محمية العقبة البحرية بوصلة الاهتمام الملكي

شبكة بيئة ابوظبي، الأردن، العقبة، أ. د إبراهيم بظاظو، عميد كلية السياحة و الفندقة، الجامعة الأردنية فرع العقبة، 10 يونيو 2022
تعد محمية العقبة البحرية في جنوب الأردن واحدة من أهم المحميات الطبيعية البحرية على المستوى الدولي، وذلك لخصوصية البحر الأحمر، والذي يعد جزءا من حفرة الانهدام الفاصلة بين الشق الآسيوي والافريقي لذا تتمتع مياه البحر الأحمر بتنوع حيوي فريد من نوعه وخاصة في ساحل خليج العقبة، الذي بعد نقطة التقاء اليابس مع الماء مما يشكل نقطة حيوية هامة في تنوع الساحل الأردني بالموارد الطبيعية والكائنات البحرية النادرة على المستوى الدولي.

يسهم ادراج محمية العقبة البحرية ضمن قوائم التراث الطبيعي العالمي اليونيسكو كأحد هيئات الأمم المتحدة، إلى المحافظة على البيئات البحرية الغنية في الساحل الأردني، للحفاظ على ديمومة واستدامة التنوع الحيوي، وقد كانت توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه دافعا قويا للحفظ المستدام للموروث البحري الطبيعي في محمية العقبة البحرية كتراث طبيعي عالمي ملك الإنسانية جمعاء.
يسهم ادراج محمية العقبة البحرية ضمن لوائح التراث العالمي الطبيعي إلى تسليط الانظار على المحمية وتحويلها إلى منتج سياحي مستدام في مجال السياحة البيئية البحرية، حيث يعد هذا المنتج عنصر جذب سياحي هام على المستوى الدولي وخاصة بعد الإنتهاء من جائحة كورونا التي أدت إلى تغير خارطة الطلب السياحي العالمي، والتوجه نحو المناطق السياحية المحمية وذات البعد المستدام البعيد عن كافة مظاهر التلوث.

تساعد التوجيهات الملكية في إدراج محمية العقبة البحرية في قوائم التراث العالمي إلى زيادة حصة العقبة في مجال سياحة الغوص، خاصة وان العديد من الأقاليم المصدرة للسياحة تشترط على وكالات السياحة لديها عدم ارسال المجموعات السياحية إلى دول واقاليم لا تتوفر فيها محميات بحرية لممارسة سياحة الغوص لذا يؤمل من محمية العقبة البحرية ان تصبح واحدة من أهم الوجهات السياحية على مستوى الإقليم والعالم في استقطاب هذا النوع من السياحة ضمن أقاليم سياحية تندرج تحت مظلة المحميات البحرية إلى جانب ضرورة الإهتمام بالحصول على شهادات الأيزو الخاصة بالمحميات البحرية وسياحة الغوص مما يضيف العديد من المزايا التنافسية والنسبية لمحمية العقبة البحرية.

يسهم ادراج محمية العقبة البحرية في لوائح التراث العالمي إلى تمكين كافة المؤسسات العامة والخاصة مثل محطة العلوم البحرية وجمعية العقبة للغوص من قدرتها على التواصل مع المؤسسات الدولية المانحة بهدف الحصول على التمويل المادي والعيني للمحافظة على البيئة البحرية في محمية العقبة البحرية، وتمكين كافة القطاعات التي تعمل في مجال السياحة البحرية، واستثمار سمعة وعلاقات الأردن الطيبة التي أسهم فيها جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه من الوصول إلى كافة منصات التواصل الدولية في هذا المجال.

تتمتع محمية العقبة البحرية بخصائص تجعلها اهم المواقع البحرية على المستوى الإقليمي والدولي بسبب تكامل إقليم المحمية البحرية مع محمية رم الطبيعية ومحمية البترا الأثرية مما يسهم في تكامل المنتج السياحي الطبيعي، ويضيف العديد من المزايا التي تجعل محمية العقبة البحرية اكثر أهمية من المحميات التي توجد في دول إقليم البحر الأحمر، إضافة إلى توفر مجتمع محلي فسيفسائي غني في مدينة العقبة يتقبل السائح على اختلاف العادات والتقاليد ويحترم الضيف. كما نضيف هنا الى أن مياه محمية العقبة البحرية تخلوا من الشوائب لانعدام مجاري الأودية والفيضانات التي قد تؤدي إلى تدمير البيئة البحرية.
تتنوع كافة مظاهر الحياة البحرية في محمية العقبة البحرية والتي تتمثل بوجود العديد من أنواع المرجان والأسماك والكائنات البحرية الأخرى التي لا تتواجد في أوروبا حيث أن العقبة هي الحد المرجاني ولا يتوفر هذا في أوروبا، مما يشكل قيمة مضافة عالية تسهم في زيادة استقطاب السياح من الدول الأوروبية إلى محمية العقبة البحرية إلى جانب المياه الدافئة على مدار العام تقريباً.

يعد اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه بمحمية العقبة البحرية وإنشاء المتحف العسكري تحت المياه والذي يعد الأول من نوعه على المستوى الدولي، كما يجب الإشارة إلى مدينة ايلة الأثرية الغارقه تحت المياه، وغيرها الكثير مما يسهم في ايجاد خارطة طريق لكافة المؤسسات للعمل بجدية للاستثمار في المزايا النسبية والتنافسية للموقع مما يشير إلى ضرورة انتهاج سياسة استقطاب المستثمرين والسياح من كافة الأقاليم على المستوى الدولي وإنشاء المشاريع الصغيرة َالمتوسطة للشباب في مجال استحداث شركات سياحية في مجال السياحة البحرية بهدف زيادة الحصة السوقية العقبة وفق أسس ومعايير مستدامة.
يتضح لنا ما سبق ضرورة وجود استراتيجية واضحة المعالم بين كافة المؤسسات لتنفيذ الرؤية الملكية من خلال التشاركية بين الجامعات في العقبة ومحمية رم ومحمية البترا ومفوضية العقبة في قالب واحد من حيث التخطيط والتسويق حتى تكون محمية العقبة البحرية بوصلة وقبلة السياحة البحرية والغوص على المستوى الدولي والقادم أجمل بإذن الله تعالى

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

الجمعية الأردنية لرياضة الصيد تشارك في المؤتمر الاقليمي العاشر للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة لمنطقة غرب آسيا

عواد : هناك حاجة ماسة لتحقيق توازن بين احتیاجات الإنسان والاستدامة البيئية شبكة بيئة ابوظبي: …