17 توصية من اجل سفر سلس للسياح من اصحاب الهمم

قمة دبي الدولية لتسهيل سياحة أصحاب الهمم تبحث احتياجات
مليار نسمة في التنقل والوصول
142 مليار يورو فرص ضائعة على قطاع السياحة العالمي
عوض الكتبي:” دبي تتصدر مشهد السياحة الدولية العلاجية”
الهاجري:” البلدية نفذت كود دبي في كافة المقاصد والمنشآت السياحية، ونجحت في جعل المدينة صديقة للسياح من أصحاب الهمم”
احمد محبوب:” إعفاءات جمركية وإنجاز إجراءات أصحاب الهمم في بيوتهم”
احمد جلفار:” مخرجات القمة ستساهم في تبني حلول ميسرة لتمكين أصحاب الهمم بالتعاون مع مزودي الخدمات”
عصام كاظم:” دبي توفر تجارب سياحية تراعي كافة الاحتياجات”
جمال الحاي:” دبي اتخذت زمام المبادرة مجددا لإعادة السياحة الميسرة الى الواجهة”
ماجد العصيمي:” الإمارات وجهة سياحية عالمية”
عبد الله الحميدان:” مؤسسة زايد العليا تلعب دورا محوريا في تمكين اصحاب الهمم”
إطلاق برامج تدريبية فريدة من نوعها مخصصة لموظفي قطاع الطيران حول بروتوكولات التعامل مع أطفال التوحد
خبراء دوليون يشيدون بجهود دبي والامارات الهادفة الى تعزيز السياحة الميسًرة ومعيار الايزو السياحي سيلبي احتياجات أصحاب الهمم
الدعوة الى تعميم مبادئ التصميم الشامل للمرافق والبنى التحتية والخدماتية
مستقبل واعد لسياحة أصحاب الهمم وفق (مفهوم الحزمة الشاملة)
شبكة بيئة ابوظبي، دبي، الامارات العربية المتحدة، 13 يناير 2022

أكدت قمة دبي العالمية لتسهيل سياحة أصحاب الهمم على أهمية التعاون الدولي المشترك لجعل المرافق الخدماتية مثل المطارات والناقلات الجوية والفنادق ووسائل التنقل والتواصل والاتصال المختلفة والمواقع الالكترونية ومراكز التسوق وغيرها من التسهيلات والخدمات، صديقة لأصحاب الهمم الذين يقدر عددهم بنحو 1 مليار نسمة حول العالم، مع توقع تضاعف هذا العدد الى 2 مليار نسمة في 2050 حسب توقعات منظمة الصحة العالمية. واشارت المحاضرات التي القاءها خبراء دوليون الى ان حجم الفرص الضائعة على الاقتصاد والسياحة العالمية، يصل الى نحو 142 مليار يورو سنوياً نتيجة احجام الملايين من أصحاب الهمم عن السفر بسبب عدم توفير الخدمات والتسهيلات المناسبة في العديد من مدن العالم. مشيرين الى ضرورة الالتزام بمعايير (التصميم العالمي) لتسريع عملية تهيئة المدن لتصبح أكثر صداقة واستجابة لاحتياجات أصحاب الهمم في التنقل والعيش الكريم.
وسلطت جلسة نقاشية شارك فيها عدد من أصحاب الهمم الضوء على أبرز التحديات التي تواجه ملايين السياح من أصحاب الهمم اثناء تنقلهم مشيرين الى ان السفر مسؤولية دولية وتوصياتهم للجهات المعنية الحكومية والخاصة على مستوى العالم، تشمل 17 توصية من اجل سفر سلس بدون عوائق. ودعا المشاركون في الجلسة النقاشية الى تعزيز التعاون الدولي لتوفير احتياجات أصحاب الهمم اثناء التنقل والى ضرورة اعتماد الحلول الذكية وتوفير موظفين محترفين لتوفير تجربة سفر سلسة، تلبي احتياجات مختلف فئات الإعاقة الجسدية والسمعية والبصرية وأطفال التوحد.
حضر القمة سمو الشيخ احمد بن سعيد ال مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مطارات دبي الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الامارات والمجموعة راعي القمة ومعالي حصة بوحميد وزيرة تنمية المجتمع وسعادة عوض الصغير الكتبي مدير عام هيئة الصحة في دبي وسعادة محمد عبد الله اهلي مدير عام هيئة دبي للطيران المدني، وسعادة احمد محبوب مصبح المدير العام لجمارك دبي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة في دبي وسعادة جمال الحاي نائب الرئيس في مطارات دبي وسعادة ماجد العصيمي رئيس اللجنة البارالمبية الآسيوية عضو اللجنة البارالمبية الدولية المدير التنفيذي لنادي دبي لأصحاب الهمم وسعادة سعيد احمد ثاني الطاير مدير تنفيذي لقطاع التخطيط والتطوير الاجتماعي في هيئة تنمية المجتمع بدبي، وعدد من كبار المسؤولين المعنيين.

