نهج إماراتي يحتفي بالإبداع والمبدعين
-استراتيجية وطنية تهدف الى النهوض بقطاع الصناعات الإبداعية وتعزيز حجمها وزيادة إمكاناتها
-“زايد للكتاب” ذات أثر كبير في إثراء الحياة الثقافية والأدبية وفق معايير علمية وموضوعية رفيعة
-مرحلة التمكين الثقافي تميزت بمواكبة العالم في التطورات كافة والنهوض بقطاع الثقافة ودعم ورعاية المبدعين
-اللوفر أبوظبي يحتضن مختلف التعبيرات الفنية من كافة الحضارات.. و “القمة الثقافية” منتدى استثنائي لحوار ولقاء الثقافات
تضيء مرحلة التمكين الثقافي، التي بدأت مع تولي المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» مقاليد الحكم، إنجازات نهج إماراتي أصيل في تعزيز الثقافة والاحتفاء بالإبداع والمبدعين، فبعدما وضع الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» أسس النهج التعليمي والثقافي، وشيد المؤسسات الداعمة لهذا النهج الوطني، الذي يرسخ قيم العلم والثقافة، أكمل المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» مرحلة التأسيس الأولى بمرحلة التمكين خلال مواصلة مسيرة الإنجازات الثقافية الكبرى، ومواكبة العالم في التطورات كافة، سواء على مستوى البنى التحتية الثقافية أو على مستوى الفعاليات والمؤتمرات، أو على مستوى النهوض بقطاع الثقافة والصناعات الثقافية، ودعم ورعاية المثقفين والمبدعين في كل مجالات الثقافة والفنون من خلال حوافز وجوائز تدفعهم للتجويد وتدعمهم في استكمال مسيرتهم الإبداعية.
متحف زايد الوطني
وفي عهد فقيد الوطن الكبير المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، تم إنشاء متحف اللوفر أبوظبي، وهو متحف تم تصميمه ليحتضن مختلف التعبيرات الفنية من كافة الحضارات والثقافات، التي نشأت منذ فجر التاريخ وحتى وقتنا الحاضر. ويعد المتحف وليد اتفاقية تعاون بين حكومتي دولة الإمارات العربية المتحدة وفرنسا، وهو يعرض أعمالاً فنية، ومخطوطات، وموضوعات تتميز بأهميتها التاريخية والثقافية والاجتماعية. وتأتي الأعمال المعروضة في المتحف من مجتمعات وثقافات متنوعة من كافة أنحاء العالم، ويتم تسليط الضوء بشكل خاص على الموضوعات العالمية والمشتركة بهدف إبراز أوجه تلاقي التجارب الإنسانية التي تتجاوز حدود الجغرافيا والأعراق. وفي عام 2010 تم البدء في إنشاء متحف زايد الوطني على جزيرة السعديات في أبوظبي، ليكون محور المنطقة الثقافية في السعديات لتسليط الضوء على التاريخ والثقافة في الإمارات. كما دشن أيضاً في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» مشروع متحف جوجنهايم أبوظبي الذي سيفتتح رسمياً عام 2026 وسيكون المتحف الأبرز في المنطقة للفن العالمي الحديث والمعاصر، حيث سيقدم مجموعة عالمية متنوعة تركز بشكل خاص على الأعمال الفنية من غرب وجنوب آسيا وشمال أفريقيا.
متحف اللوفر أبوظبي
ويتربع جوجنهايم أبوظبي في قلب المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، وهو ثمرة التعاون البناء بين دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي ومؤسسة جوجنهايم آر سولومون، حيث سيقدم المتحف برنامجاً فنياً متنوعاً يشتمل على مجموعة من الأعمال الفنية، والمعارض الخاصة، وأعمال التكليف، والأبحاث الفنية، ليُسهم في تعزيز الرؤى والأفكار حول التاريخ العالمي للفن الحديث والمعاصر. وسيسهم المتحف من خلال مجموعته الكبيرة من الأعمال الفنية في إلقاء الضوء على نقاط الالتقاء والاختلاف بين الثقافات في سياقات وتواريخ محددة، وسيبرز الإنجازات الإبداعية المميزة التي ترجع إلى عام 1960. وتضم مجموعة المتحف حالياً أكثر من 600 عمل فني يغطي وسائط وفئات فنية مختلفة، وأجيال مختلفة من الفنانين، وتشمل عدداً متزايداً من الدول والمناطق، مع تركيز خاص على منطقة الخليج العربي وغرب وجنوب آسيا وشمال إفريقيا.
