شبكة بيئة ابوظبي، دبي، الإمارات العربية المتحدة، 10 يناير 2022
تعتبر التجربة الإنسانية من عواطف وانطباعات وتصورات إحدى المحركات الأساسية في خيارات السياحة والسفر حول العالم، فالسياحة قيمة ثقافة قائمة بذاتها تهدف إلى الاستكشاف والتعلم والاحتكاك بالبشر واختبار حضارتهم وتراثهم، دون أن يخلو ذلك من خيارات الترفيه والاستمتاع بالوقت وبالمحيط الطبيعي، ولذلك تشكل القيم الحضارية لمجتمعات الدول المضيفة، مثل التسامح وتقبل الآخر والتعددية والانفتاح، عناصر حيوية في صناعة قرار الأفراد لاختيار الوجهات السياحية في إطار البحث عن تجارب ممتعة في مجتمعات مضيافة توفر دفء العلاقات الإنسانية.
وتعتبر دولة الإمارات، بمجتمعها المتسامح والمتعدد الثقافات والأديان والذي يحتضن أكثر من 200 جنسية بلغاتها وخلفياتها الحضارية ويتيح لها الاندماج والتفاعل مع الاحتفاظ بخصوصياتها، واحة فريدة على مستوى المنطقة، بل وعلى مستوى العالم، فهي من بين الأماكن النادرة الذي تمنح السائح أو الزائر – وبصرف النظر عن جنسيته أو ديانته– الإحساس بأنه بين أهله ووسط مجتمعه، فزائر الدولة أو المقيم على أرضها يجد بفضل تراث شعبها الأصيل القائم على التسامح، والذي ترسخه الدولة وتعززه من خلال مؤسساتها الرسمية والخاصة، تجربة غامرة واستقبال دافئ يشعر به حيثما حلّ في إمارات الدولة السبع.
ولهذا السبب، حرصت حملة “أجمل شتاء في العالم” على إبراز أهمية التسامح من خلال احتفائها بالعنصر الإنساني الذي يشكل واحداً من أهم العوامل في تكريس مكانة أية دولة كوجهة سياحية عالمية منشودة ومطلوبة، فضلاً عن وضوح مشاعر الأخوة والترحاب وقيم التسامح والشمول واحترام التعددية والتنوع التي تبدأ من لحظة دخول منافذ الدولة وصولا إلى التعامل اليومي مع الإنسان العادي في الشارع، وحسن الاستقبال الذي يُشعر كل سائح بالطمأنينة والسعادة كونه موضع ترحيب حيثما حل وفي أي مكان من الدولة.
التسامح واجب
ذلك أن التسامح سمة أصيلة في مجتمع الإمارات تمثلت في القيم التي أقام عليها الآباء المؤسسون دعائم دولة الاتحاد، ما جعل الملايين من مختلف أنحاء العالم يختارونها، بعد زيارتها ومشاهدة أجواء العيش المشترك والتنوع الملهم والتعددية، وجهة مفضلة بعد أن رأوا ولمسوا وعاشوا مقولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه “التسامح واجب، لأن الإنسان إنسان في المقام الأول” واقعاً على أرض الدولة.
مبادرات عالمية المستوى
وقادت الدولة مبادرات عالمية تعزز قيم التسامح مثل إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله” عام 2019 عاماً للتسامح في دولة الإمارات، وإطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” عام 2017 “المعهد الدولي للتسامح”، ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد “وثيقة الأخوة الإنسانية” التي تم توقيعها في أبوظبي في فبراير 2019 وشكلت إحدى أهم الوثائق الإنسانية الداعية للسلام والتآخي والحوار والتسامح.
دفء الشتاء ودفء المجتمع
وحملة “أجمل شتاء في العالم” التي انطلقت نسختها السنوية الثانية في 15 ديسمبر 2021 وتستمر حتى نهاية يناير 2022 تضع كافة ملامح كرم الضيافة وحسن الاستقبال والتسامح والتفاعل الثقافي والحضاري مع الجميع في متناول السائح الذي يلمس إلى جانب دفء شتاء الإمارات دفء تعامل ومشاعر أهلها، وهذا أيضاً ما أكد عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” بقوله إن أجمل شتاء في العالم موجود في أجمل دولة في العالم ووسط أطيب شعب في العالم.
