شبكة بيئة ابوظبي، أمين سامي، الخبير في مجال الاستراتيجية، المملكة المغربية، 21 مارس 2022
مع كل موجة حضارية عرفتها البشرية، كان لها تأثير على العالم بصفة عامة و على الأسرة والمدرسة والسوق والمهن بصفة خاصة. لقد عرف العالم أربع موجات حضارية بدءا من :
١. الموجة الحضارية الأولى وهي موجة الاقتصاد الزراعي.
٢. الموجة الحضارية الثانية وهي موجة الاقتصاد الصناعي.
٣. الموجة الحضارية الثالثة وهي موجة الاقتصاد الرقمي.
٤. وأخيرا الموجة الحضارية الرابعة و هي موجة دمج الاقتصاد الرقمي مع إقتصاد المعرفة.
ومع كل موجة من الموجات الأربع كان لها تأثير كما سبق الذكر على الأسرة والمدرسة والسوق والمهن بشكل كبير، فقد عرفت موجة الاقتصاد الزراعي إنتاج :
١. على مستوى الأسرة : إنتاج الأسرة الممتدة المكونة من (الجد،الجدة،الأب،الأم،العم،العمة،الأولاد،…).
٢. على مستوى المدرسة : تم إنتاج مدرسة المجتمع التي كانت مدرسة حية نابعه من فكر المجتمع ولم تكن مهيكلة أو لها تصور معين.
٣. على مستوى السوق : أنتجنا البازار والباعة المتجولين
٤. على مستوى المهن : إنتاج مهن يدوية بسيطة تلبي الاحتياجات الضرورية للمجتمع (الحاجات الفيزيولوجية)، النجارة، الصباغة، الحرف اليدوية البسيطة… .
ومع تطور المجتمع تطورت معه المدرسة والسوق والأسرة والمهن وأصبح الاحتياج الى اليد العاملة المؤهلة مسألة ضرورية وحتمية، ومن هذا المنطلق ظهرت الثورة الحضارية الثانية وهي موجة الاقتصاد الصناعي الذي عرفت استعمال الطاقة الأحفورية واستغلالها من أجل تطوير الصناعات. وفي هذا الصدد أحدثت الثورة الحضارية الثانية تغييرات كبيرة وجذرية :
١. على مستوى الأسرة : انتقلنا من الأسرة الممتدة إلى الأسرة النووية بسبب تعقد نمط العيش وتطوره وارتفاع تكلفة المعيشة وظهور خدمات جديدة وتشكل المدن و… كل هذه العوامل أدت إلى ظهور الأسرة النووية.
٢. على مستوى المدرسة : عرفت المدرسة تطورات ملحوظة وتغييرات جذرية كان السبب فيها هو تطور السوق بشكل كبير و احتياجه لليد العاملة المؤهلة فانتقلنا من مدرسة المجتمع(المسيد،…) إلى مدرسة الدولة التي لها إيديولوجية موحدة وقواعد معينة وبرامج ومقررات موحدة، و… فكان الغرض من إنتاج مدرسة الدولة هو توفير اليد العاملة المؤهلة التي يتطلبها السوق بشكل كبير و المدخل الأساسي لتوفير هذه اليد العاملة المؤهلة هو المدرسة.
٣. على مستوى السوق : انتقلنا من الاقتصاد الزراعي إلى الاقتصاد الصناعي من خلال ظهور المتاجر التجارية الكبرى والمصانع الكبيرة وبداية استغلال الموارد الطبيعية وتشكل النظام العالمي التنموي الجديد المبني على الطاقة الأحفورية بشكل كبير، وقد عرفت صناعة الأسلحة تطورا رهيبا وكانت هي المحرك الأساسي لتطور الإقتصاد الصناعي، وظهور صناعات أخرى مرتبطة بهذا المجال.
٤. على مستوى المهن : عرفت المهن في ظل الموجة الحضارية الثانية المعتمدة على الإقتصاد الصناعي تطورات ملحوظة تميزت بعضها بالظهور لأول مرة والبعض الآخر عرف تطورا وتحديثا، وفي هذا الإطار ظهرت مهن مرتبطة بعالم المقاولة بشكل كبير منها : الموارد البشرية، المالية، التجهيز واللوجستيك، التسويق،…كما عرفت مؤسسات الدولة (المؤسسات الحكومية) مهن جديدة ومسميات جديدة لتواكب موجة الاقتصاد الصناعي.
