شبكة بيئة ابوظبي، المهندس محمد بنعبو، خبير في المناخ والتنمية المستدامة، المملكة المغربية، 28 يوليو 2021
افتتحت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ اجتماعا يوم 26 يوليوز الجاري للمصادقة على تقريرها القادم حول أسس العلوم الفيزيائية لتغير المناخ الجزء الأول من تقرير التقييم السادس، وسيوفر التقرير الذي أعده الفريق العامل الأول التابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أحدث فهم مادي لنظام المناخ وتغير المناخ، وسيجمع بين أحدث التطورات في علم المناخ ومصادر البيانات المتعددة، ويعقد الاجتماع عن بعد وهي المرة الأولى التي تعقد فيها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ جلسة تأييد بهذا الشكل من 26 يوليوز إلى 6 غشت 2021 بسبب تأثير جائحة كوفيد 19 ووفقا لقرارات الهيئة سيتم إصدار التقرير في 9 غشت 2021، وقال هوسونج لي رئيس اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في الجلسة الافتتاحية للاجتماع: “تم إعداد هذا التقرير في ظل ظروف استثنائية وهذه جلسة تأييد غير مسبوقة للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ”، وشكر لي كاتبي التقرير البالغ عددهم 234 على التزامهم وتصميمهم على إنتاج التقرير في ظل ظروف وبائية، وقال: “لقد تطلب هذا العمل عدة جولات من الاجتماعات الافتراضية عبر مناطق زمنية، مما أدى إلى تعطيل الحياة اليومية وإيقاعات العمل، خاصة في المرحلة الأكثر أهمية خلال الـ 16 شهرا الماضية أثناء تشكيل المشروع النهائي”، وسيوفر التقرير “تغير المناخ 2021: أساس العلوم الفيزيائية” أحدث المعارف حول توقعات الاحترار في الماضي والمستقبل، ويوضح كيف ولماذا تغير المناخ حتى الآن، بما في ذلك فهم أفضل للتأثير البشري على المناخ، بما في ذلك الأحداث المتطرفة حيث سيتم التركيز بشكل أكبر على المعلومات الإقليمية التي يمكن استخدامها في تقييمات مخاطر المناخ، وقال الأمين العام لمنظمة الارصاد الجوية الدولية البروفيسور بيتيري تالاس إن التقرير التالي ضروري لنتائج مفاوضات الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في غلاسكو في نونبر المقبل وقال إن الاهتمام السياسي مرتفع، لكن التحدي يكمن في تنفيذ اتفاقية باريس وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
تغير المناخ واضح بالفعل كما أكد ذلك البروفيسور تالاس خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع هيئة خبراء المناخ: “ليس علينا إخبار الناس بوجودها” مضيفا: “نشهد المزيد من الأحداث المتطرفة: موجات الحر والجفاف والفيضانات في أوروبا والصين، قال البروفيسور تالاس إن “التسخين الهائل” في القطب الشمالي يؤثر على ديناميكيات الغلاف الجوي في نصف الكرة الشمالي، كما يتضح من أنظمة الطقس الراكدة والتغيرات في سلوك التيارات النفاثة، وتضيف الأمينة التنفيذية لتغير المناخ في الأمم المتحدة باتريشيا إسبينوزا إن العالم يقف عند “مفترق طرق مناخي” وأن القرارات المتخذة هذا العام ستحدد ما إذا كان من الممكن الحد من حالة التأهب العالمي إلى 1.5 درجة مئوية فوق حقبة ما قبل الصناعة بحلول نهاية القرن، وقالت إن العالم يسير حاليا في الاتجاه المعاكس، متجها نحو ارتفاع 3 درجات مئوية، بينما أكدت نائبة المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة جويس مسويا إن جائحة كوفيد -19 “هي تحذير للكوكب بأن الأسوأ بكثير ينتظرنا إذا لم نغير أساليبنا”، وقالت مسويا “يجب أن نتغلب على هذه الأزمة التي تهدد مستقبلنا الجماعي”.
وكان برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية قد عملا على خلق الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في عام 1988 لتزويد القادة السياسيين بتقييمات علمية دورية لتغير المناخ وآثاره ومخاطره فضلا عن اقتراح استراتيجيات التكيف والتخفيف، وفي الاجتماع ستنظر الدورة الرابعة عشرة للفريق العامل الأول في ملخص صانعي السياسات لمساهمة الفريق العامل الأول في تقرير التقييم السادس للموافقة عليه في استعراض دقيق سطراً سطراً والتقرير الكامل للقبول، وستقبل الدورة الرابعة والخمسون للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بعد ذلك عمل الفريق العامل الأول ، الذي وافق رسميا على التقرير، ويبقى الهدف من هذه العملية هو ضمان أن يكون موجز مقرري السياسات دقيقا ومتوازنا ويعرض بوضوح الاستنتاجات العلمية للتقرير الأساسي، وتبقى الجلسة العامة للموافقة هي تتويج لعملية الصياغة والمراجعة الصارمة التي يتم تقديم تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إليها، فقد تلقت المسودة من الدرجة الأولى لتقرير مجموعة العمل الأولى 23462 تعليق مراجعة من 750 خبير مراجعة، وتلقت مسودة الدرجة الثانية 51387 تعليق مراجعة من الحكومات و 1279 خبيرا، وتلقى التوزيع ملخص الحكومة النهائي لصانعي السياسات الذي انتهى في 20 يونيو حيث سيتم الانتهاء من الأجزاء المتبقية من تقرير التقييم السادس في فبراير عام 2022.
وتعد الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التقييم الأكثر شمولا لحالة الاحتباس الحراري منذ عام 2013 حيث على مدار الأسبوعين المقبلين سيستعرض العلماء نتائجهم سطرا سطرا مع ممثلين من 195 حكومة، ويقول الخبراء إن التقرير سيكون بمثابة “دعوة للاستيقاظ” للحكومات، بينما من المتوقع أن يلعب الملخص القصير المكون من 40 صفحة لصانعي السياسات دورا مهما في توجيه قادة العالم الذين سيأتون إلى غلاسكو في نونبر المقبل لمعالجة القضايا المناخية الحرجة.
مع ارتفاع درجة حرارة العالم خلال الثلاثين عاما الماضية أصبحت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أهم منصة لتلخيص حالة الفهم العلمي للمشكلة وتأثيراتها وحلولها، ومع ذلك يأتي تقرير اللجنة هذا العام في الوقت الذي هزت فيه الأحداث المناخية القاسية الولايات المتحدة وكندا وأوروبا وآسيا، لقد أثيرت مسألة الدور الذي يلعبه تغير المناخ بفعل الإنسان أعلى من أي وقت مضى، ترى ماذا تفعل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ وما هي أهميتها : أنشئت في عام 1988 ويتمثل دور الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في تزويد السياسيين بتقييمات كل ست أو سبع سنوات حول العلوم والآثار والخيارات المحتملة لمعالجة تغير المناخ، وعلى مر السنين نمت تقاريرها أقوى مع تراكم الأدلة ففي عام 2013 أشار تقييمها إلى أن البشر كانوا “السبب الرئيسي” للاحترار العالمي منذ الخمسينيات، فقد ساعدت هذه الوثيقة في تمهيد الطريق لاتفاقية باريس للمناخ الموقعة في عام 2015، بالإضافة إلى التقييمات التي مدتها ست أو سبع سنوات أنتجت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أيضا دراسات خاصة تتناول مسائل علمية محددة، وفي عام 2018 نشرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ تقريرا خاصا حول الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية دون 1.5 درجة مئوية حيث كان لهذه الوثيقة تأثير كبير على جيل ناشئ من الشباب على استعداد للنزول إلى الشوارع للمطالبة برد سياسي، قال كو باريت نائب رئيس الهيئة ورئيس الأبحاث في الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (نوا): “لقد ساعد تقرير 1.5C الشباب حقا على استخدام هذا العلم لتعبئة جهودهم في العمل” ويضيف: “أعتقد أن التقرير ربما فاجأنا جميعا، بينما أن التقرير كان له مثل هذا التأثير لجعل الناس يفكرون وهذه ليست مشكلة كبيرة في المستقبل إنها مثل الآن” ومن المتوقع أيضا أن يكون للملخص العلمي الأخير للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، والذي سيصدر في 9 غشت المقبل تأثير كبير، بينما في غضون بضعة أشهر، سيأتي قادة العالم إلى غلاسكو لمحاولة دفع الجهود العالمية ضد ارتفاع درجات الحرارة، سيكون تقرير الهيئة التالي مطلوبا للقراءة للعديد من المشاركين في قمة المناخ، قال ريتشارد بلاك الباحث الفخري في معهد جرانثام في إمبريال كوليدج لندن: “أعتقد أن هذا سيكون جرس إنذار ، فلا شك في ذلك” مضيفا : “ولكن مرة أخرى كذلك بعض أحداث العالم الحقيقي التي نراها من حولنا الآن.”
الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والادوار المنوطة بها
يعتقد الكثير من الناس أن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ هي مجرد منصة للعلوم، لكنها ليست الصورة الكاملة، وقال ريتشارد بلاك: “تتكون الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ نفسها من ممثلين من 195 حكومة إجمالا وهم يطلبون في الأساس إعداد التقارير إلى مجموعات مختلفة من الأكاديميين الذين يقومون بهذا العمل، “وهذا هو الجزء الرئيسي من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بالنسبة لي، إنها ليست مجرد مجموعة من العلماء تنتج تقريرا؛ إنهم بتكليف من الحكومات وهم ينتمون إلى الحكومات. وهذا يجعلها فريدة تماما، هذا وعلى الرغم من أن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ لديها تأثير لا جدال فيه إلا أنها لا تجري أبحاثها الخاصة في الواقع، ومن أجل تقييماتها، تقسم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ العمل إلى ثلاث مجالات مختلفة الأول هو تقرير العلوم الفيزيائية والثاني هو دراسة التأثير والثالث هو التخفيف حيث سيتم إصدار دراسات التأثير والتخفيف في أوائل العام المقبل بالإضافة إلى تقرير موجز سيجمع كل الخيوط.
بينما خلال الأسبوعين المقبلين سيتم الاتفاق على الملخص النهائي لواضعي السياسات المكون من 40 صفحة تقريبا حرفيا مع المسؤولين الحكوميين، قالت البروفيسورة كورين لو كيري من جامعة إيست أنجليا التي شاركت في اثنتين: “لقد توصل العلماء إلى وثيقة اقتراح يتم تحديها سطرا بسطر من قبل ممثل الأمم المتحدة هناك والعلماء يدافعون عن خطوطهم”، تقارير التقييم السابقة للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ حيث “لا يوجد شيء مكتوب غير صحيح علميًا. لذلك يحق للعلماء أن يقولوا فقط أنه خطأ وتصبح المستندات صلبة حقًا في النهاية بسبب هذه العملية”، وتبقى أحد الأشياء التي تمنح التقرير بعض القوة الإضافية هو حقيقة أنه ليس مجرد ورقة بحثية محددة حول موضوع ما ينظر المراجعون إلى جميع الأبحاث التي تم إجراؤها في كل مجال من مجالات الاهتمام، وقالت الدكتورة إميلي شوكبيرج من جامعة كامبريدج: “يتم أحيانا انتقاد الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ لتركيزها على الإجماع ، ويقترح أن هذا قد يضعف التصريحات” مضيفة : “لكن حقيقة أن هذا ملخص لعدة مصادر للأدلة هي قوية بشكل لا يصدق ومفيدة بشكل لا يصدق.”
تقرير هيئة علماء المناخ مليء بالمفاجآت
كما جاء في التقييمات السابقة لهيئة علماء المناخ من المرجح أن يكون التركيز على مسألة دور البشرية في خلق أزمة المناخ، حيث في التقرير الأخير لعام 2013 قال المؤلفون إن الاحترار منذ الخمسينيات كان “محتملا للغاية” بسبب الأنشطة البشرية، ومن المحتمل أن يتم تعزيز هذا بشكل أكبر، على الرغم من اعتراضات بعض البلدان، وقال البروفيسور لو كيري: “سوف يقوم بمراجعة بيان الإسناد العالمي هذا، ومن الواضح أنه سيكون أقوى مما كان لدينا في الماضي بسبب زيادة الاحتباس الحراري” مضيفاً: “ستكون هذه واحدة من النقاط الرئيسية. ستتم مناقشتها بعناية شديدة وتمحيصها. يمكنك التأكد من أن الحكومات ستنظر فيها”، ومع ذلك من المرجح أن يهتم العديد من المشاركين بالحاضر والمستقبل أكثر من اهتمامهم بمسائل المساءلة الماضية، حيث سيكون هناك فصل جديد عن الطقس والظواهر المتطرفة في مناخ متغير وسيرغب الكثيرون في إيلاء المزيد من الاهتمام لقضايا مثل العواصف والفيضانات أو حالات الجفاف ذات الاحتمالية المنخفضة ولكن التأثير الكبير ، كما لوحظ في جميع أنحاء العالم في الأسابيع الأخيرة، قال البروفيسور لو كيري: “هذه المرة طلبت الحكومات من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن تنظر أيضا في الأحداث ذات الاحتمالية المنخفضة التي يمكن أن تكون ضارة للغاية”، ويضيف: “لذلك يمكننا أن نتوقع الكثير من المعلومات. في الواقع للمرة الأولى تقريبا في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ حيث سنحصل على معلومات أكثر وضوحا حول مخاطر الظواهر الجوية المتطرفة”، وستدرس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أيضا حالة القطب الشمالي مع ارتفاع درجة حرارة المناخ بالإضافة إلى المعلومات الجديدة حول ارتفاع مستوى سطح البحر وحالة القطب الشمالي والقطب الجنوبي من المرجح أن يحتوي التقرير التجميعي على معلومات جديدة حول فرص الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية هذا القرن، وسيقوم بتقييم ما إذا كانت الحكومات تسير على الطريق الصحيح لتحقيق الأهداف المتفق عليها في ميثاق باريس للمناخ.
سيناريو المفاوضات بشأن تغير المناخ بعد صدور تقرير هيئة علماء المناخ
هذه هي المرة الأولى التي تحاول فيها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ عقد جلسة موافقة عن بعد، عادة ما تستمر هذه التجمعات أسبوعًا وغالبا ما تتضمن مناقشات قوية إلى حد ما بين المسؤولين الحكوميين والعلماء، وقبل بضعة أشهر من مؤتمر المناخ بغلاسكو ربما تكون المخاطر بالنسبة للمشاركين أكثر أهمية من أي وقت مضى في التاريخ الحديث، ومع حجم الكوارث المرتبطة بالطقس التي نشهدها في جميع أنحاء العالم أصبح الجمهور والسياسيون الآن أكثر وعيا من أي وقت مضى بقضية تغير المناخ، كل هذا سيزيد الضغط على الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الليالي الطويلة ربما تنتظر المشاركين.
إذن من المرتقب أن تشرع الدول الاعضاء في الاتفاقية الاطار بشأن المناخ في سلسلة من المفاوضات عبر تقنية التناظر عن بعد بداية الأسبوع الجاري للمصادقة على تقرير علمي أصدرته هيئة الأمم المتحدة المكلفة بالمناخ، تقرير سيؤسس لإنجاح قمة التنوع البيولوجي وقمة المناخ المرتقبة شهري أكتوبر ونونبر المقبل، قمة رقمية تعنى بمهمة تجنيب العالم كارثة مناخية على نطاق الكوكب، وفي ظل موجات حر وجفاف قياسية وفيضانات اجتاحت ثلاث قارات في الأسابيع الأخيرة وفاقمها الاحترار العالم، حيث اعتبارا من يوم الاثنين 26 يوليوز 2021 سينقح ممثلو 195 بلدا بمساعدة علماء “ملخصا لصناع القرار” مكونا من حوالى 20 إلى 30 صفحة حيث من المنتظر أن يستغرق الاجتماع الافتراضي المخصص للجزء الأول من التقرير المكون من ثلاثة أجزاء، أسبوعين بدلا من أسبوع كما جرت العادة، فيما يتوقع نشر الوثيقة في التاسع من شهر غشت المقبل، بينما يغطي الجزء الثاني من التقرير الذي سيتم نشره في شهر فبراير 2022 التداعيات، ويجدر بالذكر أن الهيئة كانت قد حذرت في مسودة تقرير تم تسريبها من أن التغير المناخي سيعيد تشكيل الحياة على الأرض في العقود المقبلة وإن تمت السيطرة على التلوث الكربوني المسبب للاحترار، ودعت إلى “تغيير جذري” لتجنيب الأجيال المقبلة مواجهة وضع أسوأ بكثير، بينما يبقى الجزء الثالث الذي سيكشف عنه الشهر المقبل عبارة عن مجموعة من الحلول لخفض الانبعاثات، حيث بناء على أبحاث منشورة قد يتوقع التقرير الذي تجري مراجعته الأسبوع الحالي تجاوزا مؤقتا لهدف 1,5 درجة مئوية، كما سيكون هناك تركيز على أحداث بـ”احتمال ضئيل وخطر كبير” مثل ذوبان الصفائح الجليدية التي قد ترفع منسوب مياه البحار بأمتار وتآكل التربة الصقيعية المحملة بغازات الدفيئة، وقال مدير معهد الأنظمة العالمية في جامعة إكستر تيم لنتون إن “التفاعلات التي تضخّم التغيير أقوى مما اعتقدنا ولربما نقترب من نقطة تحول ما”.
