شبكة بيئة ابوظبي، دبي، الإمارات العربية المتحدة، 20 ديسمبر 2021
انطلقت اليوم فعاليات النسخة الثانية والعشرين من مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي والذي تنظمه وزارة الثقافة والشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو”، بحضور 18 دولة عربية وعدد من الشخصيات المهمة، الى جانب عدد من المنظمات الدولية منها اليونسكو، الايسيسكو والأيكروم وهيئة المسرح العربي وذلك في معرض إكسبو 2020 دبي، ويستمر لمدة يومين.
وبهذه المناسبة قالت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، رئيسة الدورة الـ 22 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في العالم العربي: “تنبع أهمية اجتماع الدورة الثانية والعشرين من حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقنا، إذ نحمل عبءَ المستقبل بكافة متطلباته ونتطلع إلى تبني استراتيجيات واتخاذ قرارات؛ تساهم في تحقيق أهدافنا المدرجة على جدول الأعمال، في ظل التحديات التي واجهتنا طوالَ العامين الماضيين بفعل الجائحة، والتي أظهرت الحاجةَ إلى دعم الصناعات الثقافية والإبداعية، لتكونَ رافداً من روافد التنمية المستدامة”.
وأشادت معاليها بدور المنظمة العربية للتربيةِ والثقافة والعلوم (الألكسو)، في تنسيق العمل الثقافي العربي المشترك، مشددة على أهمية مراجعة الخطّة الشاملة للثقافة العربية وتحديثها، بهدف تعزيز التعاون الثقافي العربي. ومبادراتِ التعاون لتسجيل التراث غير المادي في (اليونسكو)، إذ تقدمت دولة الإمارات وبعض الدول العربية باقتراح ملفات مستقبلية، وتأمل معاليها بتوسيع نطاق الشراكة، ليكون بين الدول العربية وبقية الأقاليم الجغرافية الأخرى، لتعزيز الحوار والتعان الثقافي بين الدول العربية ودول العالم.
كما ذكرت معاليها إن دولة الإمارات اقترحت استعراضَ نتائج المؤتمر العالمي للاقتصاد الإبداعي أمام هذا المؤتمر، للاستفادة منه في مناقشة وتحديد الجهود العربية المشتركة بشأن الصناعات الثقافية والإبداعية، إذ تكمن أهمية هذا القطاع في مردوده الاقتصادي على الدول العربية وتوفير الفرص والوظائف للشباب.
وأشارت إلى أن دولة الإمارات أعَدَّت تقريراً علمياً عن حالة اللغة العربية ومستقبلها، واقترحت أن تستعرض نتائج المناقشات والدراسات المعنية بالحفاظ على اللغة العربية وتعزيزها، ليخرج بمبادرات مشتركة لتجعل اللغة العربية تحظى بالاهتمام العالمي الذي تستحقه.
وختمت معاليها كلمتها بالقول إن الشباب العرب هم المستقبل، وتهدف المؤسسات الثقافية لخدمة هذه الفئة وتوفير الممكنات الأساسية لهم لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم. ولإنجاح أي مشروع ثقافي عربي، لذا اقترحت دولة الإمارات لقاءً بين الوزراء وبين الشباب العرب، لتعزيز قنوات التواصل بينهم وبين وصناع القرار في القطاع الثقافي على المستوى العربي، وذلك بالتعاون مع منظمة الألكسو.
ومن جانبه أشاد معالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في مستهل كلمته بالاختيار الحكيم بعقد أعمال هذه الدورة بالتزامن مع قمة اللغة العربية التي بادرت بتنظيمها دولة الإمارات، وذلك للارتباط الوثيق بين الثقافة واللغة، منوها في الكلمة إلى الظروف العصيبة التي مر بها العالم العربي في العقد الاخير و التي طالت آثارها كل المجالات و منها الثقافة و الفكر.
