم نحو تمكين التنمية الحضرية ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتعد كلايمت سكاوت من كاليسون آر تي كيه إل منصة متاحة للجميع، ويمكن الوصول إليها من خلال الرابط.
الوسومالانبعاثات الكربونية الصفرية كاليسون آر تي كيه إل ماثيو ترايب
شاهد أيضاً
محمد بن راشد يعتمد مشروع “تصريف” لتطوير شبكة تصريف مياه الأمطار في دبي بـإجمالي 30 مليار درهم
المشروع يرفع الطاقة الاستيعابية 700٪ ويغطي 100% من مساحة دبي لمدة 100 عام القادمة. • …