شبكة بيئة ابوظبي: بغداد، بيروت، 27 أيار/مايو 2021
في ظل جائحة كوفيد-19 التي طالت تداعياتها كافة المجالات، تزايدت الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على النساء بشكل خاص. وأدّت الفجوات القائمة بين الجنسين إلى زيادة الآثار السلبية لهذه الجائحة عليهنّ، حيث كانت النساء أكثر عرضة للمخاطر على الرغم من كل الإجراءات التي اتُّخِذَت لتوفير الحماية لهنّ. في هذا السياق، أعدّت اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في العراق ثلاث دراسات حول الأثر الاجتماعي والسياسي والاقتصادي على المرأة في العراق تم إطلاقها في مؤتمر عُقد اليوم افتراضيًا. وحضر المؤتمر عدد من صانعي السياسات وممثلي هيئات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، إضافة إلى معدّي الدراسات وخبراء في مجال تمكين المرأة من العراق ومنظمات المجتمع المدني.
وتهدف الدراسات الثلاث إلى دعم الحكومة العراقية لزيادة فعالية جهودها في تحقيق المساواة بين الجنسين في ظل الجائحة وما بعدها، وتطرح توصيات عملية لتمكين المرأة في المجتمع والاقتصاد، ولرفع مستويات مشاركتها السياسية.
في كلمتها الافتتاحية، قالت مهريناز العوضي، مديرة مجموعة السكان والعدالة بين الجنسين والتنمية الشاملة في الإسكوا، إنّ “هذه الدراسات التي اعتمدت على المقابلات والمعلومات المقدمة من الخبراء العراقيين تتيح لنا الاطلاع عن كثب على النتائج الملموسة والمباشرة للأزمة الصحية التي عصفت بالعالم على مشاركة المرأة السياسية والاقتصادية وعلى قدرة المرأة من الاستفادة من الحماية الاجتماعية المتوفرة في العراق”. وأضافت أنّ هذه الأوراق “تسمح لنا بالتعرف على النقاط الرئيسية التي من الممكن معالجتها للوصول الى مجتمع قادر على الاستفادة من الخبرات والإمكانات الكامنة للمرأة العراقية، وأيضًا مجتمع تستطيع المرأة الاستفادة منه على قدم المساواة مع الرجل”.
من جهتها، قالت دينا زوربا، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في العراق واليمن، إنّ “العالم ما زال يعاني من التحديات الاقتصادية والاضطرابات السياسية الناشئة عن الجائحة، وقد أظهرت العديد من الدراسات أنّ النساء تحملن الوطأة الأكبر من الجائحة، خصوصا اذا ترافقت ظروف المرض مع الفقر والإعاقة والأوضاع السياسية غير المستقرة واشكاليات التقاليد المفروضة على النساء بسبب غياب المساواة بين الجنسين والتمييز الذي تتعرّض له، ما أدّى إلى عرقلة فرص المرأة للحصول على عدالة اجتماعية واقتصادية وسياسية”.
وتوصي الدراسة الأولى التي تحمل عنوان “تأثير سياسات الحماية الاجتماعية على الاستجابة لوباء كورونا الخاصة بالمساواة بين الجنسين في العراق” بوضع خطة استراتيجية للاستجابة للأزمات، من مقوماتها: إشراك المرأة والمنظمات النسائية في وضع تدابير الاستجابة؛ وتحويل عمل الرعاية غير العادل وغير المدفوع الأجر إلى اقتصاد رعاية شامل يستفيد منه الجميع؛ وتصميم الخطط الاجتماعية والاقتصادية مع التركيز على تحسين حياة النساء والفتيات ومستقبلهنّ. ومن التوصيات الرئيسية أيضًا ضمان استمرار الخدمات الصحية الأساسية للنساء والفتيات في جميع الأوقات، ولا سيما النازحات.
أمّا الدراسة الثانية عن “تأثير الصراع وجائحة كوفيد-19 على المشاركة السياسية للمرأة العراقية وانخراطها في مفاوضات وبناء السلام”، فتوصي بإشراك النساء في عملية صياغة السياسات المتعلقة بالجائحة، وتقديم الدعم الحكومي والدولي للمنظمات النسائية، وضمان مشاركة المرأة في جميع عمليات المصالحة وبناء السلام، وضع كوتا للنساء في المناصب الحكومية والقيادية العليا.
وتطرح الدراسة الثالثة حول “تأثير جائحة كوفيد-19 على المشاركة الاقتصادية للمرأة في العراق”بعض الحلول الممكنة لسد الفجوة بين الجنسين وزيادة مشاركة النساء في الأنشطة الاقتصادية ودعم ريادة الأعمال النسائية.