رؤية بعيدة المدى أدت إلى تحول صناعة النشر المحلية إلى قطاع متميز عالمياً
انتشار كبير لدور النشر في ربوع الإمارات واعتمادها أساليب الطباعة المتطورة
-محمد نور الدين: في عهد قائد التمكين شهد قطاع النشر تطوراً مشهوداً
-عبد الله الكعبي: تطور صناعة النشر ساهم في دعم المبدعين والمبدعات
-راشد الكوس: حضور بارز للناشرين في مسيرة التنمية
حقق قطاع النشر في الإمارات في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» قفزات نوعية، وازدهرت صناعته بشكل لافت على كافة المستويات إقليمياً وعربياً ودولياً، وهذا ما يتجلى في النجاحات الكبيرة التي حققها قطاع النشر، سواء في الكم الهائل من دور النشر المحلية التي انتشرت في ربوع الإمارات بإدارة مواطنين ومواطنات من مختلف الأعمار، أو من خلال آليات الطباعة المتطورة التي تنافس مثيلاتها في أرقى دول العالم.
كما أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة من أهم الدول التي تعطي اهتماماً كبيراً لصناعة النشر، ليس فقط في الدعم المباشر للقطاع، ولكن أيضاً من خلال تعزيز الموسوعة المعرفية ونشر ثقافة القراءة لدى كافة المواطنين والمقيمين، وهو ما يتجسد في الاهتمام الكامل بالمؤسسات الثقافية والتعليمية وكافة الصناعات والقطاعات الأخرى ذات الصلة.
وقد عبر ناشرون عن التطور الذي شهده قطاع النشر، حيث قال محمد نور الدين مدير النشر في دار «نبطي»: في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، تضاعفت أعداد دور النشر بشكل متواصل وغير مسبوق، وتولى قيادة دفتها مواطنون ومواطنات، كما أنشئت جمعية الناشرين الإماراتيين، بالإضافة إلى النشاط الملحوظ في قطاع النشر من خلال المشاركات المحلية والإقليمية والدولية لدور النشر الإماراتية والكم الهائل من الكتب والإصدارات في مختلف المعارف والفنون.
محمد نور الدين
وأشار نور الدين إلى أهمية القرار الداعم للقطاع والمتمثل في تخصيص مارس من كل عام ليكون شهراً للقراءة، وهو ما عزز من جودة المطبوعات وتنوعها وأحدث حراكاً في مسيرة الكتاب المحلي، وكذلك في الاهتمام بقطاع الترجمة من وإلى العربية، وأضاف: شهد القطاع في عهد فقيد الوطن الكبير اهتماماً فائقاً بالنشر وتطوراً مشهوداً حتى أصب لدور النشر الخاصة وجود مهم وأثر كبير في الارتقاء بالقطاع كله جنباً إلى جنب مع القطاع الحكومي.
وأكد محمد نور الدين على المكانة التي حظيت بها المرأة في قطاع النشر، سواء من خلال قيادتها للعديد من دور النشر أو مساهمتها ككاتبة ومبدعة.
وأضاف نور الدين: تعد الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي خير مثال على ذلك، فهي أول امرأة عربية تشغل منصب رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، وهو منصب رفيع وله مكانة عالمية كبيرة.
مركز دولي للنشر
ومن جانبه قال عبدالله الكعبي، من دار الرمسة للنشر: في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، لمسنا التطور الكبير في قطاع النشر، فقبل سنوات كان عدد دور النشر محدوداً، وكان الدخول إلى القطاع يحتاج إلى توافر عوامل كثيرة مشجعة، وبفضل دعم قائد التمكين انتشرت دور النشر في الإمارات بشكل غير مسبوق بأيدي شباب إماراتيين.
وأضاف أن تطور قطاع النشر ساهم في دعم المبدعين والمبدعات الإماراتيين من مختلف الأعمار، كما شهد بزوغ نجوم كتاب كثر من مواهب الوطن الغالي.
وأشار الكعبي إلى أن القطاع لم يكن متميزاً فقط في كثرة عدد دور النشر والكتاب، ولكن كذلك في آليات الطباعة المتطورة جداً والتي تفوقت في صناعتها على الكثير من دول العالم المشهود لها بالتطور في هذا القطاع، كما أنه كان له تأثير في نشوء وتطور مبدعين ومبدعات مواطنين في غير الكتابة، كالإخراج الفني والتصميم وغيرها من التخصصات الداعمة لصناعة الكتاب.
وأكد الكعبي أن الاهتمام بالقطاع لم يقتصر على صناعة الكتاب فقط، ولكنه أيضاً ظهر جلياً من خلال الاهتمام والدعم الكبير لمعارض الكتب، وقال: من التجارب المهمة التي استفدت منها كثيراً «معرض أبوظبي الدولي للكتاب»، ففي 2017 اختيرت دولة الصين لتكون ضيف شرف المعرض ونتج عنه أن ترجمنا 100 عمل من اللغة الصينية إلى العربية والعكس، مما ساهم في توسعة المجال الإبداعي. وأضاف الكعبي: الدعم المباشر من المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، كان له أثر كبير في ذلك، بالإضافة إلى المنح المقدمة للناشرين مثل منحة النشر ومنحة أضواء وغيرهما. وقال الكعبي: لقد استفدنا أيما استفادة من الدعم الذي قدمه لنا المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، وخير دليل على ذلك معجم الرمسة الإماراتية، الذي أصدرت منه الدار ثماني طبعات وتستعد للطبعة التاسعة، وتمت ترجمته إلى لغات عديدة من بينها: الصينية والكورية والإيطالية والألمانية والإسبانية.
