البرنامج الأممي يتعاون من خلال المبادرة الرائدة مع مُختلف الأفراد والشركات حول العالم لتغيير السلوكيات والممارسات والمعايير بما يحد بشكل ملموس من المخلفات البحرية وتأثيراتها السلبية.
المحيطات تتسم بأهمية كبيرة بالنسبة للكوكب وتُعد وسيلة حيوية للحد من آثار التغيّر المناخي.
الفريق العربي يخوض واحدة من آخر المغامرات الكبرى بهدف التوعية بأهمية الحفاظ على نظافة المحيطات
أعداد الأشخاص الذين تسلقوا قمة إيفرست أو سافروا إلى الفضاء تتجاوز أعداد أولئك ممن جذّفوا على قواربهم لعبور المحيط الأطلسي.
شبكة بيئة ابوظبي، دبي، الإمارات العربية المتحدة 23 يونيو 2022
أعلن فريق التجذيف العربي لعبور المحيط عن عقد شراكة مع حملة بحار نظيفة التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، التي تتعاون مع مُختلف الأفراد والشركات حول العالم لتغيير العادات والممارسات والمعايير بما يُسهم بشكل ملموس في الحدّ من المخلفات البحرية وتداعياتها السلبية على البيئة.
وتتسم المحيطات بأهميتها البالغة بالنسبة للبيئة، لا سيما وأنّها تُشكّل أضخم محيط حيوي على كوكب الأرض وموئلاً لما يصل إلى 80% من إجمالي الكائنات الحيّة في العالم. وتُولد المحيطات 50% من إجمالي الأوكسجين الذي تحتاجه الكائنات، وتمتص 25% من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون وتلتقط حوالي 90% من الحرارة الإضافية الصادرة عن هذه الانبعاثات. وتُعد المحيطات بمثابة رئةً لكوكب الأرض وأكبر مصرف لثاني أكسيد الكربون في العالم، وتعمل كحاجز حيوي للحد من تداعيات التغيّر المناخي.
كما تُنتج المحيطات الغذاء وتُوفر فرص العمل والمعادن وموارد الطاقة اللازمة لاستمرار الحياة على كوكب الأرض وازدهارها. ولن تكون المحيطات قادرة على مواصلة لعب هذا الدور المحوري في الحد من التغيّر المناخي والمساعدة على التكيّف مع آثاره وتعزيز الأمن الغذائي وتأمين الازدهار الاقتصادي، في حال لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على المنظومات الحيوية البحرية وحمايتها وترميمها وضمان استدامتها.
وتجاوزت أعداد المغامرين ممّن تسلقوا قمة إيفرست أو سافروا إلى الفضاء أعداد أولئك الذين عبروا المحيط الأطلسي بالتجذيف على قواربهم دون أي مساعدة لمسافة 5 آلاف كم انطلاقاً من لا جوميرا في جزر الكناري ووصولاً إلى أنتيغوا في البحر الكاريبي، فيما يُعد آخر المغامرات الكبرى على وجه الأرض. وسيكون الفريق الثلاثي، الذي يضم كُلّاً من جيمس رالي وراي تاماجنيني وتوبي جريجوري، مكتفياً ذاتياً طوال فترة الرحلة، حيث سيعتمدون بالكامل على تحلية مياه البحر لتأمين مياه الشرب وعلى الطاقة الشمسية لشحن البطاريات والأجهزة الإلكترونية، مع تناول المأكولات المُجمدة والمجففة، وذلك على متن قارب تجذيف لا يتجاوز طوله ثمانية أمتار (26 قدماً)، أي أقصر من طول سيارتين. ويُواجه فريق التجذيف العربي لعبور المحيط أثناء رحلته أمواجاً قد يصل ارتفاعها إلى 40 قدماً وفترات حرمان طويلة من النوم مع التجذيف والاستراحة كُلّ ساعتين على مدار 24 ساعة طوال الرحلة في ظلّ ظروف غير مثالية ستدفع أعضاء الفريق لأقصى حدودهم البدنية والذهنية.
ويستثمر فريق التجذيف العربي لعبور المحيط رحلتهم والدعاية العالمية الناجمة عنها للتوعية بالاستدامة البيئية وضرورة الحد من المخلفات البحرية وحماية المحيطات. ويعمل الفريق بالفعل، من خلال مبادرات مثل حملة #كُن_جزءاً_منها وزيارة المدارس والشركات في جميع أنحاء دولة الإمارات، على إثراء الوعي العام حول سلامة المحيطات وضرورة بناء علاقة صحية معها، مع تسليط الضوء على المشكلات التي يتسبب بها التلوث البلاستيكي، وتقديم النصائح للأشخاص من مختلف الأعمار حول سُبل تغيير سلوكياتهم الشخصية وإلهام مجتمعاتهم ورسم ملامح مستقبل أفضل للكوكب.
ويصطحب الفريق خلال مغامراته مجموعة من التجارب العلمية التي صممها الطلاب، ليتسنى لهم فهم تأثير التلوث البلاستيكي على المحيطات بشكل عملي.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال توبي جريجوري، مؤسس فريق التجذيف العربي لعبور المحيط ومدير المشروع: “نحن فخورون في فريق التجذيف العربي لعبور المحيط بالعمل مع مبادرة بحار نظيفة والأشخاص الرائعين والموهوبين القائمين عليها. وتقع المحيطات والمنظومات البيئية الساحلية في صُلب أزمة ثلاثية يُعاني منها الكوكب، وتتمثل في الأزمة المناخية وأزمة التنوع الحيوي وأزمة التلوث والمخلفات. ومهّدت حملة بحار نظيفة الطريق أمام الجهود العالمية في مواجهة المخلفات البحرية والتلوث البلاستيكي. وتتسم قضية التلوث البحري بتعقيدها وغياب الحلول البسيطة لمواجهتها، ما يُبرز أهمية مساهمة الجميع في هذا الصدد”.
ويهدف أعضاء فريق التجذيف العربي لعبور المحيط من خلال هذه المغامرة المليئة بالتحديات إلى تسليط الضوء على محدودية قدرة المحيط على المقاومة والصمود أمام هذه الأزمات، وبأنّ هذه المحيطات لن تبقى قادرة على استيعاب تداعيات الممارسات البشرية غير المستدامة. ويُبرز الفريق، بالاستفادة من مبادرته المقبلة وبالاعتماد على الرياضة بشكل عام كأداة توعوية، مدى أهمية الحفاظ على المحيطات من خلال مواجهة حقيقة التلوث البلاستيكي وإيجاد الحلول الفعالة لإنهائه.