ورشة للتصدي للصيد غير القانوني للطيور والاتجار بها في الشرق الأوسط

بمشاركة الإمارات انطلقت في الأردن
شبكة بيئة ابوظبي، الأردن، الاغوار، محمد العويمر، 25 اكتوبر 2021
انطلقت في الأردن فعاليات ورشة العمل الإقليمية “خارطة طريق للتصدي للصيد غير القانوني للطيور والاتجار بها في الشرق الأوسط” في منطقة البحر الميت بتنظيم من بيردلايف إنترناشونال والمشاريع الداعمة لها والمنفذة من خلالها وبالتعاون مع الجمعية الملكية لحماية الطبيعة شريك البيردلايف في الأردن.
ويشارك في الورشة الإقليمية، التي تستمر حتى يوم الجمعة القادم، عدد من المنظمات الدولية وبمشاركة 11 دولة من الشرق الأوسط وهي لبنان، سوريا، عمان، البحرين، العراق، اليمن، مصر، السعودية، الإمارات، إيران والأردن وممثليها من القطاع الحكومي وشركاء البيردلايف.
وتأتي الورشة لمعالجة عدد من القضايا التي تتعلق بالطيور، لاسيما الصيد غير القانوني والذي يعتبر من أكبر التحديات الموجودة في منطقة الشرق الأوسط، ويجتمع كل الشركاء والحكومات من مختلف الدول لإيجاد التدابير المناسبة لحلها من خلال إشراكهم بوضع الخطط وتنفيذها وتطبيق الاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
كما تهدف الورشة إلى تسليط الضوء على مشاكل الصيد غير القانوني للطيور البرية وجمعها والاتجار بها في منطقة الشرق الأوسط، والتجارب الوطنية وتعزيز الحلول الرئيسية من خلال تطوير خريطة الطريق الإقليمية ووضع خطط العمل الوطنية المتعلقة بذلك.
كما ويتخلل الورشة إطلاق تقرير “الصيد غير القانوني للطيور والاتجار بها في منطقة شبه الجزيرة العربية والعراق وإيران” وإطلاق “الدليل الإقليمي” حول كيفية منع الاتجار في أنواع الطيور المحمية.
وقال مندوب وزير البيئة ، مدير مديرية حماية الطبيعة في الوزارة المهندس بلال قطيشات، خلال افتتاح الورشة أن الأردن معني بشكل كبير بحماية التنوع الحيوي الفريد فيه، والحفاظ على كافة أشكال الحياة البرية لاسيما الطيور سواء المقيمة أو المهاجرة، مشددا على أن وزارة البيئة تعمل مع كافة الشركاء المحليين والدوليين لتطبيق كافة المعايير الدولية للحفاظ على الطيور.
وبين قطيشات أن الأردن يتميز بتطبيقه لأعلى المعايير الدولية في الحفاظ على الطيور مؤكدا أن الأردن كان وما يزال من الدول السبّاقة في تطبيق أعلى معايير السلامة في التعامل مع الطيور وكافة أشكال المهددات التي تتعرض لها لضمان عبور آمن لها فوق سماء المملكة، من خلال تكثيف المراقبة بالتعاون مع كافة الجهات المعنية وتنفيذ القانون بحق أي مخالف.

