استضافت المتحدث العالمي “سادغورو” ضمن سلسلة حوارات المستقبل
سادغورو: التوجهات المستقبلية لمتحف المستقبل في مجالات المعرفة والعلوم والتنمية من شأنها خدمة شعوب الأرض
سادغورو: عدم التكاتف واستمرار استنزاف التربة سيولد نتائج عكسية على سلاسل انتاج وامداد الغذاء والماء النظيف حول العالم.
سادغورو: التربة الحية هي أكبر خزان للكربون على الكوكب.. ومن شأن ذلك أن يزيل الكثير من الانبعاثات الضارة.
سادغورو: الأرض فقدت أكثر من 50% من التربة العلوية خلال 100 عاماً الماضية.. وانخفضت نسبة المواد العضوية بشكل ملحوظ مما يؤثر على المجتمعات الأكثر ضعفاً حول العالم.
سادغورو: التربة تحتوي على 8 إلى 10 مليارات كائن حيوي أساسي للأمن الغذائي ودون الاهتمام الدقيق يمكن أن تتدهور أكثر من 90% من التربة بحلول عام 2050
سادغورو: أن أهمية الحفاظ المقومات البيئية والطبيعية لكوكب الأرض، أمر غير قابل للجدل
سادغورو: نحتاج لتكاتف اجتماعي ودعم من حكومات العالم لوضع سياسات تعيد نسبة المحتوى العضوي في التربة والمساهمة في إبقاء التربة حية لأنها مصدر كل أشكال الحياة
سلسلة جلسات “حوارات المستقبل” بالمتحف تؤكد دور المتحف كمنصة عالمية رائدة لدراسة المستقبل وتصميم أفكاره وخلق نقاشات علمية معمقة حول اتجاهاته في كافة القطاعات
شبكة بيئة ابوظبي، دبي، الإمارات العربية المتحدة 21 مايو 2022
استضاف متحف المستقبل في دبي اليوم الخبير والكاتب والمتحدث العالمي جاجديش فاسوديف “سادغورو”، الذي استعرض أهمية ابقاء التربة حية، لأنها مصدر كل اشكال الحياة، كما هي حق للأجيال القادمة بالعيش في بيئة سليمة وأرض حيوية تسمح لهم باستمرارية الحياة وجودتها.
جاء ذلك ضمن سلسلة “حوارات المستقبل” التي ينظمها المتحف مع عدد من أبرز خبراء والعلماء والمختصين. وشدد سادغورو خلال الجلسة التي حملت عنوان “لنعمل معاً من أجل كوكب أكثر وعياً”، على أهمية تعاون مختلف الجهات العامة والخاصة والأفراد والجمعيات والمنظمات المعنية من أجل الحفاظ على التربة والإبقاء على سلامتها. وذلك في سياق حملة عالمية أطلقها تحت عنوان “أنقذوا التربة”.
وقال سادغورو: “أن أهمية الحفاظ على المقومات البيئية والطبيعية لكوكب الأرض، أمر غير قابل للجدل، وخاصة مع الأرقام الصادمة التي تكشف حجم ما تتعرض له التربة من أهمال، حيث تشير الاحصائيات إلى أن 27 ألف كائن حي مكروبي ينقرض سنوياً من التربة، وفي حال استمر الحال على ما هو عليه أربعين عاماً قادمة، فأن إعادة إحياء التربة سيكون أمراً شبه مستحيل.
مصدر الحياة والغذاء
ودعا سادغورو، إلى ضرورة وضع سياسات تعيد نسبة المحتوى العضوي في التربة، والمساهمة في إبقاء التربة حية، لأنها مصدر كل أشكال الحياة. وأشار إلى أن المستقبل قائم على التعاون، وهو ما نحتاجه لإيقاف استنزاف التربة.
ولفت سادغورو، كي نحافظ على حيوية التربة للعيش المستقبلي، يجب أن نكاتف أولاً لإصلاح التربة من خلال سياسات تحفيزية للشعوب، كي تدرك أهمية التربة بشكلٍ واعٍ، وتفهم أن تدهور التربة له تأثير سلبي مباشر على المناخ وإنتاج الغذاء والتلوث على كوكب الأرض.
منوهاً بالتوجهات المستقبلية التي يدعمها متحف المستقبل في مجالات المعرفة والعلوم والتنمية بهدف خدمة الشعوب والمجتمعات، وكذلك بالتجربة الرائدة لمدينة دبي في مجال استشراف المستقبل والاستدامة، وما تمثله من مصدر الهام لمدن العالم.
أنشطة زراعية صديقة للتربة
ونبه سادغوروا، إلى أن النتائج العكسية التي ستظهر في المستقبل نتيجة اهمال التربة ستتعدى قدرة العالم على مواجهتها، حيث سيكون هناك نقص حاد في الغذاء والماء النظيف وسيتبع ذلك هجرات جماعية ستؤثر على الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع. مشيراً أن الأرض فقدت أكثر من 50% من التربة العلوية خلال 100 عاماً الماضية، وانخفضت نسبة المواد العضوية بشكل ملحوظ، وهذا الاستنزاف الشديد أدى بدوره إلى انخفاض مستويات المغذيات الدقيقة في المنتجات الزراعية، فالفائدة العضوية التي كان يحصل عليها الفرد الواحد في طعامه خلال القرن الماضي، يحتاج إلى تناول 8 اضعاف الكمية السابقة للحصول على ذات الفائدة الغذائية.
