شبكة بيئة ابوظبي: الأردن، الأزرق، محمد العويمر، 17 يونيو 2021
الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في الاردن في إطار جهودها لحماية الموائل الطبيعية، وتنفيذها عدد من البرامج الناجحة في إعادة تأهيل الموائل الطبيعية، تم اختيار محمية الأزرق المائية لتقديم عرض PPP عن برامج إعادة تأهيل الموائل في المحمية، وذلك على هامش المؤتمر العالمي “استعادة الأراضي الرطبة المتوسطية”، وبدعوة من صندوق العالمي للحياة البرية في إسبانيا WWF.
ويهدف المؤتمر، الذي يعقد في شهر أيلول من العام الحالي، لتسليط الضوء على التحديات الرئيسية، التي تواجهه المؤسسات والجمعيات والجهات المعنية في تطوير وتنفيذ مشروع استعادة الأراضي الرطبة وإدارتها، بالإضافة إلى تبادل التجارب الناجحة والتعلم منها.
وجاء اختيار محمية الأزرق المائية، لاستمرار برامج إعادة تأهيل الموائل فيها، وخبرة الجمعية في هذا المجال، ولمشاريع إعادة التأهيل التي تمت مع عدة مؤسسات سابقا وآخرها منظمة Tour Du Valat الفرنسية وبدعم من الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD، بحسب ما قال مدير محمية الأزرق المائية حازم الحريشه.
وبين الحريشه، أن مشاركة الجمعية الملكية لحماية الطبيعة ممثلة بمحمية الأزرق المائية، في هذا المؤتمر المهم على المستوى العالمي، يؤكد على المكانة المرموقة للجمعية بين المؤسسات العاملة في مجال حماية الطبيعة، وإعادة تأهيل الموائل العالمية.
واعتبر الحريشه، أن الجمعية سواء في محمية الأزرق أو في بقية المحميات، قامت بعمل عديد من المشاريع الناجحة في حماية وتأهيل الموائل الطبيعية، وهو ما جعل الجمعية مركزاً حيوياً على المستوى الإقليمي لتدريب وتأهيل الكوادر العاملة في هذا المجال ومن مختلف دول الإقليم.
ومن النتائج المتوقعة من خلال هذا المؤتمر، تعزيز مشاريع إعادة تأهيل الموائل الطبيعية التي يتم تنفيذها حالياً في الأراضي الرطبة في منطقة حوض المتوسط، والتوصل إلى وثيقة ودليل إرشادي يحوي العديد من التجارب الناجحة والاستنتاجات، التي سيتم توزيعها على المشاركين والمؤسسات والجمعيات المختلفة العاملة في مجال إعادة تأهيل الموائل، بالإضافة لمشاركة هذا الدليل مع صناع القرار والسياسات في المنطقة.
وتأتي مشاركة الجمعية في هذا المؤتمر الدولي اعترافاً بجهود الجمعية و ريادتها في حماية الموائل الطبيعية وإعادة تأهيلها، وأن الجمعية ماضية في تأدية رسالتها الوطنية والإنسانية، التي أوجدت الجمعية من أجل تحقيقها، ويتزامن هذا الإنجاز مع دخول المملكة في مئويتها الثانية، لتستمر مسيرة الإنجاز الوطني على كافة المستويات، وخاصة في حماية الطبيعة، والذي أثبتت التجارب أن الجمعية بجهازها الإداري والفني استطاعت تجاوز كافة التحديات، وعملت بكفاءة ومهارة وأصبحت اليوم قصة نجاح أردنية على المستويين العالمي والإقليمي.
وأعلنت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة عن تأسيس محمية الأزرق المائية في العام 1978 وذلك لحماية الواحة القيّمة والفريدة المتواجدة في قلب صحراء الأردن الشرقية، والواقعة بين الصحراء الكلسية في الغرب وصحراء البازلت في الشرق. تتميز بالمستنقعات الخضراء وتجمعات المياه الطبيعية التي تشكل البرك المتلألئة والجداول، الذي أعطى الواحة اسمها وهو الأزرق، وهي الترجمة العربية لكلمة ” اللون الأزرق”.
وتعتبر المحمية من أهم مسارات الهجرة للطيور في المملكة والمنطقة، ويزور المحمية العديد من أسراب الطيور في كل عام إما لتستريح فيها خلال رحلة هجرتها الطويلة، أو لقضاء فصل الشتاء أو حتى للتزاوج في المحمية، وتعتبر منطقة الأزرق الواحة الوحيدة في إقليم الصحراء العربية ذات نظام التزود الطبيعي بالمياه الأمر الذي ساعد على ديمومتها على مر السنين.
وتعتبر المنطقة الرطبة في الأزرق موقعاً غنياً بالتنوع الحيوي، يوفر مواطن طبيعية لعدد من الكائنات المائية والبرية، مثل سمك السرحاني، الذي يُعدّ الحيوان الفقاري الوحيد المتوطن في الأردن، وبسبب تدمير الموائل الطبيعية أصبح سمك السرحاني مهدداً بالانقراض حسب تعريفات الاتحاد الدولي لصون الطبيعة IUCN))، ونفذت المحمية برنامجا لإعادة تأهيل هذا النوع النادر وعملت على حمايته من الانقراض، وتوجت جهود الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بالنجاح، حيث تزايدت أعداد السمك السرحاني في موائلها الطبيعية.