بينما يؤكد الخبراء أن تقييم تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ من طرف الدول الأعضاء في الاتفاقية الإطار المتعلقة بشان المناخ يأتي في الوقت المناسب، ويؤكد مؤسس “وحدة استخبارات الطاقة والمناخ” في لندن والخبير البارز فيها رتشارد بلاك أنه : “لا شك في أن هذا الاجتماع سيكون بمثابة جرس إنذار”، وأشار إلى أن التقرير يأتي قبل أسبوعين فقط من انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة وقمة لمجموعة العشرين و قمة الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في نسختها السادسة والعشرون” الذي تشارك فيه 197 دولة في غلاسكو الاسكتلندية، بينما يؤكد الخبراء أنه منذ تقرير عام 2014 للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بشأن الاحترار العالمي في الماضي والمستقبل تغير أشياء كثيرة حيث في ظل موجات الحر والحرائق والفيضانات تبددت الكثير من الشكوك التي كانت سائدة في أن الاحترار يتسارع أو في أن المصدر بشري بالكامل تقريبا إضافة إلى المفهوم الذي يعطي تطمينات زائفة بأن تداعيات المناخ هي مشكلات الغد، عقبة أخرى تعتبر من الاهمية بمكان منذ إصدار التقرير الأخير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ تم تبني عام 2015 اتفاق باريس الذي حدد هدفا جماعيا يقضي بالحد من درجة حرارة الأرض لتكون عند مستوى يتجاوز مستويات أواخر القرن التاسع عشر بـأقل بكثير من درجتين مئويتين، حيث رفع التلوث الكربوني الصادر عن الوقود الأحفوري بالحرارة بـ1,1 درجة مئوية حتى الآن فيما تزداد الانبعاثات مجددا بعدما توقفت لمدة وجيزة على خلفية تدابير الإغلاق التي فرضتها جائحة كوفيد 19، كما وضع اتفاق باريس حدا طموحا بلغ 1,5 درجة مئوية، فيما افترضت العديد من الجهات المشاركة في المحادثات بأنه سيبقى مجرد هدف طموح وبالتالي سيكون من السهل تنحيته جانبا، وكشف تقرير خاص للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ عام 2018 عن مستوى الدمار الذي قد يتسبب به ارتفاع درجة حرارة الأرض بدرجتين مئويتين بالنسبة للبشرية والكوكب، ويؤكد الاستاذ في جامعة ماينوث بيتر ثورن الذي كان من أبرز الشخصيات التي صاغت تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إن 1,5 درجة مئوية: “بات الهدف بحكم الأمر الواقع” ودليل على تأثير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ على تشكيل السياسة العالمية في هذا الصدد، ووفق حسابات العلماء، يتعين خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 50 في المائة بحلول العام 2030 وأن تنتهي تماما بحلول 2050 لتبقى درجة حرارة الأرض ضمن نطاق 1,5 درجة مئوية، في حين أكد خبير المناخ روبرت فاوتارد، الكاتب البارز أيضا لتقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ومدير معهد بيار-سيمون لابلاس: “لدينا اليوم نماذج أفضل للتوقعات المناخية وعمليات رصد أطول مع مؤشر أوضح بكثير على التغير المناخي”، ولعل الاختراق الأكبر هو ما يعرف بدراسات الإسناد التي تسمح لأول مرة للعلماء بتحديد سريع لمدى تكثيف التغير المناخي حدثا شديدا في الطقس أو إمكان حصوله، فعلى سبيل المثال تمكن تجمع “إسناد الأحوال الجوية العالمية” بعد أيام قليلة من موجة الحر الشديدة التي اجتاحت كندا وغرب الولايات المتحدة الشهر الماضي، من التوصل حسابيا إلى أن حدوثها كان أمرا مستحيلا تقريبا لولا الاحترار الذي تسبب به الإنسان، لكن التحليل بعد الوقائع مختلف عن التوقعات المسبقة فيما تعرضت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التي أسست عام 1988 لتوفير المعلومات الضرورية للمفاوضات المرتبطة بالمناخ في الأمم المتحدة، إلى انتقادات من قبل بعض الجهات التي اعتبرت أنها قللت من أهمية الخطر، وهو نمط اعتبرته مؤرخة العلوم في جامعة هارفارد نعومي أوريسكيس أنه يهدف للبقاء في الجانب “الأقل دراماتيكية” للأحداث.
المغرب شريك استراتيجي بشأن تغير المناخ
يعد المغرب من بين البلدان القليلة في العالم التي اتخذت تدابير للوفاء بالتزاماتها الواردة في اتفاقية باريس ولاسيما فيما يتعلق بالحد من الاحتباس الحراري إلى + 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، التزام المملكة المغربية بالمناخ بحلول عام 2030 “يتوافق مع اتفاق باريس لخفض الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية” كما أكده التقرير السنوي لـمنظمة العمل المناخي وهي منظمة علمية دولية مستقلة ترصد الالتزامات المناخية لكل بلد، ويشمل العمل المناخي الذي يخطط له المغرب كجزء من استراتيجيته الوطنية للطاقة تنفيذ “هدف طموح” يتمثل في 42٪ من قدرة الكهرباء المركبة من الطاقات المتجددة بحلول عام 2020 ، وترتفع إلى 52٪ في أفق 2030، وفقا للوثيقة التي تستعرض سياسة المناخ في 36 دولة في العالم، تضمن أن المغرب في طريقه لتحقيق هذا الهدف بفضل سياسة الطاقة التي تنفذها القطاعات الوزارية المختلفة، كدولة غير ملوثة ذات انبعاثات “منخفضة” من غازات الاحتباس الحراري يجب دعم المغرب من قبل دول أخرى من أجل المضي قدما في تنفيذ سياستها المناخية حسب “المنظمة الدولية”، وقال المصدر نفسه إن المغرب نشر في عام 2019 خطته الوطنية للمناخ 2030 مضيفا أن هذه الاستراتيجية تؤكد الهدف المناخي المحدد كجزء من التزام المغرب بموجب اتفاق باريس، وينص على تدابير لتحسين إدارة المناخ ولا سيما من خلال إنشاء لجنة وطنية معنية بتغير المناخ وتحسين التنسيق بين القطاعات وإشراك المنظمات غير الحكومية في صنع القرار، وتتضمن المساهمة المحددة وطنيا للمغرب معلومات مفصلة عن الأنشطة التي يجري تنفيذها حاليا والتدابير المخطط لها لتحقيق أهدافها من حيث المساهمات المحددة وطنيا غير المشروطة، ويعتقد متتبع العمل المناخي الذي أعلن أنه قيم بالتفصيل تأثير تدابير التخفيف التي يتخذها المغرب حاليا أن المملكة بصدد تحقيق أهدافها غير المشروطة من المساهمات المحددة وطنيا في ظل السياسات الحالية بسبب التوسع الطموح قدرة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الهيدروليكية.
بالإضافة إلى ذلك يشير التقرير إلى حدوث تطور كبير في الطاقات المتجددة في المغرب في السنوات الأخيرة. بحلول عام 2030 تهدف المملكة إلى الحصول على 52٪ من الطاقات المتجددة من إجمالي طاقتها الإنتاجية للكهرباء المركبة كما يشير التقرير مشيرا إلى أنه في عام 2018 بلغت حصة الطاقات المتجددة في السعة المركبة بالفعل ما يقرب من 34٪، ويمضي المغرب قدما في سياساته المناخية وكواحد من البلدان النامية القليلة قد يكون قادرا على خفض انبعاثاته بحلول عام 2030، يستمر التوسع في الطاقة المتجددة كما هو مخطط له، لكن البناء الجديد مستمر، يمكن لمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم أن تغلق البلاد في الانبعاثات، قد تؤدي السياسات الجديدة المخطط لها إلى تسوية الانبعاثات، لكن تأثير جائحة كوفيد 19 لا يزال غير واضح، كما تضيف تقارير البيانات التاريخية غير المتسقة عدم اليقين إلى توقعات السياسة التاريخية والحالية، ومع ذلك تشير اتجاهات الانبعاثات إلى أنه من المرجح أن يفي المغرب بالتزامه المناخي والذي تصنفه اتفاقية مناهضة التعذيب على أنه: “متوافق مع اتفاقية باريس عند 1.5 درجة مئوية”، فلم يسلم المغرب من جائحة COVID-19 لكن الإعلان المبكر للحكومة عن حالة الطوارئ الصحية، إلى جانب تدابير الاحتواء أبقى الحالات منخفضة نسبيا، كما هو الحال في بقية العالم، من المحتمل أن تكون الانبعاثات قد انخفضت بسبب الإغلاق الاقتصادي الناجم عن الأزمة، ولا سيما بسبب انخفاض النشاط السياحي والنقل، نتوقع أن تكون انبعاثات غازات الدفيئة في عام 2020 أقل بنسبة 5-10٪ مما كانت عليه في عام 2019.
على الرغم من قطاع الكهرباء الذي يهيمن عليه الفحم لا يزال هدف اتفاق باريس المغربي يقع في نطاق ما يعتبر “متوافقا 1.5 درجة مئوية” حصة عادلة من الاقتصاد جهد عالمي وفقا لتصنيف سهم وهذا يعني أن التزام المغرب غير المشروط بالمناخ في اتفاقية باريس لعام 2030 على الرغم من أنه يسمح بزيادة إجمالي الانبعاثات في البلاد يتوافق مع الحفاظ على الاحترار أقل بكثير من 2 درجة مئوية والحد من الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية، بناءً على مسؤوليتها التاريخية وقدرتها.
وفي عام 2019 نشر المغرب خطته الوطنية للمناخ 2030، وتؤكد الاستراتيجية على الهدف المناخي المحدد كجزء من التزام المغرب باتفاق باريس، وتنص على تدابير لتعزيز إدارة المناخ لاسيما من خلال إنشاء لجنة وطنية معنية بتغير المناخ وتحسين التنسيق بين القطاعات، وإشراك المنظمات غير الحكومية في صنع القرار، ويتضمن تقرير المساهمات المحددة وطنيا في المغرب معلومات مفصلة عن الأنشطة التي يجري تنفيذها حاليا والإجراءات المخطط لها لتحقيق أهداف المساهمات المحددة وطنيا غير المشروطة والمشروطة، قيمت لجنة مناهضة التعذيب بالتفصيل تأثير تدابير التخفيف التي يجري تنفيذها حاليا في المغرب ووجدت أن المغرب يفي بأهداف المساهمات المحددة وطنيا غير المشروطة بموجب السياسات الحالي، ويرجع ذلك أساسًا إلى التوسع الطموح في قدرة الطاقات المتجددة، يمكن للمغرب أيضا تحقيق هدف المشروط بحلول عام 2030، اعتمادا على تأثير كوفيد 19 واستكمال التدابير الإضافية المقترحة مع دعم إضافي يمكن أن يكون المغرب أحد البلدان النامية القليلة التي تخفض انبعاثاتها.