وركزت كلمته على ثلاث نقاط رئيسة أولها أهمية الإصلاح الديني وتجديد النظر في التراث.. فالإصلاح حاضر على أجندة الفكر العربي منذ زمن نهضته الأولى، غير أن مشروع الإصلاح تعثر وتأجل وطغت عليه مشروعات فكرية وثقافية وسياسية أخرى، مثل مشروع التحرر الوطني، وكذلك مشروع العروبة والوحدة، مضيفاً أن القضية الثانية تخص مفهوم الدولة الوطنية وهو مفهوم برز على صدارة الأجندة الفكرية والسياسية أيضاً خلال العشرية الفائتة، وقد انتبهت إليه “الخطة الشاملة للثقافة العربية”.. فيما القضية الثالثة تتعلق بانفتاح الثقافة العربية و تواصلها مع الثقافات الأخرى لمواكبة مستجدات الفكر العالمي من خلال رفع مستوى الإنتاج العلمي و تسريع حركة الترجمة و تعزيز المحتوى الرقمي العربي.
فيما استعرضت معالي الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية، رئيسة الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي نتائج أعمال الدورات السابقة للمؤتمر، إذ صدر عن الدورة العشرين “إعلان تونس ضد الإرهاب ومن أجل التسامح والتضامن بين الشعوب والثقافات والأديان”، وصدر عن الدورة الحادية والعشرين بيان القاهرة عن “المشروع الثقافي العربي أمام التحديات الراهنة”، ونتج عن ذلك المؤتمر عدة قرارات وتوصيات قامت المنظمة العربية والثقافة والعلوم “الألكسو” بتعميمها على الدول العربية.
فيما قال معالي الدكتور محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم: إن الرّهان كلّهُ على توظيفِ الإنترنت، لتأمين التواصلِ بين البشرِ، والاستمرارِ في تقديم الخدمات الحياتية بكلِّ أنواعِها، التّعليمية منها والصّحية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وتحقّقت بعضُ تلكَ الرّهانات عبرَ التّعليمِ عن بُعد وتنفيذِ الزياراتِ الافتراضيةِ للمواقعِ الأثريةِ والمتاحفِ وبرامجِ التوعيةِ، وكان التحدّي الأكبرُ أمامَ ذلكَ الرهانِ هو عُمقُ الفجواتٍ التكنولوجية والمعرفية والمادية بين الدول، وهذه واحدة من التحدّياتِ التي يجبُ أن نتصدّى لها وأن نبحثَ لها عن حلولٍ جماعية تضمن استدامةَ الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للجميع.
وأوضح معاليه إلى أن “مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية أخضعوا وثيقةَ الخطّةِ الشاملةِ للثقافة العربيّةِ للتشخيصِ والمراجعةِ للتحديثِ، بموجبِ قرارٍ حصيفٍ ورشيدٍ من لَدُنِ المؤتمر في الدورةِ السابقةِ. وواكبهُ عطاءٌ جزيلٌ مُقدّرٌ من دولةِ الإماراتِ العربيّةِ المتّحدةِ، حينَ أجازت مع الدولِ العربيّةِ الشروعَ بهذا العملِ وتبنّت دعمَهُ ووفّرت له متطلّباتهِ. فكان العملُ خلالَ الفترةِ المنصرِمةِ جادًّا ومستمرًّا ومُعمّقًا، لتكونَ نواتجه في مستوى المأمول.”
تجمع الدورة (22) لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي ممثلين عن الحكومات وصناع السياسات والمنظمات الدولية، ومن المقرر أن يناقش المجتمعون جملة من الموضوعات أهمها وضع خارطة العمل الخمسية للملفات العربية المشتركة لتسجيل التراث غير المادي مع اليونسكو، كما سيناقش المؤتمر الخطة الشاملة للثقافة العربية وتحديثها، بهدف تعزيز التعاون الثقافي العربي البيني، وكذلك مع مختلف الثقافات، وتوحيد الجهود العربية في المجالات الثقافية المختلفة بما في ذلك التعاون في تسجيل التراث غير المادي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، إلى جانب توحيد الجهود العربية لتطوير منظومة الصناعات الثقافية والإبداعية، ويناقش المؤتمر برنامج سفير فوق العادة للثقافة العربية.