محمد بن زايد.. رؤية سامية لتوفير الطاقة النظيفة حول العالم

– دور إماراتي رائد في مواجهة تحديات المناخ ونشر حلول الاستدامة
– ايصال خدمات كهرباء مستدامة الى آلاف القرى والمناطق الريفية
– مشاريع “مصدر” تنتشر في 40 دولة حول العالم
– توفير الكهرباء النظيفة لـ 100 مليون شخص في افريقيا بحلول عام 2035
– جائزة زايد للاستدامة تحدث تأثيراً ايجابياً في حياة 370 مليون شخص ضمن 150 دولة
– 4.7 مليار درهم تمويلات صندوق ابظبي للتنمية في 65 دولة

قدمت دولة الإمارات، وفق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، تجربة استثنائية في نشر حلول الطاقة النظيفة حول العالم، وباتت نموذجاً يحتذى به في توفير الطاقة المتجددة للدول النامية والمجتمعات النائية، بما يسهم في دعم الجهود العالمية لخفض الانبعاثات، ومواجهة تحديات المناخ والتغيّر المناخي. وجاء انحياز الإمارات مبكراً نحو المستقبل، مع التوجه نحو مشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة، وتأسيس شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» عام 2006، ثم جاء نجاح أبوظبي في استضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» عام 2009، لتؤكد الإمارات أسبقيتها وريادتها في قطاع الطاقة النظيفة.

تمويلات «أبوظبي للتنمية»
حققت المشاريع التي مولها صندوق أبوظبي للتنمية في قطاع الطاقة المتجددة دعماً استراتيجياً لجهود دولة الإمارات الهادفة إلى زيادة إسهامات الطاقة النظيفة في الدول النامية، إضافة إلى دورها البارز في تسريع وتيرة التحول نحو الطاقة المتجددة، وتخفيض الغازات الدفيئة والانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة، للحد من ظاهرة التغيّر المناخي.
وشهدت تمويلات الصندوق في قطاع الطاقة المتجددة نمواً ملحوظاً مع نهاية عام 2020، حيث بلغ عدد المشاريع الممولة 90 مشروعاً بقيمة إجمالية بلغت نحو 4.7 مليار درهم، ما يعادل (1.3 مليار دولار) استفادت منها 65 دولة في مختلف قارات العالم.
ونتيجة لمشاريع الطاقة المتجددة التي مولها الصندوق والتي وصلت طاقتها الإنتاجية إلى نحو 9.755 ميجاواط، استطاعت العديد من الدول تنمية قطاعاتها الرئيسية، وإيصال خدمات كهرباء مستدامة إلى آلاف القرى والمناطق الريفية، مما أسهم بشكل مباشر في دفع عجلة النمو الاقتصادي وتحسين جودة حياة السكان، إضافة إلى دعم القضايا البيئية وتخفيض ملايين طن من انبعاثات الكربون سنوياً.

جودة الخدمات
وشهد عام 2013 إطلاق صندوق أبوظبي للتنمية مبادرة استثنائية على مستوى عالمي لدعم مشاريع الطاقة المتجددة بقيمة 1.285 مليار درهم (350 مليون دولار) بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، حيث تم من خلال المبادرة تمويل 32 مشروعاً من مشاريع الطاقة المتجددة في 26 دولة في مختلف دول العالم.
وتسهم المشاريع التي مولها الصندوق في إنتاج نحو 208 ميجاواط من الطاقة المتجددة يستفيد منها أكثر من مليون شخص، كما أنها وفرت الطاقة بأسعار معقولة للمجتمعات ذات الدخل المنخفض، كما عملت المبادرة على تحسين جودة الخدمات الصحية والتعليمية، فضلاً عن تحفيز التنمية الاقتصادية المحلية في تلك الدول، إضافة إلى دورها في تقليل الانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة.

دول المحيط الهادي
وفي عام 2014، أطلقت وزارة الخارجية والتعاون الدولي «صندوق الشراكة بين دولة الإمارات العربية المتحدة، ودول المحيط الهادي»، لتنفيذ مشاريع الطاقة في دول الباسفيك بتمويل من صندوق أبوظبي للتنمية، وبقيمة تبلغ 184 مليون درهم (50 مليون دولار).
وأنجز صندوق أبوظبي للتنمية في عام 2016 تمويل 11 مشروعاً من مشاريع الطاقة المتجددة في دول جزر المحيط الهادي، وشملت المشاريع التي تم إنجازها 10 مشاريع تتعلق بأنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية pv ومشروعاً واحداً من أنظمة طاقة الرياح.
وحققت المشاريع في دول جزر المحيط الهادي العديد من الآثار الإيجابية، سواء على الميزانيات الوطنية لتلك الدول، أو الحفاظ على بيئة نظيفة خاليه من الانبعاثات الكربونية، حيث أسهمت المشاريع مجتمعة في إنتاج 5.7 ميجاواط من الطاقة المستدامة، كما أسهمت المشاريع في تحقيق وفورات مالية بقيمة 3.77 مليون دولار سنوياً نتيجة وفورات وقود الديزل، كما عملت على تلافي انبعاث 8.447 طناً من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً.

