مشغولات محلية الصنع تجذب الأسر إلى معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية

شبكة بيئة ابوظبي، الامارات العربية المتحدة، 30 سبتمبر 2021
لا تقتصر أروقة معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية على الأدوات الخاصة بالصيد والفروسية والمنتجات التي تسهل من رحلات الصيد المتعددة الأغراض وتساعد في تحقيق أهدافها، بل عُرضت العديد من المنتجات التي يمكن استخدامها في الحياة اليومية، إلى جانب الحاجة لها في رحلات الصيد أحياناً، حيث قدم العارضون والعارضات العديد من المنتجات مثل “الغترة” و”العقال” و”الكنادير” الخاصة بالرجال أو “الجلابيات” المخصصة للنساء المزينة بالعديد من الزخارف والتطريزات التي تحمل الطابع المحلي، أو المصنوعات الجلدية و”المسابح” المشكلة من أحجار مختلفة.
كما يعرض أحد الأجنحة مجموعة من العطور المحلية يدوية التصنيع، والتي تتميز بمكوناتها الشرقية مثل دهن العود والعنبر وغير ذلك من مكونات التي تجعل العطور أو الدخون تلامس المشاعر، كونها تسترجع ذكرى مكانية أو زمانية محببة.
كل هذا يجعل من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية مكاناً متنوعاً يحاكي بتفاصيله أفراد العائلة، ويتيح لهم الفرصة للتعرف على الكثير من المنتجات ذات الاحتياجات اليومية، وعلى ما يقدمه المعرض من أفكار ومنتجات تشجع الناشئة على الإقبال على تجربة رحلات الصيد التي عادة ما يمارسها الآباء، ومن هذا المنطلق يساهم المعرض في نقل هذه الثقافة للأجيال الجديدة، وبالتالي مواصلة تعلم تراث الآباء والأجداد والارتباط به، وهذا ما يمكن ملاحظته من خلال تردد الأسر على المعرض مع أطفالهم من مختلف الأعمار.

“الكمدة للصقور” .. طيور محلية تُدهش الجمهور
حرصت الكثير من الشركات الإماراتية العاملة في مجال الصقور على المشاركة بمنتجاتها ضمن جناحها في المعرض، كون الصقور أحد المحاور المهمة والرئيسية التي يقوم عليها معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية منذ انطلاقته.
وأوضح محمد الكمدة، مشرف جناح “الكمدة للصقور” بالمعرض، أن هذه المشاركة الثالثة لهم على التوالي ضمن فعاليات المعرض، والتي تأتي بهدف طرح مجموعة من الطيور المنتجة محلياً في الإمارات، إلا أن هذا العام تميز بأن الطيور المعروضة في الجناح الخاص بهم منتجة محلياً بنسبة 100%.
وأضاف أن التواجد في مثل هذه المحافل العالمية يتيح لهم الفرصة لمطالعة منتجات الشركات والبلدان الأخرى وتبادل الخبرات معهم، الأمر الذي يساعدهم على تقييم منتجاتهم قياساً بمنتجات المزارع الأخرى، محلية كانت أو عالمية، وبالتالي العمل على تطويرها والارتقاء بها وفقاً لأحدث الممارسات والأساليب العلمية.
ومن أبرز أهداف المشاركة وفقاً لـ الكمدة، تثقيف المجتمع في كل ما يتعلق بالصقارة والصقور، وعلى عمل دورات تثقيفية وورش تعليمية لتعريف الأجيال الجديدة بهذا اللون التراثي المميز، وذلك بالتعاون مع العديد من الجهات والمؤسسات العاملة في الدولة.
وأفاد أنه كمنتج إماراتي يحرص في المقدمة على جودة الإنتاج، وهو ما يلاحظه الزائر للجناح، حيث يرى مجموعة من أجمل الطيور الموجودة في المعرض بدورته الحالية، والتي تستقطب أعداداً كبيرة من الجمهور، الأمر الذي يجعله يشعر بالامتنان لهذا التقدير والثناء الذي يلقاه من قبل زوار المعرض.
وأشاد الكمدة بالدعم الذي يلقاه العاملون في مجال الصقور من قبل القيادة الرشيدة، والذي يتجلى في إقامة مثل هذا المعرض العالمي الذي يمثل أبرز صور الدعم، التي تدفع المهتمين بمجال الصقور دوماً للوصول إلى المركز الأول في الإنتاج بين دول العالم، خصوصاً أن جميع الطيور النادرة متوافرة في الدولة، لافتاً إلى أن هذا يساعد على تحقيق أهدافهم في ترسيخ مكانة الإمارات عالمياً في مجال إنتاج الطيور التي يتخطى سعرها أحياناً مليون درهم، وفقاً لجودة سلالتها ونقاء نوعيتها.
وزاد الكمدة أن المشاركة في المعرض تأتي كي يثبت أبناء الإمارات وجودهم وتميزهم في هذا المضمار، وفي الوقت ذاته الاستفادة من تجارب الآخرين، التي بلا شك ستعود بالنفع على أصحاب المزارع المختلفة، وذلك عبر مشاهدة الأفكار والتجارب الأخرى، ثم محاولة تطبيقها أو تطويرها عبر الخبرات المتراكمة، الأمر الذي يعلي من قيمة المشاركة في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، ويجعل الجميع حريصين على التواجد فيه سواء كعارضين أم زائرين، خصوصاً أن المعرض يركز بشكل رئيس على التراث الإماراتي، ويبرهن على أن التراث ما يزال حياً في القلوب وعلى أرض الواقع، وتتناقله الأجيال جيلاً عقب جيل.