ومع ظهور الموجة الحضارية الثالثة في آواخر القرن 20 وهي موجة الاقتصاد الرقمي حيث أحدث اختراع الحاسوب ثورة في المجالات الاستراتيجية منها المجال العسكري والمجال الصناعي، وانتقاله للمجال الاقتصادي والاجتماعي و… ولهذه الموجة ثأثيراتها على الأسرة والمدرسة والسوق والمهن بشكل كبير و خاص.
١. فعلى مستوى الأسرة عرفت الأسرة النووية تقلصا أكثر حيث أصبحت تتكون من ثلاثة أفراد الى خمس أفراد بالكثير ونادرا ما نجد خمس أفراد دائما المتوسط 3 أو 4 أفراد، كما عرفت هذه الفترة خروج المرأة للعمل بشكل كبير وهذا أثر على واجبات المرأة تجاه الأسرة بشكل عام مما أدى إلى ارتفاع ظاهرة العنف والطلاق بشكل كبير وبالتالي أصبح يلاحظ تفكك الأسر وهذا مؤشر على عدم استقرار الأسرة وبالتالي هذا نتيجة من نتائج الموجة الحضارية الثالثة المبنية على الإقتصاد الرقمي، كما بدأت تظهر بوادر الأسرة الأحادية المكونة إما من الأم والأطفال أو الأب والأطفال وهذا بدأ يظهر في الدول الأوروبية بشكل عام.
٢. على مستوى المدرسة عرفت المدرسة بدورها تطورات ملحوظة على مستوى البرامج والمناهج وطرق التدريس، و… وعرفت إدخال التكنولوجيات الحديثة في التدريس من أجهزة حواسيب في التعلم وأصبحنا نتكلم عن التعلم الذكي والتعلم الالكتروني وتم استدماج العامل الرقمي في الممارسة التعليمية(مدارس، جامعات، معاهد عليا،…) وبالتالي ظهرت تخصصات معينة لها ارتباط كبير بالتكنولوجيا والرقمنة وأصبحت المؤسسة التعليمية في تحدي جديد أمام الاقتصاد الرقمي وهو العمل على تكوين أطر تقنية بشكل متخصص جدا وفي هذا الصدد أصبح التخصص ميزة تنافسية بشكل كبير لدى المؤسسات التعليمية بمختلف أشكالها وأحجامها، وفي هذا الإطار ظهرت الحاجة إلى خلق شعب مهنية جديدة تقنية مرتبطة بالاقتصاد الرقمي فاصبحنا نتكلم عن تقني متخصص في البرمجة، تقني متخصص في الصيانة، و… وأصبحت التقنية جزء لا يتجزأ من التكوين الأساس التي يجب أن يخضع لها الطلب ليلبي ويواكب احتياجات ومتطلبات السوق الداخلية أولا والخارجية ثانيا.
٣. على مستوى السوق عرف هذا الأخير بدوره تحولات كبيرة وجذرية حيث أصبحت التكنولوجيا قاطرة لكل العربات الوظيفية بعدما كانت وظيفة مثل باقي الوظائف الإدارية الأخرى، كما عرفت الموجة الحضارية الثالثة المبنية على الإقتصاد الرقمي تطورا على مستوى الصناعات الجديدة حيث ظهرت الصناعات الدقيقة وظهر مجال جديد من الصناعات وهو قطاع الخدمات الرقمي الذي يرتكز بشكل كبير على المعاملات الالكترونية ومع بروز الإنترنت ظهرت منتجات جديدة وخدمات جديدة وشركات أنشئت لأول مرة لمواجهة تحديات السوق العالمي ولمواكبة النموذج التنموي العالمي الذي أصبح يعتمد على الرقمنة بشكل رهيب، وفي هذا الإطار أصبح الزيادة في اعتمادات البحث والتطوير مسألة أساسية ومصيرية بالنسبة للشركات والمؤسسات سواء الحكومية أو الخاصة لتطوير منتجاتها كما أصبح يحتل التسويق الرقمي مكانة مهمة في ظل انتشار الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي واصبحت عملية البيع تتجاوز المستوى المحلي لتنتقل على المستوى الدولي ان لم نقل المستوى العالمي، وأصبحت المنافسة المحلية محدودة الأفق وأصبحت المنافسة الدولية والعالمية هي الفرصة المستقبلية التي تحقق الفارق بين الشركات، كما تطورت سلاسل القيمة العالمية وتعقدت معاملات التجارة العالمية وأصبحت تعتمد بشكل كلي على المعاملات الرقمية وهذا يتضح جليا من خلال الشركات العملاقة والشركات المجهولة الاسم التي غزت العالم بشكل مهول وأثرت بشكل جلي على الاقتصادات المحلية للدول الضعيفة والنامية وبالتالي أصبحت الدول الغنية أكثر غنى والدول الفقيرة أكثر فقرا.