دول جزر الكاريبي
ونتيجة لنجاح مبادرة مشاريع الطاقة المتجددة في جزر المحيط الهادي، أطلقت وزارة الخارجية والتعاون الدولي مبادرة الشراكة مع دول جزر الكاريبي للطاقة المتجددة، حيث مول الصندوق المبادرة بقيمة 184 مليون درهم (50 مليون دولار) لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة تستفيد منها 16 دولة من دول الكاريبي.
وأسهمت المشاريع التي تم إنجاز أغلبها بسعة 9.4 ميجاواط في التصدي للتحديات التي تواجهها دول الكاريبي والمتعلقة بارتفاع تكاليف الكهرباء، إضافة لإسهامها الإيجابي في توفير طاقة مستدامة، ناهيك عن الآثار الإيجابية الأخرى المتمثلة في توفير فرص العمل والحد من التلوث البيئي من خلال تجنب الانبعاثات الضارة، إضافة لدعم الاقتصاد المحلي.

مشاريع مصدر
ومنذ عام 2006، استثمرت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» في مشاريع للطاقة المتجددة بقيمة إجمالية تفوق الـ 20 مليار دولار (73 مليار درهم)، حيث تنتشر مشاريع «مصدر» في قرابة 40 دولة حول العالم.
وارتفعت قدرة توليد الكهرباء لجميع المشاريع التي استثمرت «مصدر» فيها، سواء القائمة أو قيد التطوير، من 10.7 جيجاواط إلى أكثر من 15 جيجاواط في عام 2021، لتسهم في تفادي إطلاق نحو 7.5 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون العام الماضي، بزيادة قدرها 40 % على عام 2020.

تأثير إيجابي بالمجتمعات النائية
كشفت جائزة زايد للاستدامة مؤخراً، والتي تم إطلاقها عام 2008، عن مساهمة المشاريع المبتكرة التي قدمها الفائزون السابقون بالجائزة، بشكل مباشر أو غير مباشر في إحداث تأثير إيجابي في حياة أكثر من 370 مليون شخص ضمن 150 دولة.
وتبلغ القيمة الإجمالية للجائزة 3 ملايين دولار، موزعة على الفئات الخمس حيث تبلغ قيمة الجائزة المخصصة لكل فئة 600 ألف دولار، وتتوزع جائزة فئة المدارس الثانوية العالمية على المدارس الست الفائزة عن المناطق الست حول العالم، لتحصل كل مدرسة فائزة على مبلغ 100 ألف دولار.
وتكرم جائزة زايد للاستدامة، الشركات الصغيرة والمتوسطة والمنظمات غير الربحية والمدارس الثانوية التي تقدم حلولاً مستدامة تمتلك مقومات الابتكار والتأثير والأفكار الملهمة.
وأسهمت جائزة زايد للاستدامة بدور فاعل في تعزيز فرص الحصول على الطاقة النظيفة في المجتمعات النائية، من خلال مبادرة «ما بعد 2020» التي تقودها دولة الإمارات، والتي أطلقتها الجائزة بالشراكة مع عدد من الشركاء البارزين من الإمارات والعالم.

ومؤخراً، أطلقت وزارة الخارجية والتعاون الدولي مبادرة «اتحاد 7»، بهدف توفير الكهرباء النظيفة لـ 100 مليون شخص بحلول عام 2035، إذ سيقوم بجمع الأموال من القطاعين العام والخاص للاستثمار في الطاقة النظيفة، بتوجيه وتنسيق من وزارة الخارجية والتعاون الدولي ومكتب المبعوث الخاص للتغير المناخي.
وتعتمد هذه المبادرة الطموحة على العلاقات الراسخة والعميقة لدولة الإمارات مع أفريقيا، وستكون نقطة محورية في جهود الدولة للمساهمة في أجندة الاستدامة العالمية خلال العقد المقبل. وستساعد المبادرة بشكل حاسم الدول الأفريقية على تلبية احتياجات الطاقة المتزايدة بشكل عاجل، من دون الزيادة المقابلة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
كما أعلنت دولة الإمارات والوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» عن إطلاق المنصة العالمية لتسريع نشر مشاريع وحلول الطاقة المتجددة في البلدان النامية، على هامش مؤتمر «COP26» في مدينة جلاسكو بالمملكة المتحدة خلال شهر نوفمبر الماضي.

وتعهدت دولة الإمارات بتقديم 400 مليون دولار من خلال «صندوق أبوظبي للتنمية» لدعم المنصة في جمع تمويل لا يقل عن مليار دولار.
وترسخ المنصة الجديدة لتسريع نشر مشاريع وحلول الطاقة المتجددة التزام الإمارات طويل الأمد بدعم العمل المناخي الإيجابي في البلدان النامية والضعيفة.
وتهدف المنصة إلى تسخير التمويل المشترك لاستقطاب استثمارات إضافية بقيمة ملياري دولار من ممولين من خارج المنصة، سعياً لتمويل مشاريع تسهم في توليد 1.5 جيجاواط من الطاقة الكهربائية المولدة من مصادر متجددة بحلول العام 2030.
المصدر، جريدة الاتحاد، سيد الحجار (أبوظبي) 17 مايو 2022 03:12

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

الانتقال الطاقي بالمغرب بين الواقع والمستقبل

شبكة بيئة ابوظبي، حميد رشيل، الخبير البيئي، عضو جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، …