لوازم الصقور تستقطب الجمهور
تلقى أدوات ومستلزمات الصقور نصيبهاً كبيراً من الاهتمام اللافت من الزوار بين أروقة المعرض، عبر العديد من الأجنحة التي تعرض منتجات متنوعة، لتكشف للجمهور جانباً مهماً من لوازم الصقور والأدوات التي يستخدمها الصقارون خلال ممارسة رياضتهم المفضلة.
ويوضح محمد طه الحمادة، المسؤول عن ركن “جير فالكون” لبيع معدات الصقور، أن المعرض مناسبة سنوية مهمة، يحرص الكثيرون من العاملين في مجال الصقور على المشاركة فيها، ومن ثم جاءت مشاركتهم هذا العام متميزة، مشيراً إلى أن الجناح يعرض نماذج متنوعة للوازم الصقور، من بينها البرقع المصنوع من جلد الماعز أو الغنم، والذي يوضع على رأس الصقر ليسهل عملية التحكم فيه، وكذلك الدس “القفاز” الذي يرتديه الصقار، ويصنع هو الآخر من الجلد.
كما يعرض الجناح “المنقلة” وهي قفاز سميك مصنوع من قماش الخيام غالباً ومزود بقطع من الترتان، يرتديه الصقار في يده ومعصمه ليقف عليه الصقر، وهناك ميزان للتعرف على وزن الطير، أما الوكر المصنوع من الخشب فيستخدمه الصقار لوضع الصقر عليه خلال فترات الراحة من التدريب، حيث يتم غرس الوكر في الرمال ليقف عليه الطائر بعد جولته في الفضاء.
ويتميز سبوق الطير بألوانه الزاهية، حيث يصنع من خيوط النايلون أو الحرير، ويستخدم في ربط الصقر بالوكر حتى لا يطير مسافات بعيدة، والسبوق كانت قديماً تصنع باللونين الأبيض والأسود قبل إدخال ألوان أخرى عليها لتصبح أكثر جمالاً وبهاءً، حيث تعتبر صناعة السبوق حرفة تراثية عريقة، كانت تقوم بها الأمهات والجدات في الماضي ليساعدن بها الرجال في ممارسة هذا اللون الأصيل من الرياضات التي عرفها الآباء والأجدتاد قبل مئات السنين.
كما يعرض الجناح للجمهور مجموعة من الشباك الصغيرة المخصصة لصيد الطيور الصغيرة، وكذلك مجموعة من التلواح، وهو جناح لطائر الحبارى يستخدم في عمليات تدريب الصقور على الصيد.

الشاي الياباني لضيافة زوار المعرض
شبكة بيئة ابوظبي، الامارات العربية المتحدة، 30 سبتمبر 2021
يعتبر معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية ملتقى مهماً للثقافات المحلية والخليجية والعربية والعالمية، ويتجسد هذا عبر العديد من الفعاليات المدهشة التي انطلقت في كافة الأجنحة منذ انطلاق اليوم الأول لهذا المحفل التراثي العريق الذي تستضيفه العاصمة الإماراتية أبوظبي على مدار 7 أيام.
ومن أبرز الأجنحة المشاركة، الجناح الياباني، وما يعرض من منتجات وعروض فنية، وكذلك الشاي الياباني الذي يتم إعداده بطريقة تبرز التقاليد العريقة المعروفة باسم “سادو”، والتي يتم تحضير الشاي بها مباشرة أمام زوار الجناح، بوصفها عنصراً مهما لتلاقي أبناء الحضارات على واحد من أهم المشروبات، وهو الشاي، الذي لا يخلو منه بيت أو مكان عمل في أنحاء العالم.
وتؤكد ياكا هيرايوا، من الجناح الياباني أن تواجدهم في ضيافة الإمارات من خلال المعرض يعكس عمق ومتانة العلاقات بين الشعبين، والتقدير المتبادل للموروث الشعبي لأبناء الإمارات واليابان، موضحة أن طقوس تقديم الشاي في اليابان تعود إلى مئات السنين، وأن هناك بيوتاً لتناول الشاي وفقاً لطقوس معينة ومتوارثة، منها أن يخلع مرتادوها أحذيتهم ويغسلون أياديهم قبل الدخول إلى تلك البيوت، تأسياً بالرهبان اليابانيين القدامى الذين وضعوا هذه الأسس العريقة لتناول الشاي الأخضر خلال رحلاتهم التأملية في معابدهم في الأزمنة البعيدة، إلا أن العصور اللاحقة انتشرت فيها طقوس تناول الشاي الياباني في أنحاء العالم، وصار لها متابعوها ممن يحرصون على معرفة خطوات إعداده وتقديمه.
وبينت هيرايوا أن “السادو” يعتمد طرقتين أساسيتين في تقديم الشاي، الأولى حين يبقى الأفراد الراغبين في تناوله في حالة سكون جالسين على ركبهم في غرف تقديم الشاي حتى يتم الانتهاء من صنعه وتقديمه لهم في جو من السكينة والهدوء، أما الطريقة الأخرى فتعتمد على جلوس الضيوف على نفس المنضدة أو منضدة مجاورة لمن يقوم بصنع الشاي وتقديمه لهم، وهي الطريقة التي يتم تقديم “السادو” بها إلى زوار الدورة الحالية المعرض.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

نادي صقّاري الإمارات يُصدر عدداً خاصاً من مجلة “الصقّار”

ماجد علي المنصوري: في دار زايد.. قيم الأصالة راسخة بجذورها شبكة بيئة أبوظبي، الإمارات العربية …