ولا يزال من غير الواضح في هذه المرحلة إلى أي مدى وكيف ستؤثر أزمة COVID-19 على انبعاثات المغرب على المدى الطويل، لأن إجراءات الإنقاذ والتحفيز الاقتصادي ستشكل الانبعاثات المستقبلية، ولكن مع السياسات التي يتم تنفيذها حاليا والتباطؤ الاقتصادي الناجم عن جائحة كوفيد 19 توقع أن تكون انبعاثات غازات الدفيئة في المغرب 80-120 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في عام 2030 باستثناء استخدام الأراضي وتغيير استخدام الأراضي والحراجة: حوالي 20-90 ٪ فوق مستويات 2005 و 190-350 ٪ فوق عام 1990 المستويات، نطاق الإصدار أقل من التزام المساهمات المحددة وطنيا غير المشروط وضمن نطاق الالتزام المشروط، في دجنبر 2018 كلف المغرب بمحطة طاقة تعمل بالفحم بقدرة 1.4 جيجاوات مما أضاف إلى الاستهلاك المرتفع بالفعل للكهرباء القائمة على الفحم، في عام 2017 أنتج الفحم أكثر من نصف إجمالي الكهرباء في المغرب، يقوم المغرب أيضا ببناء محطة أخرى لتوليد الطاقة تعمل بالفحم: من المتوقع أن يبدأ تشغيل المحطة بقدرة 1.3 جيغاوات في 2023-2024. في أوائل عام 2020، وافقت الشركة المغربية لتوزيع الكهرباء والماء أيضا على تمديد عقدها لشراء الكهرباء من محطة طاقة تعمل بالفحم بقدرة 2 جيغاوات من عام 2027 إلى 2044، يتعارض هذا مع التطورات اللازمة للبقاء دون هدف درجة الحرارة البالغ 1.5 درجة مئوية لاتفاقية باريس: بحلول عام 2040، يجب التخلص التدريجي من الكهرباء القائمة على الفحم في العالم، وقبل ذلك بكثير في العديد من المناطق، بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، من المتوقع أن تنخفض الكهرباء القائمة على الفحم بنسبة 80٪ في عام 2030 مقارنة بعام 2010 وأن يتم التخلص منها بحلول عام 2034، في حين أن التزام المغرب بالمناخ والتوقعات السياسية الحالية هي موقع ضمن نطاق ما يعتبر حصة عادلة من الجهد العالمي ، فهي غير متوافقة مع الحاجة إلى التخلص التدريجي من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم بموجب اتفاقية باريس، في الوقت نفسه كان هناك أيضا تطور كبير في الطاقات المتجددة في السنوات الأخيرة، بحلول عام 2030، يهدف المغرب إلى الحصول على 52٪ من الطاقات المتجددة من إجمالي طاقته الإنتاجية الكهربائية المركبة بينما في عام 2018 وصلت حصة الطاقات المتجددة في القدرة المركبة بالفعل إلى ما يقرب من 34٪ والمغرب في طريقه لتحقيق هذا الهدف.
بحلول عام 2020 يهدف المغرب إلى الحصول على 2 جيغاواط من الطاقة المركبة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية، بحلول نهاية عام 2019 كانت قد ركبت 1.2 جيغاواط من طاقة الرياح و 0.7 جيجاواط من الطاقة الشمسية و 1.8 جيغاواط من الطاقة الهيدروليكية، نتوقع أن يحقق المغرب أهداف عام 2020 فيما يتعلق بقدرة الطاقة المتجددة المركبة، في يونيو 2020 وقعت حكومتا المغرب وألمانيا اتفاقية تعاون “الهيدروجين الأخضر”، تم الإعلان عن أول مشروعين للبحث والتطوير في مجال الهيدروجين على أساس الطاقات المتجددة.
المغرب يتصدر المسيرة بمزيد من المساهمات المحددة وطنيا جديدة وأكثر طموحا
المساهمة المحددة وطنيا المحدثة في المغرب، والمقدمة في 22 يونيو 2021 تعزز هدفها لعام 2030 وتحسنه بطريقتين، أولا تم تعديل أهداف خفض الانبعاثات غير المشروط والمشروط لعام 2030 لتكون أكثر طموحا: من 17٪ إلى 18.3٪ أقل من سيناريو الوضع الراهن للهدف غير المشروط ومن 42٪ إلى 45.5٪ للسيناريو المشروط، كما قام المغرب بمراجعة سيناريو العمل المعتاد الذي تطبق عليه أهداف التخفيض نزولا، بالنسبة للهدف غير المشروط، يؤدي ذلك إلى انخفاض في الانبعاثات باستثناء استخدام الأراضي وتغيير استخدام الأراضي والحراجة بنسبة 21٪ في عام 2030 مقارنة بتقديم المساهمات المحددة وطنيا الأول و 29٪ للهدف المشروط.
يظهر المغرب من خلال مساهمته الوطنية الجديدة تمسكه بمبادئ اتفاق باريس من خلال تعزيز التزامه، على الرغم من كونه دولة نامية ذات معدل انبعاثات منخفض للفرد، فإن المغرب يتحمل مسؤولياته في مواجهة أزمة المناخ العالمية، يقترح الهدف الجديد خفض الانبعاثات بنسبة 18.3٪ إلى ما دون مستوى العمل المعتاد بحلول عام 2030، ارتفاعا من انخفاض بنسبة 17٪ في المساهمات المحددة وطنيا السابقة، بفضل سيناريو المحدث، ينتج عن الهدف الجديد مستوى مطلق للانبعاثات أقل بنسبة 21٪ من الهدف السابق، من 145 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في تقديم 2016 إلى 115 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في الماضي.
قدم المغرب قائمة مفصلة بالإجراءات التي سيطبقها لتحقيق هدف المساهمات المحددة وطنيا الجديد، مقسمة إلى إجراءات مشروطة وغير مشروطة، وكثير منها قيد التنفيذ بالفعل، كما يذكر الاستراتيجيات والخطط الوطنية، مثل الاستراتيجية الوطنية للطاقة، التي تهدف إلى تقليل استهلاك الطاقة بنسبة 20٪ مقارنة بسيناريو العمل المعتاد في عام 2030 وتحقيق حصة 52٪ من الطاقة المتجددة في السعة: كهرباء مركبة بحلول عام 2030، ومع ذلك هناك تدابير يمكن أن تعرض للخطر إزالة الكربون على المدى الطويل وتؤدي إما إلى منع الانبعاثات أو تقطعت السبل بالأصول، حيث تنص المساهمة المحددة وطنيا الجديدة بشكل خاص على إنشاء بنية تحتية إضافية للغاز الطبيعي، يواصل مزيج الكهرباء في المغرب أيضا الاعتماد بشكل كبير على الفحم، الذي وفر أكثر من ثلثي الطلب على الكهرباء في عام 2019، بينما بحلول عام 2040، يجب التخلص التدريجي من الكهرباء القائمة على الفحم على مستوى العالم، وقبل ذلك بكثير في العديد من المناطق، بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، من المتوقع أن تنخفض الكهرباء القائمة على الفحم بنسبة 80٪ بحلول عام 2030 مقارنة بعام 2010 وأن يتم التخلص منها بحلول عام 2034، وتأتي المساهمات المحددة الوطنية الجديدة أيضا مع بعض الترقيات الإضافية، في حين أن المساهمات المحددة وطنيا السابقة كانت تغطي بالفعل جميع القطاعات، فإن المساهمة المحددة وطنيا الأخيرة تضمنت قطاعات فرعية إضافية في الصناعة إنتاج الأسمنت والفوسفات، يضيف التزام المساهمات المحددة وطنيا الآن مركبات الكربون الهيدروفلورية بالإضافة إلى الغازات التي كانت تشتمل عليها سابقا: غاز ثاني أوكسيد الكربون وغاز الميثان وغاز أوكسيد النيتروجين، في حين لا تزال بعض العناصر مفقودة أو يمكن تحسينها، لا يزال لدى المغرب هدف تخفيض أقل من سيناريو، إن وجود هدف معبر عنه كمستوى مطلق للانبعاثات أو خفض أقل من سنة أساس ثابتة سيجعل الهدف أكثر شفافية، لم يقترح المغرب بعد هدفا لصافي الانبعاثات الصفرية، من المهم أن يكون لديك هدف طويل الأجل يتوافق مع اتفاقية باريس لضمان توافق المديين القصير والمتوسط مع الهدف طويل المدى.
يتم تعزيز الهدف المشروط من 42٪ إلى 45.5٪ بحلول عام 2030 كلاهما يشمل وهو مشروط بالدعم الدولي بما في ذلك الدعم المالي، ويقدر المغرب التكاليف المرتبطة بالهدف المشروط بنحو 24 مليار دولار، ويؤدي هذا الهدف الشرطي الجديد، جنبا إلى جنب مع سيناريو خفض الأعمال المعتادة في المساهمة المحددة وطنيا الجديد إلى خفض الانبعاثات المطلقة بنسبة 29٪ مقارنة بالتزام عام 2016 من 107 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون إلى 75 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون وتنطبق أهداف المساهمات المحددة وطنيا في المغرب على جميع القطاعات.
