1.17 مليون طن “نفايات” معالجة خلال 3 أشهر
900 الف طن الإنتاج السنوي المتوقع من محطة تحويل النفايات لطاقة
استخدام الهيدروجين الأخضر كوقود مستدام للطائرات في الدولة
أبوظبي تضع تشريعات وتنفذ مشاريع لتنظيم إدارة النفايات وتحويلها من عبء إلى رافد اقتصادي
كشف الدكتور سالم خلفان الكعبي مدير عام مركز أبوظبي لإدارة النفايات «تدوير» بالإنابة عن نجاح المركز خلال الربع الأول من العام الجاري بمعالجة 1.17 مليون طن من النفايات بدلاً من تحويلها إلى المطامر، تحقيقا لرؤية الدولة الرامية لتحويل 75% من النفايات البلدية الصلبة في عام 2026 بدلاً من طمرها، وزيادة النسبة لتصل إلى 85% في عام 2036، وإنتاج الطاقة الخضراء للحد من البصمة الكربونية لقطاع الطاقة.
وفي حوار مع صحيفة «الاتحاد»، أكد الدكتور الكعبي أن المركز يواصل تطوير مشاريعه التي يتطلع من خلالها نحو تحقيق رسالته الرامية إلى بناء أنظمة متكاملة لإدارة النفايات، ومكافحة آفات الصحة العامة، وتقديم خدمات ذات قيمة مضافة للمتعاملين والمجتمع وفقاً للمعايير والممارسات المعتمدة، وذلك من خلال بناء الشراكات الفعالة واستثمار الأصول والموارد المالية والبشرية والتقنية، والمساهمة في تقليل إنتاج النفايات وتحويلها إلى رافد اقتصادي لإمارة أبوظبي.
وأفاد الكعبي أن «تدوير» بالتعاون مع شركة مياه وكهرباء الإمارات يواصلان تنفيذ محطة لتحويل النفايات إلى طاقة في أبوظبي بطاقة إنتاجية تصل إلى 900 ألف طن من النفايات سنوياً، ما يكفي لتوفير الكهرباء لحوالي 52,500 منزل في دولة الإمارات، الأمر الذي يجعلها واحدة من أكبر محطات تحويل النفايات إلى طاقة في المنطقة.
ومن المتوقع أن تسهم المحطة في خفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بمقدار 1,1 مليون طن سنوياً ما يعادل إزالة أكثر من 240 ألف سيارة من الطريق.
دراسة جدوى
وأعلن د.الكعبي عن تعاون بين «تدوير» وشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» في جانب إجراء دراسة جدوى مشتركة لإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون في إمارة أبوظبي، واستكشاف فرص إنتاج وقود مستدام للطائرات في الدولة بالاعتماد على الهيدروجين الأخضر الذي يتم إنتاجه باستخدام الطاقة الشمسية والنفايات البلدية، وذلك في إطار التزام المركز في تعزيز الاستدامة، وحرصه على تطوير وإبرام شراكات استراتيجية تتماشى مع جهوده المستمرة لتحويل النفايات إلى طاقة بدلاً من طمرها، والاستفادة من أحدث التكنولوجيات التقنية لإيجاد الحلول لبعض التحديات الناجمة عن معالجة كميات كبيرة من النفايات.
معالجة النفايات
وأكد مدير عام «تدوير» بالإنابة أن جهود معالجة النفايات مستمرة، مشيرا إلى المجمع الصديق للبيئة «إيكو بارك»، الواقع على طريق حميم وتم افتتاحه خلال الفترة الماضية، حيث يضم محطتين لمعالجة 7,500 طن سنوياً من النفايات الطبية والخطرة. كما يقوم المركز بتشغيل منشأة لإعادة تدوير مخلفات البناء والهدم في أبوظبي لمعالجة 8000 طن يومياً، وواحدة أخرى في مدينة العين لمعالجة 2000 طن يومياً من مخلفات البناء والهدم، إلى جانب محرقة لمعالجة مخلفات الحيوانات النافقة بطاقة استيعابية تصل إلى 2000 كغم في الساعة.
