شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في التميز المؤسسي (EFQM)، خبير استراتيجيات القوة الناعمة، خبير ادارة مركز اسعاد المتعاملين، (7 STAR)، خبير حوكمة معتمد، خبير صناعة سيناريوهات المستقبل، 24 ابريل 2022
آليات اليقظة الاستراتيجية:
تعتبر عملية اليقظة الاستراتيجية من الانظمة الصعبة والدقيقة، فهي تعتمد على موارد بشرية مؤهلة ومدربة وأدوات وتقنيات وبرامج متطورة، والصعوبة تكمن في انسيابية المعلومات للمعنيين بالوقت المناسب عبر المستويات التنظيمية، ومدى استمراريتها على المدى الطويل لتحقيق الغاية الأساسية منها في نقل أهم التغييرات في بيئة المنظمة، كون المعلومات المتوفرة من نظام اليقظة الاستراتيجية تعتبر مورد استراتيجي تستند عليه المنظمة في الوصول إلى أهدافها لتحقيق التميز والريادة. كما وتعدد الطرق المستخدمة في عملية اليقظة الاستراتيجية تجعل المنظمة في موقع استراتيجي متميز في السوق وتعطيها الفرصة لامتلاك ميزة تنافسية مستمرة، والنظام المتبع في تطبيق اليقظة الاستراتيجية لا يشكل عقبة في التنفيذ، (مركزي، لا مركزي) فأي نظام يتم اختياره حسب طبيعة العمل في المنظمة وما يتناسب مع نظامها الداخلي بشرط توفر الموارد وجاهزيتها لتطبيقه بفعالية، ويمكن أن تتم طريقة اليقظة الاستراتيجية بطريقتين:
1. طريقة الامر (التحكم) (Mode Command)
وتعني أن بدء البحث الفعلي عن معلومات اليقظة الاستراتيجية يكون بعد طلب ملح وسريع (الامر والطلبية) من جانب مسؤول الاداري المباشر في الوحدة التنظيمية بالمنظمة، يعبر فيه عن حاجته إلى معلومات، وبالتالي فإن المبادرة من جانب المستعمل المحتمل للمعلومة، أي تعني هذه الطريقة توجيه أمر من المسؤول المعني للمتعقبون بطلب معلومات معينة عن جانب محددة(1).
2. طريقة الانذار (Mode Alert)
وتعني أن البحث عن المعلومة يتم من طرف مجموعة افراد (المتعقبون)، حيث يقوم هؤلاء بمبادرة شخصية بتنبيه المسؤول المباشر أو الاشخاص الآخرون عندما يجدوا معلومات مهمة لاتخاذ الاجراءات اللازمة حيال ذلك، ففي هذه الطريقة تكون المبادرة أو الانذار موجه من طرف المنشط لليقظة الاستراتيجية(2)، إلى المعنيين في الوحدات التنظيمية للاستفادة من البيانات والمعلومات لدعمها في تحقيق أهدافها.
ويمكن للمنظمة أن تبني نظام مركزياً لليقظة لديها في تجميع المعلومات والبيانات في كل ما يخص المنظمة ومعالجتها، ومن ثم نشرها للمستويات المتعددة في المنظمة حسب مصفوفة الاتصال الداخلي لديها لاتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب(3)، أو نظام لا مركزياً ببناء أنظمة فرعية لليقظة متكاملة فيما بينها تعتمد على عدة قواعد بيانات مستقلة كل منها تعالج نوع خاص من المعلومات(4)، ويتم اتخاذ القرارات المناسبة بما يناسب الاهداف الاستراتيجية للمنظمة في النظام المتبع لديها، وبعض المنظمات تستخدم معاً النظام المركزي واللامركزي لتحقيق هدفها منه.
ولا يفوتنا أهمية التحليل البيئي للمنظمة، لاستفادة فريق اليقظة من التغذية العكسية، من خلال الوقوف على فرص التحسين الناتجة، والتي تعتبر طريق موجه لفريق اليقظة، ومن ثم يتم تجميعها وتوزيعها حسب الاختصاص لبناء الاحتياج المطلوب من البيانات والمعلومات المتحصل عليها وخاصة فيما يتعلق بالتحديات والفرص، ومن ثم توريد البيانات وتوزيعها على وجه السرعة للمعنيين حسب نوع المعلومة للاستفادة منها في سرعة اتخاذ القرار والعمل من خلالها حسب فرص التحسين والتحديات، مع تأكيدنا على أهمية تخصيص فريق لمتابعة الاستفادة من المعلومة والقيمة المضافة التي تم تحقيقها أو أثرها في النتائج المتحققة.
فاليقظة الاستراتيجية سباق ماراثون يحتاج إلى الاستمرارية والهدوء والتركيز والصبر في الحصول على المعلومة الصحيحة في الوقت الصحيح في أي آلية يتم العمل بها، والاستعداد للتغيير بمرونة، كما وتعتبر بمثابة تدريب لاكتساب المهارات والتعلم على التفكير بالإبداع للوصول إلى الريادة في النشاط.
المراجع:
1. عبد الفتاح، بوخمخم وعائشة مصباح، عبد الفتاح بو خمخم، عائشة مصباح، دور اليقظة الاستراتيجية في تنمية التنافسية للمؤسسة الاقتصادية، الملتقى الدولي الرابع حول: المنافسة والاستراتيجيات التنافسية للمؤسسات الصناعية خارج قطاع المحروقات في الدول العربية، جامعة منتوري قسطنطينية، ص11.
2. توفيق، برياش، التغيير التنظيمي في المؤسسات الاقتصادية الجزائرية بين الحتمية البيئية والاختيار الاستراتيجي، رسالة ماجستير في العلوم الاقتصادية، كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، جامعة سطيق1، ص96.
3. قوجيل نور العابدين، دور اليقظة الاستراتيجية في ترشيد الاتصال بين المؤسسة ومحيطها، رسالة ماجستير، تخصص الإعلام والاتصال، جامعة باجي مختار، عنابة، 2012، ص 69.
4. سريدي، سلمى وآخرون، دور اليقظة الاستراتيجية في تعزيز التفكير الابداعي بالمؤسسة، رسالة ماجستير، في العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، جامعة 8 ماي1945، ص31.