ضمن برنامجها الأكبر من نوعه بالعالم، 20 رأساً من المها الأفريقي و 25 رأساً من المها أبو عدس تم نقلهم من أبوظبي إلى محميات جمهورية تشاد
شبكة بيئة أبوظبي، الامارات العربية المتحدة، 20 مايو 2022
تواصل هيئة البيئة – أبوظبي تحقيق المزيد من الإنجازات ضمن برنامجها الذي يعتبر الأكبر من نوعه في العالم لإعادة توطين الثدييات، حيث نجحت الهيئة خلال شهر مارس الماضي بنقل 20 رأساً من المها الأفريقي (أبو حراب)، و 25 رأساً من المها أبو عدس (البقر الوحشي) إلى محمية وادي ريم وادي أخيم في تشاد.
وبفضل هذا البرنامج وصل عدد المها الأفريقي (أبو حراب) التي تتجول بحرية في البرية إلى 460 رأس من المها الأفريقي (أبو حراب)، مع ولادة 15 عجلاً خلال العام الحالي، بالإضافة إلى 96 رأساً من المها أبو عدس منها 5 عجول ولدت هذا العام.
علاوة على ذلك، وللمرة الأولى على الإطلاق، نجحت هيئة البيئة – أبوظبي في نقل خمسة رؤوس من غزال الداما، في 14 مارس 2022، والتي انضمت إلى قطيع غزال الداما البرية الأخرى التي تم أسرها ضمن برنامج الهيئة للحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض.
ولمراقبة هذه الحيوانات بشكل دقيق، نجحت هيئة البيئة – أبوظبي في تركيب أطواق تتبع لـــ 7 رؤوس من الحيوانات البرية منها 6 للمها الأفريقي (أبو حراب)، ورأس واحد من المها أبو عدس، حيث تم تزوديهم بأطواق تتبع عبر الأقمار الصناعية، مما يتيح المجال لمراقبتها عن كثب، وتتبع القطيع للتعرف على مدى تأقلمه مع البيئة المحيطة، ومعرفة المزيد عن تكاثره وسلوكه في البرية.
وقالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: “تم استلهام هذا المشروع الرائد بفضل الرؤية الثاقبة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، حيث لاحظ أن أعداد المها الأفريقي (أبو حراب) كانت تتناقص بسرعة كبيرة في بيئاتها الطبيعية، وتمنى رؤيتها تتجول في البرية من جديد. واليوم نحن نشهد نجاحًا مستمرًا بفضل دعم القيادة الرشيدة من خلال إعادة توطين هذين النوعين بشكل منتظم إلى بيئتهما الطبيعية في تشاد، كما أن أعداد الحيوانات التي تم إطلاقها بالبرية تتأقلم بشكل جيد في موائلها الطبيعية “.
وأضافت سعادة الظاهري: “نحن في الوقت الحالي نقترب من تحقيق هدفنا المتمثل في تأسيس قطيع يضم 500 رأس من المها الأفريقي (أبو حراب) في بيئته الطبيعية في تشاد، وبسبب النجاح الذي حققه هذا المشروع، نهدف إلى تجاوز هذا الرقم والتأكد من استمرار نمو القطيع وتأقلمه في البرية بمرور الوقت. بالإضافة إلى ذلك. ومع زيادة أعداد قطيع المها الأفريقي (أبو حراب)، نحن نعمل عن كثب مع حكومة تشاد لإعادة توطين المها أبو عدس وغزال الداما، وفي الوقت المناسب سنشهد زيادة في أعداد هذه الأنواع، ونأمل أن يمهد هذا الطريق لإزالتها من قائمة الأنواع المهددة بالانقراض”.
وتسعى هيئة البيئة – أبوظبي من خلال إعادة توطين المها الافريقي (أبو حراب) إلى إنشاء قطيع صحي ومستدام ذاتيا يضم 500 رأس من المها في منطقة محمية طبيعية معزولة داخل محمية وادي ريم – وادي أخيم في دولة تشاد تمتد على مساحة تصل إلى 77،950 كيلومتر مربع، وذلك بعد عقود من إعلان الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في عام 2000 أن هذا النوع “منقرض في البرية”.
