بلغت تكلفة المشروع نحو مليار درهم
– المشروعات التنموية في “الوسطى” تأتي بترو وتأن يراعي طبيعتها
– البداوة لها صفات وعادات وقيم وموروث وهوية أصيلة يجب المحافظة عليها
– مشروعات تنفذ في “الوسطى” تشمل المراعي والمخيمات وحصن الذيد
– “الشارقة الرياضية” تضم مرافق وبنية تحتية للألعاب الرياضية
– المحافظة على بعض المناطق الصحراوية الطبيعية من أعمال الإنشاء والتعمير والتمدن
– 300 وظيفة لشباب وشابات المنطقة يوفرها السفاري
أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن المشروعات التنموية في المنطقة الوسطى، تأتي بترو وتأنٍ يراعي طبيعتها وما تحويه من صحارٍ وأشجار ونباتات وحيوانات تسعى الشارقة للمحافظة عليها بشكل متوازٍ مع التطوير في مختلف قطاعات البنية التحتية والثقافة والسياحة والتراث والاقتصاد والرياضة وغيرها.
جاء ذلك خلال كلمة سموه التي ألقاها، أمس، بحضور سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، في افتتاح سفاري الشارقة، أكبر «سفاري» بالعالم خارج أفريقيا، والذي يقع بمدينة الذيد.
وأكد سموه أن البداوة لها صفات وعادات وقيم وموروث وهوية أصيلة يجب المحافظة عليها، وتقوم قناة الوسطى من الذيد بذلك من خلال تقديم برامج تستضيف فيها كبار السن والشعراء والرواة لتعريف وتوثيق هذا الموروث.
وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى جملة من المشروعات التي تنفذ في المنطقة الوسطى التي تشمل المراعي والمحميات وحصن الذيد الذي سيفتتح الأسبوع المقبل، وبحيرة البطحاء التي ستشكل عند افتتاحها بعد 14 شهراً موقعاً سياحياً مميزاً، وهي مخزون مائي للمنطقة وسيقام عليها مسابقات دولية للتجديف، لافتاً سموه إلى مدينة الشارقة الرياضية التي ستقع على طريق الشارقة – الذيد، ستضم المرافق والبنية التحتية للألعاب الرياضية، وستجمع الرياضيين، وتنظم منافسات ومسابقات مختلفة، منها السباحة والتجديف. ولفت سموه إلى مشروع المحافظة على الأسماء في المنطقة الوسطى من خلال توثيق أسماء الأشجار أو الكثبان أو الآبار وغيرها من الأسماء المرتبطة ببيئة المنطقة لتسلم بعدها إلى دائرة شؤون البلديات والزراعة والثروة الحيوانية ليتم حفظها وتوثيقها والمحافظة عليها من خلال لوحات واضحة لهذه المواقع.
كما أشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى المحافظة على بعض المناطق الصحراوية الطبيعية من أعمال الإنشاء والتعمير والتمدن، والذي سيكون من خلال مراسيم أميرية تمنع استخدام هذه المناطق لتستمر على طبيعتها وتحافظ على مكوناتها البيئية. وأوضح سموه أن مشروع سفاري الشارقة بدأ العمل فيه قبل 5 سنوات ليصل إلى افتتاحه اليوم (أمس)، وقد بلغت تكلفته ما يقارب مليار درهم، مؤكداً سموه أن السفاري هو مكان صديق للبيئة ويحتوي على مختلف الحيوانات والنباتات في بيئة مهيأة تساعد على عيشها وتكاثرها، وقد صمم بشكل مميز ليستمتع به الزوار ويقدم المعرفة أيضاً حول محتوياته، كما يساهم السفاري في توفير وظائف لأهل المنطقة، حيث وفر300 وظيفة لشباب وشابات المنطقة الذين يعملون ويعرفون بالسفاري بصورة مميزة.
