دولة الإمارات تقود جهود تمديد تسجيل الصقارة في اليونسكو وتشارك في تسجيل ملف الخط العربي

نورة الكعبي: يدعم هذا الإنجاز خططنا للمحافظة على الصقارة كعنصر من عناصر التراث الإنساني
محمد المبارك: التراث الثقافي أحد أهم الركائز الأساسية في بناء الهويّة الوطنية الإماراتية
شبكة بيئة أبوظبي، دولة الإمارات العربية المتحدة، 16 ديسمبر 2021

حققت دولة الإمارات إنجازاً جديداً تمثل في إعادة تمديد تسجيل ملف الصقارة للمرة الرابعة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في منظمة التربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، ليصبح أجمالي الدول المشاركة 24 دولة من حول العالم، وذلك بعد انضمام 6 دول جديدة للملف.
وقد تم الإعلان عن تمديد تسجيل ملف الصقارة في القائمة خلال الاجتماع الدوري السادس عشر للجنة الدوليّة الحكوميّة لصون التراث الثقافي غير المادي للبشرية الذي عُقد يوم 13 ديسمبر وتستمر أعماله حتى 18 من الشهر نفسه.
وفي نفس الاجتماع، تم الإعلان أيضاً عن تسجيل ملف “الخط العربي: المعارف والمهارات والممارسات” في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في اليونسكو، والذي قامت المملكة العربية السعودية بالتنسيق له، بدعم من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) ومشاركة ودعم دولة الإمارات و 15 دولة عربية أخرى، كأحد أكبر الملفات المشتركة بين الدول العربية.
ويشكل هذا الإدراج جزءاً من الجهود المشتركة التي تبذلها دولة الإمارات العربيّة المتحدة بالتعاون مع الدول الأخرى المشاركة في الملف في إبراز المكانة التاريخية والثقافية للصقارة والخط العربي، ودعماً للعمل الثقافي الإنساني المشترك في حماية وحفظ وتعزيز ونقل هذا العناصر من التراث الإنساني الثري.

وبهذه المناسبة، أكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب رئيسة اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، أن هذا الإنجاز يجسّد اهتمام دولة الإمارات والدول المشاركة من مختلف مناطق العالم في تطوير ملف “الصقارة”، التي تعد جزءاً لا يتجزأ من التراث الإنساني المشترك، كما يبرز مساعي الدولة للحفاظ عليها، وإثراء حضورها العالمي دعماً للموروث الثقافي .
وأضافت معاليها: ” شراكتنا الاستراتيجية مع دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، لإعادة تسجيل ملف الصقارة في القائمة التمثيليّة للتراث الثقافي غير المادي في منظمة اليونسكو، ستساهم في تعزيزها والحفاظ عليها، ويدعم تطوير الخطط التي وضعت للمحافظة عليها كعنصر من عناصر التراث الإنساني”.
وأشادت معاليها بالجهود المبذولة من قبل المملكة العربية السعودية ومنظمة الألكسو في التنسيق للجهود التي أدت إلى نجاح إدراج ملف الخط العربي في قائمة اليونسكو للتراث غير المادي، مشيرة إلى أن الخط العربي يمثل أحد الفنون الرئيسية المرتبطة باللغة العربية والتي تشكل إلى جانب عناصر أخرى من تراثنا، جزء مهم من هويتنا الوطنية والثقافية.
قال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي: “تُجسد جهودنا المتواصلة لصون وترويج عناصر التراث الثقافي المادي والمعنوي لدولة الإمارات العربية المتحدة، أحد أهم الركائز الأساسية التي نعمل على تطبيقها إيمانا منا بأهميتها في بناء الهويّة الوطنية الإماراتية، وتعزيز الشعور بالانتماء لتاريخنا، وممارسات الآباء والأجداد في تعميق هذا الانتماء. فخورون بالشراكة الاستراتيجية التي تجمعنا مع وزارة الثقافة والشباب، ونؤكد مواصلة العمل وفق رؤية والدنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” في الحفاظ على إرثنا الإماراتي والعربي وتاريخنا العريق ونقله للأجيال الصاعدة”.
لقد عرفت الصقارة منذ 4000 سنة ، ومارسها البدو في بواديهم لاسيما صحراء دولة الإمارات العربية المتحدة وشبه الجزيرة العربية باعتبارها أحد أشكال الصيد المهمة في أرض شحيحة بالموارد الطبيعية، إلاّ أن دور الصقارة في المجتمع قد تغير مع الزمن، فأصبحت اليوم من أهم الرياضات التقليدية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقُدّم ملف الصقّارة بنسخته الأولى بمشاركة (11) دولة تتوزع في مختلف قارات العالم وأُدرج في القائمة التمثيليّة للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو، وفي ديسمبر 2021 سُجِّل الملف للمرة الرابعة في اليونسكو بعد انضمام (6) دول، هي: كرواتيا- إيرلندا- بولندا- هولندا- سلوفاكيا- قيرغستان، ليرتفع عدد الدول المشتركة في الملف إلى (24) دولة على المستوى العالم.
تطور الخط العربي جنباً إلى جنب مع تطور الكتابة العربية وذلك منذ القرون الأولى للإسلام. مارسته الديانات الأخرى، مثل المسيحية الشرقية ، فيما بعد من أجل كتابة نصوصها المقدسة. تدريجيًا ، لم يعد يقتصر على الموضوعات الدينية وتوسع ليشمل الأعمال التقليدية والحديثة والتجريدية. يعتبر الخط العربي اليوم أحد الفنون التي يمارسها العديد من الأفراد بغض النظر عن ديانتهم ومجتمعاتهم وأصولهم. يأتي إدراج هذا الملف نظراً لما يمثله من قيمة وأهمية في المحافظة على اللغة العربية باعتبارها أحد مقومات الهوية الثقافية العربية، بالإضافة إلى اعتباره أحد أنواع الفنون، وعلامه مميزة للثقافة العربية والفرد العربي.
الجدير ذكره، أنّ دولة الإمارات وإمارة أبوظبي نجحت خلال الأعوام ال11 الماضية، أي منذ عام 2010، في تسجيل 12 عنصراً في اليونسكو، باعتبارها تراثاً ثقافياً إنسانياً يخص البشرية، وهي، الصقارة، السدو، التغرودة، العيالة، المجلس، القهوة العربية، الرزفة، العازي، النخلة، الأفلاج، وسباق الهجن، إضافة إلى الخط العربي وتسجيل منطقة العين في إمارة أبوظبي ضمن مواقع التراث العالمي.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

نادي صقّاري الإمارات يُصدر عدداً خاصاً من مجلة “الصقّار”

ماجد علي المنصوري: في دار زايد.. قيم الأصالة راسخة بجذورها شبكة بيئة أبوظبي، الإمارات العربية …