– تنشئة جيل متوازن مفعم بالأمل
– حماية الأسرة والحفاظ الدائم على تماسكها
في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» عملت المؤسسات والجهات الفاعلة في حقل الأسرة والطفل وكبار المواطنين، على تنشئة جيل متوازن مفعم بالأمل والتفاؤل، يملك صفات الكرم والعطاء والصبر والتعاون والمحبة، ما ينعكس على استقرار المجتمع ورفده بطاقات قادرة على الإسهام في تنميته، حيث تمثل العائلة والأسرة الممتدة نواة المجتمع، ولها دور مهم في بناء واستقرار الأفراد ونجاحهم.
وعكفت مؤسسة التنمية الأسرية على النهوض بالأسرة وتنمية قدرات أفرادها، تأكيداً على دورها في التنشئة الاجتماعية وسعيا لتحقيق رؤية شاملة في التعامل مع قضايا المرأة والطفل والتنمية المستدامة للأسرة. ذلك بهدف بناء مجتمع قادر على المنافسة بالعلم والمعرفة مع التطوير المستمر لقدرات ومهارات أفراده، وتوفير بيئة اجتماعية تسهم في استثمار طاقاتهم وتوجيهها بما يعود على المجتمع بالنفع، استناداً لمنهجية علمية وعملية تنسجم مع الرؤية الرامية إلى تحقيق التنمية الشاملة والحفاظ على القيم الحميدة، في التكافل والترابط والعدالة للوصول إلى بيئة آمنة. وتأتي كل تلك الرؤى والمبادرات في إطار تنفيذ توجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات».
في إطار سعي مؤسسة التنمية الأسرية منذ تأسيسها في 10 مايو عام 2006 بموجب القانون رقم 11 لسنة 2006، الذي أصدره المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» للارتقاء بالأسرة وتعزيز أواصر العلاقة بين أفرادها، وتأكيداً على دورها الريادي داخل المجتمع وإيماناً بالعمل على تحقيق رؤيتها في التنمية الاجتماعية المستدامة لأسرة واعية ومجتمع متماسك، تعمل المؤسسة وبشكل حثيث على وضع الاستراتيجيات والخطط وتنفيذ البرامج المتخصصة، والتي تعتمد على مبدأ التطوير المستمر لأدائها بما ينسجم مع حاجة المجتمع. وتهتم المؤسسة بحماية الأسرة والحفاظ الدائم على تماسكها، من خلال تقديم ورش عمل حول أهمية دور الأسرة الممتدة، ومجالس أسرية تفتح باب النقاش بين الأسر بهدف التنشئة الاجتماعية. وتسهم في تحقيق رفاهية الأسرة وتلاحمها وتعزيز الهوية الوطنية، بحيث تسعى إلى التذكير بأن الأسرة هي الحاضنة الأساسية، والنواة الأولى لوطن متماسك ومتسامح وآمن. وتوفر سبل النمو السوي المتوازن والمتكامل عقلياً وجسدياً وعاطفياً للأبناء على اعتبار أنهم المستقبل وقوة الغد.
علاقة تبادلية
وقالت منيرة سالم الكيومي اختصاصي نفسي في «التنمية الأسرية»: عملت المؤسسة ونفذت مشروعاتها في إطار اهتمام المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» بالأسرة الممتدة، والتي تلعب دوراً مهماً في تعليم الأبناء القيم والعادات والتقاليد، موضحة أن العلاقة بين الأبناء والأجداد تبادلية في العطاء والأخذ، والتعلم بالقدوة هو الأسلوب الأمثل في تعليم الأبناء القيم الأصيلة مثل الكرم والاحترام وعبارات الترحيب والضيافة. وأضافت: من الأمور المهمة التي على الوالدين الاهتمام بها لتعزيز العلاقة بين أبنائهم والأجداد، الحفاظ على تعليمهم اللغة الأم والتعامل بها داخل الأسرة وتجنب استخدام اللغات الأجنبية كي لا يشعر الأجداد بفجوة في التواصل مع أحفادهم. وعلى الوالدين منح الأجداد قيمتهم وحضورهم ودورهم في الأسرة، مع مراعاة عدم تحميلهم مسؤوليات فوق طاقتهم وأن يعلموا الأبناء الاحترام والتقدير وتقديم المساعدة لأجدادهم، لأن العلاقة المتوازنة تساعد على الشعور بالانتماء للأسرة.
وذكرت نادية الخالدي، اختصاصي إرشاد أسري وصحة نفسية، أن تنشئة الأبناء ضمن حضور الجدة والجد في البيت هو امتداد للأمان والاستقرار والتوازن النفسي، والشعور بالحب والمشاركة في تفاصيل الحياة. وهما صمّام أمان لحل النزاعات، ويمثلان الحضن الدافئ الذي يلجأ إليه الأحفاد أثناء الأزمات، ناهيك عن تقديم الخبرات وتعليم القيم، ما يضمن التوزيع الجيد للأدوار.