وسلطت القمة خلال فعالياتها والدورات التدريبية التي أقيمت خلالها، الاضواء على التحديات التي يواجهها نحو مليار انسان لديهم نوع معين من الاحتياج الى المساعدة، حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، اثناء تنقلهم كمقيمين او زوار او سياح في مدن العالم، وضرورة تعزيز التشريعات والقوانين والبنى التحتية والخدماتية التي تلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم وحقهم في اكتشاف العالم بسهولة ويسر.
ويأتي انعقاد القمة مع العودة التدريجية لانتعاش قطاعي السفر والسياحة، بعد التأثيرات الكارثية التي الحقها كوفيد19 بهذين القطاعين على مستوى العالم، لبحث التحديات التي تواجه الصناعة في الوقت الراهن والدروس المستفادة من الازمة خاصة فيما يتعلق بالسياح من أصحاب الهمم.
وشارك في القمة التي عقدت بنظامي الحضور الشخصي والمرئي، 22 متحدثا وخبيرا من الجهات الحكومية والخاصة بالإضافة الى ممثلي كل من منظمة الاياتا ومجلس المطارات العالمي ومنظمة السياحة العالمية ومنظمة الصحة العالمية. بالإضافة الى مشاركة خبراء دوليين في مجال المواصلات والتصميم العالمي والتنقل الميسًر. كما وفر المؤتمر دورتين تدريبيتين على أفضل الممارسات في التعامل مع المسافرين ونزلاء الفنادق. قدم الدورة الأولى خبير من اكاديمية السياحة في دبي في حين قدمت الدورة الثانية خبيرة من مؤسسة زايد العليا. وشارك في الدورتين العشرات من العاملين في قطاعي الطيران والضيافة الذين استفادوا من المواد والمعلومات التي اطلعوا عليها خلال الدورتين. وعلى هامش القمة أطلقت “قرية سند” في المدينة المستدامة بدبي، والتي تعد أكبر مركز لتأهيل وتعليم أصحاب الهمم في العالم، برنامجاً تدريبياً احترافيا موجهاً لتأهيل العاملين في شركات الطيران والمنشآت الفندقية والقطاعات السياحية على كيفية التعامل مع الزوار المصابين باضطراب طيف التوحد، بهدف اطلاع العاملين في مجال السياحة والسفر على احتياجات هذه الشريحة من المسافرين الذين لا تبدو عليهم للوهلة الأولى أي مظهر من مظاهر الاحتياج الى خدمات خاصة.
وساهم في رعاية القمة في دورتها الثانية التي تنظمها شركة ند الشبا للعلاقات العامة وتنظيم المعارض، كل من مؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري وهيئة دبي للطيران المدني وهيئة تنمية المجتمع في دبي ومؤسسة زايد العليا وفلاي دبي وفندق جي دبليو ماريوت ماركيز.

تجارب سياحية تراعي كافة الاحتياجات
افتتح القمة عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري بكلمة ترحيبية قال فيها: “في إطار رؤية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لجعل دبي أفضل مدينة في العالم للحياة والعمل والزيارة، وما توليه قيادتنا الحكيمة من اهتمام بأصحاب الهمم، فقد تم اتخاذ العديد من المبادرات والخطوات التي من شأنها تمكين الجميع من الاستمتاع بالتجارب المميزة والمقومات السياحية التي تراعي كافة الاحتياجات”.
وأضاف كاظم: “يأتي تنظيم قمة دبي العالمية لتسهيل سياحة أصحاب الهمم من أجل تسليط الضوء على هذه الشريحة المهمة من المسافرين مع الحرص على جعل مفهوم السفر المتاح للجميع جزءً أساسياً ضمن استراتيجيتنا السياحية. وفي الوقت الذي نواصل فيه مسيرة التميز في مختلف الجوانب السياحية، وما نقدمه من عروض وما نمتلكه من مقومات هائلة، فإننا نتعاون باستمرار مع شركائنا من القطاعين العام والخاص لإعطاء الأولوية لرفاهية أصحاب الهمم وتلبية متطلباتهم، وذلك من خلال التأكد من تقديم كافة وسائل الراحة لهم في مختلف مراحل رحلتهم منذ وصولهم إلى دبي وحتى مغادرتهم إياها. وذلك لضمان تحقيق مستويات رضا عالية لجميع زوارنا عبر تمكينهم من الاستمتاع بقضاء أوقات ممتعة وخوض تجارب متنوعة في دبي”.
دبي تتصدر مشهد السياحة الدولية العلاجية
وتعليقا على القمة قال سعادة عوض صغير الكتبي المدير العام لهيئة الصحة بدبي إن التقدم والسبق الذي تحققه دبي كل يوم في شتى المجالات وعلى الصعد كافة، هو الذي جعلها مركزاً عالمياً للقمم والمنتديات والملتقيات والأحداث الكبرى والمهمة، والتي من بينها “قمة دبي العالمية لتسهيل سياحة أصحاب الهمم”، التي تحظى برعاية وحضور سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مطارات دبي الرئيس الأعلى التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة دبي الصحية الأكاديمية.

وأكد سعادته إن نجاح “قمة دبي العالمية لتسهيل سياحة أصحاب الهمم”، منذ انطلاق دورتها الأولى، والصدى الإيجابي الواسع الذي أحدثته دولياً، هو الذي أسس لمرحلة جديدة لهذا النوع من السياحة، كما مثل إضافة مهمة لجهود دولة الإمارات وسعي مدينة دبي المتواصل، لتعزيز كل ما من شأنه إسعاد أصحاب الهمم في مختلف بلاد العالم، وتمكينهم من كل مقومات الحياة، ولا سيما ما يرتبط من هذه المقومات بالسياحة والسفر”.
في السياق نفسه أشار سعادة الكتبي إلى أن دبي بما تحتله من موقع جغرافي مميز في قلب العالم، وما تمتلكه من إمكانيات فريدة، أصبحت الآن تتصدر مشهد السياحة الدولية وخريطتها، وخاصة السياحة العلاجية التي تتفوق فيها، فضلاً عن كونها من أكثر مدن العالم جذباً للسائحين، وكونها أيضاً الوجهة المفضلة للباحثين عن الرفاهية والعيش الآمن والسعادة.
(كود دبي) يؤهل المدينة لتصبح أكثر صداقة لإصحاب الهمم
ومن جانبه قال داوود الهاجري مدير عام بلدية دبي:” تولي قيادتنا الرشيدة اهتماماً كبيراً بأصحاب الهمم، بتوفير كافة المرافق والخدمات التي تمكنهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، وكذلك مشاركتهم في الفعاليات المجتمعية لأهمية دورهم”.
وأضاف سعادة الهاجري:” تعد دبي من المدن العالمية الرائدة في مجال تقديم كافة وسائل الراحة للمسافرين من أصحاب الهمم منذ وصولهم إلى دبي وحتى مغادرتهم إياها، حيث يجدون ما يلبي احتياجاتهم بدءاً من المطار، ووسائل النقل، وكذلك المنشآت الفندقية، وصولاً إلى أشهر المعالم ومناطق الجذب السياحي التي تراعي هذا الجانب في منشآتها، وهي تجسيد لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في جعل دبي المدينة الأفضل للحياة والعمل، وكذلك الوجهة المفضلة للزيارة. كما اننا في بلدية دبي نعمل لنكون نموذجاً لرعاية وإسعاد أصحاب الهمم، وذلك من خلال تمكينهم من المشاركة الفعّالة في المجتمع، ودعماً لتوجهات حكومة دبي الرامية إلى تحويل إمارة دبي إلى مدينة دامجة بالكامل وصديقة لأصحاب الهمم، من خلال برامج ومشاريع ومبادرات تهدف إلى تعزيز الالتزام المجتمعي لهم، وتقديم كافة الخدمات المجتمعية وفقاً لأفضل الممارسات العالمية، وتوفير الفرص وبيئة العمل المناسبة لهم وتمكينهم من استدامة المشاركة كأفراد قادرين على التميز والإبداع”.
وقال الهاجري:” علما بان بلدية دبي تبنت اصدار “كود دبي” للبيئة المؤهلة، في تصميم المباني، ليتم تصنيفها على أنها صديقة لأصحاب الهمم، وقد نفذت ذلك في كافة المقاصد والمنشآت السياحية، ونجحت في جعلها صديقة للسياح من أصحاب الهمم، بتوفير نوعية الخدمات المناسبة لهم، مثل المواقف الخاصة، والمصاعد المناسبة والكراسي المتحركة، وإضافة إلى ذلك إتاحة الدخول المجاني لأصحاب الهمم، وبعض مرافقيهم