وقال سادغورو: “هذا ما فعلناه في آخر 1000 عام، حيث تسببت الممارسات البيئية غير المسؤولة في ازالة 85 % من عملية التمثيل الضوئي من كوكب الأرض، وهذا ما نحاول عكسه مع “إنقاذ التربة”. مشدداً على ضرورة دعم الحكومات وتشجيعها على صياغة قوانين وسياسات تركز على سلامة التربة وجعل الأنشطة الزراعية صديقة للبيئة والتربة، ومنع تدهورها والتصحر على المستوى العالمي.
وتابع سادغورو، بالقول: “على العالم أن يدرك أن التربة حين تكون حية، هي أكبر خزان للكربون على الكوكب، ومن شأن ذلك أن يزيل الكثير من الانبعاثات الضارة من الجو. وحفنة صغيرة من التربة تحتوي على ثمانية إلى 10 مليارات كائن حيوي أساسي للأمن الغذائي، ودون الاهتمام الدقيق يمكن أن تتدهور أكثر من 90% من التربة بحلول عام 2050.
منصة عالمية لحوارات المستقبل
وتأتي زيارة المتحدث العالمي سادغورو لمتحف المستقبل بدبي، باعتبار المتحف امتداداً للعديد من المبادرات والمشاريع العلمية والمعرفية التي تحتضنها دبي في إطار رؤية دولة الإمارات وحرص قيادتها الرشيدة على تطبيق أفضل المعايير العالمية والممارسات المستدامة لترشيد استهلاك الطاقة والحد من الانبعاثات الضارة بكوكب الأرض والحفاظ على الموارد الطبيعية لضمان استدامتها. وعلى اعتبار المتحف نموذج عالمي فريد في التصميم والتصنيع والموارد المستدامة باستخدام أعلى التقنيات المبتكرة العالمية.
ويشكل متحف المستقبل موطناً للاستدامة من خلال الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة، لاستخدامه التصميم الشمسي السلبي، والحلول الهندسية منخفضة الطاقة والمياه، واستراتيجيات الاسترداد لكل من الطاقة والمياه، وبناء مصادر متجددة متكاملة من الطاقة الشمسية خارج الموقع.
وتتماشى الهندسة المعمارية الفريدة لمتحف المستقبل مع الدعوة العالمية للمتحدث العالمي سادغورو، الذي يدعوا من خلالها إلى ضرورة اتباع أنماط حياتية مستدامة وصديقة للبيئة، كما توفر ألواح الطاقة الشمسية الخاصة بالمتحف نحو 37٪ من احتياجاته للطاقة، في حين تم تخصيص مساحات داخل المتحف للتغير المناخي وأثر الاحتباس الحراري العالمي على المنظومات الحيوية، وذلك بهدف استقطاب الحلول الإبداعية لأكبر تحديات الاستدامة التي تواجه الإنسانية.
مما يجعل المتحف المصمم بشكل خاص على نحو ينسجم مع البيئة والتنوع البيولوجي الغني للكوكب – منصة مثالية للنقاشات والحوارات الكبرى حول حماية الموارد الطبيعية الحيوية في العالم.
تشجيع التنمية المستدامة
ويعتبر سادغورو الذي استهل جولته التي يقطع فيها مسافة 30 ألف كيلومتر ويمر فيها بـ27 دولة على مدار 75 يوماً على متن دراجته النارية، واحداً من أكثر من 50 شخصاً تأثيراً في الهند، وهو رجل يوغا، وصاحب رؤيا، وهو مشارك نشط في المنتديات العالمية الرئيسية التي تتناول قضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية والقيادة والروحانية، وأطلق العديد من المشاريع بعيدة المدى التي تركز على التحفيز الاجتماعي والتعليم والبيئة. ويطمح من خلال ما يقوم به إلى إثراء حياة ملايين الأفراد في أنحاء العالم، وتزويدهم بوسائل للتغلب على الفقر، وتحسين نوعية حياتهم، ودفع التنمية المجتمعية المستدامة.
وتعتبر التوصية الأساسية لحركة “أنقذوا التربة” هي أن تقوم الحكومات في أنحاء العالم بتشريع سياسات تفرض رفع المحتوى العضوي للتربة والحفاظ على نسبة ما بين 3-6٪ كحدّ أدنى.
وجدير بالذكر أن متحف المستقبل يركز على طرح الأفكار والمفاهيم التي تسهم في رسم ملامح مستقبل البشرية، وصولاً إلى تحقيق عالم أكثر استدامة وعدالة وشمولية وتعزيز التفاؤل بمستقبل أفضل للبشرية جمعاء. وهو يستضيف بشكل دوري نخبة من الشخصيات المعروفة ضمن سلسلة “حوارات المستقبل”، حيث ركزت الكلمات والمواضيع السابقة على السفر في الفضاء، والتغير المناخي والتكنولوجيا، وكيف يمكن استغلال التحديات الحالية والتغلب عليها لتكوين مستقبل أفضل.