من جانبه قال عضو مجلس إدارة الجمعية الملكية لحماية الطبيعة السيد سمير بندك، أن الجمعية قامت وبالتعاون مع وزارة البيئة والبيردلايف انترناشيونال وكافة الشركاء المحليين بتطوير مجموعة من الإجراءات الضمانية الخاصة بحماية الطيور المهاجرة في مختلف المجالات سواء عبورها وتعشيشها لضمان تأمين أكبر قدر من الحماية لها، سواء التي تتعلق بالحد من رش المبيدات الحشرية السامة التي تؤثر على الطيور أو من خلال وضع اشتراطات معينة تتعلق بمشاريع طاقة الرياح، وعزل خطوط الكهرباء، بالإضافة لتشديد المراقبة على الصيد غير القانوني والتي تعتبر أحد أهم التحديات في المنطقة.
وبين أن الجمعية تعمل على مراقبة الصيد غير القانوني بشكل حثيث بالتعاون مع وزارة البيئة والإدارة الملكية لحماية البيئة والسياحة، كما قامت الجمعية بالتعاون مع وزارة البيئة بتشكيل لجنة وطنية لمتابعة تطبيق كافة الإجراءات لحماية الطيور كما تم تأسيس قاعدة بيانات وطنية لبرامج مراقبة الطيور في مشاريع الطاقة، والتي تعتبر الأولى من نوعها في العالم.
من جانبها قالت السيدة رندة أبو الحسن مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الأردن” أن هذه المناسبة اليوم تذكرنا بأهمية أن نتخذ موقفا موحداً وحازماً على كافة المستويات، من حكومات ومنظمات دولية ومجتمع مدني، لوقف كافة أشكال الانتهاكات بحق الطيور والتي تتمثل أخطرها بالصيد والاتجار غير القانوني وخاصة تلك التي تتعرض لها الطيور المهاجرة”.
أن هذا المكون الفريد والذي يساهم بشكل كبير في حفظ التوازن على كوكبنا يتعرض لعدد من التهديدات منها طبيعية مثل التغيرات المناخية ومنها بشرية مثل الصيد الجائر ولا تكفي النوايا الحسنة في الحفاظ على ما تبقى من أعداد هذه الطيور، بل يحب أن نمتلك جميعا الإرادة الصلبة للوقوف في وجه هذه التحديات ودراسة أسبابها، لإيجاد الحلول المناسبة لها، لنستمتع جميعا بمشاهدة أسراب الطيور الفريدة وهي تحلق في سمائنا بأمان.
بدوره أكد المدير الإقليمي لمكتب الشرق الأوسط للبيردلايف إنترناشونال إبراهيم خضر، على أهمية الأردن ومنطقة الشرق الأوسط لهجرة ملايين الطيور سنويا من خلال المنطقة والتي يعد بعض منها مهدداً بالانقراض عالمياً، مما يعزز دور مؤسسة البيردلايف إنترناشونال وشركائها في حماية هذا التنوع الكبير، وخاصة من خلال العمل على تحديد وحماية المناطق الهامة للطيور ومناطق عنق الزجاجة على طول مسار هجرة الطيور “حفرة الانهدام – البحر الأحمر والمسارات الأخرى.
وسلط خضر الضوء على مختلف التحديات التي تواجهها الطيور في المنطقة لاسيما الصيد غير القانوني، مبينا أنه من أخطر التحديات التي تواجه الطيور، مشيراً إلى أن البيردلايف إنترناشونال تعمل مع الشركاء في مختلف الدول على إيجاد حلول مستدامة لكافة التحديات وذلك لضمان تجنب – أو على الأقل تخفيف – الآثار السلبية على الطيور كأنواع والحفاظ على الخدمات البيئية العديدة التي تقدمها للنظام البيئي والمجتمعات الإنسانية.

بدوره قال الدكتور امبيرتو غالو أورسي رئيس وحدة التعاون لمذكرة التفاهم حول المحافظة على الطيور الجارحة المهاجرة في إفريقيا وأوراسيا، أن الوحدة تقدم كل الدعم لهذه المبادرة لتطوير خارطة طريق مشتركة للقضاء على كافة أشكال قتل وصيد الطيور بطرق غير قانونية في الشرق الأوسط.
وأضاف، أن هذه الورشة تشكل خطوة حاسمة نحو معالجة صيد الطيور بطرق غير قانونية والذي يؤثر على العديد من الأنواع المهاجرة بما في ذلك الطيور الجارحة والطيور المحلقة الأخرى في المنطقة، مضيفا أن لمذكرة التفاهم حول المحافظة على الطيور الجارحة المهاجرة في إفريقيا وأوراسيا تاريخ طويل في معالجة هذه المشكلة الواسعة الانتشار بما في ذلك إنشاء فريق عمل حكومي دولي معني بالصيد غير المشروع للطيور المهاجرة في البحر الأبيض المتوسط وأخذها والاتجار بها (MIKT).
وتناقش الورشة خلال الأيام القادمة قضايا ملحه منها وضع الصيد غير القانوني في منطقة الشرق الأوسط، الإطار التشريعي وتطبيق القانون في المنطقة، كيفية استخدام وسائل الاتصال لزيادة الوعي وعمل الحملات التوعوية، خطط العمل على المستوى الوطني للتصدي للصيد غير القانوني، وغيرها من المواضيع ذات العلاقة والتي تهم منطقة الشرق الأوسط.
ويتخلل برنامج الورشة يوم الخميس القادم جولة ميدانية للتعرف على جهود الجمعية الملكية لحماية الطبيعية في مجال العمل للحد من الصيد غير القانوني في الأردن، ولقاء المفتشين في منطقة وادي عربة.
ويتطلع الشركاء لإيجاد حلول تحد من الصيد غير القانوني ومراقبته في المنطقة، وإيجاد التدابير الفاعلة للعمل بها، حيث سيتم العمل على مخرجات الورشة على المستوى الإقليمي ومع كافة الحكومات لتطبيق ما سيتم نقاشه.
وتقام الورشة بدعم من الشريك المضيف الجمعية الملكية لحماية الطبيعة و مشروع حياة جديدة لطائر الرخمة المصرية الممول من الاتحاد الأوروبي ومؤسسة أ. ج. ليفانتيس (A.G. Leventis Foundation) ومذكرة التفاهم حول المحافظة على الطيور الجارحة المهاجرة في إفريقيا وأوراسيا ومشروع الطيور الحوامة المهاجرة المنفذ من قبل بيردلايف انترناشيونال والممول من قبل مرفق البيئة العالمي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مشروع مسارات هجرة الطيور الآمنة – الحد من الصيد غير القانوني الممول من مؤسسة مافا، جمعية علماء الطيور في الشرق الأوسط، القوقاز ووسط آسيا.

