اكتشافات حول أثر التغير المناخي على جينات سكان المنطقة

دراسة جديدة تكشف أسرار الشرق الأوسط من خلال جينات شعوبه
علماء من الإمارات والمملكة المتحدة يكشفون نتائج هامة حول التركيبة الوراثية لشعوب الشرق الأوسط
الدراسة تقول إن الارتفاع المؤخر في النمط الثاني من داء السكري بين سكان الشرق الأوسط لا يُعزى فقط إلى أنماط الحياة السائدة
شبكة بيئة ابوظبي، برمنغهام، المملكة المتحدة، 4 أغسطس 2021

قام فريق من العلماء والباحثين من المملكة المتحدة والإمارات والسعودية، بإعادة بناء التاريخ الجيني لسكان منطقة الشرق الأوسط لفترة الـ125 ألف عام الأخيرة، وذلك للإجابة عن أسئلة حول تاريخ شعوب المنطقة وصحتهم.
ووجد الباحثون في دراسة هي الأولى من نوعها، ملايين الطفرات الوراثية الجديدة والشائعة في أنحاء المنطقة ولكنها نادرة في مناطق أخرى. وأتاحت البيانات إمكانية تحليل التركيب الجيني للسكان بدقة غير مسبوقة. وتعد هذه الدراسة التي أجرتها جامعة برمنغهام ومعهد ويلكوم سانجر والأطراف الدولية الأخرى المتعاونة، خطوة هامة لسد فجوة المعرفة حول الأصل الجيني لهذه المنطقة.
وتمثل الدراسة أول مجموعة بيانات شاملة ومفتوحة للجينوم البشري الكامل في الشرق الأوسط. وقد قام الباحثون بتحليل بيانات الحمض النووي (DNA) لدى مئات الأشخاص من المنطقة لإعادة بناء تاريخهم الجيني.
واكتشف العلماء أن التركيبة الوراثية لمعظم سكان شبه الجزيرة العربية الحاليين مستمدة من شعوب عاشوا قبل فترة العصر الحجري الحديث في المنطقة ومن شعوب إقليميين عاشوا خلال العصر البرونزي. كما تشمل تركيبة سكان شبه الجزيرة العربية نسبة من مجموعة غامضة خرجت من إفريقيا منذ نحو 60 ألف عام ولكنها تختلف وراثيًا عن جميع سكان أوراسيا الرئيسيين الآخرين.

وقد نشر فريق دولي من باحثين من الإمارات والمملكة المتحدة والسعودية وإستونيا نتائجهم البحثية اليوم (4 أغسطس) في المجلة العلمية Cell، وكشفت الدراسة عدة نتائج مهمة، منها:
1- تزايد نسبة الطفرات الوراثية المرتبطة بالنمط الثاني من داء السكري مؤخرًا بسبب الانتقاء الطبيعي، والذي يتعارض مع فكرة أن المعدلات المرتفعة للسكري في الشرق الأوسط ناتجة فقط عن التحول الحديث في نمط الحياة
2- وجود ارتباط بين تحرك سكان عاشوا في فترة العصر البرونزي في الهلال الخصيب ونشر اللغات السامية إلى شبه الجزيرة العربية وشرق إفريقيا
3- نما عدد السكان في جميع أنحاء الشرق الأوسط بشكل مماثل خلال فترة تمتد بين 15000 إلى 20000 سنة، حينها استمر سكان الهلال الخصيب في النمو بينما ظل عدد سكان شبه الجزيرة العربية مستقراً، وهو اتجاه ظهر مع ابتكار الزراعة في منطقة الهلال الخصيب، ما أدى إلى مجتمعات مستقرة تدعم عددًا أكبر من السكان
4- تزامنت فترات الجفاف والتصحر المرتبطة بتغير المناخ مع انخفاض عدد سكان شبه الجزيرة العربية قبل 6000 عام وتناقص عدد سكان الهلال الخصيب قبل 4200 عام

وبهذه المناسبة، قال الدكتور مارك هبر من جامعة برمنغهام البريطانية: “لقد أعدنا بناء التاريخ الجيني للشرق الأوسط بدقة غير مسبوقة للإجابة عن أسئلة مهمة في علم الوراثة السكانية. على سبيل المثال، اكتشفنا كيف أن الأحداث الماضية، مثل تطور الزراعة في الشرق الأوسط وانتشار اللغات السامية، كان لها تأثير على جينات سكان المنطقة، فضلاً عن تأثير التغييرات المناخية على أعداد السكان”.
وقال الدكتور محمد المري، من معهد ويلكم سانجر والقيادة العامة لشرطة دبي: “توضح تحليلاتنا تأثير نمط الحياة والمناخ على التاريخ الديموغرافي لسكان الشرق الأوسط، والاختلافات الجينية بين الهلال الخصيب والجزيرة العربية”.
بدوره، علق الدكتور كريس تايلر سميث من معهد ويلكوم سانجر: “تكتسب منطقة الشرق الأوسط أهمية كبيرة لفهم التنوع الجيني البشري، لكن لم يتم دراستها بشكل جيد في الأبحاث العالمية السابقة. ستساعد دراستنا وإنشاء البنوك الحيوية مؤخرًا في المنطقة على التقليل من هذه الاختلافات وتوفير فرص لاكتشاف الطفرات الوراثية المرتبطة بالصحة في الشرق الأوسط “.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

الهدف الجماعي الجديد (NCQG) في مفاوضات المناخ (COP29)

قمة المناخ وكيفية الاستفادة من التمويل الدولي لدعم استراتيجيات التكيف والتخفيف – ميسون الزعبي: تحفيز …