انهاء الإجراءات الجمركية لإصحاب الهمم من المنازل
وتعليقا على القمة أكد سعادة أحمد محبوب مصبح المدير العام لجمارك دبي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، أن دولة الإمارات العربية المتحدة خلقت بيئة تميزت بتحقيق التكافؤ والمساواة لأصحاب الهمم وتوفير حياة كريمة لهم ودمجهم بالمجتمع، حيث أولت القيادة الرشيدة دعماً خاصاً لتمكينهم ودمجهم اجتماعياً عبر إطلاق العديد من المبادرات والبرامج والاستراتيجيات التي تستهدف الارتقاء بتطلعاتهم والعمل على تحقيقها خلال السنوات المقبلة. وذلك للمضي قدماً في تعزيز ريادة دولة الامارات عالمياً في توفير أعلى مستويات الجودة في الحياة والسعادة لجميع أفراد المجتمع.
وأشار سعادته أن أصحاب الهمم يمثلون ركيزة أساسية من ركائز التنمية في المجتمع، حيث يشكلون عنصراً مساهماً في مختلف القطاعات، بما يتمتعون به من إرادة قوية وقدرات فائقة ونوعية، يتم تسخيرها للارتقاء بتطلعاتهم وتوفير الحوافز لهم من خلال تقديم وتنفيذ المبادرات القادرة على سد احتياجاتهم. بما يتلاءم ذلك مع السياسة الوطنية لأصحاب الهمم في محاورها الخمس (التعليم، الصحة، التوظيف، الحماية الاجتماعية، البيئة المؤهلة).
وأضاف احمد محبوب :” لقد نجحت إمارة دبي في توفير بيئة ملائمة لأصحاب الهمم وفق استراتيجيتها حيث أصبحت مدينة صديقة لأصحاب الهمم من خلال مبادرة مجتمعي مكان للجميع، ومثلت استراتيجية دبي 2020 خارطة طريق لتمكين ودمج هذه الفئة، وأدى قطاعها الحكومي دوراً ملموساً لدعم تنفيذ هذه الاستراتيجية، وتحويل الإمارة إلى مدينة صديقة لأصحاب الهمم ، مشيراً إلى التسهيلات التي قدمتها جمارك دبي لتمكين أصحاب الههم والتيسير عليهم ، حيث قدمت جمارك دبي إعفاءً كاملاً للسلع والأجهزة الطبية والمواد الخاصة لاستخدامات فئة أصحاب الهمم من الرسوم الجمركية، هذا بالإضافة إلى تأهيل البنية التحتية في الدائرة إذ وفرت ممرات ومداخل وأرضيات تعمل باللمس لمصلحة المكفوفين في مقراتها، وإصدار دليل العملاء بلغة برايل في المراكز الجمركية كافة، إضافة إلى عربة ذكية للتخليص الجمركي ، وكاميرا ببصمة الوجه، وتزويد ضباط الجمارك وموظفي خدمة العملاء من هذه الفئة بكراسي إلكترونية متحركة لتسهيل مهام عملهم.
وقال:” كما وفرت الدائرة أرقام هواتف مخصصة لخدمة أصحاب الهمم في المواقف والذهاب إلى المنزل لتخليص إجراءاتهم الجمركية. كما تولي الدائرة اهتماماً كبيراً بتوظيف الكوادر من أصحاب الهمم في الوظائف المناسبة وفق رحلة توظيف دامجة لهم تكفل حصولهم على فرص عمل متكافئة وتحقيق سعادتهم عبر بيئة مؤهلة ومرنة.”

التمكين الاجتماعي وتحصيل الحقوق
ومن جانبه أكد سعاة أحمد جلفار، مدير عام هيئة تنمية المجتمع في دبي أن قمة دبي للسياحة الميسرة تشكل منصة هامة لاستقطاب الجهات المعنية بتمكين أصحاب الهمم وتطوير خدمات ميسرة تلاءم احتياجاتهم وتطلعاتهم. وقال أن مشاركة الهيئة في هذا الحدث التخصصي تأتي انطلاقا من مسؤوليتها كجهة حكومية معنية بشكل مباشر بتحسين حياة أصحاب الهمم وتمكينهم اجتماعياً ومساعدتهم في الحصول على حقوقهم التي كفلها لهم القوانين بما في ذلك القانون بشأن أصحاب الهمم في دبي الذي أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أخيرا. وبين جلفار أن الهيئة تعمل عن كثب مع موفري خدمات أصحاب الهمم لضمان جودة الخدمات وملاءمتها للاستراتيجية الوطنية في دعم تمكين أصاحب الهمم.
وأضاف: “تجمع قمة دبي للسياحة الميسرة هيئات حكومية وجهات دولية من مختلف دول العالم لعرض تجاربها ومشاريعها المختلفة الممكنة لأصحاب الهمم بما في ذلك مشاريع البنية التحتية وخدمات النقل والخدمات المصرفية والمالية وغيرها الكثير، ويتيح لنا تواجدنا في هذا الحدث إمكانية التعرف على أحدث الحلول وأنجح التجارب الموفرة لأصحاب الهمم في هذه المجالات والاستفادة منها في تحسن وتطوير مشاريع مستقبلية تلبي تطلعاتهم”.
وبين جلفار أن هيئة تنمية المجتمع ستستفيد من مخرجات هذه القمة في تبني حلول ميسرة لتمكين أصحاب الهمم بالتعاون مع مزودي الخدمات بما يتيح لهم ممارسة حياتهم والحصول على مختلف الخدمات بدون أية تحديات.

