شبكة بيئة أبوظبي، الامارات العربية المتحدة، 15 أبريل 2022
سلطت هيئة البيئة – أبوظبي الضوء على أهم إنجازاتها خلال عام 2021 في تقريرها السنوي الذي صدر اليوم بنسخة رقمية للعام الثالث على التوالي. وركز التقرير على جهود الهيئة نحو تحقيق رؤيتها الاستراتيجية لضمان مستقبل مستدام للجميع من خلال الحفاظ على التنوع البيولوجي، والتخفيف من آثار التغير المناخي، ورصد ومراقبة وجودة الهواء والمياه البحرية والتربة، والمحافظة على استدامة وصحة البيئة البرية والبحرية بالإمارة.
وفي كلمته التي جاءت في مقدمة التقرير، قال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة، ورئيس مجلس إدارة هيئة البيئة – أبوظبي: “قبل خمسين عاماً، وحّد والدنا المؤسس، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه هذه الأمة العظيمة لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، التي أصبحت منذ ذلك الحين منارة مضيئة للتقدم والنجاح والازدهار. ومن خلال رؤيته الثاقبة، مهّد الطريق لدولتنا لتنمو وتتطور وتتحول إلى ملاذ آمن ومزدهر لجميع المواطنين والمقيمين. كما مهّد الطريق، لمستقبل بيئي مستدام. ولهذا السبب يعتبر المغفور له الشيخ زايد رجل البيئة الأول ونصيرها الأبرز على المستوى المنطقة والعالم”.
وأضاف سموه أنه “وتماشياً مع رؤية قيادتنا الرشيدة، لدينا في هيئة البيئة – أبوظبي رؤية واضحة للخمسين عاماً القادمة. وسنواصل العمل مع تطورنا، من أجل تحقيق التوازن الأمثل بين النمو الاجتماعي والاقتصادي لأبوظبي، والحفاظ على البيئة لأجيالنا القادمة”.
وذكر سمو الشيخ حمدان أنه “وفي إطار توجيهات حكومتنا الرشيدة، احتفلنا في عام 2021 بإعلانين رئيسيين لدولة الإمارات العربية المتحدة؛ الأول هو إعلان الإمارات عن هدفها لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 من خلال المبادرة الاستراتيجية التي أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي؛ والثاني هو اختيار أبوظبي لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي في عام 2023. يسعدنا أن نرى دولة الإمارات العربية المتحدة تعزز من دورها القيادي في الحوار حول تغير المناخ، وستقوم هيئة البيئة – أبوظبي بدور محوري رائد من خلال مشاركتها في التخفيف من هذا التهديد والتصدي لهذا التحدي العالمي.”
في حين قال معالي محمد أحمد البواردي، نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة في كلمته التي جاءت في مقدمة الكتاب: ” حققت دولة الإمارات، خلال الخمسين عاماً الماضية، نمواً غير مسبوق وفق نموذج رائد يحظى بإعجاب واحترام الجميع في مختلف أنحاء العالم. فقد أصبح اسم دولة الإمارات العربية المتحدة مرادفاً للنجاح والابتكار. وبسبب الحكمة الراسخة ودعم قيادتنا الرشيدة، نطمح جميعاً لإفساح الطريق لمستقبل مشرق مثل العقود الخمسة الماضية – خاصة في مجال البيئة. ونحن في هيئة البيئة – أبوظبي، نسعى إلى أن نكون جزءاً من المستقبل الباهر لدولة الإمارات العربية المتحدة التي رسمت خريطة طريق واضحة لتحقيق إنجازات نوعية شاملة في شتى القطاعات الحيوية التي من شأنها تعزيز ازدهار الدولة بشكل مستدام.
وأضاف معاليه “لقد كان عام 2021 ناجحاً للغاية بالنسبة لنا في هيئة البيئة – أبوظبي، لأننا جزء من نجاح الدولة وتقدمها. وسنعمل دائماً على مواءمة أنفسنا مع رؤية حكومتنا، ونسعى بكل ما أوتينا من قوة لتحويلها إلى حقيقة على أرض الواقع في إمارة أبوظبي لضمان المحافظة على بيئة نظيفة وصحية تستمتع بها الأجيال القادمة على نحو مستدام.”
وقالت سعادة رزان خليفة المبارك، العضو المنتدب، وعضو مجلس إدارة هيئة البيئة – أبوظبي: “شهد عام 2021 مزيجاً من العمل بالمكتب والعمل عن بُعد بسبب كوفيد – 19، تلى ذلك عودة الحياة إلى طبيعتها في مكاتب هيئة البيئة، حيث واصلنا عملنا لحماية وصون بيئة أبوظبي. كما كان عام مميز؛ حيث احتفلنا في دولة الإمارات العربية المتحدة بعيد الاتحاد الخمسين لهذه الدولة سريعة النمو. وقد كان أيضاً العام الذي بدأنا فيه تنفيذ استراتيجيتنا الجديدة 2021-2025، وهي نقطة انطلاق للتخطيط للخمسين عاماً القادمة، لضمان التطلع دوماً إلى المستقبل برؤية واضحة.”
