تنفذها دائرة الاقتصاد والسياحة
– المبادرة تشجع شرائح المجتمع على اتباع أسلوب ترشيدي للحد من استهلاك العبوات البلاستيكية
– نشر أكثر من 30 جهازاً لتوفير مياه الشرب لإعادة ملء القوارير مجاناً بمواقع رئيسة في دبي
– هلال المري: هدفنا أن نُلهم الأجيال الحالية والقادمة للقيام بخطوة تسهم في حماية البيئة وتحفظ مواردنا الطبيعية
– يوسف لوتاه: المبادرة تعكس الوجه الحضاري لدبي وتؤكد مكانتها وجهة مستدامة وأفضل مدينة في العالم
أطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي للإمارة، أمس، مبادرة «دبي تبادر» للاستدامة، والرامية إلى توعية مختلف شرائح المجتمع بأهمية الحفاظ على مواردنا الطبيعية، وكذلك إلهامهم لإحداث التغيير المطلوب لبعض الممارسات الخاطئة والتي تؤدي إلى أضرار بالغة للبيئة المحيطة. وتهدف الحملة، التي تتولى تنفيذها دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، إلى تشجيع كل مكونات مجتمع دبي من مواطنين ومقيمين، وكذلك الزوار على تغيير سلوكهم الاستهلاكي لقوارير المياه البلاستيكية، فضلاً عن إلهام الناس بشكل فعال وإيجابي للحد من استخدام العبوات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد.
وتحفز المبادرة الجديدة على تبني تغييرات بسيطة على أسلوب حياة الناس اليومية، مثل استخدام قوارير المياه القابلة لإعادة التعبئة، من أجل إحداث تأثير بيئي كبير، إذ سيتم تثبيت أجهزة لتوزيع مياه الشُرب النقية بالمجان في أماكن عامة، توازياً مع التشجيع على تركيب فلاتر مياه في المنازل والمؤسسات والمدارس، نظراً لكون مياه الصنبور في دبي صالحة تماماً للشرب، نظراً لاستيفائها كافة الاشتراطات الصحية ومطابقتها لكافة المعايير العالمية لنقاء المياه الصالحة للشرب، في حين تساعد الفلاتر فقط على التخلص من الشوائب التي قد تعلق في المياه من الخزانات المتواجدة في المنازل أو المنشآت المختلفة.
وتعليقاً على المبادرة، قال هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة في دبي: «المرحلة المقبلة تتطلب مزيداً من الجهد والأفكار الجديدة لتأسيس نموذج عالمي ناجح للاقتصاد المستدام، يتماشى مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، في جعل دبي وجهة رائدة للاستدامة وأفضل مدينة في العالم للحياة والعمل والزيارة. هدفنا أن نلهم الأجيال الحالية والقادمة للقيام بدور مؤثر في حماية البيئة والحفاظ على مواردنا الطبيعية». وأضاف «الهدف هو تحفيز المواطنين والمقيمين والزوار أن يكونوا شركاء فاعلين في صنع مستقبل أكثر استدامة، وأن يسهموا بإيجابية في الحفاظ على الحياة البرية والبحرية. نأمل أن تكون الخطوة مؤثرة على طريق صون مواردنا الطبيعية سواء على مستوى دبي وعموم دولة الإمارات، لنجعل مفهوم الاستدامة جزءاً من حياتنا وممارساتنا اليومية وتأكيد قيمته كركيزة أساسية للوصول إلى غد أفضل للجميع».
ونظّم المكتب الإعلامي لحكومة دبي لقاءً إعلامياً عن بُعد عبر تقنية الاتصال المرئي دعا إليه قيادات المؤسسات الإعلامية المحلية والإقليمية والعالمية العاملة في دبي للتعريف بالمبادرة وأهدافها والتغيير الإيجابي المنشود من ورائها، بحضور منى غانم المري، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، ويوسف لوتاه، المدير التنفيذي للتطوير والاستثمار في دائرة الاقتصاد والسياحة، وعصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري. وأشاد يوسف لوتاه خلال اللقاء بدور الإعلام في دعم المبادرات الحيوية التي تسعى حكومة دبي من خلالها إلى إحداث تغيير إيجابي في المجتمع بما يتوافق مع التوجهات العامة للإمارة ودولة الإمارات، لاسيما تلك المتعلقة بالبيئة وتعزيز مستويات استدامتها لكونها من أهم الموضوعات التي تلقى اهتماماً كبيراً في دولة الإمارات التي تحرص دائماً على تقديم أنموذج يحتذى به في مجال الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية. وقدّم عرضاً توضيحياً شمل معلومات وأرقام مهمة حول حجم استهلاك القوارير البلاستيكية المستخدمة لمياه الشرب في العالم وفي دولة الإمارات، حيث أشار إلى أن حجم استهلاك تلك القوارير في الدولة يصل إلى نحو 450 قارورة للشخص الواحد، ما يعني حوالي 4 مليارات قارورة على مستوى الدولة سنوياً، بينما تحتاج القارورة الواحدة إلى نحو 400 عام كل تتحلل، وهو ما يشكل أحد أكبر التحديات البيئية، إذ تشير التقديرات أن المخلفات البلاستيكية تقتل حوالي 1.1 مليون من المخلوقات والكائنات البحرية حول العالم سنوياً. وأثنى لوتاه على مستوى دعم وتفاعل الشركاء مع المبادرة، لاسيما أنها تلامس جوهر استراتيجية دبي للاستدامة، والتي تتمحور حول الركائز الأساسية للابتكار والتعاون، مؤكداً ثقته أن الجهد المبذول مع مختلف الأطراف بما فيها الوجهات، والمجتمعات والأحياء، والفنادق والمنتجعات، والمؤسسات، ومستوى الوعي المتقدم الذي يتمتع به مجتمع دبي، معطيات تبشر بنتائج إيجابية ستحصدها المبادرة خلال المرحلة المقبلة.