دبي تسلط الأضواء على أهمية السياحة الميسًرة
ومن جانبه أكد جمال الحاي نائب الرئيس في مطارات دبي ان دبي اتخذت زمام المبادرة مجددا لإعادة السياحة الميسرة الى الواجهة، حيث كانت المدينة من بين الوجهات الأولى التي انفتحت بنجاح على السياح العالميين قبل أشهر من استضافة معرض إكسبو 2020 دبي، ضمن رؤيتها لتصبح من أفضل الوجهات المفضلة بالنسبة للسياح من أصحاب الهمم، معتمدة على منظومة متكاملة من التشريعات والبنى التحتية المتطورة والخدمات المتميزة.
وقال الحاي رئيس القمة:” لقد استعدت دبي بقوة لاستقبال السياح بكافة فئاتهم ونجحت بتميز في تسجيل معدلات نمو قياسية في اعداد الزوار القادمين الى دبي منذ انطلاق فعاليات اكسبو 2020 وبفضل الدعم الذي توفره الجهات الحكومية والخاصة، سوف يحظى السياح من أصحاب الهمم بتجارب سياحية مميزة في دبي “.

الإمارات وجهة سياحية عالمية
ومن ناحيته وجه ماجد العصيمي رئيس اللجنة البارالمبية الآسيوية عضو اللجنة البارالمبية الدولية المدير التنفيذي لنادي دبي لأصحاب الهمم الذي إدارة جلستين حواريتين خلال القمة، الشكر إلى سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مؤسسة مطارات دبي الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة راعي القمة والى الجهة المنظمة.
ووصف العصيمي قمة دبي العالمية لتسهيل سياحة ” أصحاب الهمم” بالمهمة والتي تناقش سفر وسياحة ” أصحاب الهمم” الذين يمثلون 15% من إجمالي حركة السفر والسياحة وخصوصا أن الإمارات باتت وجهة عالمية في السياحة تماشيا مع رؤية” القيادة الرشيدة ” لجعل الإمارات وجهة مفضلة لأصحاب الهمم.
وأشار العصيمي إلى أن المؤسسات والمتحدثين في القمة لهم علاقة مباشرة بكل ما يتعلق بمراحل السفر والمرافق السياحة حيث سيكون ” أصحاب الهمم” ضمن المتحدثين في الجلسة الأولى مما يعزز من الوصول بها إلى آفاق النجاح الذي ينشده الجميع. وثمن العصيمي جهود الإمارات في تعزيز خدمات السياح من ” أصحاب الهمم” والارتقاء بها وفق النهج المرسوم وصولا إلى الغاية المبتغاة وخصوصا أن الإمارات باتت نموذجا ملهما في تمكين هذه الفئة.

أصحاب الهمم مكون رئيسي في مجتمع الامارات
وتعليقا على القمة قال سعادة عبد الله الحميدان الأمين العام لمؤسسة زايد العليا :” اصحاب الهمم مكون رئيسي في مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة ، وقيادتنا الرشيدة توليهم كل الاهتمام والرعاية وتعمل على تمكينهم في المجتمع ككل، والقطاع السياحي في الدولة مثل كافة القطاعات في هذا المجال، إذ توفر الدولة، انطلاقاً من موقعها الريادي إقليمياً وعالمياً، كل المرافق والخدمات والتهيئة البيئية التي تمكن أصحاب الهمم من المقيمين فيها أو السياح، من ممارسة الأنشطة السياحية بشكل طبيعي، حيث تعتبر الإمارات نموذجاً ملهماً في دعم وتيسير سياحة أصحاب الهمم، نظراً لحرصها على تبني الحلول المتطورة وتقديم كل وسائل الراحة للمسافرين من أصحاب الهمم منذ وصولهم إلى مطارات الدولة وحتى مغادرتهم إياها.
وأضاف سعادة الحميدان:” تلعب مؤسسة زايد العليا لاصحاب الهمم، دورا محوريا في تمكين اصحاب الهمم من تجربة كل ماهو جديد في مسيرة حياتهم ومنها تجربة السفر الممتعة والمميزة بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين في قطاع السياحة”.

