شبكة بيئة ابوظبي، الامارات العربية المتحدة، 30 سبتمبر 2021
تشارك الفنانة الإماراتية عزة القبيسي في الدورة 18 من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية المقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وتعرض أعمالها في جناحين من المعرض. عن هذا قالت: أشارك في المعرض منذ العام 2005 وذلك لأني أشعر بارتباط كبير به، كما ترتبط به كل المجتمعات في الإمارات فهو يشكل لقاءً بين المبدعين وبين الزوار.
وأوضحت القبيسي: أعرض مجموعة من المنحوتات التي أستخدم فيها الحروف العربية، وبمعظم هذه الأعمال أضع أشعاراً لـِ “المغفور له” الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، منها قصيدة “الصقور المخلصين”. وأضافت: قدمت أيضاً عملاً بعنوان “أبجدية الشهداء” وفيه وضعت كل الأحرف الأبجدية وعندما كان الناس يسألون أين هي أسماء الشهداء، كنت أجاوبهم الأبجدية أمامكم وتتيح لكم تركيب الأسماء التي تريدونها. وتابعت: إن الحروف هي أساس اللغة وعوضاً من أن يقرأ المشاهد الكلمة بشكل مباشر، يستطيع أن يبحث ويركب الكلمة التي يُريدها.
وذكرت الفنانة الإماراتية: عرضت في الصالة الأولى من المعرض العديد من الأعمال المرتبطة بالصيد والفروسية والبيئة المحلية، وهناك أعمال مرتبطة بالطير والحبارى وبما يمثلانه في الثقافة المحلية. وأشارت إلى استخدام عنصر الستانلستيل في هذه بعض هذه الأعمال، كما مزجت بين هذا المعدن وعناصر من النخيل في أعمال أخرى.
وقالت: في الجناح الآخر الخاص بي ركزت في أعمالي على استخدام معدن الحديد كونه يتفاعل مع البيئة المحيطة بنا، وهناك أربعة أعمال بأحجام مختلفة تمثل حركة الطير. ومنها عمل بشكل القلب يضم الإمارات السبع. وأضافت: عرضت أيضاً عملاً بارتفاع مترين ونصف المتر، ويُعدّ هذا العمل تحدياً لنفسي، ورؤية جديدة في فنّي، بعد أن كنت أعمل مجموعات صغيرة. وذكرت: لقد بدأ الناس باقتناء الأعمال الكبيرة، ولم يعد الأمر مقتصراً على المؤسسات.
وأوضحت القبيسي: عرضت أعمالاً في هذا الجناح لغيري من الفنانين منها عملين مشتركين بيني وبين الفنان محمد الأستاد، وهي بعنوان يستخدمه الأستاد في مجموعاته وهو “دانات الشواطئ”. وأضافت: العملان المشتركان تمّ دفنهما في الرمال، منذ أكثر من سنة لنصل إلى النتيجة التي نرغب بها.
وذكرت: عرضت أيضاَ أعمالاً للفنانة آماليا بالجافلة، كما سيرسم الفنان ضياء علام أعمالاً بطريقة مباشرة في الجناح.
ابتسام أبو عنان تعزف على “سيمفونية الألوان في الخيول”
16 عاماً رصيدها مع المعرض الدولي للصيد والفروسية، وبالتالي تمتلك زخما هائلا من الخبرات والتعلق بهذا العالم الفريد الممتد عبقه عبر أحقاب عديدة حتى أيامنا هذه حاملاً رسالة الأصالة والتراث بكل مفرداته ومنه عالم الخيول، وهو ما استطاعت الفنانة التشكيلية المغربية ابتسام أبو عنان التعبير عنه عبر لوحاتها التي تأخذ الناظرين إلى عوالم من الدهشة والإبداع تتناسب مع خبرتها الطويلة مع الفن التشكيلي.
