شبكة بيئة ابوظبي، بقلم الناشطة البيئية، فاطمتو زعمة، الرئيسة التنفيذية لجمعية المرأة الصحراوية للتنمية المندمجة، المملكة المغربية، 27 أغسطس 2021
في تقرير صادر خلال شهر غشت/أغسطس 2021، أكدت لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة، إن دور الإنسان في الاحترار العالمي لا لبس فيه، محذرة من أن بعض عواقب هذا الاحترار، بما فيها ذوبان الجليد وارتفاع منسوب مياه البحار، ستبقى غير قابلة للعكس لمئات أو آلاف السنين. كما أوضح ثلة من الخبراء أن الحرارة في العالم سترتفع بواقع 1.5 درجة مئوية عما كما متوقعا قبل 10 سنوات، وتوقعوا تكرار موجات الحر الشديد كل 10 سنوات بعد أن كانت تحدث مرة كل 50 عاما، وذلك بسبب الاحتباس الحراري العالمي، كما أن الجفاف وهطول الأمطار بغزارة أصبحا أيضا أكثر تواترا. لقد عرفت السنوات العشر الأخيرة، تدمير حوالى 90 ألف نخلة، أتت عليها الحرائق في مناطق الواحات بالمملكة المغربية، أي بمعدل 67 هكتاراً في السنة. وهو ما يمثل 672 هكتارا دمرتها الحرائق في العشرية الأخيرة من 2010 إلى 2019، وذلك حسب الاحصائيات المنشورة. وتشير معطيات أخرى في هذا الشأن، إلى أن من بين الواحات التي اندلعت بها النيران واحة مزكيطة (إقليم زاكورة) التي خلف بها الحريق خسائر قدرت بـ 6 آلاف نخلة على مساحة تفوق 20 هكتار، ثم حريق بواحة ترناثة، التابعة لإقليم زاكورة ضمن جهة درعة تافيلالت، التي تعرضت لحريق مهول يوم الخميس 15 يوليوز/تموز 2021، إذ أتى على 5 هكتارات وأزيد من 200 نخلة، بالإضافة إلى حريق آخر دمر نخيل واحة ترناثة، وزاوية البركة، ثم واحة تنزولين وفزواطة وواحة اكتاوة، دائماً في نفس الاقليم والجهة. ومن بين آخر هذه الحرائق، نذكر حريق واحة قصر الجديد وقصر الكارة (جماعة أوفوس- الرتب، إقليم الرشيدية) خلال أواخر شهر غشت الجاري 2021، والذي خيمت آثاره على الوضع البيئي في المنطقة المنكوبة، انضاف له، خلال الفترة الأولى من نفس الشهر، حريق مهول بتراب نفس الجماعة بواحة قصر أولاد شاكر وقصر أقربوس هذه المرة.
وتعزى العوامل الأساسية للحرائق في مناطق الواحات بالمغرب، إلى مباشرة و غير مباشرة، هذه الأخيرة ذات صلة بتوالي سنوات الجفاف منذ سنة 2014، وقلة التساقطات المطرية، التي لا تتعدى 30 ملم في السنة، ما يسهم في تراجع مستويات المياه السطحية وكذلك الفرشة المائية الجوفية، ما أثر على الواحات التقليدية التي تشغل 26 ألف هكتار.
ووفق بعض المصادر، إن الواحات تحولت في جهة درعة-تافيلالت إلى مناطق يابسة، بفعل انخفاض نسبة الرطوبة، مما حولها إلى حقول جرداء تساعد على توفير شروط اندلاع الحرائق.
ويذكر أنه خلال المعرض العاشر للتمور بأرفود 2019، تم تقديم شروحات «حول التدابير المتخذة من أجل تخفيف أضرار الحرائق التي لحقت الواحات بالمناطق الصحراوية، وكذا مضامين برنامج التدخل للمساهمة في الحد من الحرائق والرفع من نجاعة التدخل، الذي يهم الفترة ما بين 2020 و2022، والهادف إلى تعزيز المعدات ووسائل التدخل، والتحسين والرفع من نجاعة التدخل، وتطوير أدوات التنبؤ وتوقع مخاطر الحريق، وتكييف وتعزيز أدوات الإعلام والتوعية»؟ وفي إطار أنشطتها من داخل مكونات المجتمع المدني المغربي، في هذا الموضوع، عملت “جمعية المرأة الصحراوية للتنمية المندمجة” (المملكة المغربية) على تنظيم عدة ندوات وطنية ودولية في إطار التحسيس بمخاطر التغير المناخي وتأثيراته على الواحات بالمغرب، بحيث نظمت فعاليات الندوة الدولية الأولى حضوريا بالرباط (المملكة المغربية) في موضوع : التنمية المستدامة للواحات، وذلك سنة 2019 تحضيرا للمشاركة الفعلية في مؤتمر الأطراف للتغير المناخي بمدريد 2019. كما تنظيم الندوة العربية الاقليمية الثانية الافتراضية في موضوع ” أفاق التنمية المستدامة للواحات في ظل التغير المناخي وندرة الموارد المائية: دول شمال افريقيا والشرق الأوسط أنموذجاً”، وذلك يوم الاثنين 5 يوليوز/تموز 2021.