كما سيكرس جوجنهايم أبوظبي جهوده للتعليم والتوعية المجتمعية، إلى جانب تطوير الدراسات والتفسير لمفاهيم الفن العالمي الحديث والمعاصر. وسيسهم المتحف من خلال برامجه المتنوعة في نشر المعارف والرؤى الجديدة حول الفن من غرب وجنوب آسيا وشمال أفريقيا وغيرها، ويعكس جوجنهايم أبوظبي رؤية إمارة أبوظبي التي تهدف إلى ترسيخ مكانتها وجهة ثقافية رائدة في المنطقة، ومركزاً للتبادل الفني والثقافي. ولجوجنهايم أبوظبي دور ثقافي مهم ورائد من خلال رؤيته هذه التي تهدف إلى تعزيز الوعي والاهتمام بالفن العالمي الحديث والمعاصر، وتوفير منصة إبداعية مهمة للفنانين من مختلف أنحاء العالم.
جائزة الشيخ زايد للكتاب
أطلقت جائزة الشيخ زايد للكتاب وهي جائزة أدبية إماراتية تُقدم سنوياً منذ 2007 عبر دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وتُمنح للمبدعين من المفكرين والناشرين والشباب عن مساهماتهم في مجالات التأليف والترجمة في العلوم الإنسانية، التي لها أثر واضح في إثراء الحياة الثقافية والأدبية والاجتماعية، وذلك وفق معايير علمية وموضوعية. وتحمل الجائزة اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه».
وتشرف على الجائزة لجنة عليا ترسم سياستها العامة ومجلس استشاري يتابع آليات عملها. وتقوم على أسس علمية وموضوعية لتقييم العمل الإبداعي، تعتبر الأكثر تنوعاً وشمولية لقطاعات الثقافة مقارنة مع الجوائز العربية والعالمية الأخرى.
وفيما يخص الشعراء انطلق سباق البرنامج التلفزيوني «شاعر المليون»، الذي يختص بشعراء الشعر النبطي وقد لقي البرنامج متابعة جماهيرية واسعة جداً في العالم العربي منذ نسخته الأولى سنة 2006 وعرضت العديد من المحطات الفضائية حلقات البرنامج الأسبوعية، كما قامت بمتابعة وتغطية الحدث إخبارياً العديد المحطات العالمية.
وانطلق كذلك البرنامج التلفزيوني «أمير الشعراء»، الذي يعنى بالشعر الفصيح وحقق تميزاً وانتشاراً كبيرين لدى الجمهور العربي.
وفي عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» أطلقت أيضاً استراتيجية وطنية تهدف إلى النهوض بقطاع الصناعات الإبداعية وتعزيز حجمها وزيادة إمكاناتها، وتحفيزها لتكون ضمن أهم عشر صناعات اقتصادية في الدولة، والعمل على زيادة نسبة مساهمة الصناعات الثقافية والإبداعية لتصل إلى 5% من إجمالي الناتج المحلي.
وتهدف الاستراتيجية التي تُعدُ الأولى من نوعها في العالم العربي إلى تعزيز مكانة الدولة على خريطة الإبداع الثقافي العالمي ومؤشرات التنافسية العالمية في هذا المجال، وإبراز دور الإمارات المحوري في تمكين وإلهام الكفاءات البشرية المبدعة، وأن تكون الدولة الوجهة الجاذبة للمبدعين في المجال الثقافي من مختلف أنحاء العالم.
رعاية الثقافة.. جوائز وقمم عالمية
تعد «القمة الثقافية» منتدى استثنائيا للتحاور، وتبادل المعرفة، وتطوير السياسات. وتنظمها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بالتعاون مع شركاء عالميين مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ومتحف ومؤسسة سولومون آر جوجنهايم، و«إيكونومست إمباكت»، و«جوجل»، ومتحف التصميم في لندن، والعديد من المؤسسات الفنية والتقنية والإعلامية الأخرى من جميع أنحاء العالم.
وهي تعكس اهتمام دولة الإمارات بنشر قيم الحوار الحضاري وتبادل المعارف. كما أصدر المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي، قانوناً بإنشاء مركز أبوظبي للغة العربية، يتبع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي عام 2020، وتشمل اختصاصات مركز أبوظبي للغة العربية وضع الخطط والاستراتيجيات الخاصة به للنهوض باللغة العربية، ورفعها للدائرة للإقرار، تمهيداً لاعتمادها من المجلس التنفيذي، واقتراح التشريعات اللازمة لتمكين اللغة العربية، وتعزيز استخدامها في مختلف المخاطبات والأعمال الرسمية في الإمارة، بالتنسيق مع الجهات المعنية.
«البوكر».. مكافأة التميز
بدأت في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» رحلة جوائز أحدثت صدى عربياً وعالمياً من بينها، على، سبيل المثال لا الحصر، جائزة البوكر التي تهدف إلى مكافأة التميّز في الأدب العربي المعاصر، ورفع مستوى الإقبال على قراءة هذا الأدب عالمياً من خلال ترجمة الروايات الفائزة، التي وصلت إلى القائمة القصيرة إلى لغات رئيسية أخرى ونشرها.
وقد أطلقت الجائزة في عام 2007 في أبوظبي؛ وتُنظم برعاية دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي.
المصدر، جريدة الاتحاد، سعد عبد الراضي (أبوظبي) 4 يونيو 2022 01:55