استعراض تجربة دبي الناجحة
ومن جانبها القت الشيخة الدكتورة علياء القاسمي، مدير إدارة الرعاية والدمج الاجتماعي في هيئة تنمية المجتمع في دبي كلمة في القمة قالت فيها:” تأتي مشاركتنا في قمة دبي للسياحة الميسرة بهدف استعراض التجربة الناجحة لدبي في التحول إلى مدينة صديقة لأصحاب الهمم والمبادرات المتكاملة التي أطلقتها الهيئة بالتعاون مع شركائها لتطوير جودة حياتهم، وما تم إنجازه في إطار التشريعات والقوانين التي أفردتها حكومة دبي لأصحاب الهمم. ومما لا شك فيه أن الأطر القانونية التي وضعتها الحكومة ساهمت بشكل كبير في توفير الدعم وتنظيم العمل سواء على صعيد حماية حقوق أصحاب الهمم أو تطوير قواعد معلومات متكاملة عن احتياجاتهم ومشاريع محددة المخرجات لتمكينهم ودمجهم تعليميا واجتماعياً وفي أماكن العمل.”
وأضافت الدكتورة علياء: ” نسلط الضوء خلال هذا الحدث على مشروع تطبيق سند للتواصل والذي يساهم بشكل كبير في تسهيل وصولهم للخدمات ودمج أصحاب الهمم في مختلف القطاعات من خلال توفير الترجمة الفورية للغة الإشارة وإمكانية استقبال البلاغات والاستفسارات المتعلقة بأصحاب الهمم الأمر الذي يمنح لموفري الخدمات سواء من القطاع الحكومي أو الخاص مجالا أوسع لخدمة المتعاملين من أصاحب الهمم على أكمل وجه والتعرف على احتياجاتهم ومتطلباتهم”..
ومن جانبها القت المهندسة عائشة الملا مدير قسم البحوث وأنظمة البناء في إدارة التراخيص والبناء في بلدية دبي محاضرة اكدت فيها على الدور البارز الذي تلعبه بلدية دبي على صعيد تكبيق كود دبي لتهيئة المدينة لتصبح اكثر صداقة لاصحاب الهمم وتلبية احتياجاتهم. وأشارت الى ان ادارتها تعقد اجتماعات دورية مع المؤسسات الحكومية والخاصة ومنها المطارات والفنادق والحدائق والمباني العامة للمضي قدما بتطبيق كود دبي والوصول الى تحقيق الأهداف المنشودة من ورائه.
ومن جانبها القت شيخة المسافري مديرة مركز التدخل المبكر في دبي التابع لوزارة تنمية المجتمع، كلمة ترحيبية في القمة اكدت فيها على الدور الرائد للوزارة في دعم أصحاب الهمم خاصة خلال فترة الجائحة بما يتواكب مع رؤية حكومتنا الرشيدة التي تضع أصحاب الهمم من ضمن اهتماماتها الرئيسية والعمل على توفير أفضل الخدمات والتسهيلات، التي تمكنهم وتجعل حياتهم أكثر سعادة.
وقالت :” لقد حرصت حكومة دولة الإمارات على إطلاق (كود الإمارات للبيئة المؤهلة) الذي يتضمن مجموعة من المعايير والاشتراطات اللازمة لضمان تسهيل وصول أصحاب الهمم إلى المباني والمرافق السياحية والثقافية والخدمية والمواصلات وغيرها، بأقصى قدر من الاستقلالية، انطلاقاً من حقهم في التمتع والاستفادة من هذه التسهيلات والخدمات وذلك أسوة ببقية أفراد المجتمع، وهو ما جعل وزارة تنمية المجتمع تسارع للتنسيق مع البلديات والجهات ذات العلاقة، من أجل تنظيم التدريب اللازم للمعنيين لدعم تطبيق هذه المعايير في جميع المرافق والخدمات بما فيها الفنادق، والحدائق العامة والأسواق وغيرها من الأماكن التي يشملها الكود، والتي تساهم في دعم القطاع السياحي وانتعاشه.”

أطفال التوحد .. متطلبات خاصة اثناء السفر
وعلى هامش “قمة دبي العالمية لتسهيل سياحة أصحاب الهمم” أطلقت “قرية سند” في المدينة المستدامة بدبي، والتي تعد أكبر مركز لتأهيل وتعليم أصحاب الهمم في العالم، برنامجاً تدريبياً موجهاً لتأهيل العاملين في شركات الطيران والمنشآت الفندقية والقطاعات السياحية على كيفية التعامل مع الزوار المصابين باضطراب طيف التوحد، وذلك بالتعاون مع “قمة دبي العالمية لتسهيل سياحة أصحاب الهمم”.
ويستهدف هذا البرنامج تأهيل العاملين في المطارات والقطاعات السياحية وإعدادهم للتعامل مع أصحاب الهمم، وبالأخص المصابون باضطرابات طيف التوحد، لتمكينهم من تقديم تجربة سياحية متميزة لهم ولعائلاتهم تماشياً مع رؤية دبي في تسهيل سياحة أصحاب الهمم وتعزيز مكانتها كواحدة من أفضل الوجهات وأكثرها أماناً للسفر والعيش.
ويتضمن البرنامج مساراتٍ عدة، منها المسار الخدمي ويشمل تدريب موظفي المطارات والقطاعات السياحية والمنشآت الفندقية على الآليات الأمثل للتفتيش والتعامل مع الأطفال والأهالي ومنحهم تجربة سفر مريحة وممتعة.
ويشمل البرنامج كذلك مسارات مجتمعية مخصصة لتدريب الأهالي والأطفال على الطريقة الأفضل للاستعداد والتعامل مع التحديات التي يعاني منها أطفال التوحد، ذلك أن السفر بحد ذاته يشكل تحدياً كبيراً أمام بعض المصابين باضطرابات طيف التوحد بسبب التحفيز الحسي الزائد والذي يسبب لهم ضغوطات نفسية تحفز لديهم سلوكيات غير مرغوب فيها؛ كالصراخ وغيره من حالات التوتر، وهذه التحديات تزداد حدتها حالياً نتيجة التقيد بإجراءات وتدابير إضافية تفرضها جائحة كورونا وما تتطلبه من فحوصات السلامة الصحية وفترات الانتظار الطويلة.
في سياق هذه المبادرة، قالت تسنيم أبو روزا، مدير العمليات في قرية سند: “تؤكد قرية سند التزام المدينة المستدامة بآليات عمل تتماشى مع استراتيجية دبي الخاصة بدعم أصحاب الهمم والإسهام في تحقيق رؤية الإمارة. ونحن نعمل وفق منهجية متكاملة تتبنى معياراً عالمياً جديداً لتأهيل أصحاب الهمم، لذا ركزنا بصورة أساسية على بناء منشآت افتراضية داخل القرية تحاكي الواقع إلى درجة كبيرة؛ مثل المركز التجاري والعيادة ومركز محاكاة السفر، إدراكاً منا لأهمية تحضير أصحاب الهمم وتطوير إمكاناتهم المعرفية وتعزيز استعدادهم لدخول العالم الحقيقي والتعامل مع مفرداته من خلال نقلهم إلى الأجواء الفعلية، تحضيراً لنقلهم إلى مرحلة جديدة من الحياة”