وأكدت سعادة المبارك “إننا مستعدون جيداً للعقود القادمة، وقد أنشأنا قاعدة قوية لجميع جهودنا البيئية منذ البداية. لقد اكتسبنا الحكمة من جميع الدروس المستفادة، وتأكدنا من أن لدينا مبادرات ومشاريع كافية للحفاظ على البيئة على المدى الطويل والمضي قدماً في كافة مشاريعنا.
وأضافت سعادتها “نحن نعلم أن الاستدامة هي جوهر ما نقوم به، وهي التي تحافظ على هويتنا وتراثنا وتنافسيتنا. ونعلم أيضاً أننا بحاجة إلى ترك عالم أفضل بكثير من عالمنا الحالي لضمان سلامة وازدهار حياة أطفالنا وأحفادنا. سنحقق ذلك كله من خلال التفكير الاستراتيجي والتعاون مع كافة الأطراف، والبحث والتطوير والمنهجيات العلمية والإبداع، مما يتيح لنا تحقيق أهدافنا في رفع مستوى الإنجاز لكل ما نقوم به. سوف نستمر في السعي لنكون باستمرار المؤسسة الشامخة التي لا يستهان بها محلياً وإقليمياً ودوليا”.
وفي معرض تعليقها على الإنجازات التي حققتها هيئة البيئة – أبوظبي خلال السنوات الماضية، قالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: ” لا شك أن النجاح المستمر لدولة الإمارات العربية المتحدة هو الذي أدى إلى نجاح هيئة البيئة – أبوظبي. لقد استمتعنا جميعاً خلال عام 2021 بالتدبر في النجاحات التي تحققت خلال الخمسين عاماً الماضية منذ تأسيس اتحاد دولة الإمارات، وإلى أي مدى وصلنا كأمة. كما فكرنا فيما يتعين علينا القيام به للمحافظة على نفس الوتيرة من التقدم والتنمية خلال العقود الخمسة القادمة”.
وأضافت سعادتها “ندرك جيداً أن تألق دولة الإمارات يرجع إلى قيادتها الرشيدة ورؤيتها المتفردة. لذلك أود أن أعرب عن امتناني لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وكذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. لقد كانت القيادة قدوة لنا ومثلاً أعلى في التفاني والالتزام والولاء والوطنية. وبسبب هذه السمات، أصبحت الإمارات رائدة على مستوى العالم في عدة مجالات وقطاعات – ولا سيما البيئة. وبسببهم أيضاً فزنا باستضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في عام 2023، وأثق تماماً في أننا سننظم فعاليةً لا تُنسى”.
كما عبرت سعادة د. الظاهري عن تقديرها لسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة ورئيس مجلس إدارة هيئة البيئة – أبوظبي، الذي يدعم الهيئة ومكّنها عاماً بعد عام لضمان حصولها على جميع الموارد التي تحتاجها للنجاح”.
ويشار إلى أنه من أبرز الإنجازات التي حققتها الهيئة خلال عام 2021، إطلاق الخطة الاستراتيجية للهيئة 2021- 2025 والتي تضمنت مراجعة رؤيتها ورسالتها وقيمها المؤسسية، وإطلاق خطة الإدارة المتكاملة للموارد المائية لإمارة أبوظبي، والاستمرار بمراقبة جودة التربة باستخدام أحدث تقنيات الأقمار الاصطناعية والطائرات بدون طيار وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وتطوير نموذجاً للإدارة الذكية لمشروع مخزن الخير لحماية المياه الجوفية وتحقيق الأمن المائي وإصدار نتائج الجرد الرابع لانبعاثات الغازات الدفيئة لإمارة أبوظبي.
كما أصدر سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان خلال العام الماضي قراراً في شأن جدول المخالفات والغرامات الإدارية لمخالفي التشريعات البيئية في إمارة أبوظبي والذي تضمن 99 مخالفة تتراوح بين 1000 درهم و1000000 درهم. كذلك تم خلال العام الماضي الإعلان عن انتخاب العضو المنتدب والأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي لشغل مناصب قيادية في الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.