عن البيردلايف إنترناشيونال:
هي شراكة عالمية من مؤسسات الحفاظ على الطيور ويسعى جاهداً للحفاظ على الطيور وموائلها والتنوع الحيوي العالمي، والعمل مع الناس نحو تحقيق الاستدامة في استخدام الموارد الطبيعية. بيردلايف إنترناشونال هي الوكالة المنفذة لمشروع الطيور الحوامة المهاجرة.

عن مشروع الطيور الحوامة المهاجرة:
مشروع الطيور الحوامة المهاجرة المنفذ من بيردلايف إنترناشونال والممول من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي / مرفق البيئة العالمي
يستضيف وادي البحر الأحمر / حفرة الانهدام هجرة أكثر من 2 مليون طائر عبر المنطقة، مع أسراب ضخمة من الطيور الحوامة التي تهاجر بعشرات الآلاف في فصل الشتاء الى أفريقيا للوصول إلى مواقع تعشيش خصبة في أوروبا وآسيا الوسطى وبالعكس على طول ثاني أكبر مسار لهجرة الطيور في العالم.
وما تزال هذه المنطقة معرضة لضغوط تطويرية هائلة في ظل ارتفاع الطلب على الطاقة وإمدادات الغذاء والسياحة التي أدت إلى تغييرات كبيرة في استخدامات الأراضي وزيادة الحاجة إلى المزيد من إدارة النفايات. ينتشر الصيد العشوائي والقتل غير القانوني للطيور على نطاق واسع، وبالتالي فإنه يمكن لهذه القطاعات الخمسة وهي الزراعة والطاقة والصيد والسياحة وإدارة النفايات أن توفر بيئة غير مضيافة بشكل متزايد للطيور الحوامة ولها القدرة على التأثير في جموع الطيور الحوامة عبر القارات الثلاث.
يهدف مشروع الطيور الحوامة المهاجرة لدمج حماية الطيور الزائرة في هذه القطاعات الرئيسية لمجتمعاتنا.
ويجري تحقيق ذلك من خلال الشراكات والتحالفات الاستراتيجية مع الشركات الخاصة والمنظمات غير الحكومية والحكومات والمنظمات الدولية. نحن نعمل مع هذه القطاعات من أجل دمج حماية مسار الهجرة في قلب قرارات التنمية والتغيرات في استخدامات الأراضي في المنطقة، وفي حالة الصيد العمل مع الحكومات ومنظمات الصيد المستدام لحماية الطيور الحوامة المهاجرة من القتل غير القانوني
نحن ندعو أيضاً لتبني مفهوم الضيافة تجاه زيارة الضيوف، وهو مفهوم عميق الجذور في ثقافة منطقتنا وأخيراً فنحن نسعى لفهم أهمية الطيور في الحفاظ على بيئتنا. تعتبر النسور من أساسيات الصحة لبيئة أفريقيا والشرق الأوسط كقمامات بالغة الأهمية بالإضافة إلى دور الطيور في مكافحة الآفات الزراعية من خلال التهام الطعام. ويجذب مسار الهجرة الفريد السياحة البيئية من جميع أنحاء العالم ويعمل وجودهم كمؤشرات على مدى نجاحنا في تحقيق التنمية المستدامة في منطقتنا.
ويعمل مشروع الطيور الحوامة المهاجرة في 7 دولة ضمن مسار الهجرة لحفرة الانهدام / البحر الأحمر وهي: جيبوتي ومصر وإريتريا وإثيوبيا والأردن ولبنان، والسودان.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الأول من نوعه في العالم لصون أشجار القرم وتنميتها في أبوظبي

بتنظيم هيئة البيئة – أبوظبي وفي إطار مبادرة القرم – أبوظبي شبكة بيئة أبوظبي، الإمارات …