المساهمون الرئيسيون في الانخفاض في الاحترار المتوقع هم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي السابع والعشرون والصين واليابان، على الرغم من أن الصين واليابان لم تقدم رسميا هدفا جديدا لعام 2030 للأمم المتحدة بينما أعلنت كندا هدفا جديدا، وزادت جنوب إفريقيا هدفا في المشاورات العامة وأعلنت الأرجنتين تعزيزا إضافيا للهدف الذي قدمته في دجنبر الماضي وأعلنت المملكة المتحدة هدفا أكثر حزما 2035، بينما تحدث قادة الهند وإندونيسيا والمكسيك وروسيا والمملكة العربية السعودية وتركيا جميعا في القمة الأمريكية، لم يعلن أي منهم عن مساهمات محددة على المستوى الوطني أقوى، تعهدت كل من كوريا الجنوبية ونيوزيلندا وبوتان وبنغلاديش بتقديم مساهمات وطنية أقوى هذا العام، ولقد التزمت أستراليا بشكل غامض بالوصول إلى صافي الصفر بحلول تاريخ غير محدد، لكنها لم تقم بتحديث هدفها لعام 2030، وقد عززت البرازيل هدفها الخاص بالحياد المناخي لكنها غيرت خط الأساس مما يضعف هدفها لعام 2030، وقدمت أكثر من 40٪ من البلدان التي صادقت على اتفاقية باريس ، والتي تمثل حوالي نصف الانبعاثات العالمية وحوالي ثلث سكان العالم، مساهمات محدثة على المستوى الوطني. تُظهر الحسابات النهائية التي أجرتها لجنة مناهضة التعذيب بشأن فجوة الانبعاثات لعام 2030 بين التزامات باريس مسار 1.5 درجة مئوية أنه تم تخفيضها من 11 إلى 14٪، “لا يمكن وقف الموجة نحو الصفر الصافي لانبعاثات غازات الدفيئة. النوايا طويلة الأمد جيدة ولكن فقط إذا اتجهت جميع الحكومات إلى وضع الطوارئ وتوصلت إلى إجراءات قصيرة المدى وتنفيذها، فيمكن خفض الانبعاثات العالمية إلى النصف مرة أخرى خلال السنوات العشر القادمة كما هو مطلوب في اتفاقية باريس” قال نيكلاس هون من معهد نيو كلايمت.
وعلى عكس اتفاق باريس تخطط بعض الحكومات لبناء بنية تحتية جديدة مثل محطات الطاقة الجديدة التي تعمل بالفحم واستخدام الغاز الطبيعي كمصدر للكهرباء والاتجاه نحو سيارات أكثر كفاءة في بعض البلدان، يقول رئيس المملكة المتحدة وقمة المناخ COP26 إن الدول الغنية “يجب أن تترك الطاقة التي تعمل بالفحم للتاريخ” حيث قال الرئيس البريطاني لمؤتمر الأمم المتحدة المقبل يوم الأربعاء إن محادثات تغير المناخ هذا العام للسيطرة على الاحتباس الحراري يجب أن تعيد الطاقة التي تعمل بالفحم إلى التاريخ، ومن المرتقب أن تستضيف بريطانيا مؤتمر الأمم المتحدة المقبل للمناخ والذي يسمى COP26 في نونبر في غلاسكو ، اسكتلندا، ويهدف المؤتمر إلى تحفيز التزامات أكثر طموحا من البلدان في أعقاب التزامها بموجب اتفاقية باريس في عام 2015 للحفاظ على متوسط الزيادة في درجات الحرارة العالمية “أقل بكثير من” درجتين مئويتين هذا القرن، بينما تهدف الإجراءات إلى منع الظواهر المناخية المدمرة والمتطرفة مثل موجات الحرارة والشتاء البارد والفيضانات والجفاف، وقال ألوك شارما رئيس COP26 في المملكة المتحدة ، للصحفيين في مقابلة مع رويترز وشركاء آخرين في اتحاد وسائل الإعلام العالمية: “لقد كنت واضحا جدا في أنني أريد أن يكون مؤتمر الأطراف حيث نحول طاقة الفحم إلى تاريخ” فالفحم هو مصدر الطاقة الأكثر تلويثا إذا لم يتم التقاط الانبعاثات وتخزينها تحت الأرض، في حين أن هذه التكنولوجيا متخلفة، فإن معظم وحدات الفحم حول العالم لا تنتج انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المسؤولة عن الاحتباس الحراري فحسب، بل تنتج ملوثات أخرى ضارة بصحة الإنسان، وتعهدت دول مجموعة السبعة بتوسيع نطاق التقنيات والسياسات التي تسرع الانتقال إلى قدرة الفحم غير المنقطعة، بما في ذلك إنهاء الدعم الحكومي الجديد لطاقة الفحم بحلول نهاية هذا العام، لكن العديد من البلدان لا تزال تمول وتخطط لبناء محطات طاقة جديدة تعمل بالفحم.
بعد الفيضانات الكارثية في شمال غرب أوروبا الأسبوع الماضي ومع استمرار اندلاع حرائق الغابات في جنوب ولاية أوريغون بالولايات المتحدة، اجتمع وزراء الطاقة والمناخ في المجموعة العشرين من الدول الغنية والناشئة هذا الأسبوع في إيطاليا لمحاولة زيادة الانبعاثات وتخفيضات وتعهدات تمويل المناخ، وقال شارما “أعتقد أن مجموعة السبع أوضحت الطريق إلى الأمام” مضيفا أن الدول الجزرية التي زارها هذا العام مثل منطقة البحر الكاريبي تريد أن تحذو حذوها أكبر الدول المصدرة للانبعاثات في مجموعة العشرين، ويظهر تعقب تديره مجموعات من بينها معهد التنمية الخارجية أن مجموعة العشرين قد خصصت ما لا يقل عن 296 مليار دولار لدعم الوقود الأحفوري منذ بداية وباء كوفيد 19 العام الماضي و227 مليار دولار للطاقة النظيفة ف العديد من هذه البلدان طموحة للغاية بالفعل فيما يتعلق بمكافحة تغير المناخ، ولكن لكي يحدث ذلك فرقا من حيث الظروف الجوية التي ضربت العديد من البلدان فإنها بحاجة إلى ظهور أكبر بواعث وهذه هي الرسالة التي سأرسلها إلى مجموعة العشرين “، بينما يتمثل أحد أكبر التحديات التي تواجه رئاسة المملكة المتحدة لمؤتمر COP26 في إقناع البلدان بالالتزام بأهداف أكثر طموحا لخفض الانبعاثات وزيادة التمويل للبلدان الأكثر عرضة لتغير المناخ، كما يجب التغلب على الخلافات القديمة حول القواعد التي ستحكم عمل أسواق الكربون، تنظر العديد من البلدان إلى القواعد، بموجب المادة 6 من اتفاقية باريس على أنها وسيلة لتوفير التمويل المتعلق بالمناخ، “قلت للوزراء إننا بحاجة إلى تجاوز أولئك الذين يعيدون التأكيد على مواقفهم الطويلة الأمد” وأضاف شارما: “أعتقد أن علينا إيجاد منطقة هبوط”.
فعلى أمل البقاء أقل بكثير من درجتين مئويتين من الاحترار العالمي في نهاية القرن الحالي على النحو المنصوص عليه في اتفاق باريس بشأن المناخ يجب أن تنخفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون الناتجة عن الأنشطة البشرية بنسبة 30٪ مقارنة بمستواها في عام 2019 حتى عام 2030، الأمر الذي سيتطلب مضاعفة الجهود بمقدار ثلاثة أضعاف أي 75٪ بحلول عام 2040 للوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية في أفق 2050، وتؤكد باتريشيا إسبينوزا أنه: “لا توجد وسيلة عند 1.5 درجة مئوية بدون مجموعة العشرين”، وفي خطابها إلى وزراء الطاقة والبيئة في قمة مجموعة العشرين في نابولي بإيطاليا دعت الأمينة التنفيذية للأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ باتريشيا إسبينوزا الدول إلى توفير القيادة اللازمة لتحقيق الهدف المركزي لاتفاقية باريس بشأن تغير المناخ وهو الحفاظ على الزيادة في العالم على متوسط درجة الحرارة أقرب ما يمكن إلى 1.5 درجة مئوية، وذلك لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ على كوكب الأرض والتي تشمل حالات الجفاف والفيضانات والحرائق المتكررة والشديدة بشكل متزايد، من النوع الذي يشهده العالم الآن، وأشار خبراء هيئة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ إلى أن مجموعة العشرين تأسست استجابة للأزمة المالية لعام 2008 بهدف تحقيق الاستقرار الاقتصادي العالمي والنمو المستدام بينما تمثل مجموعة العشرين 80٪ من جميع الانبعاثات العالمية، حيث لا توجد وسيلة للوصول إلى 1.5 درجة مئوية بدون مجموعة العشرين “، إن تغير المناخ بدون استثناء يضر بهذا الهدف، وأضافت سبينوزا أنه من مصلحة جميع دول مجموعة العشرين تسخير تنوعها الجماعي لتحقيق التوافق والعمل بوحدة الهدف لمواجهة أهم التحديات التي تقف في طريق هذا الهدف.