وتقول أبوعنان، إنها تحرص على المشاركة في المعرض بشكل دوري، كونه يجمع بين ثقافات دول العالم، وبما أنها تخصصت في رسم الخيول العربية والمعرض يهتم بشكل كبير بكل ما يتعلق بالفروسية، تعتبر تواجدها هنا منصة محورية لعرض لوحاتها بما تحويه من خيول عربية تعكس القوة والعنفوان والشموخ، وتجد لكل لوحة من أعمالها عنوانا مختلفا كونها تحرص على المزج بين الخيل والإنسان بتجسيد إحساسات الإنسان في الخيل ونرى ذلك في تفصيلات اللوحات مثل الحركة، نظرة العين، القوة والشموخ وغيرها من الأحاسيس والسمات.
وبينت أن مشاركة هذا العام أطلقت عليها “سيمفونية الألوان في الخيول”، انطلاقا من أن الألوان جزء من إحساسات الإنسان بما تحمله من بهجة وتفاؤل، وهو ما يراه الرائي في اللوحات. ورغم أن الظروف المرتبطة بكوفيد 19 غير أن الألوان المبهجة وكذلك اعتماد القمر في غالبية اللوحات يعكس الجانب الإيجابي في المشهد كون القمر دوما ينير الليل ويعطي الأمل بانبلاج الضوء من الظلام.
وأوضحت أبوعنان، أنها تشارك بـ 12 لوحة تحمل مضامين مختلفة وترى أن كل لوحة لها ما يميزها، والشعور باللحظة التي ترسم فيها وتختار فيها الخيل كون الخيل عنصرا رئيسا في اللوحات ولا بدّ من أن يلمس إحساساتها في الحركة أو نظرة العين التي تلمس الروح فتصير علاقة روحية بين الخيل والابتسام.
إلى ذلك أشارت الفنانة التشكيلية أن المعرض صار جزءاً من شخصيتها الفنية، كونها تجد فيه كل ما هو جديد يثري ذائقتها الفنية عبر المزيج الهائل من الثقافات والخبرات التي يوفرها المعرض، حيث نجد أنماط مختلفة من الفنانين ذوي خبرات واسعة سواء كانوا أكاديميين أو أصحاب مواهب إبداعية. وهذا الخلط يُفيد أي فنان وينعكس على تجربته الذاتية. مع التأكيد على أن جماليات الخيول والمفردات التراثية التي يُتيحها المعرض تكشف جوانب فريدة من التراث والعراقة الإماراتية، التي تحلق بروح الفنان التشكيلي إلى آفاق بعيدة من الألق والإبداع.
معرض أبوظبي الدولي للصيد منصّة مهمة للمواهب الإماراتية
تستقطب الدورة الحالية من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية مجموعة كبيرة من الفنانات الإماراتيات اللاتي ما زلن في بداية مشوارهن الفني، في بادرة تحفز وتشجع المواهب الإماراتية الجديدة على تطوير الذات، وتمنحها الفرصة للاحتكاك بكبار الفنانين واكتساب الخبرات، بالإضافة إلى إيجاد منصة لعرض أعمالهن أمام الجمهور للتعرف على إبداعاتهن عن قرب.
ومن بين الفنانات الإماراتيات المشاركات في المعرض الفنانة بسمة سلطان، التي احترفت الفن التشكيلي منذ أكثر من 5 أعوام، لتخلق لنفسها منذ عامين أسلوباً خاصاً في تنفيذ لوحاتها بالأكريلك وورق الذهب.
وحرصت بسمة سلطان على أن تجعل لكل حائط من حوائط جناحها الثلاثة تيمة فنية معينة، ليروي قصة مختلفة عن الحائطين الآخرين بالجناح، حيث يتميز الحائط الأول من جناحها بعرض 10 لوحات تجسد جماليات الحيوانات البحرية، تم تنفيذها بالأكريلك وورق الذهب الذي يبرز الحيوانات البحرية بشكل مميز.
وقد حرصت بسمة سلطان على محاكاة معرض الصيد والفروسية بعدد من اللوحات، حيث تعرض على الحائط الثاني بجناحها لوحة للخيل وأخرى للصقر، بالإضافة إلى بورتريه كبير للشيخ زايد رحمه الله، وبورتريه آخر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث نفذت اللوحات أيضاً بالأكريلك وورق الذهب.
