شبكة بيئة ابوظبي، غرينبيس، لبنان، بيروت، 11 مايو 2022
التزمت بعض الدول المشارِكة في مؤتمر الأمم المتّحدة لجمع التبرعات لتفريغ الناقلة صافر مثل هولندا وفرنسا وفنلندا وألمانيا وقطر والسويد والمملكة المتحدة وغيرها بتغطية نصف المبلغ المطلوب لإنقاذ خزّان صافر العائم ولنقل النفط من السفينة التي أكلها الصدأ، التي ترسو حاليًا على مسافة ٦ كلم (٤ أميال) قبالة شواطئ اليمن، إلى ناقلة نفط أخرى. ونظرًا إلى الموافقة اليوم على توفير نصف المبلغ المطلوب، يُفترَض أن تنطلق عملية الإنقاذ في الأسابيع المقبلة، لكن يجب توفير مبلغ إجمالي قدره ٨٠ مليون دولار أميركي لضمان إكمال عملية الإنقاذ بشكل آمن وضمن المهلة الزمنية المُتاحة، أي قبل شهر تشرين الأول/أكتوبر، لتفادي أحوال الطقس السيئة والتيارات البحرية الشديدة.
وتعليقًا على نتائج مؤتمر الأمم المتحدة، قالت غوى النكت، المديرة التنفيذية لمنظمة غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “يكفي مماطلة: يجب على الدول الوفاء بالتزامها بتوفير التمويل اللازم لضمان نقل حمولة النفط الموجودة على متن خزّان صافر العائم بصورة سريعة وآمنة. لقد اتّخذت بعض الحكومات خطوات إيجابية، وينبغي عليها مواصلة هذه الجهود. ففي حين أنّ بعض الدول قدّمت التزامات جدية بتوفير التمويل اللازم، وفقًا للأمم المتّحدة، لم يتمّ الإعلان عن توفير المبلغ كاملا، في حين أنّ وضع الخزّان يزداد سوءًا يومًا بعد يوم. وإذ ننتظر توفير المبلغ المطلوب، من الضروري إحضار معدّات الاستجابة للتسرّب النفطي، مثل الحواجز العائمة لاحتواء النفط، تحسّبًا لأيّ تسرّب، وإبلاغ المجتمعات المحلّية بالمخاطر المحتملة”.
سيغطي مبلغ 80 مليون دولار التكاليف بما في ذلك ناقلة مستأجرة، التحقق من حالة الناقلة، إحضار المعدات اللازمة، نقل النفط، وتنظيف الخزانات.
قد تتسرّب حمولة النفط البالغة ١.١ مليون برميل (١٤٠٠٠٠ طنّ) الموجودة على متن الخزّان في أيّ لحظة، ما سيؤدي إلى مفاقمة الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم ويهدّد سُبُل العيش والظروف الصحّية للمجتمعات الساحلية الفقيرة في اليمن والدول المجاورة، ويدمِّر البيئة الهشّة في البحر الأحمر.[١]
وفي حين يبدو مبلغ الـ٨٠ مليون دولار ضخمًا للوهلة الأولى، يبقى نقطة في بحر الدعم الذي تقدّمه الحكومات إلى شركات النفط. فبحسب الوكالة الدولية للطاقة، *”لا يزال النفط الوقود الأحفوري الذي يحظى بأعلى مستوى من الدعم في العالم”، كما أنّ الدعم الذي تقدّمه حكومات مجموعة العشرين سنويًا لشركات الوقود الأحفوري يُقدَّر بـ٤٠٥ مليارات دولار كمعدّل متوسّط.[٢] [٣]
كذلك، فإنّ الأموال المطلوبة لضمان سلامة خزّان صافر أقلّ بكثير من الأرباح التي تحقّقها شركات النفط الكبرى. ففي الشهر نفسه الذي ينعقد فيه المؤتمر، سوف تعقد عدّة شركات نفط اجتماعاتها العامة السنوية وتُعلِن عن أرباحها.[٤]
في الأشهر الثلاثة الأولى من العام ٢٠٢٢ – الربع الأول:
· شركة BP – الاجتماع العام السنوي ١٢ أيار/مايو، الأرباح = ٦.٢ مليارات د.أ.
· شركة ConocoPhillips – الاجتماع العام السنوي ١٠ أيار/مايو، الأرباح = ٨ مليارات د.أ.**
· شركة Chevron – الاجتماع العام السنوي ٢٥ أيار/مايو، الأرباح = ٦.٣ مليارات د.أ.
· شركة ExxonMobil – الاجتماع العام السنوي ٢٤ أيار/مايو، الأرباح = ٥.٤٨ مليارات د.أ.
· شركة Shell – الاجتماع العام السنوي ٢٤ أيار/مايو، الأرباح = ٩.١ مليارات د.أ.
· شركة TotalEnergies – الاجتماع العام السنوي ٢٨ أيار/مايو، الأرباح = ٩ مليارات د.أ.
** الأشهر الثلاثة الأخيرة (الربع الرابع) من العام ٢٠٢١
يطرح النفط مخاطر في جميع مراحل إنتاجه، من استخراجه إلى نقله واستخدامه النهائي، إذ إنه يشكّل مصدرًا أساسيًا لانبعاثات الكربون المؤدّية إلى التغيّر المناخي. لذا، بدلًا من إنفاق مليارات الدولارات سنويًا على دعم شركات الوقود الأحفوري، يجب على الحكومات الحدّ تدريجيًا من الاعتماد على جميع أنواع الوقود الأحفوري، ومنها النفط، والتوجّه نحو مصادر الطاقة المتجدّدة الآمنة والمستدامة والمُجدية من الناحية الاقتصادية.
الحواشي
[١] https://www.wfp.org/yemen-crisis
[٢] https://www.iea.org/topics/energy-subsidies
[٣] https://odi.org/en/publications/doubling-back-and-doubling-down-g20-scorecard-on-fossil-fuel-funding
[٤] BP؛ Chevron؛ ConocoPhillips؛ Exxon؛ Shell؛ TotalEnergies