٤. أما على مستوى المهن فقد عرفت هذه الأخيرة تحولا جذريا بشكل كبير فهي تأثرت بشكل كبير بالمدرسة و بالسوق وبالتالي كان لابد من إعادة النظر في المهن المطلوبة حاليا ومستقبلا، وقد عرفت المهن في ظل الاقتصاد الرقمي المتسارع تحولا حيث انتقلت من مهن تعتمد على الرقمنة في تسهيل الوظائف الإدارية والتعليمية و… إلى مهن تعتبر الرقمنة جزء حيوي وأساسي في العملية في مختلف المجالات وبالتالي أصبحت الرقمنة ليس مجرد وظيفة مثل باقي الوظائف بل أصبحت قاطرة تجر كل الوظائف الإدارية، ومن هذا المنطلق ظهرت تخصصات دقيقة في مجال الرقمنة وتم استبدال جميع المفاهيم الإدارية واعتبار الرقمنة جزء حيوي منها واصبحنا نتكلم عن رقمنة الضرائب، رقمنة العمليات الإدارية، رقمنة الأرشيف، و… رقمنة العملية التعليمية التعلمية، وأصبحت إدارة نظم المعلومات تحتل مكانة مهمة داخل المؤسسات الحكومية أو الخاصة وبالتالي ظهرت مهن جديدة ومسميات جديدة لتواكب هذه الموجة. إن دخول الرقمنة إلى مختلف المجالات اللوجستية، الفلاحية، السياحية،… سهل العمليات بشكل كبير ولكن في نفس الوقت أصبح أكثر خطورة على المؤسسات التي لا تعرف التعامل مع هذا المتغير الجديد والذي وصل بطريقة ذكية الى مصادر وبيانات المعلومات دون جهد رغم حساسية المعلومة، وجعل إمكانية التنسيق بين مختلف المجالات تتم بسهولة.
إلا أنه وفي المقابل أنتجت لنا هذه الموجة متخصصين في مجال الحماية المعلوماتية، متخصصين في مجال الامن السيبراني، وحفظ المعطيات، ومتخصصين في إنتاج anti-virus( برامج الحماية)، … الى غير ذلك من المهن التي توجد حاليا سواء على مستوى المؤسسات الحكومية والمؤسسات الخاصة او القطاع الخيري و…
وأخيرا الموجة الحضارية الرابعة المبنية على إقتصاد المعرفة والتي نحن بصدد الدخول لها والتي أصبحت بوادرها تظهر على اقتصادات الدول النامية والمتقدمة وأصبحت تأثيرات هذه الأخيرة ملحوظة على الأسرة والمدرسة والسوق والمهن.