وكان البرنامج قد انطلق في عام 2014، مع إطلاق أول مجموعة من المها الأفريقي (أبو حراب) في بيئاتها الطبيعية في البرية في عام 2016، والتي تمت مراقبتها للتأكد من أنها تتمتع بحالة جيدة وصحية وقادرة على التأقلم بشكل جيد مع محيطها الجديد.
تضمنت المرحلة الثانية من برنامج إعادة توطين الأنواع مع إضافة نوع جديد من الأنواع المهددة بالانقراض وهو المها أبو عدس، وفي نوفمبر 2019، تم نقل المجموعة التجريبية الأولى المكونة من 15 رأسًا، وتلاها نقل المجموعة الثانية المكونة من 25 رأسًا في مارس 2020.
يتضمن برنامج إعادة توطين كلا النوعين تعاونًا وثيقًا مع مجموعة من الشركاء الدوليين من المؤسسات العالمية الرائدة. ومن بين هذه المؤسسات وزارة البيئة والثروة السمكية في تشاد، وصندوق الحفاظ على الصحراء، ومعهد سميثسونيان للمحافظة على الكائنات الحية، وجمعية علوم الحيوان في لندن، ومركز فوسل رم للحياة البرية، ومؤسسة مارويل لصون الحياة البرية، والجمعية الملكية لعلوم الحيوان في اسكتلندا، والاتحاد الأوروبي، ومعهد سانت لويس للحيوانات البرية.
حول المها الأفريقي (أبو حراب)
• سميت المها الأفريقي (أبو حراب) نسبة لقرونها الرائعة التي تشبه النصل، وهي طويلة ومنحنية مثل السيف العربي التقليدي.
• من الصعب توقع المدة التي يمكن أن تعيش فيها المها الأفريقي (أبو حراب) في البرية، خاصة بالنظر إلى أن موطنها الأصلي قد تغير منذ الإعلان عن انقراض هذه النوع. ومع ذلك، فإنها عادة ما تعيش إلى فترة تصل إلى 20 عامًا في الأسر.
• يمكن أن تعيش المها الأفريقي (أبو حراب) لأشهر أو حتى سنوات بدون شرب الماء. وباعتبارهم حيوانًا يعيش على الرعي، فهو يستمد معظم حاجته اليومية من الماء من الرطوبة التي توجد على النباتات التي يأكلها.
• تتكيف المها الأفريقي (أبو حراب) تمامًا مع المناخ الصحراوي الحار والجاف، كما أن لديها نظام دوران فريد في جمجمتها، والذي يبرد الدم حتى -15 درجة مئوية (5 درجات فهرنهايت) من خلال الشعيرات الدموية في الأنف قبل أن يصل إلى الدماغ.
• يمكن أن تستشعر المها الأفريقي (أبو حراب) التغيرات البسيطة في رطوبة الهواء على مسافات تزيد عن 100 كيلومتر. كانت هذه المهارة المذهلة في الكشف عن المياه تعني أن القطعان غالبًا ما كانت تتبعها القبائل عن كثب أثناء سعيها للحصول على الماء.
حول المها أبو عدس
• المها أبو عدس أو كما يعرف بالظبي اللولبي القرون هو من الظباء الصحراوية التي تتكيف بشكل جيد للعيش مع الظروف القاسية في الصحراء ونادراً ما تحتاج إلى شرب الماء من أجل البقاء
• لسوء الحظ كانت قرونها اللولبية المذهلة ولحمها سبباً لاصطيادها حيث شهد القرن الماضي انخفاضاً كبيراً في أعدداها من البرية بسبب تدهور مواطنها الطبيعية وعمليات الصيد الجائر خاصة مع تطور المركبات والمعدات المستخدمة في الصيد غير القانوني بالإضافة إلى تأثيرات المشاريع التطويرية على الموائل الطبيعية.