وأضاف سموه أن المشروعات التي ستنفذ ستشمل أيضاً المناطق الأخرى في الوسطى مثل منطقة مليحة، والتي ستكون مشروعاتها مميزة مع المحافظة على خصوصيتها، حيث إن مشروعاتها ستكون بعيدة عن المساكن الشعبية. وأكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي أن كل ما تقوم به الشارقة من جهود ومشروعات تنطلق واضعة الإيمان أولها، ومحافظة على مبادئها وقيمها وتقاليدها، وتعزز من هويتها الأصيلة، لافتاً إلى أن التطور يجب أن لا يفقد الإنسان دينه ومبادئه وعاداته، داعياً سموه أبناء وبنات الوطن لتحمل المسؤولية ورعاية أسرهم وأبنائهم والاعتزاز بدينهم ووطنهم. وقال سموه، إن الاهتمام بالإنسان في الشارقة لا يكون عن طريق توفير التعليم والثقافة والمشروعات التنموية فقط بل حتى في متابعة أحوالهم الاجتماعية، مشيراً إلى متابعة سموه الشخصية لملف المتقاعدين من إمارة الشارقة الذين قدموا الكثير لبلدهم، وذلك لرفع المستوى المعيشي لهم.
وقدم سموه الشكر الجزيل للقائمين على سفاري الشارقة من إداريين ومرشدين، وإلى كل من ساهم في تنفيذه بالصورة المميزة من مهندسين وخبراء ومختصين. وكان سموه لدى وصوله إلى سفاري الشارقة أزاح الستار التقليدي إيذاناً بالافتتاح الرسمي للسفاري الذي يضم 12 بيئة مختلفة، ويمتد على مساحة تبلغ 8 كيلو مترات مربعة، ويقع ضمن محمية البردي في مدينة الذيد التي تبلغ مساحتها 16 كيلو متراً مربعاً، ليشكل معلماً طبيعياً وسياحياً على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة.
وتجول صاحب السمو حاكم الشارقة وسمو الشيوخ والحضور في كافة أرجاء سفاري الشارقة متنقلين في بيئاتها البالغ عددها 12 بيئة مختلفة مستوحاة من جميع أنحاء أفريقيا، تمثل الحياة والتضاريس في القارة السمراء، والحيوانات، والطيور التي تعيش فيها. واطلع صاحب السمو حاكم الشارقة على مرافق وخدمات السفاري، التي تمكن الزوار من الاستمتاع باستكشاف الحياة البرية في أفريقيا بشكل مميز. ويحتوي سفاري الشارقة على مناطق عدة تحاكي المناطق الحقيقية في أفريقيا، وتأخذ المنطقة الأولى «إلى أفريقيا»، الزوار في تجربة مشي فريدة لاستكشاف الحياة البرية المتوطنة في الجزر والأرخبيلات المنتشرة على طول الساحل الشرقي لأفريقيا في المحيط الهندي.
أما المنطقة الثانية، «الساحل»، فتتمثل في الصحراء والمراعي والحياة البرية المتنوعة، وتمتد في أفريقيا من الساحل الأطلسي في موريتانيا في الغرب إلى إريتريا والبحر الأحمر في الشرق، وهي منطقة انتقالية غنية بالحياة البرية بين الصحراء الكبرى في الشمال والسافانا إلى الجنوب. وتمتد المنطقة الثالثة، «السافانا»، في شرق وجنوب أفريقيا من الساحل في الشمال، وصولاً إلى كالاهاري في الجنوب الغربي، وتغطي هذه الأراضي العشبية الاستوائية الأفريقية نصف مساحة القارة الأفريقية وهي موطن لأكبر تركز للتنوع الحيوي على الأرض. فيما تحتفي المنطقة الرابعة، «سيرينقيتي»، بأكبر هجرة للحيوانات في العالم كل عام.
120 نوعاً
تضم سفاري الشارقة أكثر من 50 ألف حيوان لأكثر من 120 نوعاً من الحيوانات التي تعيش في أفريقيا، ويعتبر وحيد القرن الأسود من أهم وأندر الحيوانات في السفاري. كما تمت زراعة أكثر من 100 ألف شجرة سمر أفريقي في سفاري الشارقة، وتتنوع النباتات ما بين الأنواع المحلية والأفريقية.
وتقدم سفاري الشارقة لزوارها تجربة متكاملة لاكتشاف أفريقيا وجزرها، ليطلع الزوار على طائر الفلامينجو والطيور الأخرى وليمور جزيرة مدغشقر وسلحفاة الدبرة العملاقة والقرية الأفريقية، إضافة إلى المزرعة التقليدية مع ماشية واتوسي، وقرية زنجبار، وغيرها من المرافق والأقسام التي تشاهد فيها مئات الأنواع من الحيوانات والنباتات الأفريقية.
المصدر، جريدة الاتحاد، الشارقة 18 فبراير 2022