السياحة تعيد بناء نفسها
ومنا جانبها اثنت مارينا ديوتاليف رئيس قسم الأخلاق والثقافة والمسؤولية الاجتماعية في منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، على قيادة دولة الإمارات للدعوة إلى السياحة الميسًرة، لا سيما في هذه الأوقات الصعبة حقًا. ومع حلول ديسمبر 2021 ، خففت أكثر من 85 دولة قيود السفر على السياح الدوليين الذين تم تطعيمهم بالكامل حيث كان هناك ارتفاع كبير في الطلب على السياحة العالمية في عام 2021 والذي تزامن مع العطلة الصيفية في نصف الكرة الشمالي.
وقالت مارينا:” أظهرت صناعة السياحة مرونتها وقيادتها في التعاون مع الحكومات والمجتمع المدني لإعادة بناء نفسها بشكل أفضل. لقد أدرك صناع القرار أن الشمولية والمساواة وحقوق الإنسان يجب أن تكون على رأس جداول أعمالنا. لا ينبغي ترك أحد وراء الركب. لقد دافعت منظمة السياحة العالمية دائمًا عن حق كل فرد في السياحة دون عقبات. أثناء الوباء، فضلنا إعادة فتح السياحة دون وضع حواجز غير ضرورية للمسافرين بمتطلبات وصول محددة”.
وقالت:” تتعلق إمكانية الوصول الشامل في السياحة بحقوق الإنسان ووصول جميع الناس إلى البنية التحتية السياحية والمنتجات والخدمات. يجب على قطاع السياحة تلبية متطلبات المسافرين من ذوي الاحتياجات واعتبارها مسؤولية أخلاقية والتزامًا قانونيًا. ويتزايد عدد المستخدمين النهائيين للسياحة التي يمكن الوصول إليها باستمرار، في كل من الاقتصادات المتقدمة والناشئة. وبحلول عام 2050، سيكون واحد من كل ستة أشخاص في سن الـ 65 عاما أو أكثر، في حين يعاني ما يقرب من نصف الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا من اعاقات مختلفة.
وقالت:” تتعلق إمكانية الوصول بسلسلة القيمة السياحية بأكملها حيث يؤدي خلل في توفير الخدمة في أي من المرافق الى افشال التجربة السياحية بأكملها وخسارة سوق سياحية هائلة بحجمها وحجم نفقاتها يوفرها لسياح من أصحاب الهمم”.
واختتمت كلمتها في القمة قائلة:” لطالما كانت منظمة السياحة العالمية على اقتناع بأن معيارًا دوليًا شاملًا من شأنه التغلب على العقبات المعلقة. لقد أدركنا أنه من الضروري تقديم توصيات لسلطات السياحة ومقدمي الخدمات لتسهيل صنع السياسات والإجراءات الاستراتيجية في مجال إمكانية الوصول. وأحد الأمثلة على ذلك هو معيار ISO الدولي الجديد بشأن السياحة التي يمكن الوصول إليها والذي كان دورنا فيه ضمان توافق في الآراء متعدد القطاعات بين 85 خبيرًا من 35 دولة. إن اعتماد هذا المعيار – وإمكانية الوصول في حد ذاته – هو ضمان تجربة سفر سلسة. تزامن نشر المعيار في يوليو 2021 بعد أربع سنوات من العمل الشاق تمامًا مع عملية انتعاش السياحة. ولكن لا يزال تغيير العقلية وفهم حالة العمل المتعلقة بإمكانية الوصول يمثلان التحديين الرئيسيين اللذين يتطلبان برامج توعية وتدريبًا على مستوى كل من المديرين التنفيذيين وموظفي المكاتب الأمامية. إن ضمان سهولة الوصول ليس “خدمة” للزوار الذين لديهم متطلبات وصول، ولكنه يغير قواعد اللعبة للشركات المصممة على مكافحة آثار الوباء. يجب ألا ننسى أبدًا أن تسهيل الوصول السلس هو عمل الجميع ومفيد للجميع”.

منظمة الصحة العالمية: يجب ادراج الإعاقة ضمن أولويات القطاع الصحي العالمي
ومن جانبها قالت الدكتورة ريانة بوحاقة ممثلة لمنظمة الصحة العالمية:” لا يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة إلا عندما يكون إدراج الإعاقة جزءًا لا يتجزأ من أولويات القطاع الصحي، بما في ذلك التغطية الصحية الشاملة دون صعوبات مالية وتوفير الحماية أثناء حالات الطوارئ الصحية والوصول إلى تدخلات الصحة العامة عبر القطاعات مثل خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة”.
واضافت:” نحن نعمل على تحسين جمع وتصنيف البيانات الموثوقة حول ذوي الاحتياجات لتنوير السياسات والبرامج الصحية. وتعمل منظمة الصحة العالمية على إعداد تقرير عن أعلى مستوى يمكن بلوغه من الصحة للأشخاص ذوي الإعاقة بحلول نهاية عام 2022. كما نقوم بتنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة لإدماج الإعاقة في جميع مستويات المنظمة وندعم إنشاء أجندة بحثية عالمية حول الصحة والعجز. كما نوفر أيضًا لـ 194 دولة عضوًا المعرفة التقنية ودعم بناء القدرات، لإدماج نهج شامل للإعاقة في قطاع الصحة.”.

التنمية المستدامة الشاملة للإعاقة التابعة للأمم المتحدة
ومن جانبه قال عفيف برهومي خبير ترويج الاستثمار ومنسق برنامج (اليونيدو) في مملكة البحرين:” تهدف التنمية المستدامة الشاملة للإعاقة التابعة للأمم المتحدة إلى ضمان تعليم متساوٍ ويمكن الوصول إليه من خلال بناء بيئات تعليمية شاملة وتوفير المساعدة اللازمة للأشخاص ذوي الإعاقة. وهناك أربعة من أهداف الأمم المتحدة للاستدامة، هي تعزيز النمو الاقتصادي الشامل والعمالة الكاملة والمنتجة التي تسمح للأشخاص ذوي الإعاقة بالوصول الكامل إلى سوق العمل، والتأكيد على الإدماج الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للأشخاص ذوي الإعاقة، وإنشاء مدن وموارد مائية يسهل الوصول إليها وأنظمة نقل ميسورة التكلفة يمكن الوصول إليها ومستدامة إلى جانب توفير وصول الجميع إلى مساحات عامة آمنة، وشاملة وميسرة وخضراء. وأوضح الدكتور هاشم في كلمته خلال القمة:” برامج الأمم المتحدة تشدد على أهمية جمع البيانات ورصد أهداف التنمية المستدامة ووضع البيانات المصنفة عن الإعاقة من اجل توفير حياة أفضل لاصحاب الهمم”.

