شبكة بيئة ابوظبي: بقلم جوان فان دير فالت، مدير مؤسسة سايجن دبي، 23 يونيو 2021
كان الموظفون قبل الوباء يتطلعون إلى تحقيق أهداف ومعاني أسمى في وظائفهم ويأملون برؤية مستويات أعلى من المسؤولية الاجتماعية من أرباب العمل. وقد ساهم وباء كوفيد-19 والأزمة الصحية العالمية في تعزيز هذا التوجه، إذ بات الموظفون يتوقعون من أرباب عملهم القيام بالمزيد من المبادرات التي تخدم المجتمعات.
وباتت الشركات الرائدة تدرك أن العمل الخيري المؤسسي ومبادرات التطوع تعود بالفائدة على الموظفين والمستفيدين من تلك المبادرات. كما أن برامج التطوع المنسقة والمنفذة بشكل جيد تساعد على تحسين تفاعل الموظفين وتعزز الحافز لديهم ومستوى رضاهم وبقائهم في الشركات.
ويكتسب العمل الخيري المؤسسي المزيد من الزخم في منطقة الشرق الأوسط، إذ يتم بذل جهود منسقة في مجالات تركز على أولويات المنطقة مثل الاستدامة، والمساواة في التعليم، والمساواة بين الجنسين. وهذا الأمر ليس مفاجئأ، خاصة وأن معظم الموظفين يشعرون بضرورة الوصول إلى أهداف أسمى من خلال مساعدة الآخرين.
العطاء يرسّخ السعادة
لكي نفهم الأثر القوي للتطوع في إشراك الموظفين وتحفيزهم، لا بأس بأن نتعمق قليلاً في وجهة نظر عالم النفس الشهير فريدريك هيرزبرج الذي يقول إن توفير جميع العوامل المساعدة مثل الرواتب والميزات التنافسية، وظروف العمل الجيدة، والأمن الوظيفي يمنع الموظفين من الشعور بالتعاسة.
لكن هذه الأمور الأساسية لا تكفي لكي يشعر الموظفون بأنهم حققوا شيئاً نبيلاً في مكان عملهم. لذا فإن تحقيق مستويات أعلى من الرضا والتفاعل يتطلب من أرباب العمل التركيز على العوامل المحفزة مثل تعزيز شعور الموظفين بأهمية وظيفتهم. كما أن وجود برنامج خاص للعمل الخيري المؤسسي أو برنامج تطوعي يساهم بشكل كبير في إشعار قوى العمل بأن عملهم له معنى حقيقي ومفيد.
وتمكّن هذه الأمور الشركات من مساعدة المهنيين على إيجاد هدف أنبل من مجرد تحقيق مبيعات دورية أكبر. كما تعد مثل هذه المبادرات طريقة رائعة لتعزيز التواصل مع فرق العمل وترسيخ مستويات التعاون والترويج لثقافة المؤسسة ككل.
تخفيف التوتر في مكان العمل
من فوائد التطوع أنه يساعد على خفض مستويات التوتر لدى الموظفين خلال الأزمات والفترات الصعبة.
إن التخلص من روتين العمل والمساهمة في مبادرات إيجابية للمجتمعات تعزز الصحة النفسية والجسدية للموظفين. فمن المعروف أن فعل الخير يحفز على إفراز الإندورفين في الجسم، ما يؤدي إلى الشعور بالغبطة والهدوء. وقد كشفت دراسة أن 78% من المتطوعين يقولون إن المشاركة في المبادرات الخيرية تخفض مستويات توترهم.
ومن شأن تلك الفوائد أن تعزز تفاعل الموظفين كأفراد وأن تحسن معنويات وأداء فرق العمل. لذا فإن الشركات التي لا تُشرك موظفيها في برامج التطوع يفوتها منافع جمّة.
لا شك بأن العطاء أمر إيجابي، لكن التطوع له آثار إيجابية أوسع على أعمال الشركات والمستفيدين والموظفين مقارنة بالتبرع بمبلغ معين أو القيام بحملات لجمع التبرعات.