فإلى جانب أجمل معالم الدولة من تضاريس طبيعية وجبال ووديان وشواطئ رملية وصحاري، يبقى العامل الإنساني أحد أبرز العوامل في إرساء السمعة العالمية لدولة الإمارات بتسامح أهلها ومجتمعها الذي يضم أكثر من 200 جنسية يعيشون معاً بتناغم وانسجام وألفة. وهو ما جعل الإمارات خياراً دائماً على قائمة أفضل الوجهات المرحبة بالسائح على مستوى العالم، وجعل أيضاً أهل الإمارات موضع ترحيب في جهات العالم الأربع.
وليس ذلك غريباً على دولة الإمارات التي تسجل كل عام، بفضل تسامح أهلها ومستوى التزامهم بالقوانين والتشريعات، أعلى معدلات الأمان في العالم، حيث حلت في المركز الأول في العالم من حيث شعور الناس بالأمان أثناء تجوالهم في الشوارع ليلاً بمفردهم، بحسب مؤشر “القانون والنظام العالمي 2021″ الصادر عن مؤسسة غالوب” البحثية العالمية، وجاءت في المرتبة الثانية في ترتيب الدول الأكثر أماناً في العالم في المؤشر نفسه، وفي المرتبة الثانية عالمياً على مؤشر مجلة “غلوبال فايننس” Global Finance البريطانية في يوليو 2021 ضمن “أكثر بلدان العالم أماناً في 2021”.
منظومة متكاملة
ومع قيم التسامح المجتمعية، حرصت دولة الإمارات أيضاً على بناء منظومة مؤسسية متكاملة تكرّس قيمة التسامح في كافة مناحي الحياة في الدولة، وتجعل منها عنواناً أساسياً في كافة مبادراتها وبرامجها وسياساتها وخططها الاستراتيجية، سواء على مستوى القطاع السياحي أو الثقافي أو القانوني أو التربوي.
وجاء إقرار التشريعات والأنظمة التي تكافح التمييز على أي أساس، سواء العرق أو الاعتقاد أو الجنس، وتم سن القوانين التي تمنع التحريض والكراهية، سيما على المنصات الرقمية، وجرى تطوير نظم تعليمية متسامحة تركز إلى جانب التحصيل المعرفي على التربية على غرس قيم العيش المشترك والاحترام المتبادل لدى النشء والشباب وتشجيعهم على الانفتاح على ثقافات العالم والمساهمة في الحضارة الإنسانية والحرص على التفاعل والتواصل مع الآخر.
كل ذلك جعل السائح القادم إلى دولة الإمارات يلمس ثقافة التسامح والتعايش والتعددية ممارسة راسخة في حياة الناس اليومية في إمارات الدولة السبع، ويشهد قيم كرم الضيافة وإكرام الغريب المتأصلة في الثقافة المحلية تتوسع لتصبح معياراً لقيم الأخوّة الإنسانية والتضامن الإنساني والتعاون مع الجميع من أجل مستقبل الإنسانية وخيرها.
تجربة من العمر
وأصبح التسامح في الدولة بمثابة عقد اجتماعي إنساني مشترك يجمع سكانها وزوارها من كافة أنحاء العالم في إطار بنّاء يؤاخي بين الجميع ويجعل السائح يشعر بالأمان والاطمئنان والألفة والمحبة كما لو كان في وطنه وبين أهله. وسواء كان في أبوظبي أو دبي أو الشارقة أو عجمان أو أم القيوين أو رأس الخيمة أو الفجيرة، فإن الشعور الغامر الذي يختبره السائح بأنه موضع ترحيب دائم يجعل تجربة السياحة في أيٍ من مناطق الدولة ووجهاتها السياحية تجربة من العمر.
نموذج عالمي
ويشكل مجتمع الإمارات اليوم نموذجاً عالمياً فاعلاً في تكريس قيم العيش المشترك وقبول التعددية والتنوع والاختلاف والحوار مع الآخر والتواصل والتفاعل مع كافة الخلفيات الثقافية، وصار بتطبيقه العملي لتلك القيم وسفيراً لها في بلاد العالم، من خلال ترسيخ التسامح بالتعاون مع الجميع، ونشر مبادئه عبر مختلف المنصات والقنوات، وتشجيع الحوار بين الثقافات والحضارات.
و”أجمل شتاء في العالم” اليوم هي فرصة للسياح من داخل الدولة وخارجها للاستمتاع بالشتاء الإماراتي الدافئ وعيش تجربة فريدة من نوعها وصناعة ذكريات استثنائية فقط، واختبار دفء الحياة الإماراتية وطيبة شعبها، وعيش تجارب يومية متنوعة وملهمة قوامها قيم التسامح والترحاب والكرم والعطاء والمبادرة واستقبال الضيف، كل ضيف، بعقول وقلوب وأيادٍ مفتوحة.