142 مليار يورو فرص ضائعة على قطاع السياحة العالمي
ومن جانبها أكدت أنا غرازيا لورا رئيس الشبكة الأوروبية للسياحة الميسًرة في مداخلتها المرئية خلال القمة :” إن تكافؤ الفرص يجب أن يضمن للجميع الاستمتاع بالتجارب السياحية بشكل مستدام خاصة ان مفهوم الاستدامة في مجال السياحة تأتي ضمن اهتمامات الأمم المتحدة وهي الدافع وراء اصدار معيار الايزو السياحي. هناك طلب متزايد على التجارب الشاملة في جميع أنحاء العالم خاصة ان السياح من ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن يرافقهم شخصان في اغلب الأحيان، لذلك فإن السياحة الميسًرة تمتلك إمكانات اقتصادية هائلة نظرا لانفاقها العالي والبقاء فترة أطول في الوجهات المقصودة عدا عن تكرار الزيارة لاكثر من مرة في حال وفرت لهم الوجهة المقصودة الراحة والاستمتاع الذي يبتغونه”.
وأضافت آنا غرازيا:” إن الافتقار إلى التسهيلات والخدمات المناسبة يتسبب بخسارة الاقتصاد العالمي نحو – 142 مليار يورو كل عام و3.4 ملايين وظيفة سنويا. وهنا اود التأكيد على انه من المحتمل أن تكون إمكانية الوصول، سواء الوصول المادي أو توفير المعلومات، مجالًا ذا أهمية خاصة. لقد علق الاشخاص الذين لديهم الإمكانات المادية والوقت للسفر رحلاتهم بشكل مؤقت بسبب الجائحة، لذلك فإن قطاع السياحة سيحتاج إلى التكيف مع الاتجاهات المتغيرة واعتماد مناهج مبتكرة لاستيعاب الطلبات الجديدة والاحتياجات والتفضيلات الخاصة بالأسواق الناشئة، وفقًا لخصائصها، وسلوكها، وأذواقها.
واختتمت آنا حديثها بالإشادة بجهود دبي على هذا الصعيد مشيرة الى اننا بحاجة الى بناء فهم مشترك ووضع أهداف ملموسة لتحسين الوجهات السياحية نحو سياحة شاملة يسهل الوصول اليها. داعية الجهات المعنية الى العمل بقوة على تهيئة المدن وتطوير بناها التحتية لتوفير احتياجات السياح من أصحاب الهمم اذا ما ارادت استقطاب ملايين السياح الجدد وبالتالي دعم اقتصادها الوطني وخلق آلاف فرص العمل الجديدة في ظل ارتفاع الطلب المتوقع على السياحة الميسًرة في الفترة القليلة المقبلة.

إزالة الحواجز
ومن جانبه قال اياكوبو ميلو وهو ناشط في مجال حقوق الإنسان وعضو المجلس الإقليمي في مقاطعة توسكانا الإيطالية وعاصمتها فلورنسا في مداخلته المرئية خلال القمة:” يجب على الوجهات أن تعمل على إزالة الحواجز المادية والاجتماعية والمعمارية لكي تصبح صالحة لجميع المواطنين. في الصعوبات نجد القوة والأدوات والحلول لخلق إمكانيات جديدة ومستقبل أفضل للجميع”.
وأضاف اياكوبو:” ساعدتنا التكنولوجيا بشكل كبير في التغلب على الأضرار التي لحقت بنا جراء فيروس كورونا الذي ادى إلى تضخيم التحديات التي يواجهها الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ونحن نعمل على نموذج يتم استنساخه في مكان آخر. ويمكن لدبي وتوسكانا العمل معًا لبناء جسر لتعزيز التواصل والعمل من أجل نماذج نموذجية للسياحة الشاملة”.

(مفهوم الحزمة الشاملة)
ومن جانبها قالت آن فري الخبيرة الدولية في احتياجات النقل لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن وواحد من 12 سفيرًا لذوي الاحتياجات وتسهيل الوصول في بريطانيا في مداخلتها خلال القمة:” توضح التجربة الإجمالية للأشخاص ذوي إلاحتياجات ان امكانية الوصول وموثوقية النقل هي الرابط الميسر بين قطاعات صناعة السياحة. وتعتبر السياحة الخالية من العوائق للأشخاص ذوي الاحتياجات ذات أهمية قصوى وضرورية حيث يقوم هؤلاء بالإضافة الى كبار السن باختيار الوجهات السياحية بناءً على تجربة الحزمة الكاملة بما في ذلك اختيار المطارات، ووسائل التنقل وغيرها من الخدمات المؤدية إلى الوجهة، وإمكانية الوصول وتوافر المرافق والقدرة على السفر مع الكراسي المتحركة والخدمات المماثلة”.
ودعت آن فري الى تعميم مبادئ التصميم الشامل للمرافق والبنى التحتية والخدماتية بما يتناسب مع احتياجات أصحاب الهمم. كما يجب النظر إلى إمكانية الوصول على أنها سلسلة متصلة وليست قضية منعزلة وبالتالي ينبغي على مقدمي خدمات النقل والسلطات العامة، تعزيز السياحة التي يسهل الوصول إليها وايضا التأكد من أن كل خطوة في تلك الرحلة سلسة”.

مستقبل مشرق للسياحة الميسًرة
وحول مستقبل السياحة الميسًرة قال فرد ماس الخبير بمجال السياحة والسفر بالنسبة لإصحاب الهمم:” لقد تأثرت الوجهات السياحية بشكل كبير بجائحة كورونا على مدار العامين الماضيين، ولكن ستكون هناك بصمة مستقبلية مشرقة تتمثل في السياحة التي يمكن الوصول إليها والتي ستتطلب من المدن أن تصبح صديقة للأشخاص ذوي الاحتياجات”.
وأضاف:” لقد خلف الوباء عدة ندوب لكنه جلب العديد من الأشياء الجيدة والتي منها ان العمل عن بعد لم يعد أمرًا مستهجنًا ويتم توظيف المزيد من الأشخاص ذوي الاحتياجات. وايضا تم تحديث بروتوكولات الصحة والسلامة، كما حسنت صناعات السفر والضيافة الطريقة التي تخدم بها عملائها. ودعا فرد ماس الى إشراك الأشخاص ذوي الاحتياجات في عمليات التخطيط الاستراتيجي، والتصميم، والتنفيذ والرقابة”.

