شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في التميز المؤسسي (EFQM)، خبير استراتيجيات القوة الناعمة، خبير ادارة مركز اسعاد المتعاملين، (7 STAR)، خبير حوكمة معتمد، خبير صناعة سيناريوهات المستقبل، 26 ديسمببر 2021
أهمية اليقظة الاستراتيجية:
اليقظة الاستراتيجية نظام يساعد المنظمة على سرعة اتخاذ القرارات بالمراقبة والمتابعة وجمع المعلومات وتحليل بيئة المنظمة والآثار الاقتصادية والاجتماعية والمستقبلية بمعرفة فرص التحسين والتهديدات من خلال استغلالها بالطريقة الامثل، كما أنها تركز على المعلومات الاستراتيجية، وتتجلى أهميتها فيما يلي(1):
• في الجانب المالي بتم تحقيق الوفرة من خلال المعلومات التي يتم جمعها والتي تساعد على تحسين خصائص المنتج وجودته وتخفيض كلفته.
• تسمح بمرور جيد للمعلومة عبر مختلف المستويات التنظيمية في المؤسسة، كما تسمح لها أيضا بمراقبة مستمرة ومتواصلة لبيئتها.
• تسمح بالتحذير والتنبؤ بالعراقيل المستقبلية التي ستواجهها المؤسسة.
• تعد وسيلة استراتيجية للتسيير، أين تكشف خلية اليقظة على مناطق النفوذ، التهديدات والفرص والتي تستطيع أن تغير من استراتيجية المؤسسة ومن المنافسة في السوق.
كما ونضيف عليها:
• اليقظة الاستراتيجية تساعد في تحقيق مرونة في أداء المنظمة من خلال المعلومات المتوفرة عن فرص التحسين والتحديات والتعامل معها بالسرعة اللازمة لتحقيق ميزة تنافسية عن غيرها من المنظمات.
• وأيضاً تساعد المنظمة في استشراف المستقبل من خلال المعلومات وقراءتها بالشكل الصحيح والبناء عليها باقتناص فرص التحسين ومواجهة التحديات واستثمارها في تحسين أدائها الاستراتيجي.
• اليقظة الاستراتيجية تدعم نظام الابتكار والتميز المؤسسي في المنظمة من خلال استثمار الافكار الجديدة في تحقيق أهداف المنظمة.
• تعديل مسار البوصلة بالمنظمة بتوضيح الاتجاهات الرئيسية لها والقوى المحركة لتعديل الاطار الاستراتيجي للمنظمة.
• تقوية الملاحظة والتحليل والادراك الحقيقي في تصويب القرارات وسرعة اتخاذها.
• وسيلة لتعزيز التغيير وتحقيق الاستباق به، وسرعة اتخاذ القرارات المناسبة، في التوصل لحل المشكلات ومعالجتها بطرق جديدة واستباقية.
• التزود بالمعارف الخبرات والمهارات، وتحقيق روح العمل بالفريق، ومعرفة أداء وتوجه المنافسين.
• مراقبة متواصلة لبيئات المنظمة، والمعرفة المعمقة للأسواق المنافسة لتحقيق قيمة مضافة وميزة تنافسية.
مراحل اليقظة الاستراتيجية:
كما هو متعارف عليه في مجال علم الادارة بأن الاختلاف يولد أفكار ابداعية جديدة، فهذا ما ولد عدة نماذج لمراحل اليقظة الاستراتيجية، فمنهم من يرى بأنها تتكون من ثلاث مراحل ومنهم حددها بأربعة مراحل وآخرون بستة مراحل ومنهم بعشرة مراحل، وسوف نورد مراحل اليقظة لـ (Humbert Lesca) الاكثر شيوعاً واستخداماً والتي تتكون من تسعة مراحل:(2)
1. الاستهداف: أي تحديد المحيط المراد دراسته وتركيز المجهودات عليه، مما يساعد في تخفيض الجهد والتكلفة في البحث.
2. المطاردة: جمع المعلومات الخاصة بالمحيط أو الجانب المستهدف من خلال مطاردة ومتابعة المعلومة وتطويقها للحصول عليها من مصادر متعددة وبشتى الطرق.