وفي مجال التنوع البيولوجي أطلقت الهيئة خلال العام الماضي أكبر مشروع لإعادة تأهيل الشعاب المرجانية في المنطقة والذي تضمن استزراع مليون مستعمرة من الشعاب المرجانية في أبوظبي، كما تم، بمشاركة سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، إطلاق 150 سلحفاة بحرية في عملية اعتبرت الأكبر من نوعها في المنطقة. وتم كذلك الإعلان عن بدء العمل ببناء وتطوير سفينة أبحاث لدراسة المخزون السمكي والتنوع البيولوجي البحري والتي تعتبر الأكثر تقدماً وتطوراً على مستوى الشرق الأوسط.
كما تم خلال العام الماضي اكتشاف 4 أنواع جديدة تم تسجيلها علمياً لأول مرة في تاريخ العلم، و8 أنواع أخرى مسجلة على مستوى الدولة و8 أنواع أخرى سجلت على مستوى الإمارة. وسجلت الهيئة تحسن في “مؤشر الصيد المستدام” للعام الثالث على التوالي حيث ارتفع المؤشر من 8.9% في عام 2018 إلى 62.3% في نهاية عام 2021 الأمر الذي انعكس بشكل إيجابي على المخزون السمكي.
ومن الإنجازات الهامة الأخرى نقل 25 رأس من المها الأفريقي و25 رأس من المها أبو عدس إلى تشاد حيث تم تركيب أطواق تتبع عبر الأقمار الصناعية على 18 رأس من المها الأفريقي (أبو حراب) وولادة 15 عجل جديد في عام 2021. كما اختار مركز الشيخ محمد بن راشد للابتكار حزمة أدوات البحث الإلكترونية الخاصة بأبقار البحر والأعشاب البحرية كواحدة من أهم 25 ابتكاراً من المشاريع الحكومية الابتكارية. كذلك تم رصد وجود إحدى الثقوب الزرقاء النادرة في مياه منطقة الظفرة، وتسجيل مشاهدات عن ثلاثة أنواع جديدة من اللافقاريات في محمية الوثبة للأراضي الرطبة وفي محمية الحبارى. فضلاً عن إطلاق 76 صقرًا في جمهورية أوزبكستان ضمن برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور بإجمالي عدد يتجاوز 2000 صقرًا منذ إطلاقه عام 1995.
ومن الإنجازات الأخرى الهامة إطلاق بوابة إلكترونية لتقدير إعداد الطيور المائية بالتعاون مع المنظمة الدولية للأراضي الرطبة، فضلا عن تسجيل ارتفاع ملحوظ بنسبة 29% في مؤشر الصيد المستدام وتسجيل زيادة بنسبة 22 % بأعداد المها العربي داخل محمية المها العربي في منطقة الظفرة حيث وصل عدد القطيع إلى 946 رأس. كما أطلقت الهيئة خلال العام الماضي “واحة الخمسين” بمحمية الوثبة للأراضي الرطبة احتفالاً بعيد الاتحاد الخمسين لدولة الإمارات والتي تعتبر أول حديقة نباتية في إمارة أبوظبي تضم 50 نوعاً من النباتات المحلية، بالإضافة إلى البدء بترقيم الأشجار المحلية المعمرة والمهددة لحمايتها والمحافظة على الإرث الطبيعي لإمارة أبوظبي وإصدار أول قائمة حمراء لأنواع الحياة الفطرية في إمارة أبوظبي والتي تتضمن تقييم 244 نوعًا برياً وبحرياً في إمارة أبوظبي.
وشهد العام الماضي إطلاق المرحلة الثانية من مشروع إعادة تأهيل أشجار القرم بالشراكة مع شركة إنجي حيث يتم استخدام تقنية مبتكرة للزراعة من خلال استخدام الطائرات بدون طيار لنثر بذور أشجار القرم والتي ستشمل زراعة أكثر من 35000 بذرة من بذور القرم في منطقة المرفأ.
وخلال العام الماضي تم إطلاق “الدليلة”، والتي تعتبر بوابة إلكترونية مبتكرة وتطبيقًا رقمياً للحفاظ على المسميات البحرية القديمة في إمارة أبوظبي والتي تضم 1500 موقع هام في إمارة أبوظبي، بالإضافة لإطلاق سلسلة حلقات صوتية بعنوان “مثقف بطبيعته” تركز على موضوعات بيئية مهمة. وقد أطلقت الهيئة خلال العام الماضي الفيلم الوثائقي “الحياة الفطرية في أبوظبي: سلاحف الظفرة”. في حين قامت من خلال مشاركتها في إكسبو دبي 2020 ببث أفلامها الوثائقية “بحرنا.. مستقبلنا” و”فريق زايد يضيء القطب الجنوبي”. في حين حصل مستشفى أبوظبي للصقور على جائزة اختيار المسافرين لعام 2021 وجائزة السياحة المسؤولة في الشرق الأوسط.