من بين حوالي مائتي دولة عضو في الاتفاقية الاطار لتغير المناخ قدمت 97 دولة فقط مساهمات محينة محددة وطنيا وهي خطط عمل مناخية وطنية بموجب اتفاقية باريس أي أقل من نصف جميع الدول الموقعة على اتفاقية باريس، بينما دعت باتريشيا إسبينوزا دول مجموعة العشرين لإظهار القيادة من خلال تقديم مساهمات وطنية أكثر طموحا وقائمة على أسس علمية، وذكرت البلدان المتقدمة بالتزامها بتعبئة 100 مليار دولار سنويا للبلدان النامية بحلول عام 2020 وهو التزام تم التعهد به كجزء من عملية اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ منذ أكثر من عشر سنوات: “حان وقت التسليم، كيف يمكننا أن نتوقع من الدول تقديم التزامات أكثر طموحا بشأن المناخ غدا إذا لم يتم الوفاء بالتزامات اليوم، وأكدت السيدة إسبينوزا أن الموارد اللازمة للتكيف وبناء القدرة على الصمود ضرورية للغالبية العظمى من البلدان النامية، لهذا السبب يجب تخصيص 50٪ من إجمالي حصة تمويل المناخ للتكيف والقدرة على الصمود، ودعت الدول والشركات إلى مواءمة محافظها وأنشطتها مع أهداف اتفاقية باريس.
وفيما يتعلق بمؤتمر الأمم المتحدة المقبل لتغير المناخ COP26 في شهر نونبر 2021 حث رئيس الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ الحكومات على التوصل إلى توافق في الآراء في المجالات التي لا تزال فيها الاختلافات قائمة بما في ذلك المادة السادسة من اتفاق باريس والمتعلقة بأسواق الكربون وشفافية العمل المناخي وبناء القدرات من أجل تنمية البلدان، حيث يجب حل كل من هذه القضايا من أجل التنفيذ الكامل لاتفاق باريس، مضيفة: “لقد عملنا على تنفيذ الاتفاقية خلال السنوات الخمس الماضية، نفد الوقت لذا أطلب منكم الحضور إلى COP26 عازمين على النجاح “.
بالإضافة إلى تفعيل اتفاق باريس، تجدر الاشارة الى الحجم الهائل من الاستثمارات التي سيتعين على الدول والحكومات ضخها في الاقتصاد العالمي للبقاء على المسار الصحيح لانبعاثات صافي ثاني أوكسيد الكربون في أفق 2050، فوفقا لـتوقعات تقرير الطاقة الجديدة 2021″ أحدث تقرير عن آفاق جديدة للطاقة نشره الأسبوع الماضي المكتب الدولي للتحليل والتنبؤ المخصص لـتمويل المناخ التقرير الذي أكد على ضرورة ضخ ما بين 92000 و 17300 مليار دولار وهي مبالغ جد كبيرة تم تقديرها من قبل الخبراء الذين أعدوا السيناريوهات الثلاثة: الأخضر والأحمر والرمادي سناريوهات تتوقع أن تصبح الحصة المستقبلية للوقود الأحفوري من الانبعاثات إلى الصفر، وتغطي توقعات الخبراء النفقات التي يتعين بذلها لتطوير إنتاج الطاقات الخضراء والبنى التحتية ذات الصلة، في نفس الوقت الذي يتم فيه التحويل لصالح رأس المال الذي يتم تعبئته حاليا بواسطة الوقود الأحفوري، هذا هو الطريق الذي يجب اتباعه لتحقيق إزالة الكربون عن الأنشطة البشرية حتى ولو كان هذا “غير مؤكد” بحسب التقرير،
ولتتبع هذا المسار بدأ الخبراء بـميزانية الكربون لظاهرة الاحتباس الحراري بمقدار 1.75 درجة حيث لا يمكن الحفاظ عليها إلا إذا انخفضت الانبعاثات بالفعل بنسبة 3.2٪ ، وليس أقل كل عام حتى عام 2030، ومع ذلك فإن الاتجاه الذي لوحظ في السنوات الأخيرة هو عكس ذلك إلى حد كبير: بين عامي 2015 و 2020 زادت انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بنسبة 0.9٪ في المتوسط، وهذا يعني ما إذا كان من الضروري العمل بجهد مضاعف لإنكار هذا التطور من 1700 مليار دولار حاليا يجب أن يتراوح جهد الاستثمار السنوي بين 3100 و 5800 مليار في المتوسط على مدار الثلاثين عاما القادمة وفقا للتقرير، ومن بين القطاعات المعنية فإن قطاع الطاقة يبقى المسؤول عن أكبر جهد حيث يجب أن تنخفض انبعاثات القطاع الطاقي التي تمثل ثلث انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون العالمية بنسبة 57 و 89٪ على التوالي بين الآن وعام 2030 و 2040، إنه تحد لا يمكن تحمله ما لم تكن هناك زيادة كبيرة في القدرات الإنتاجية في الطاقات المتجددة، حيث بحلول عام 2030 سيكون من الضروري توفير 505 جيغاوات إضافية من طاقة الرياح كل عام أي 5.2 مرة أكثر من عام 2020، ومن المحتمل أيضا أن يتم نشر 245 جيغاوات/ساعة في البطاريات (26 مرة أكثر من اليوم) لتشغيل 35 مليون سيارة كهربائية جديدة سيتم تداولها سنويا دائما بحلول عام 2030، لأن قطاع النقل يعتبر القطاع الثاني الأكثر تأثيرا على المناخ وبالتالي يجب أن تنخفض انبعاثات الغازات الدفيئة التي مصدرها حركة المرور على الطرق بنسبة 11٪ بحلول عام 2030 في فق أن تنخفض بنسبة 80٪ في عام 2040.
إن التطوير المتسارع لإعادة تدوير المعادن والألمنيوم والبلاستيك سيؤدي إلى توفير 2 ٪ من كل الكربون المنطلق في الغلاف الجوي، ولكن بشرط مطلق أن تزداد الأحجام المعاد استخدامها من هذه المواد بشكل كبير جدا: 67٪ للألمنيوم و 44 للصلب و 149٪ للبلاستيك. بينما يمكن تجنب 0.5٪ و 2٪ من الانبعاثات على التوالي عن طريق زيادة الإنفاق على كفاءة الطاقة في المباني وزيادة حصة الوقود الحيوي في القطاعين الجوي والبحري حيث من المرتقب أن تصل حصة هذه الأنواع من الوقود إلى 18٪ بحلول عام 2030.
تطرف المناخ واتفاق باريس التاريخي
تلقت مجموعة من دول العالم كميات كبيرة من التساقطات المطرية في ظرف زمني جد قصير وفي مقدمتها الصين والهند البلدين الاكثر تلويثا لكوكب الارض، ومنها دول القارة العجوز التي تلقت أمطارا بكميات تاريخية خلال يومي 14 و15 يوليوز أي ما يعادل مجموع تساقطات ما يقارب شهرين من الأمطار، فعلى تربة قريبة بالفعل من التشبع، كان المتر الأول من التربة مشبعا تماما أو أعلى بكثير من سعة الحقل بعد هطول أمطار غزيرة في المناطق الأكثر تضررا في بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ وألمانيا، ومن حيث الخسائر البشرية كانت ألمانيا وبلجيكا أكثر الدول تضررا من الفيضانات في أوروبا، حيث أن ما لا يقل عن مائة شخص لقوا مصرعهم والعديد من المفقودين حيث حوصر الناس أو جرفتهم المياه، وأظهرت صور المنازل المنهارة والانهيارات الأرضية قوة المياه المتدفقة، وكانت ولاية راينلاند بفالز الألمانية واحدة من أكثر المناطق تضررا مع انهيار المنازل والفيضانات المفاجئة على نطاق واسع إنها بالفعل كارثة حقيقية حملت معها قتلى ومفقودون والكثير منهم ما زالوا في خطر، وفي جميع البلدان المتضررة أصدرت خدمات الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا الوطنية تحذيرات عديدة بما في ذلك تنبيهات حمراء عالية المستوى لتحذير الناس من الخطر القاتل، بينما كان هذا الوضع بسبب نظام طقس منخفض الضغط شبه ثابت والذي رسخ نفسه فوق ألمانيا، كما تضررت بشدة النمسا ولوكسمبورغ وهولندا وسويسرا وأجزاء من شمال شرق فرنسا وتركيا، وعلى سبيل المثال في سويسرا وصفت منظمة الارصاد الجوية السويسرية ارتفاع مستويات المياه بالحرجة، حيث بلغ مستوى التحذير العلوي من الفيضانات المستوى الخامس في بحيرات بيل وتون وبحيرة فيرفالدستاتيرسي والمستوى الرابع لبحيرة برينز والراين بالقرب من بازل وبحيرة زيوريخ، وشلت الفيضانات المفاجئة شبكة النقل في العاصمة لندن يوم 12 يوليوز بعد تساقطات مطرية غزيرة قدرت بحوالي 70 ملم في وقت وجيز على منطقة حضرية مكتظة بالسكان.
احترار عالمي تاريخي
إن الصلة بين هذا الاضطرابات الواسعة النطاق لموسم الصيف 2021 واحترار القطب الشمالي وتراكم الحرارة في المحيط يحتاج إلى التحقيق، فارتفاع درجات الحرارة غرب كندا والولايات المتحدة الامريكية ربطها باحثون من المختبرات الرائدة في العالم التي تعمل في مجال المناخ بينها وبينها التغيرات المناخية حيث إن سجلات درجات الحرارة المسجلة في الأسبوع الأخير من يونيو 2021 في كندا لم تكن لتحدث لولا زيادة مستويات غازات الاحتباس الحراري التي يتسبب فيها الإنسان في الغلاف الجوي فقد شهدت مدينة فانكوفر في كندا موجة ضباب من الحرارة يوم 29 يونيو 2021.