التصميم العالمي يخلق بيئة اجتماعية تحترم خصائص الجميع
وقال كيجي كوهارا المدير التنفيذي للرابطة الدولية للتصميم العالمي وأستاذ جامعة ناغويا للفنون والعلوم في اليابان في مداخلته المرئية خلال القمة:” تطبيق مفهوم التصميم العالمي، يشكل إضافة نوعية لسمعة الوجهات التي تسعى لتطبيق السياحة الميسرًة لدعم اقتصادها الوطني واستقطاب ملايين السياح الجدد. ان مفهوم التصميم العالمي يعني إنشاء تصميمات للمعدات والمباني وبيئة المعيشة المباشرة التي يمكن استخدامها من قبل الأشخاص القادرين وذوي الإعاقات، مما يخلق بيئة اجتماعية تحترم خصائص كل شخص”.
وحسب تقدير منظمة الصحة العالمية فأن ما بين 10 – 15 % من سكان المعمورة لديهم نوع من الاحتياج الى المساعدة، وان عدد الأشخاص الذين يحتاجون الى أجهزة مساعدة تتراوح من الكراسي المتحركة الى تقنيات الاتصالات، سوف يتضاعف من 1 مليار في الوقت الراهن الى 2 مليار نسمة بحلول عام 2050 نتيجة التقدم في العمر والمشاكل الصحية وغيرها من العوامل الأخرى. ويتطلع نحو 50 مليون شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة في الشرق الأوسط إلى زيارة المدن والوجهات السياحية التي توفر لهم خدمات ملائمة تتوافق مع احتياجاتهم.

17 توصية من اجل سفر سلس للمسافرين من اصحاب الهمم
وفي جلسة خاصة ادارها ماجد العصيمي وشارك فيها مجموعة من أصحاب الهمم اكد المشاركون على جملة من التحديات التي يواجهها أصحاب الهمم في التنقل والإقامة والسفر على مستوى العالم حيث اكدوا على أهمية تعزيز التعاون الدولي لإزالة هذه التحديات والتي ابرزها التالي:
1 اعداد جواز سفر لمواصفات المعدات والأدوات الخاصة بالمسافرين من أصحاب الهمم ذوي الإعاقة الحركية.
2 توفير دورات مياه بمواصفات خاصة بتناسب احتياجاتهم
3 توفير سيارات لنقل أصحاب الهمم من المطار والى الفنادق او الأماكن السياحية في مختلف دول العالم.
4 توفير موظفين محترفين يتقنون التعامل مع المسافرين من أصحاب الهمم بمختلف احتياجاتهم عند نقاط تسجيل الوصول، والتدقيق الأمني، والجوازات، وغيرها من النقاط داخل مرافق المطار، ودعوة الموظفين للتعامل مع المسافرين من ذوي الاحتياجات الخاصة كمسافرين عاديين.
5 توفير لوحات إرشادية بلغة الإشارة (فيديو إرشادي) في مباني المطارات لمساعدة المسافرين من أصحاب الهمم وارشادهم الى المنطقة الصحيحة لاستكمال إجراءات السفر.
6 توفير مترجمين لغة اشارة بالمطارات لمساعدة المسافرين ذوي الاعاقات السمعية.
7 توفير عربة خاصة لإنهاء إجراءات السفر بالنسبة للمسافرين ذوي الإعاقة الحركية لتمكينهم من الاستمتاع بتجربة المطار كأي مسافر طبيعي، وأن تتاح له فرصة التجول بالسوق الحرة وتذوق الاطعمة والمشروبات في مطاعم ومقاهي المطارات بدلاً من وضعهم في صالة خاصة ريثما يحين موعد رحلتهم.
8 توفير اجهزة تفتيش خاصة بأصحاب الهمم خاصة (الفئة الحركية) لتفادي الاحراج والازعاج الذي قد يتعرض له المسافر في بعض المطارات عندما يتم انزاله عن الكرسي المتحرك للتدقيق عليه أمنياً.
9 توفير آلية خاصة تتيح للمسافرين من اصحاب الهمم استلام امتعتهم بسرعة لتجنيبهم الانتظار لفترة طويلة عند منطقة استلام الحقائب.
10 توفير مواقف قريبة لأصحاب الهمم عند منطقة القادمين.
11 تعميم النظام الالي في فتح ابواب دورات المياه في المطارات لتسهيل عملية الدخول خاصة بالنسبة لـلمسافرين من ذوي الإعاقة الحركية، لأن الأبواب في بعض المطارات ثقيلة وتحتاج الى قوة بدنية لفتحها.
12 تخصيص موقع لأصحاب الهمم لدى مراكز الحجوزات التابعة لشركات الطيران لتسهيل عملية الحجز، مع ضرورة الوفاء بتوفير الخدمات التي طلبوا توفيرها داخل الطائرة خلال عملية الحجز.
13 تدريب اطقم الناقلات على كيفية التعامل مع المسافرين من أصحاب الهمم ومنحهم حقوقهم المنصوص عليها حسب قوانين المؤسسات الدولية المعنية بقطاع النقل والسفر.
14 توفير عدد كاف من الكراسي المتحركة داخل كابينة الطائرة لاستخدامها في نقل أصحاب الهمم، حيث تقوم الناقلات عادة بتوفير كرسي واحد فقط، فيما قد يتواجد اكثر من مسافر لديه إعاقة حركية على الرحلة نفسها.
15 تخصيص دورات مياه داخل الطائرة ملائمة للمسافرين ذوي الإعاقة الحركية، من حيث المساحة والقدرة على الحركة والدوران.
16 توفير لغة الاشارة لشرح تعليمات السلامة أثناء الرحلات.
17 تزويد الطائرات بالخط الأرضي الخاص بالمسافرين ذوي الإعاقة البصرية وتوفير العصا البيضاء الخاصه بهم، بالاضافة الى توفير لغة برايل داخل الطائرة ضمن شاشات عرض الافلام.
18 توفير برامج ومسلسلات مترجمة بلغة الاشارة لكي يستمتع بمشاهدتها المسافر من ذوي الاعاقة السمعية خلال الرحلة.
19 توفير (أيباد) مجهز لخدمة المسافرين من ذوي الإعاقة السمعية، بهدف تسهيل مهمة مضيف الطائرة في خدمة المسافرين من هذه الفئة.
20 تخصيص مقاعد يمكن طي مقابضها لتمكين المسافرين من أصحاب الهمم من التحرك بحرية.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

فنادق عجمان تسابق الزمن لترسيخ الاستدامة وإعادة التدوير

باهي قصر عجمان يُعيد تدوير البياضات الفندقية في إطار مساعيه الدؤوبة لترسيخ جهود الاستدامة وإعادة …