وأضاف: كانت للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» رؤية بعيدة المدى تمثلت في تحول قطاع النشر المحلي إلى قطاع عالمي، حتى أصبحت الدول تتطلع إلى المشاركة في معارض الكتب المحلية، وأتوقع بعد كل هذه النجاحات أن تصبح دولة الإمارات بفضل هذه الجهود مركزاً إقليمياً وعربياً ودولياً للنشر.
شهر القراءة
يعتبر شهر القراءة من أهم الفعاليات الثقافية على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، ففي عام 2016 وبتوجيهات من المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيّب الله ثراه»، تم اختيار شهر مارس من كل عام، ليكون شهراً للقراءة، حيث ترجم هذا التخصيص اهتمام الدولة بالقراءة في خطواتٍ فعلية تهدف إلى إعدادها وترسيخها كعاصمة للثقافة والمعرفة، حيث تنطلق فيه الفعاليات والمبادرات من مختلف مؤسسات الدولة، والتي تهدف بدورها إلى نشر ثقافة القراءة في المجتمع الإماراتي، مما يساعد الأفراد على إدراك أهمية القراءة في تغذية الروح، وبناء العقل. ويهدف شهر القراءة إلى تشجيع الشعب الإماراتي على جعل القراءة واحداً من الأنشطة التي تُمارس يومياً، إضافة إلى تحفيزهم لترسيخ ثقافة القراءة لتصبح عادة يومية ثابتة، وكذلك السعي دائماً في ابتكار مبادرات مميزة تختص بالقراءة والاهتمام بجميع بتفاصيلها.
كما أنه يعزز ويدعم إنشاء جيل متسلح بالثقافة وحُب المعرفة، وبذلك يتم الوصول إلى ضمان استدامة جهود جميع المؤسسات القائمة على هذا النشاط المبهر لترسيخ ثقافة القراءة محلياً، ويدعم هذا الشهر المساهمة في الحفاظ على جميع الإنجازات التي حققتها الدولة في مختلف المجالات سواء كانت فكرية أو ثقافية أو معرفية، ليشكل ذلك كله نموذجاً حضارياً مميزاً يحتذى به في مجال القراءة.
جمعية الناشرين الإماراتيين
في عام 2009 أنشئت جمعية الناشرين الإماراتيين التي تعمل على تطوير قطاع النشر داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، بما يخدم الدولة فكرياً وثقافياً، وتهدف الجمعية إلى تمثيل الناشر الإماراتي محلياً وإقليمياً، وتقدم كافة الدعم اللازم لمشاركته في المحافل الثقافية العربية والعالمية، إلى جانب الارتقاء بواقع صناعة الكتاب في الدولة من خلال سلسلة البرامج التأهيلية والتدريبية التي ترفع كفاءة العاملين في هذا المجال، وتسعى لتحسين شروط المهنة والقوانين الخاصة بها.
كما تولي الجمعية اهتماماً بالغاً لحماية كافة الحقوق المتعلقة بالنشر مثل الملكية الفكرية والترجمة. وتمثل الجمعية أحد أعضاء اتحاد الناشرين العرب، وهي عضو في اتحاد الناشرين الدوليين.
وتقوم جمعية الناشرين الإماراتيين بدعم أعمال النشر الإماراتية في الترويج للكتاب الإماراتيين، وإيصال المزيد من الكتب الإماراتية للقراء في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي توسعة حصة أعمال الناشرين الإماراتيين محلياً ودولياً، كما تقوم بقيادة وتوجيه قطاع النشر نحو المساهمة في التنمية المجتمعية والثقافية والتعليمية والاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتركز أيضاً على تعزيز الإطار القانوني القائم في دولة الإمارات لتوفير حماية عالمية للناشرين لحقوق الملكية الفكرية، وحقوق النشر والتأليف، وحرية النشر، وبالتالي تعزيز الإبداع في دولة الإمارات العربية المتحدة.
راشد الكوس: حضور بارز للناشرين في مسيرة التنمية
قال راشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين: إن المكانة الرفيعة التي حققها قطاع النشر في الإمارات في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، عززت الفضاءات الثقافية الواسعة التي ارتقت بصناعة الكتاب، وحقق من خلالها القطاع انطلاقات رائدة كماً ونوعاً، ليصبح للناشرين في الإمارات حضورهم البارز كمساهمين في مسيرة التنمية التي استمرت في عهد فقيد الوطن الكبير، وكان لصناع المعرفة فيها نصيب وافر في جعل دولة الإمارات في صدارة الوجهات الثقافية العالمية المتواجدة بقوة في كافة دول العالم.
راشد الكوس
ولفت إلى أن «جمعية الناشرين» حصدت ثمار هذا الدعم والرعاية التي أولاها المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» لقطاع النشر من خلال رعايتها لجهود الناشرين، وإسهامها في ترسيخ دورهم في المشهد الثقافي الإماراتي الذي انعكس على الحالة المجتمعية شغفاً بالمعرفة ومصادرها، وهذا ما يشير إليه عدد أعضاء الجمعية الذي وصل إلى 235، في دلالة واضحة على التوسع الملحوظ في الاستثمار في الصناعات المعرفية المرتكزة على الكتاب، دون إغفال النوعية، حيث حصدت إصدارات إماراتية مكانة رفيعة على منصات التتويج التي تكرِّم صناع النشر في كافة مراحله.
المصدر، جريدة الاتحاد، سعد عبد الراضي (أبوظبي) 22 يونيو 2022 01:57