بعد أسبوع فقط من موجة الحر الهائلة التي ضربت كولومبيا البريطانية في غرب كندا وشمال غرب الولايات المتحدة بالكامل خرج 27 عالما من منظمات أبحاث مناخية رائدة من بين جامعات برينستون وكولومبيا وكورنيل وبيركلي وواشنطن في الولايات المتحدة وكولومبيا البريطانية في كندا والمعهد الملكي للأرصاد الجوية بهولندا وأكسفورد للمملكة المتحدة ومعهد بيير سيمون لابلاس لفرنسا خرجوا جميعهم بتحليل سريع للروابط بين هذه الأرصاد الجوية المتطرفة الحدث وتغير المناخ الحالي، وكانت النتيجة التي توصلوا إليها واضحة: لم تكن مثل هذه الحادثة شديدة لولا زيادة درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.2 درجة مئوية منذ بداية العصر الصناعي.
وابتداء من 27 يونيو 2021 عانى الساحل الغربي لكندا والشمال الغربي للولايات المتحدة من حرارة شديدة لم تشهدها المنطقة في الذاكرة الحية، تم تسجيل 49.6 درجة مئوية في 29 يونيو عند سفح سلسلة جبال روكي، وهذا أعلى بنحو 5 درجات مئوية من الرقم القياسي الكندي السابق البالغ 45 درجة مئوية المسجل في عام 1937، وهو أيضا أعلى مستوى على الإطلاق لمحطة فوق خط عرض 50 درجة شمالا فالقيم التي لوحظت في أماكن أخرى في كولومبيا البريطانية تتجاوز 40 درجة مئوية أعلى بـ 20 درجة من متوسط درجات الحرارة الموسمية وأعلى بكثير من العتبة الرمزية لأمريكا الشمالية البالغة 38 درجة مئوية ويرجع هذا الحدث إلى اقتران ظاهرتين مختلفتين، تم حظر الحرارة المتزايدة من المكسيك بواسطة نظام ضغط عال قوي مكونا فقاعة من الهواء الساخن على علو شاهق، تشكلت “قبة حرارية” حولت المنخفضات من المحيط الهادئ لعدة أيام باتجاه القطب الشمالي.
المغرب طموح متواصل
على بعد أقل من مائة يوم من تاريخ عقد قمة المناخ في نسختها السادسة والعشرون والمرتقبة بغلاسكو الاسكتلندية رفعت معظم الدول الأعضاء في اتفاقية الأمم المتحدة الاطار بشأن تغير المناخ سقف طموحها الفردي لتقليل انبعاث غازات الاحتباس الحراري، إلا أن التأثير المشترك يضعها على طريق خفض الانبعاثات بنسبة 1% فقط مع حلول عام 2030 مقارنة بمستويات 2010، وحسب آخر تقرير أممي فإن المستويات الحالية للطموح المناخي للدول هي بعيدة كل البعد عن وضع العالم على مسار يلبي أهداف اتفاق باريس حيث ألحت باتريسيا إسبينوزا الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي على اتخاذ القرارات الآن لتسريع وتوسيع نطاق العمل المناخي في كل مكان في أفق أن يكون المؤتمر السادس والعشرون لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة للمناخ اللحظة التي تسير فيها دول العالم على الطريق الصحيح نحو عالم أخضر ونظيف، بينما اعتبر الأمين العام لهيئة لأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن هذا التقرير هو تحذير لكوكبنا، ويظهر أن الحكومات ليست قريبة من مستوى الطموح المطلوب للحد من تغير المناخ إلى 1.5 درجة مئوية وتحقيق أهداف اتـفاق باريس معتبرا أن عام 2021 سيكون عاما حاسما لمواجهة حالة الطوارئ المناخية العالمية مضيفا: “العلم واضح: للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، يجب أن تنخفض الانبعاثات العالمية بنسبة 45% بحلول عام 2030 عن مستويات 2010”.
وفي هذا الإطار وتثمينا للجهود التي بذلها المغرب لتحديث مساهمته المحددة وطنيا مع الرفع من مستوى الطموح لتخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وإدماج تعزيز التكيف وتقوية القدرة على الصمود للقطاعات الأكثر هشاشة حقق المغرب تقدما مهما في تحيين وتحديث مساهماته المحددة وطنيا التي تنص على تخفيض إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 45.5 في المائة بحلول عام 2030 مقارنة بسيناريو العمل العادي وذلك من أجل الوفاء بالتزاماته بموجب اتفاق باريس، فهي مساهمة طموحة لأنها تستهدف تخفيض إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 45.5 في المائة في أفق 2030 منها 18.3 في المائة غير مشروطة تندرج في إطار أهداف التنمية المستدامة التي اعتمدتها المملكة وتأتي مراجعة هذه المساهمة وتحيينها من أجل الوفاء بالالتزامات التي تعهد بها المغرب بموجب اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، هذه المساهمات المحددة وطنيا بالنسبة للمغرب التي تم إعدادها في إطار مقاربة تشاركية ترتكز على التخفيف والتكيف مع إشراك القطاع الخاص في تحقيق أهداف تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة خصوصا وأن المغرب ينفذ اليوم سياسات وبرامج وطنية من أجل الحد من انبعاثاتها الوطنية والتكيف مع آثار التغيرات المناخية سترفع طموح مساهمات المغرب في تخفيف انبعاث الغازات الدفيئة في إطار الاتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ، وكان المغرب قد التزم قبيل تنظيم مؤتمر المناخ بمراكش سنة 2016 في نسخته الثانية والعشرون بخفض انبعاثاته في أفق 2030 بنسبة 42 في المائة منها 17 في المائة غير مشروطة بدعم إضافي دولي وتتضمن المساهمة المحددة وطنيا المحينة بالنسبة للمغرب الأهداف الاستراتيجية للتكيف بالنسبة للنظم الايكولوجية الهشة: الساحلية الواحات والنظم الايكولوجية الغابوية والجبلية.
مناخ متطرف وصيف الفيضانات والحرائق
تسببت الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات مدمرة تسببت في سقوط عشرات الضحايا في غرب أوروبا، وتشهد أجزاء من الدول الاسكندنافية موجة حرارة دائمة، وقد أثرت أعمدة الدخان القادمة من سيبيريا على جودة الهواء عبر خط التاريخ الدولي في ألاسكا، كما تسببت درجات الحرارة غير المسبوقة في غرب أمريكا الشمالية في اندلاع حرائق غابات مدمرة، “بينما أظهرت دراسات الإسناد السريعة الصلة الواضحة بين تغير المناخ بفعل الإنسان في موجات الحر غير المسبوقة المسجلة في غرب الولايات المتحدة وكندا، أظهرت الأحوال الجوية في جميع أنحاء نصف الكرة الشمالي أنماطًا غير عادية لموجات الكواكب هذا الصيف، وقد أدى هذا إلى جلبت درجات حرارة غير مسبوقة وجفاف وظروف باردة ورطبة إلى أماكن مختلفة.
موجات حر لا تنتهي في صيف استثنائي
بينما عانت أوروبا الوسطى من فيضانات قاتلة كانت شمال أوروبا في قبضة موجة حر طويلة، ووفقا لصندوق النقد الدولي كان شهر يونيو في فنلندا هو الأكثر سخونة على الإطلاق، واستمرت الحرارة حتى شهر يوليوز حيث شهدت مدينة كوفولا أنجالا الواقعة في جنوب فنلندا 27 يوما متتاليا بدرجات حرارة أعلى من 25 درجة مئوية، كانت أطول موجة حرارة تشهدها فنلندا منذ عام 1961 على الأقل بينما في مدن أخرى فنلندية لم تنخفض درجة الحرارة عن 24.2 درجة مئوية، بينما سجل خليج فنلندا في بحر البلطيق ارتفاعا قياسيا حيث وصل إلى 26.6 درجة مئوية في 14 يوليوز الحالي وهو الأكثر دفئا منذ أن بدأت السجلات قبل 20 عاما،كما تضرر غرب الولايات المتحدة وكندا من الحرارة مع تحطيم العديد من الأرقام القياسية في أحدث موجة حر في جنوب غرب الولايات المتحدة، على سبيل المثال لاس فيغاس، ويعادل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 47.2 درجة مئوية تماما مثل يوتا، بينما تم الابلاغ عن 54.4 درجة حرارية بوادي الموت في كاليفورنيا يوم 9 يوليوز 2021، وتؤدي ظروف الجفاف الشديد والوقود شديد الجفاف وموجات الحرارة إلى تأجيج اندلاع حرائق الغابات الشديدة هذا العام في غرب الولايات المتحدة وكذلك في غرب ووسط كندا.
