مدينة مصدر تستقطب كبرى الشركات المبتكرة في المنطقة والعالم

في ظل الجهود العالمية لتحقيق التعافي الأخضر من جائحة كوفيد-19
باعتبارها وجهة رائدة رائدة للابتكار، تسهم مدينة مصدر في دعم جهود دولة الإمارات المتواصلة لمواجهة التغير المناخي
تضم المدينة أكثر من 900 شركة تتخصص في مجالات الابتكار والتكنولوجيا
حققت المنطقة الحرة في مدينة مصدر العام الماضي زيادة بنسبة 26 بالمئة في أعداد الشركات القائمة على الابتكار
شبكة بيئة أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 16 يونيو 2021

تعتبر مدينة مصدر، احدى أكثر مدن العالم استدامةً، في العاصمة الإماراتية أبوظبي وجهة رائدة تستقطب شركات بارزة على مستوى المنطقة تتخصص في مجالات الابتكار والتكنولوجيا، ما يؤهلها للمساهمة بدور فاعل في تحقيق التعافي الأخضر في العالم من جائحة كوفيد-19. وقد شهدت المنطقة الحرة في مدينة مصدر العام الماضي زيادة بنسبة 26% في أعداد الشركات التي تستضيفها، ما يعكس المكانة المهمة للمدينة والميزات الفريدة التي تقدمها للشركات المبتكرة، والتي تشمل على سبيل المثال مجموعة G42 للرعاية الصحية، التي ساهمت مراكز الاختبار لديها بدور رئيسي في دعم جهود دولة الإمارات في التعامل مع الجائحة وتبعاتها.
وتُظهر هذه الزيادة في أعداد الشركات مدى الحاجة الكبيرة للاعتماد على الابتكار كوسيلة لتطوير ونشر تقنيات جديدة تساعد في تحقيق تقدم في عملية التحول الأخضر. وتعد مدينة مصدر مجمع البحث والتطوير المعتمد الوحيد في أبوظبي، وتستضيف حالياً أكثر من 900 شركة تتنوع بين شركات متعددة الجنسيات، وشركات صغيرة ومتوسطة الحجم، وشركات محلية ناشئة، حيث تركز جميعها على تطوير تقنيات مبتكرة للقطاعات الرئيسية العالمية التي تواجه تحديات بيئية ملحة، من ضمنها الطاقة، والمياه، والذكاء الاصطناعي، والصحة، والفضاء، والزراعة، والتنقل.
وقال عبدالله بالعلاء، المدير التنفيذي لإدارة التطوير العمراني المستدام في شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”: “لطالما أبدت القيادة الرشيدة في دولة الإمارات التزامها بدعم جهود مكافحة التغير المناخي، وشددت على أهمية الابتكار لتحقيق التعافي الأخضر في العالم. وقد أظهرت جائحة كوفيد-19 مدى الترابط بين الصحة والتغير المناخي، وجعلتنا ندرك الآن وأكثر من أي وقت مضى مدى أهمية التعافي الأخضر باعتباره السبيل الوحيد للمضي قدماً. وإن تحقيق هذا الهدف مرهون بدعم التنمية المستدامة وتحفيز الابتكار في القطاعات الرئيسية، وهو ما تركز عليه مدينة مصدر وتتمحور حولها جهودها الرائدة في هذه المجالات”.
وأضاف بالعلاء: “إن التقنيات النوعية التي طورتها شركات تعمل ضمن مدينة مصدر لا تسهم في تمهيد الطريق نحو المستقبل، بل تساهم في صياغته، فضلاً عن دعمها لبلوغ أهداف الإمارات بترسيخ الاستدامة وتحقيق التغيير الايجابي”.

