إكثار الصقور في الأسر بدولة الإمارات

شبكة بيئة ابوظبي، الامارات العربية المتحدة، 11 سبتمبر 2021
أطلقه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في عام 1995م، ويُعتبر أحد أهم مشاريع الصيد المُستدام في العالم.
ويتواصل هذا البرنامج اليوم، منذ تأسيسه، بفضل رعاية ودعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة – أبوظبي التي تشرف على تنفيذ البرنامج بالاشتراك مع الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى.
يهدف البرنامج لدعم الصقارة المُستدامة من خلال إعادة إطلاق الصقور بعد استخدامها في الصيد، إلى بيئاتها في مواطن تكاثرها الطبيعية. وقد نجح البرنامج لغاية اليوم في إطلاق أكثر من 2000 صقر، من أنواع الحر، والشاهين، والجير. وتُعتبر كل من كازاخستان وباكستان وقرغيزستان، أهم دول الإطلاق.
كما ساهم المشروع في توفير بيانات ومعلومات علمية مهمة لا تُقدر بثمن لعلماء الطيور، وذلك عن طريق التتبع الفضائي للصقور التي يتم إطلاقها، حول مسارات الطيران والاتجاهات المفضلة للانتشار من مناطق الإطلاق، بالإضافة إلى مُعدلات البقاء على قيد الحياة للصقور.
وشجع زايد بصورة فعالة الصقارين على الاستغلال الأمثل للطيور المنتجة في الأسر واعتمد نظاماً مشدداً للترخيص باستخدام الطيور البرية في دولة الإمارات العربية المتحدة. ورافق ذلك إصدار (جواز سفر الصقر) الذي تمّ اعتماده بوساطة الاتفاقية العالمية للنباتات والحيوانات المهددة بالانقراض (سايتس) مما كان له أثر بالغ في التقليل من أنشطة الصيد غير المشروع في الدول المجاورة والعالم.

إكثار الصقور في الأسر بدولة الإمارات
في العام 1989، وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، وبمتابعة واهتمام كبيرين من الشيخ زايد – طيّب الله ثراه – بالاستفادة من إكثار الصقور في الأسر من أجل الاستخدام المُستدام لها وتخفيف الضغط على الصقور البرية المُهدّدة بالانقراض.
وقد مثّل إكثار الصقور في الأسر ثورة حقيقية في رياضة الصيد بالصقور وفي استدامة وإحياء هذا التراث العظيم. وفي منطقة الشرق الأوسط أصبح إكثار الصقور المهجنة واسع الانتشار في دول الخليج العربي.
ساهم البرنامج في تحسين أنواع الصقور المُنتجة بحيث أصبحت ذات مناعة أكثر للفطريات والأمراض. كما ساهم في إنتاج أنواع منتخبة تمتاز بصفاتها المميزة في الصيد وكذلك بصفاتها الجمالية.

مستشفى أبوظبي للصقور.. الأكبر من نوعه في العالم
في مستهل الثمانينات، قام الشيخ زايد بإنشاء مستشفى الصقور بالخزنة خارج مدينة أبوظبي، ثم تم فيما بعد إنشاء مستشفى أبوظبي للصقور في عام 1999م، بهدف توفير أفضل رعاية بيطرية للصقور، وتعزيز التوعية والتدريب ورفع مستويات الوعي بأمراض الصقور بين مُجتمعات الصقارين، إضافة لتطوير الأبحاث والدراسات حول رعاية الصقور وأمراضها.
عالج المستشفى مُنذ افتتاحه ما يزيد عن 80 ألف صقر، وبفضل عمليات التطوير الدائمة، بات يُعالج اليوم حوالي 11 ألف صقر سنوياً، حيث تحصل تلك الطيور على فحوص اعتيادية ومخبرية، وعلاجات طارئة، فضلا عن إجراء عمليات جراحية معقدة لها عند الحاجة.
كما قام مستشفى أبوظبي للصقور بتنفيذ برامج تدريبية في طب وجراحة الصقور، تشمل الدراسات المختبرية والصقارة وإعادة التأهيل، وذلك بمُشاركة أكثر من 100 مُتدرب من 37 دولة مُنذ العام 2007.

صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة.. صون للبيئة واستدامة للتراث
مؤسسة إماراتية رائدة في مجال الحفاظ على الطيور الجارحة وموائلها الطبيعية كعناصر أساسية للتنوع البيولوجي، أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عام 2017، على خُطى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، بهدف المُحافظة على البيئة والحياة الفطرية واستدامة التراث الثقافي الوطني والعالمي المرتبط بالطيور الجارحة.
يهدف الصندوق، إلى دعم المشاريع البحثية والعلمية المُتخصصة في المحافظة على الطيور الجارحة، سواء الإماراتية أم الدولية منها، تشجيع الجهات الأخرى على تقديم المنح والهبات لأصحاب المشاريع من أجل ضمان استدامتها، التشجيع على إجراء البحوث العلمية والبيطرية حول الطيور الجارحة البرية والمكاثرة في الأسر، دعم مشاريع المحافظة على رياضة الصيد بالصقور بصورتها التقليدية في المناطق التي كانت تُمارس فيها منذ القدم، والتوعية والتعريف بالرواد والمبادرات الكبيرة في مجالات المحافظة على الطيور الجارحة.

أبوظبي تُقدّم منحاً مالية لـِ 122 مشروعاً لحماية الكائنات الحيّة الـمهددة بالانقراض
في غضون السنوات القليلة الماضية، أصبح صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية أحد الجهات الرائدة على مستوى العالم في تقديم هذا النوع من المنح المالية المستهدفة حماية الأنواع المهددة بالانقراض، سواء من الثدييات أو الزواحف أو الطيور والنباتات، واللافقاريات.
ويصل عدد المنح التي قدمها الصندوق منذ تأسيسه عام 2009 إلى ما يزيد عن 2275 مشروعاً في نحو 180 دولة، ساهمت في الحفاظ على 1460 نوعاً من الكائنات الحية المهددة بالانقراض من الدرجة الأولى أو المعرّضة للانقراض.
ووفقاً للتقارير السنوية للصندوق، فقد تم تخصيص أكثر من 80% من المنح المقدمة للمساعدة في الحفاظ على الأنواع الحية المهددة بالانقراض من الدرجة الأولى والمهددة أو المعرّضة للانقراض، وذلك حسب تصنيف القائمة الحمراء للاتحاد العالمي لصون الطبيعة، ويستقبل الصندوق طلبات الدعم المالي من نشطاء المحافظة على الكائنات الحية من جميع أنحاء العالم، ويعمل على دعم المشاريع المهتمة بشكل مباشر بالمحافظة على أي من أنواع النباتات والحيوانات والفطريات المهددة بالانقراض.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

نادي صقّاري الإمارات يُصدر عدداً خاصاً من مجلة “الصقّار”

ماجد علي المنصوري: في دار زايد.. قيم الأصالة راسخة بجذورها شبكة بيئة أبوظبي، الإمارات العربية …