١. فعلى مستوى الأسرة ، تتجه الأسرة اليوم في ظل التغييرات الجذرية إلى التقليص بشكل جذري والخروج عن نمط الأسرة التقليدية النووية بعددها المقلص من 3إلى 4 أفراد كحد أقصى إلى مفهوم جديد للأسرة وهي (الأسرة الأحادي)، حيث أصبحنا نتكلم عن الأسرة الأحادية بشكل كبير وتقلص دور الأب بشكل أكبر وأصبحت الأسرة أميسية وهذا بسبب خروج المرأة للعمل، وسيزداد هذا التحول بشكل أكبر وبالتالي سيتقلص دور المرأة تجاه الأسرة وسترتفع حالات الطلاق وسنتجه إلى أن مؤسسة الزواج لن تبقى لها أي أهمية وخاصة أننا نشاهد اليوم على مستوى العالم ظهور ظاهرة العيش المزدوج بين الرجل والمرأة في مكان موحد بدون وثيقة رسمية وأصبحت هناك زيجات زواج شاذة لا يمكن تصورها وأصبحت لها حقوق تطالب بها وتدعو إلى إعادة النظر في مفهوم الأسرة بشكل عام وتطالب الحكومات بإعادة النظر في التشريعات المرتبطة بالأسرة، كما أصبحنا نتكلم عن الأمهات العازبات و الآباء العزاب وغير ذلك كثير وللأسف بدأت هذه النوعية من الثقافة تنتشر في واقعنا العربي للأسف وهناك حالات كثيرة من هذا النوع على المستوى العربي مخبأة ولكن هذا النوع من الثقافة أصبح منتشرا لدى الشباب في الوطن العربي وهذا مرده الغزو الثقافي الذي تمارسه الالة الاعلامية الأوروبية والرأسمالية العالمية المتوحشة من أجل تدمير الشعوب وتدمير أهم مكون من مكونات التوازن الإنساني وهو الأسرة. وبالتالي السؤال الذي يطرح نفسه كيف سيكون مآل الأسرة المستقبلية في ظل الثورة الصناعية الرابعة المبنية على إقتصاد المعرفة؟ وماهي الأدوار الجديدة التي ستلعبها الأسرة مستقبلا؟ كل هذه الأسئلة وغيرها… ستتضح مع مرور الوقت.
٢. أما على مستوى المدرسة فبوادر التحول بدأت تظهر بشكل جلي خاصة مع أزمة كورونا فيروس والتي أبانت عن محدودية التعليم الحضوري كما كشفت عن أزمة عميقة في النظام التعليمي بالنسبة للدول الضعيفة والنامية والتي أظهرت ضعف التعليم وهشاشته وعدم انتاجيته وبالتالي عدم مواكبته للمستجدات والتطورات التكنولوجية.
لقد أبانت جائحة كورونا فيروس عن أهمية خاصة وبالغة لثلاث قطاعات حيوية تعتبر هي الركيزة الأساسية لبناء الدولة وتتجلى هذه الأخيرة في :
١. القطاع التعليمي
٢. القطاع الصحي
٣. قطاع البحث العلمي
إن المستقبل الجديد هو للتعلم عن بعد، والتعلم الذاتي الفعال و التعلم الالكتروني ويتضح جليا من خلال المنصات العالمية الرقمية التي أصبحت تدرس ملايين الطلاب من مختلف التخصصات العلمية ومن مختلف البلدان المتقدمة وحتى النامية فالتوجه العالمي اليوم يسعى لتوفير التعليم دون تحمل تكاليف السفر من أجل الدراسة، فقط وانت في بيتك أو منزلك ممكن أن تدرس في أرقى الجامعات وبأفضل اللغات وأحسن الأساليب والط ق التعليمية وبأفضل المدرسين من حيث الجودة وتحصل في الأخير على أفضل الشهادات العالمية ويتيح لك النظام التعليمي العالمي الجديد التعلم والتدريب في نفس الوقت ويضمن لك أفضل مراكز التدريب لتطوير مهاراتك وكفاياتك بشكل جيد، إن قرار الرئيس ترامب اعتماد التوظيف على المهارات بدل الشهادات هو قرار الرأسمالية العالمية المتوحشة والتي أنهت زمن لعبة الشهادات ودخلت إلى لعبة جديدة وهي لعبة المهارات أو الكفايات compétences.
إن أغلب الدول سواء النامية أو المتقدمة ستسعى الى التقليل من ميزانية البنية التحتية للمنظومة التعليمية والاستثمار في المنصات التعليمية العالمية بتوفير أجود المدرسين، وأجود المقررات والبرامج الدراسية، وأحسن الأساليب و الطرق التعليمية العالمية، و… وبالتالي فنحن في مرحلة جديدة من مراحل تشكيل مدرسة القرن 21 لتواكب متطلبات الرأسمالية العالمية المتوحشة والتحول الرقمي المتسارع.