وأوضح بالعلاء أن دولة الإمارات لديها استراتيجيات تدعم الابتكارات المتقدمة وتركز على تطوير حلول مبتكرة في قطاعات رئيسية تشمل الصحة والنقل والمياه والبيئة والفضاء تمكنّها من لعب دور أكبر في انتقال الدولة إلى اقتصاد قائم على المعرفة وهو ما تركز عليه مدينة مصدر مشيراً إلى أن المدينة توفر بيئة فريدة للتعليم والبحث والتطوير والتكنولوجيا والابتكار. فضلاً عن الاستراتيجيات التي تدعم تطوير المؤسسات الصناعية الصغيرة والمتوسطة، وشدد بالعلاء على أن المدينة توفر بيئة فريدة للتعليم والبحث والتطوير والتكنولوجيا والابتكار، وكل ذلك ضمن قاعدة استراتيجية يمكن للشركات من خلالها اختبار التقنيات الجديدة وبناء شراكاتهم. وتحتضن المدينة حالياً أكثر من 900 شركة ونتطلع إلى زيادة هذا العدد بشكل كبير خلال السنوات العشر المقبلة.
وعلى الرغم من التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-19، تواصل مدينة مصدر استقطاب مجموعة من الشركاء الجدد، والتي تشمل جهات بارزة في مجال التكنولوجيا المتقدمة مثل مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، الذي يساهم في قيادة وتشكيل استراتيجية البحث والتطوير في أبوظبي ويضم تحت مظلته “معهد الابتكار التكنولوجي” و”أسباير”. وسوف تستمر المدينة في استضافة المزيد من الشركاء الإقليميين والعالميين على مدى الشهور المقبلة.
وبالإضافة إلى مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، تشمل قائمة المؤسسات والشركات الرئيسية العاملة ضمن مدينة مصدر كل من مركز هانيويل للابتكار، وهو مركز لتعزيز الابتكار وتبادل المعرفة مصمم لدعم التحوّل الرقمي ضمن قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات والبنية التحتية، ومجموعة(G42) الرائدة في مجال تكنولوجيا الرعاية الصحية، التي قامت بافتتاح أحد أكبر المختبرات المتخصصة في إجراء الفحوصات لمواجهة جائحة فيروس كوفيد-19، وإطلاق “مركز أوميكس للتميز” الذي يعد أكبر منشآت العلوم البيولوجية “أوميكس” في المنطقة وأكثرها تطوراً، ويضم سلسلة من المشاريع في هذا المجال، و”الوكالة الدولية للطاقة المتجددة” (آيرينا) أول منظمة حكومية عالمية تتخذ من الشرق الأوسط مقراً لها، ووكالة الإمارات للفضاء التي حققت إنجازاً تاريخياً خلال العام الحالي تمثّل بإرسال مركبة فضائية إلى المريخ لتصبح بذلك الإمارات أول دولة عربية وإحدى خمس دول فقط في العالم تحقق هذا الإنجاز، ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية، وشركات مثل سيمنز، وسان غوبان، وتبريد، بالإضافة إلى شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” التي تتخذ من المدينة مقراً لها.

وتساهم مدينة مصدر أيضاً بشكل فاعل في دعم استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031، والتي تحدد مجالات التنمية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وقد شرعت في ترسيخ الدولة كحاضنة للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي. واستقبلت مدينة مصدر هذا العام أول دفعة من الطلاب الملتحقين بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، أول جامعة دراسات عليا متخصصة في بحوث الذكاء الاصطناعي في العالم. وقد باتت مدينة مصدر مقراً لعدد متزايد من الشركات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي التي تساهم في الاقتصاد العالمي المقدّر بنحو 15.7 تريليون دولار بحلول عام 2030 واقتصاد الشرق الأوسط الذي يقدّر بـ 320 مليار دولار.
ومن موقعها كمركز رائد للابتكار على مستوى المنطقة، سوف تواصل مدينة مصدر بالتعاون مع شركائها دعم الجهود الرامية إلى تطوير حلول متقدمة في عدد من القطاعات الرئيسية، بما يسهم في تنمية القطاع الصناعي في الإمارات وتعزيز مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي للدولة لتصل إلى 300 مليار درهم بحلول العام 2031.
كما يعد دعم الشركات الناشئة مهمة رئيسية تضطلع بها مدينة مصدر، وذلك من خلال وحدة دعم الابتكار التكنولوجي المبادرة المشتركة بين مصدر وشركة “بي بي”، أول مركز لتسريع أعمال الشركات الناشئة في مجال الاستدامة بالمنطقة. وتشمل الشركات التي تدعمها الوحدة شركة “سيراميك” التي تطور حلولاً متكاملة لإعادة تدوير النفايات الصناعية، و”فولتس” التي تقوم بتطوير جيل جديد من أنظمة البطاريات المحمولة التي تخزّن وتوزع الكهرباء التي يتم توليدها بواسطة الشبكة الرئيسية أو الألواح الشمسية، و”ديلارت” المتخصصة بإنتاج مستحضرات مستدامة للعناية بالبشرة.
وبمناسبة مرور 15 عاماً على تأسيسها، تواصل شركة “مصدر”، حملتها “لمستقبل مستدام” التي تستعرض أمثلة عملية تبرز الدور المهم والفاعل لمدينة مصدر في دعم عملية التحول نحو الطاقة النظيفة في العالم وتحفيز جهود الابتكار بالمنطقة.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

الانتقال الطاقي بالمغرب بين الواقع والمستقبل

شبكة بيئة ابوظبي، حميد رشيل، الخبير البيئي، عضو جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، …