3. الاختيار: يتم اختيار المعلومة التي تخدم المنظمة لتحقيق يقظتها من مجموع المعلومات التي تم رصدها والحصول عليها بما يتوافق مع أهدافها الاستراتيجية وتحقيق الاستباقية فيها.
4. ايصال المعلومة: توصيل المعلومة إلى المعنيين بالتخزين بالسرعة والكفاءة والوضوح المطلوب لتحقيق الفائدة منها، مع تحديد وسائل ايصالها بالشكل الانسب، حتى وإن استدعى التوصيل الشفوي عبر الهاتف.
5. التخزين الذكي: جدولة المعلومة وتبويبها حسب مجالها ضمن قاعدة بيانات خاصة باليقظة وتخزينها حتى يتم استغلالها على الوجه الاكمل.
6. معالجة المعلومات: في هذه المرحلة يتم معالجة المعلومات التي تم الحصول عليها واستخدامها في تحقيق أهداف المنظمة بالوقت والزمان المناسبين.
7. النشر: توفير المعلومة للمستخدمين ونشرها بشكل فعال، وهنا تركز على توفير المعلومات المهياً للمستخدمين مع الاخذ بالاعتبار سلوكهم واحتياجهم لها.
8. التنشيط: تنشيط اليقظة من قبل المسؤول عن سيرورة اليقظة وما يملكه من تنسيق واتصال مع الاخرين لتحقيق الهدف منها بسرعة فاعلية.
9. مراقبة جودة اليقظة: قياس مدى فاعلية عملية اليقظة ضمن معايير كمية وكيفية بناء على النتائج والجودة المتحققة.
مما تم ذكره أنفاً، يتضح بأن مراحل اليقظة الاستراتيجية تمر أولا بتحديد البيئة المستهدفة، ثم تطويق مجال المعلومات واختيارها، وهما عمليتان متداخلتان، وذلك لكون عملية إيصال المعلومات للمخزن، الذي بدوره يعمل على تخزينها بطرق مختلفة، ثم تأتي عملية التنشيط لأكثر فعالية لهذه اليقظة وفي الأخير مراقبة جودتها لمعرفة فعاليتها من عدمها لبدأ دورة ثانية لليقظة.
العلاقة التي تربط المعالجة والتطويق، تعني، إذا كانت المعلومات المتحصل عليها غير فعالة، فيجب الحصول على معلومات جديدة عن طريق عملية تطويق أخرى، والعلاقة المشار إليها بين عمليتي المعالجة والاستهداف، تعني أنه إذا كانت المعلومات غير فعالة أو كافية، فيجب تحديد مجال البيئة المستهدفة من جديد وذلك حسب استراتيجية المؤسسة (3).
لليقظة الاستراتيجية أهمية كبيرة في حياة المنظمة إذا ما تم الاستناد عليها لتحقيق التفوق التنافسي واكتساب ميزة تنافسية مستدامة من خلال المتابعة والرصد المستمر لبيئاتها، ومعرفة قوى المنافسة وفرص التحسين والتهديدات والبناء عليها في التطوير وبدء عمليات التغيير، وتوليد المعرفة واستثمارها، واكتساب المهارات والخبرات وروح العمل الجماعي، كما سيتضح في مقالات لاحقة في تعزيز اليقظة الاستراتيجية للميزة التنافسية والذكاء الاقتصادي، وكيفية تشكيل خلية اليقظة وممثليها.
المراجع:
1. علاوي نصيرة، اليقظة الاستراتيجية كعامل للتغيير في المؤسسة ” دراسة حالة مؤسسة موبيليس” مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في تسيير الموارد البشرية، جامعة تلمسان، 2011 / 2010، ص 84
2. نحاسية رتيبة، أهمية اليقظة التنافسية في تنمية الميزة التنافسية للمؤسسة، مذكرة ماجستير في ادارة الاعمال، كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير، جامعة الجزائر، 2002 -2003 ص80-81
3. حليمي لامية، دور اليقظة الاستراتيجية والذكاء الاقتصادي في تعزيز تنافسية المؤسسات الصغير والمتوسطة، مذكرة ماجستير، كلية العلوم التجارية وعلوم التسيير، جامعة بوقرة، 2008 – 2009، ص36