ساهم أحدث مشاريع المبادرة في تحسين الظروف المعيشية لاثنين من المجتمعات الواقعة في مناطق مرتفعة من خلال توفير فرصة الحصول على مياه موثوقة على مدار اليوم باستخدام تقنية لا تتسبب بانبعاثات كربونية
شبكة بيئة أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 15 ديسمبر، 2021
تعود المبادرة الإنسانية “ما بعد 2020” إلى منطقة جنوب شرق آسيا بعد تنفيذها لمشروعين مستدامين في كل من إندونيسيا وكمبوديا، حيث يركز مشروعها الجديد على تحسين الظروف المعيشية لـ 18 ألف شخص في الفلبين من خلال تعزيز توفر المياه والحد من تكلفة الحصول عليها بمقدار 85%. وقد تم تركيب أربع مضخات هيدروليكية و13 كشك من شأنها المساهمة في تحسين جودة الحياة اليومية لـ 3 آلاف من سكان قرية كاباجان في مقاطعة نيجروس أوكسيدنتال، و15 ألف شخص موزعين بين 14 قرية في منطقة ألتافيستا بمقاطعة ليت.
وتعتبر هذه التقنية المبتكرة بمثابة نسخة مطورة لنظام تم تطويره قبل أكثر من 240 عاماً لرفع المياه إلى المناطق المرتفعة بدون استخدام الكهرباء أو الوقود وبالتالي بدون أن ينتج عنه أي غازات مضرة.
وقد أطلقت جائزة زايد للاستدامة بالشراكة مع عدد من المؤسسات البارزة، مبادرة “ما بعد 2020” ترسيخاً لإرث الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في مجال العمل الإنساني، وذلك عبر التبرع بتقنيات وحلول مستدامة إلى المجتمعات النائية حول العالم. ويمثل مشروع الفلبين عاشر مشاريع المبادرة، التي تساهم بشكل فاعل في مواجهة بعض من أكثر تحديات التنمية المستدامة العالمية إلحاحاً، وتوفر خدمات رعاية صحية عالية الجودة، وأطعمة مغذية، ومصادر الطاقة الأساسية، كما وتعزز إمكانية الحصول على مياه آمنة للشرب ولأغراض النظافة.
وفي هذه المناسبة، قال سعادة محمد عبيد الزعابي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الفلبين: “تعتبر (ما بعد 2020) مبادرة إنسانية واسعة الانتشار تقودها دولة الإمارات بدعم من قيادتها الرشيدة بهدف تعزيز جهود التنمية الاقتصادية المستدامة على مستوى العالم، حيث توفر المبادرة حلولاً مهمة تعود بالنفع على المستفيدين في أنحاء مختلفة من العالم. ومن شأن نشر المبادرة حلولاً مبتكرة لتكنولوجيا المياه ضمن عدد من المجتمعات في الفلبين أن يساهم في تحسين المستوى الصحي والمعيشي لسكان الأرياف من خلال مشروع له تأثير طويل الأجل، مما يمهد الطريق لنمط حياة أكثر مرونة وأماناً واستدامة”.
وأضاف الزعابي: “تشترك الإمارات والفلبين في رؤية تهدف لبناء مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة لشعبيهما وفقاً لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. ويندرج هذا التعاون في إطار العلاقات الثنائية الوثيقة والممتدة لسنوات طويلة بين الدولتين وضمن مجالات متعددة”.
وأشار السفير الإماراتي إلى أن معالجة ندرة المياه وتحسين هذا المورد الحيوي لخدمة عدد من المجتمعات في الفلبين، يتزامن أيضاً مع إطلاق الإمارات مؤخراً لوثيقة “مبادئ الخمسين” التي تسعى إلى تشجيع التنمية الاجتماعية والاقتصادية عبر المساعدات الإنسانية. وتعتبر هذه الوثيقة المهمة تجسيداً للإرث الراسخ للأب المؤسس لدولة الإمارات، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه، وانعكاساً لقيمه الأساسية المتمثلة في الاستدامة والعمل الإنساني والتعاون العالمي.