معالجة نفايات المسالخ
وعلى صعيد الاتفاقيات، أفاد دكتور الكعبي أن المركز أبرم اتفاقية تعاون مع الاتحاد للطيران لتطوير مشروع تحويل النفايات البلدية إلى وقود مستدام للطائرات. كما وقع المركز خلال العام الجاري عقود تشغيلية بقيمة 235 مليون درهم إماراتي، تشمل عقود إدارة وتشغيل وصيانة ومراقبة والتحكم في مطامر النفايات الخاضعة للرقابة في مدينة العين ومنطقة الظفرة. كما عقد مركز أبوظبي لإدارة النفايات «تدوير» مؤخراً اتفاقية مع بلدية مدينة العين لتعزيز سبل التعاون والتنسيق المشترك لتطوير خدمات نقل ومعالجة نفايات مسالخ مدينة العين والحيوانات النافقة والتخلص السليم منها.
الإدارة المتكاملة للنفايات
وعن التحديات التي يواجهها المركز خلال المرحلة الحالية في التعامل مع النفايات، أشار الدكتور الكعبي إلى أن إمارة أبوظبي تبذل جهوداً مميزة لتنظيم إدارة النفايات وتحويلها من عبء إلى رافد اقتصادي من خلال المشاريع المميزة التي تعمل على تنفيذها ومن خلال الأطر واللوائح والتشريعات اللازمة لمواجهة التحديات التي تواجهها الإمارة في مجال إدارة النفايات، واستقطاب المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي والتي انعكست مؤخراً بالإعلان عن لائحة الإدارة المتكاملة للنفايات التي أصدرتها هيئة البيئة – أبوظبي، والتي تم اعتمادها من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس مجلس إدارة الهيئة، والتي تعتبر الأولى من نوعها على مستوى إمارة أبوظبي، وتهدف إلى وضع الأطر واللوائح والتشريعات اللازمة لمواجهة التحديات التي تواجهها الإمارة في مجال إدارة النفايات. ولفت الكعبي إلى وجود بعض التحديات التي لا زالت موجودة أبرزها هو عدم التزام بعض الشركات بفرز النفايات وقيام بعضها بأنشطة غير مصرح بها خاصة فيما يتعلق بنفايات البناء والهدم، ونبش الحاويات، مشيراً إلى حرص المركز على إطلاق حملات لتوعية الجمهور بهذا المجال.
محطات المعالجة
أشار الكعبي إلى أن «تدوير» استلمت العام الماضي نحو 8 آلاف طن من مخلفات الحيوانات في محرقة الحيوانات النافقة في مدينة العين ونحو 360 طناً في محرقة الحيوانات النافقة في أبوظبي. كما نجح المركز خلال العام الماضي في معالجة نحو 108 آلاف طن من النفايات الطبية والخطرة في الإمارة، وإعادة تدوير نحو 2.7 مليون طن من نفايات الهدم والبناء وفق أعلى المعايير العالمية والمحلية والتي تلبي تطلعات الإمارة نحو ضمان التخلص الآمن والسليم من جميع أنواع النفايات. كما تمت معالجة 197 طناً من النفايات الإلكترونية والتي شملت الآلات، الأجهزة المنزلية، أجهزة التكييف والتدفئة، وإعادة تدوير أصول تكنولوجيا المعلومات الطابعات، أجهزة الكمبيوتر المحمولة، أجهزة الكمبيوتر المكتبية، وإعادة تدوير غازات التبريد.
وأكد دكتور الكعبي أن المركز يعمل بشكل مستمر على تطوير خدمات جمع ونقل النفايات الإلكترونية في إمارة أبوظبي وإعادة تدويرها من خلال المناجم التابعة لـ«تدوير»، والتي يصل عددها إلى 12 منجماً في مدينة أبوظبي والعين، بينها 10 مناجم مخصصة لاستقبال النفايات الكهربائية والإلكترونية.
المصدر، جريدة الاتحاد، هالة الخياط (أبوظبي) 16 أغسطس 2022 01:53