علاقة آمنة
وتؤثر الأسرة في تربية الطفل، من خلال طبيعة العلاقات السائدة داخلها، كعلاقة الوالدين ببعضهما، وعلاقة الإخوة فيما بينهم، واتجاهات الوالدين نحو الطفل، وأسلوبهما في العناية به وتربيته، والمكانة الاجتماعية للأسرة ومستواها التعليمي والثقافي، إضافة إلى علاقة الأسرة بالعالم الخارجي والأنماط الثقافية والمعرفية والتقاليد والطقوس السائدة داخل الأسرة.
روح التعاون
وحظيت مفاهيم الأسرة الممتدة باهتمام ورعاية المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، نظرا لما لها من دورة فاعل في تعاضد أفرادها وتلاحمهم، وترسيخ القيم والعادات والتقاليد في نفوس الأطفال منذ وقت مبكر وخلال فترة التنشئة، وتقديم النصيحة والمشورة من الأكبر سناً، فضلاً عن تعزيز روح التعاون بين الجميع، وترسيخ سمات المحبة والإخاء والتسامح.
دور ريادي
تأسست مؤسسة التنمية الأسرية عام 2006 بموجب قانون أصدره المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» للارتقاء بالأسرة، وتعزيز أواصر العلاقة بين أفرادها، وتأكيداً على دورها الريادي داخل المجتمع وإيماناً بالعمل على تحقيق دورها في التنمية الاجتماعية المستدامة لأسرة واعية ومجتمع متماسك.
مجتمع متسامح
شهد سنوات حكم المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» تنفيذ العديد من البرامج والمبادرات والحملات لتعزيز دور الأسرة في المجتمع، ومنها الحملة الاجتماعية «أسرة متماسكة.. مجتمع متسامح.. وطن آمن» التي أطلقتها «التنمية الأسرية». وشملت محورين رئيسين «دعم الأسرة الناشئة» و«أبناؤنا مسؤوليتنا»، وتناولت العديد من القضايا لدعم استقرار الأسرة وضمان تنشئة الأبناء بطريقة سليمة ونشر ثقافة المسؤولية الوالدية لبناء علاقات آمنة بين الآباء والأبناء.
التمسك بالعادات
بحسب مؤسسة التنمية الأسرية، فإن الأسرة الممتدة تلعب دوراً أساسياً في تربية الأبناء، وتعتبر رافداً أساسياً في تكوين جيل منضبط مسؤول يحترم الآخر، ويحمل القيم والمبادئ محافظاً على العادات والتقاليد. ويتميز الأبناء الذين يعيشون في كنف الأجداد بأخلاق عالية وتربية صالحة واستقرار نفسي وشعور بالأمان العاطفي. ويمثل الأجداد الحماية والرعاية والقدوة والسلطة، ووجودهم يحقق التكامل والتوازن الأسري، من خلال اهتمامهم بالأحفاد ومصاحبتهم ومعرفة أفكارهم وميولهم وهواياتهم، وحل مشكلاتهم. وتعزز مختلف البرامج التي تقدمها «التنمية الأسرية» دور الأسرة الممتدة، وتؤكد أن «البيت الكبير» صورة للتكاتف والتعاضد وحماية الأطفال من الثقافات الخارجية ليكونوا أكثر استعداداً لمواجهة تشعبات الحياة، ولديهم القدرة على التواصل مع الآخر. والأسرة الممتدة ناقلة للقيم ومحافظة على العادات والتقاليد والسنع، وتسهم في تأسيس جيل واعٍ ومستقر. ويضم هذا النسيج مجموعة أفراد يعيشون تحت سقف واحد، أو في بيوت متقاربة تجمعهم صلة القربى.
السنع
أوضحت الوالدة عائشة الشامسي أن الأسرة الممتدة كانت منتشرة قديماً بصورة أكبر، حيث يساعد الكبير الصغير، والصغير يحترم الكبير ويوقره، وتسود المحبة والمشاعر الطيبة بين الجميع. ويؤدي الجد دوراً مهماً في تعليم الأبناء والأحفاد السنع، وقواعد وأعراف المجتمع الإماراتي، فضلاً عن مساعدة الصغار على حفظ القرآن الكريم وتعاليم الدين الحنيف. أما الجدة فتلعب دور الأب والأم معاً، وكانت تهتم بالأبناء وشؤون الأسرة، إيمانا منها بأهمية دور الأسرة الممتدة في تأسيس جيل متوازن قادر على العطاء. وقال الدكتور علي ناجي الذي يحرص على المشاركة، والاستفادة من برامج «التنمية الأسرية» إن وجود كبير العائلة في منزل واحد أو منازل متقاربة، يضمن الحفاظ على حالة نفسية صحية للأطفال الذين ينهلون طوال الوقت من خبرة الأكبر سناً وحكمتهم. وأوضح أنه يحرص على جمع أبنائه وأحفاده في البيت نفسه، ما يعزز ترابطهم، مؤكداً أن دعم الأسرة الممتدة ينعكس على استقرار المجتمع، ويرفده بطاقات فاعلة وقادرة على العطاء.
المصدر، جريدة الاتحاد، لكبيرة التونسي (أبوظبي) 7 يونيو 2022 01:50