أما الحائط الثالث فتعرض عليه مجموعة لوحات للعصافير والفراشات المنفذة بالطريقة نفسها “الأكريلك وورق الذهب” وبألوان هادئة، حيث أوضحت الفنانة الإماراتية بسمة سلطان أنها بدأت تتبع هذه الطريقة في تنفيذ أعمالها منذ عامين، عندما رأت أن ورق الذهب يمنح اللوحات بعداً جمالياً جديداً ويبرزها بشكل أفضل ومتميز عن باقي الأعمال، وترى أن هذا الأسلوب في تنفيذ اللوحات يميز أعمالها بين الفنانين، إذ خلقت لنفسها طابعاً خاصاً.
وتؤكد الفنانة الإماراتية بسمة سلطان أن معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، والذي تشارك فيه للمرة الأولى، قد منحها فرصة كبيرة ورائعة لعرض أعمالها أمام الجمهور مباشرة، لافتة إلى أن الاستفادة الأكبر من المشاركة هي التعرف على الفنانين الكبار أصحاب المسيرة الطويلة والمشرفة، والتي حرصت على دعوتهم لجناحها لمشاهدة أعمالها وتقييمها، مشيرة إلى أنها استفادت كثيراً من آرائهم وملاحظاتهم، التي بالطبع سوف تساهم مستقبلاً في تطوير أعمالها الفنية الجديدة.
رانيا البعيني تعرض لوحات ومجسمات منفذة بخامات متنوعة
يعتبر جناح الفنانة السورية رانيا البعيني من الأجنحة الفنية المميزة المشاركة ضمن معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، من حيث الموضوع والأسلوب والخامات الغير تقليدية التي تستخدمها في تنفيذ أعمالها التي تضم 17 لوحة و5 مجسمات، حيث يعد أكبر هذه الأعمال لوحة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وأوضحت البعيني أن فكرة هذه اللوحة الكبيرة التي تتوسط جناحها في المعرض، بدأت باستعمال الموازييك عن طريق أحد الأصدقاء، الذي كان لديه عينات من السيراميك، وعندما بدأت باللوحة علمت على الخليفة بطريقة الموزاييك، مشيرة إلى أنها تمتلك في داخلها رغبة لتقديم العمل بطريقة غير معهودة من قبل، لذا بدأت تبحث عن خامات أخرى لكي أكمل اللوحة بطريقة الموزاييك، ولكن بأسلوب جديد. وأشارت إلى أنها استخدمت قطعاً من الصدف وغيره من الخامات، لكنها عملت بطريقة مختلفة عن الموزاييك التقليدي، وذلك باستخدام قطع ذات قياسات مختلفة، مع الحرص على وضع طبقات متباينة لإيجاد أبعاد مختلفة في اللوحة.
وأفادت البعيني أن أهم هاجس لديها في الفن هو الوصول إلى الهدف الذي تسعى لتحقيقه، ويساهم في إيجاد فكرتها بالعمل على الوسائط المتعددة والأبعاد الثلاثية التي تعتبر جزءاً من تجربتها الفنية، مشيرة إلى موهبتها قد قادتها إلى هذه الطريقة من الفن، والتي حاولت من خلالها أن تقدم العديد من الإضافات للعمل المنفذ بخامات معاد تدويرها من قطع معدنية وإكسسوارات قديمة وأحجار وغير ذلك الكثير.
وزادت أنها عند الانتهاء من وضع الخامات تستخدم ألوان الأكريليك من نوعية عالية الجودة، للمحافظة عليها من العوامل الجوية على المدى البعيد، مبينة أنها استخدمت في بعض اللوحات الإضاءة الداخلية التي تضفي على العمل طابعاً خاصاً، مشيرة إلى أن المجسمات التي نزين حوائط وأركان الجناح، والتي يأتي بعضها على هيئة رأس خيل، مشكلة من مجموعة من هذه الخامات.