تغير المناخ أم تطرف المناخ
يعمل تغير المناخ بالفعل على زيادة تواتر الظواهر الجوية المتطرفة وقد ثبت أن العديد من الأحداث المعزولة قد تفاقمت بسبب الاحترار العالمي، وكانت موجة الحر التي حطمت الرقم القياسي في أجزاء من الولايات المتحدة وكندا في نهاية يونيو مستحيلة فعليا بدون تأثير تغير المناخ من صنع الإنسان، وفقا لتحليل سريع للإسناد قام به فريق دولي من علماء المناخ البارزين، وأدى تغير المناخ الناجم عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى زيادة احتمالية حدوث موجة الحر 150 مرة على الأقل، ومع ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي فإنه يحتفظ بمزيد من الرطوبة مما يعني أنه سوف يمطر أكثر أثناء العواصف مما يزيد من مخاطر الفيضانات، وبالتزامن مع هطول الأمطار الغزيرة في لندن أصدر مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة دراسة جديدة تبحث في كيفية تأثر أحوال الطقس شديدة التأثير في المملكة المتحدة مثل الأيام شديدة الحرارة والأمطار الغزيرة والظروف شديدة البرودة على مستويات مختلفة من الاحتباس الحراري، دراسة أثبتت أنه كلما ارتفع مستوى الاحتباس الحراري زادت الزيادة المتوقعة في التكرار أو الشدة أو كليهما في الطقس الحار والجفاف والفيضانات في المملكة المتحدة، و يمكن أن تسبب هذه الأحداث الجوية شديدة التأثير اضطرابًا كبيرا في جميع أنحاء المملكة المتحدة، مما يؤثر على قطاعات مثل الرعاية الصحية والنقل والزراعة والطاقة، بينما يمكن أن يزداد عدد أيام هطول الأمطار الغزيرة شديدة التأثير في المملكة المتحدة مما يؤدي إلى تحذيرات الطقس القاسية بمقدار ثلاثة أيام في السنة.
ويذكر التقرير الخاص للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية الذي يسببه الإنسان قد تسبب بالفعل في العديد من التغييرات الملحوظة في نظام المناخ،حيث تم الكشف عن اتجاهات شدة وتواتر المناخ والطقس المتطرف على مدى فترات حدث فيها ما يقرب من 0.5 درجة مئوية من الاحترار العالمي، وتشمل التغييرات زيادات في درجات حرارة الأرض والمحيطات، فضلا عن زيادة تواتر موجات الحرارة في معظم مناطق اليابسة، بالإضافة إلى ذلك، هناك أدلة قوية على أن الاحترار العالمي الذي يسببه الإنسان قد أدى إلى زيادة تواتر وشدة و كمية أحداث هطول الأمطار الغزيرة على نطاق عالم، حيث تشير التقديرات إلى أن العديد من التغيرات المناخية الإقليمية تحدث حتى مع الاحترار العالمي الذي يصل إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة بما في ذلك درجات الحرارة القصوى في العديد من المناطق وزيادة وتيرة هطول الأمطار في العديد من المناطق.
تحطيم الأرقام القياسية المطلقة لدرجات الحرارة القصوى بالمغرب
يعيش المغرب هذه الايام على موجات حرارة متتالية الواحدة تلو الاخرى، حيث اتسمت حالة الأرصاد الجوية اعتبارا من الخميس 22 يوليوز وخلال يومي الجمعة والسبت 23/24 يوليوز 2021 بطقس حار يرجع سببه إلى ارتفاع كتلة الهواء الجاف والدافئ من الجنوب مما يتسبب في ارتفاع كبير في درجات الحرارة وتجاوز المعدل الشهري الطبيعي بمقدار 5 إلى 12 درجة مئوية، وكان يوم الجمعة الأكثر سخونة مع درجات حرارة استثنائية، ولم يتم قياسها مطلقا طوال الأشهر مجتمعة في مناطق معينة وهكذا تم كسر السجلات المطلقة لدرجات الحرارة القصوى في مدينة تازة، بينما كان المغرب مع موعد تحطيم ارقام قياسية خلال اخر موجة حر التي عاشتها معظم المدن المغربية ايام 9/10/11 يوليوز الجاري منها مدن إفران وخريبكة وسيدي سليمان وفاس ومكناس والعرائش وسطات وبني ملال ووجدة.
تغير مدار القمر ينبئ بفيضانات استثنائية
وفقًا لوكالة ناسا يعد تغير المناخ و التذبذب القمري مزيجا خطيرا للمدن الساحلية، ويقول علماء ناسا إن تذبذب مدار القمر سيؤدي إلى تفاقم الفيضانات البحرية بشكل كبير ابتداء من العقد المقبل، وأظهرت الأبحاث التي أجريت بالتعاون مع جامعة هاواي أن هذا التذبذب القمري سيؤدي إلى زيادة في عدد الفيضانات، مما سيعطل بشكل كبير الحياة اليومية ويلحق الضرر بالبنيات التحتية للمدن الساحلية، التي اعتادت على المزيد من الفيضانات، فعندما ستبدأ هذه الظاهرة يمكن أن تغمر المدن على الساحل فجأة ثلاث أو أربع مرات أكثر من اليوم وفقا للدراسة حيث يجزم العلماء أن هذه الكوارث المتكررة يمكن أن تشكل مشكلة حقيقية للبنية التحتية على السواحل حول العالم في ارتباط وثيق لكوكب الأرض بقمره الطبيعي
إن التغيير في مدار القمر هو في الواقع دورة طبيعية تماما والتي كانت تحدث دائما وستستمر في الحدوث بعد فترة طويلة من اختفاء البشرية عن كوكب الارض، حيث يخلق مدار القمر فترات من المد والجزر العالية أو المنخفضة بمعدل حوالي 18.6 سنة، لكن هذه المرة يمكن أن تصبح الظاهرة أكثر خطورة بسبب ارتفاع مستويات سطح البحر الناجم عن تأثيرات الاحتباس الحراري وانبعاثات غازات الدفيئة غير المنضبطة، لذلك عندما تبدأ الفترة التالية من ارتفاع المد والجزر في أوائل عام 2030 فمن المؤكد أن الفيضانات ستكون أسوأ بكثير وأطول وأكثر خطورة من أي وقت مضى، حيث أن المناطق المنخفضة بالقرب من مستوى سطح البحر ستكون مهددة بشكل متزايد بالفيضانات المتزايدة وسوف تزداد سوءا وسيستمر الجمع بين جاذبية القمر وارتفاع منسوب مياه البحر وتغير المناخ في تفاقم الفيضانات على السواحل حول العالم حيث قال مؤلف الدراسة الرئيسي والباحث في جامعة هاواي فيل طومسون أن: “التأثير التراكمي بمرور الوقت سيكون له تأثير”، وفي الوقت الذي تم تحطيم العشرات من سجلات درجات الحرارة بما في ذلك الرقم القياسي الكندي البالغ 49.6 درجة مئوية في ليتون ، كولومبيا البريطانية انتشرت في اليوم الموالي حرائق مدمرة جنت على ممتلكات معظم القرية، قال بريان مينونوس ، رئيس أبحاث كندا بجامعة شمال كولومبيا البريطانية إنه حتى على ارتفاعات 3000 متر كانت درجة الحرارة حوالي ست درجات فوق مستوى سطح البحر، وقال: “أكثر سخونة من أي شيء رأيناه”، ويعمل هو وعلماء آخرون على تحديد كمية ذوبان الأنهار الجليدية التي تسببها موجة الحرارة، فمعظم الأنهار الجليدية الجبلية في ألبرتا وكولومبيا البريطانية في حالة سيئة ويمكن أن تختفي بحلول نهاية القرن بسبب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتغير المناخ الناجم عن النشاط البشري كشف السيد مينونوس، بينما قدر جيفري كافانو الأستاذ المساعد في كلية العلوم بجامعة ألبرتا أن الجليد الذائب في حقل وابتا الجليدي خلال ما يسمى بـ “القبة الحرارية” في يونيو كان أكبر بثلاث مرات من المعتاد على مدى الـ 12 عاما الماضية: “لأن الذوبان المتزايد خلال فترة القبة الحرارية قد أدى إلى ذوبان الجليد في العديد من الأماكن وكشف الجليد الجليدي، وأوضح كافانو أن هذا غير معدل الذوبان لبقية الصيف، لذا فإن الذوبان سيزداد مقارنة بفصل الصيف العادي، على الرغم من أن درجات الحرارة طبيعية إلا أننا سنشهد المزيد من الذوبان في بقية الصيف أكثر مما كنا نتوقعه، وسيستمر هذا التأثير على الأقل حتى يتساقط الثلج ويغطي الأنهار الجليدية مرة أخرى،
وقال بريان مينونوس إن موجة الحر تتزامن مع الانقلاب الصيفي، عندما يتلقى نصف الكرة الشمالي “أقصى طاقة” من الشمس، وفقا له كانت نوعا من لكمة مزدوجة، ويمثل الدخان الناتج عن مئات الحرائق المشتعلة في جميع أنحاء المقاطعة مشكلة إضافية مع تسريع فقدان الجليد، وأضاف مينونوس أن غطاء من الدخان يقلل من ضوء الشمس ولكنه يحبس أيضا الحرارة التي تزيد من ذوبان الجليد، وقال: “هذا موضوع بحث معقد بدأ الكثير من الناس في دراسته ومحاولة فهمه بشكل أفضل”، وأشار إلى أن معدل ذوبان الأنهار الجليدية لوحظ بشكل عام في أواخر يوليو وأغسطس، وأشار مينونوس إلى أن الأنهار الجليدية ستشهد بالتالي “موسم ذوبان أطول” إذا ظلت درجات الحرارة أعلى من المعدل الطبيعي، وقال “علماء الجليد قلقون في أي وقت تحصل فيه على ظروف تستمر في الذوبان لفترات طويلة من الزمن”.