٣. على مستوى السوق عرف هذا الأخير تغييرات هيكيلية بشكل كبير حيث انتقلنا من الاقتصاد الرقمي إلى إقتصاد دمج المعرفة مع الرقمي مما ولد ثورة على مستوى السوق العالمي. وظهر هذا جليا في تكنولوجيا القطيعة حيث غزت جميع المجالات بما فيها التعليمي والطبي و الاقتصادي و… وأصبحنا نتكلم عن التعليم الرقمي والزراعة الرقمية والطب الرقمي والحكومة الرقمية وأصبح كل شيء ذكيا ومنها القيادة الذكية و المنزل الذكي والهاتف الذكي و … إن تكنولوجيات القطيعة ستقلب موازين القوى في العالم وقد بدأت بالفعل ذلك فأصبحنا نتكلم عن الذكاء الاصطناعي والروبوتات والبيانات الضخمة وإنترنت الأشياء والتخزين السحابي والبلوكتشين وغيرها كثير … فالسوق الجديد هو سوق الرقمنة والمعرفة بامتياز سوق مليئ بالتحديات والمخاطر الجديدة وسوق الفرص المستقبلية الواعدة لمن يستشفها ويستشرفها عن بعد.
فالسوق في مفهومه الجديد هو سوق يبحث عن الكفاءة المتميزة وليس الكفاءة فقط، سوق يعتمد على الاستشراف والتخطيط الاستراتيجي لمواجهة المخاطر بشكل كبير، سوق يؤمن بشكل كبير بإدارة التغيير كأحد الدعامات الأساسية لمواجهة التقلبات والأزمات العالمية مثل موجة كورونا فيروس، سوق يؤمن بالانفتاح الدولي بشكل كبير وأن الفرص المستقبلية هي فرص دولية وعالمية لمن يبحث عن التميز والريادة أما الفرص المحلية فأفقها محدود، سوق يؤمن بالفهم السريع لمتطلبات العميل من أجل التحكم فيه عن طريق منتجات الأزمنة الحديثة، سوق يؤمن بالسرعة لتحقيق أكبر المكاسب في أقل مدة معينة، … وبالتالي كيف ستواجه الاقتصادات المحلية للدول الضعيفة والنامية هذه السوق المتوحشة؟ وماهي الاستراتيجيات الذكية لركوب هذا التحدي والتحول الجذري الذي تعرفه سوق الغذ؟
٤. وأخيرا على مستوى المهن بالنظر للتطورات التي تعرفها وستعرفها السوق العالمية، والنموذج التنموي العالمي المتجه نحو الاقتصاد الرقمي والمعرفي والاقتصاد المستدام وظهور بوادر نهاية الطاقة الأحفورية واتجاه الدول الكبرى نحو الطاقات المتجددة والاستثمار فيها، … كل هذا يحيلنا على أن المهن المستقبلية لها ارتباط كبير جدا بشكل السوق، حيث ستظهر مهن لها ارتباط بقطاع الروبوتات وخاصة أن هذا المجال ينتعش بشكل سريع وسيغزو جميع المجالات بشكل قريب، كما سيزداد الطلب على مهن الاستشراف والتخطيط الاستراتيجي وإدارة التغيير لمواجهة المخاطر المستقبلية، كما سيزداد الطلب على مهن مرتبطة بتحليل البيانات الضخمة وتفسيرها، بالمقابل ستعرف مهنة التدريب والكوتشينغ إقبالا كبيرا خاصة للإشخاص الذين يطمحون لتحقيق ذواتهم سواء على المستوى الشخصي أو المهني، وبالمقابل ستعرف بعض المهن الموجودة حاليا تطورا ملحوظا خاصة في مجالات معينة مثل : الطبيب الرقمي، الأستاذ الرقمي، المهندس الرقمي و… وبالتالي ستصبح التكنولوجيا غدا قاطرة لهذه المهن بعدما كانت مجرد عربة وظيفية داخلها.