وتقع كل من منطقتي كاباجان وألتافيتسا في جزيرتين مختلفتين، إلا أنهما تواجهان نفس التحديات، فالمياه غير متوفرة وعلى السكان جلبها من أماكن منخفضة عن مستوى القرى. ويستخدم المشروع نظام مضخة مياه من تصنيع مؤسسة “الترناتيف انديجيناس ديفولبمنت”، احدى المرشحين النهائيين بجائزة زايد للاستدامة لعام 2020 ضمن فئة المياه.
من جهتها أعربت سعادة جاسلين كوينتانا، سفيرة جمهورية الفلبين لدى دولة الإمارات عن سعادتها بنشر مشاريع أساسية وصديقة للبيئة من شأنها إحداث تأثير إيجابي في حياة الكثيرين من خلال مبادرة (ما بعد 2020)، مؤكدة بأن نشر حلول التكنولوجيا بما لها من تأثيرات مهمة يدعم حملة الحكومة الفلبينية لتحسين الخدمات العامة ورفع المستوى الصحي للسكان، مع اعتبار أن توفر المياه أولوية رئيسية لتحقيق الرفاهية الاجتماعية والتنمية المستدامة.
وأضافت كوينتانا: “نحن على ثقة بأن التعاون الدولي في دعم قدرة مجتمعاتنا وتمكينها من الوصول إلى موارد المياه وإدارتها سيأتي بفوائد كبيرة تنعكس بشكل إيجابي على الحياة اليومية للأشخاص المستفدين. لذلك أتقدم بالشكر الجزيل للمبادرة وشركائها الذين كان لهم دور أساسي في تنفيذ المشروع على أرض الواقع”.
وأكد فخامة أولافور جريمسون، الرئيس السابق لجمهورية أيسلندا ورئيس لجنة تحكيم جائزة زايد للاستدامة، أن مشروع مبادرة (ما بعد 2020) الذي تم تنفيذه مؤخراً في الفلبين يعكس مدى أهمية الحلول المبتكرة التي يطورها رواد مجتمع الجائزة العالمي من فائزين ومرشحين نهائيين والفوائد طويلة الأمد التي توفرها للمجتمعات المحلية، كما تجسد المبادرة الدور المهم للتعاون وتضافر الجهود حيث ساهمت الجائزة وشركاؤها حتى الآن في إحداث تأثير ايجابي ضمن مجتمعات تتوزع بين عشرة دول، فضلاً عن خططها لإطلاق مشاريع جديدة في عام 2022.
وبالإضافة إلى توفير مياه للشرب ولأغراض النظافة، سوف تتيح هذه التقنية التي لا ينتج عنها انبعاثات الكربونية للسكان فرصة تحسين أعمالهم أو البحث عن فرص جديدة مثل زراعة حدائق الخضروات، والزراعة المائية، وتربية المواشي، فضلاً عن توفير بيئة أفضل تساعد في تفادي الأمراض التي تتسبب بها المياه الملوثة. كما سيساهم ذلك في تعزيز مقومات النظافة بشكل ملحوظ، خصوصاً في ضوء أهمية غسل اليدين لتجنب انتشار وباء كوفيد-19، وهي مسألة مقلقة بالنسبة للمناطق النائية حول العالم.
ويذكر أن مبادرة “ما بعد 2020” قد قامت حتى الآن بعشرة مشاريع. وتوفر المشاريع المستكملة حلولاً حيوية في مجالات الطاقة والمياه والغذاء في كل من نيبال، وتنزانيا، وأوغندة، والأردن، ومصر، وكمبوديا، ومدغشقر، وإندونيسيا، وبنغلاديش، والفلبين.
وتحظى مبادرة “ما بعد 2020″ بدعم عدد من الشركاء البارزين، من ضمنهم صندوق أبوظبي للتنمية، ومبادلة للبترول، و”مصدر”.