وأكد اللقاء أهمية دور الإعلام في نقل الرسالة المهمة والهدف النبيل الذي تسعى حملة «دبي تبادر» إلى تحقيقه، مع كون دولة الإمارات تقدم اليوم نموذجاً عالمياً رائداً في مختلف المجالات، وما تطرحه من مبادرات وأفكار جديدة هدفها التحفيز على التغيير الإيجابي من أجل مستقبل أفضل، مع التنويه بدور مؤسسات الإعلام في التعريف بالمبادرة وأهدافها والترويج لها حتى على الصعيدين الإقليمي والدولي كنموذج للجهود الرامية إلى الحفاظ على البيئة وتحقيق أعلى مستويات الاستدامة.
وناقش المشاركون من رؤساء تحرير الصحف المحلية وقيادات المؤسسات الإعلامية الإماراتية والعربية والعالمية، الأسلوب الأمثل لتقديم أي أفكار أو اقتراحات من شأنها تعزيز أهداف الحملة وزيادة قدرتها على إحداث التأثير الإيجابي المنشود في المجتمع، بتشجيع الأفراد من مختلف الجنسيات على اتباع سلوك يتسم بالمسؤولية تجاه البيئة من أجل الحفاظ عليها للأجيال المقبلة، مع مراعاة التنوع الكبير للثقافات المتواجدة في دبي وما يتطلبه من رسائل تخاطب هذا التنوع وتقنع بأهمية اتباع سلوك متوازن يراعي الهدف الاستراتيجي المتمثل في خفض استهلاك القوارير البلاستيكية، وبما يؤكد مكانة دبي كنموذج للمدن سريعة التطور التي تضع الاستدامة البيئية ضمن أولوياتها الاستراتيجية.
القوارير البلاستيكية
تسعى مبادرة «دبي تبادر» ومن خلال الهدف الطموح المتمثل في الحد بشكل كبير من استهلاك القوارير البلاستيكية التي تُستخدم لمرة واحدة، لتمكين المجتمع من اتخاذ إجراءات من شأنها تعزيز رؤية وتوجه دبي لتصبح إحدى أكثر المدن استدامة في العالم، وذلك بما يتماشى مع خطة دبي الحضرية 2040. كما تدعم المبادرة التزام دبي بتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وكذلك مبادرة الإمارات الاستراتيجية للحياد المناخي 2050. ووفقاً لبيانات جمعية الإمارات للطبيعة بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة، يبلغ حجم استهلاك الشخص العادي في دولة الإمارات 94 كجم من البلاستيك سنوياً، وتشكل العبوات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد الحصة الأكبر منها. هذا إلى جانب التأثير الكارثي للنفايات البلاستيكية على الكائنات والحيوانات والطيور البحرية، وكذلك المواطن الطبيعية للمخلوقات البحرية، مثل الدلافين والسلاحف المائية والطيور.
وتتضمن خطة دبي الحضرية 2040 زيادة بنسبة 400 بالمئة في مناطق الشاطئ العامة لنمط الحياة والأنشطة الترفيهية، إلى جانب تخصيص 60 بالمئة من مساحة أراضي المدينة للمناطق الطبيعية. وسيمثل هذا الإنجاز مضاعفة المساحات الخضراء المفتوحة والمنتزهات العامة والمناطق الترفيهية لخلق بيئة أكثر صحة للجميع. وسوف تساعد مبادرة «دبي تبادر» في إرساء أسس للتغيير الإيجابي، وكذلك دعم المجتمعات المستدامة للأجيال المقبلة.
بديل منعش
تتيح المبادرة لسكان وزوار دبي إمكانية الحصول على مياه شرب نقية بالمجان من خلال أكثر من 30 جهازاً لتوزيع مياه الشرب سيتم توزيعها في مناطق رئيسية عدة في لمدينة، بما فيها الشواطئ، والمنتزهات، ومراكز التسوق، والمعالم والوجهات الرئيسة.
وستتوفر المياه الباردة عند درجة حرارة 10 درجات مئوية لتكون بديلاً منعشاً ونظيفاً وآمناً يسهم في ترسيخ ثقافة إعادة ملء قوارير المياه. وبالنسبة لجودة المياه المقدمة من خلال الأجهزة المُشار إليها، فقد تم التأكيد على أنها تراعي أعلى معايير النقاء والنظافة، مع الالتزام الكامل بإرشادات ولوائح السلطات المختصة، بما فيها بلدية دبي وهيئة الصحة في دبي، إضافة إلى فحص واختبار مياه الشرب المُقدمة من خلال تلك الأجهزة وفق معايير ومواصفات مياه الشرب المعتمدة من هيئة كهرباء ومياه دبي، ودول مجلس التعاون الخليجي، ومنظمة الصحة العالمية يُذكر أنه في ذات الإطار الهادف إلى حماية البيئة وضمان استدامتها، اعتمد المجلس التنفيذي لإمارة دبي مؤخراً «سياسة الحد من الأكياس ذات الاستخدام الواحد» والتي تشمل فرض تعرفة قدرها 25 فلساً على أكياس نقل البضائع البلاستيكية أحادية الاستخدام، وسيتم بموجب هذه السياسة فرض التعرفة على استخدام تلك الأكياس اعتباراً من أول يوليو 2022 في جميع المتاجر بدبي كمرحلة أولى، سعياً للحفاظ على الاستدامة البيئية وتغيير سلوكيات الاستخدام المفرط للمواد البلاستيكية.
المصدر، دبي (وام) 16 فبراير 2022