“وجبة ….. إبداع وابتكار (82) “الميزة التنافسية وعلاقتها اليقظة الاستراتيجية (13)”

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في التميز المؤسسي (EFQM)، خبير استراتيجيات القوة الناعمة، خبير ادارة مركز اسعاد المتعاملين، (7 STAR)، خبير حوكمة معتمد، خبير صناعة سيناريوهات المستقبل، 23 اكتوبر2022

الميزة التنافسية وعلاقتها باليقظة الاستراتيجية
أصبح هاجس التنافس لدى المنظمات الملاذ الاول، من خلال كسر التقليد في تقديم الخدمات والسلع والحصول على أكبر حصة سوقية، بالتركيز على التقنية والتكنولوجيا ضمن معايير الجودة والتميز، فالتحولات والتطورات المعقدة والمستمرة التي يشهدها العالم تنعكس مباشرة على بيئة المنظمة، مما يستدعي الاهتمام البالغ في التحولات البيئية التي تستدعي المنافسة الشديدة للحفاظ على حياة المنظمة وبقائها ليس على قيد الحياة وإنما للتميز والتموضع بالسوق والحفاظ على أكبر حصة سوقية.

وفي ظل النظام العالمي المفتوح الحدود الذي أصبح مليء بالصراع والمزاحمة الاقتصادية للحصول على حصة سوقية عالية، والتي تعتبر المنافسة الطريق والسبيل لتحقيقها، فما هي الميزة التنافسية؟ وما هي أهميتها ومؤشراتها؟ ومتى نعتبر بأن المنظمة تمتلك ميزة تنافسية تمتاز فيها عن غيرها من المنظمات للبقاء والاستمرارية في السوق بشكل أوسع وباحترافية مرنة؟

المنافسة والميزة التنافسية
المنافسة تعني حرية المؤسسة في الدخول إلى السوق أو الخروج منه، وذلك لمواجهة المؤسسات الأخرى المنافسة من نفس القطاع، مع الحرص على حمايتها، والتنافسية هي قدرة المنظمة على الاستغلال الأمثل لجميع مواردها وسياساتها ومؤسساتها، لرفع كفاية الخدمات المقدمة للأفراد وقطاع الأعمال وجودتها، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة للدولة، وجعلها في مركز تنافسي متقدم.(1)

وعرفت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OCDF) التنافسية بأنها: “قدرة الدولة على انتاج السلع والخدمات التي تعادل الاذواق في السوق العالمية، وفي نفس الوقت تحقيق مستوى معيشة متزايد على المدى الطويل”. (2)
وعرفها المعهد الدولي لادارة التنمية السويسرية على أنها: “قدرة الدولة والمنشأة على توليد ثروة أكبر من منافسيها إلى الميزة التنافسية”. (3)

فجوهر التنافسية واحد هو تحقيق الربح، وهو المتنافس عليه وحجر الزاوية في التنافسية وبشكل مستمر، ويعتبر المقياس الحقيقي لجميع المؤشرات على اختلافها، فتنافسية الشركات تقاس من عدة مؤشرات أهمها الربحية ومعدلات نموها عبر فترة من الزمن، إضافة إلى إستراتيجية الشركة واتجاهها لتلبية الطلب في السوق الخارجي من خلال التصدير أو عمليات التزويد الخارجي، وبالتالي قدرة الشركة على تحقيق حصة أكبر من السوق الإقليمي والعالمي (4).

والميزة التنافسية هي ما تمتاز به المنظمة أو تتمتع به من خواص تميزها عن غيرها من المنظمات وتحقق لها قوة سوقية، مثل التكلفة الاقل، والتميز في المنتجات وتصميمها، والخدمة، ومواردها البشرية، وصورة وسمعة المنظمة، وغيرها.

فكيف لليقظة الاستراتيجية تحقيق الميزة التنافسية للمنظمة؟
سبق وأن تم التطرق في مقالة سابقة عن الغاية الاساسية ودور اليقظة الاستراتيجية والتي تتمثل في تأسيس نظام محكّم يتم من خلاله رصد الاشارات الضعيفة واكتشاف المخاطر والتهديدات في بيئة المنظمة، واستغلال الفرص المتاحة لتمكين المنظمة من تطوير استراتيجيتها واتخاذ القرارات المناسبة، وتجنب التهديدات لتحسين وتطوير نشاطها واختيار المناسب لاستراتيجيتها في السوق بما يميزها عن غيرها من المنظمات، وأيضاً مقارنة أدائها مع منافسيها والاستفادة منها لاكتساب ميزة تنافسية ومعرفة نوايا وتوجهات المنافسين وبلورة رؤية واضحة بالتنبؤ بها بناء على المعلومات المتوفرة من استخدام نظام اليقظة الاستراتيجية.

فاليقظة الاستراتيجية تعتبر مصدر أساسي للمعلومات، فهي تهتم بجمع المعلومات والمعرفة المعمقة من البيئات المحيطة ورصد التطورات وهي عملية استراتيجية لا يمكن للمنظمة الاستغناء لاعتبارها المصدر الاساسي للمعلومات التي تمكنها من تحقيق الميزة التنافسية، كما أنها تساعدها على اكتشاف الاشارات الضعيفة والمتغيرات قبل حدوثها لبناء القرارات الصائبة بما يساعد في الاستمرارية بتحقيق أهدافها الاستراتيجية، فلطالما أحسنت المنظمة استخدام ما توفر لديها من معلومات، وأحسنت معالجتها وتحليلها التعامل معها بما يصب في مصلحتها، مما يساعدها على تحقيق زيادة في أرباحها وزيادة حجم مبيعاتها وتطوير منتجاتها، وتحسين جودتها والتمركز في حصة سوقية قوية، واكتساب موقع تنافسي وتحقيق الميزة التنافسية.

فاليقظة الاستراتيجية تلعب دوراً فاعلاً في توفير المعلومات عن المنافسين الحاليين والمحتملين في عدة جوانب من نشاط المنظمة بكل ما يؤثر على تنافسيتها، فمعرفة البيئة التنافسية وتفاصيلها يساعد المنظمة على صياغة استراتيجيتها بشكل تستغل المعلومات المتحصل عليها من نظام اليقظة الاستراتيجية، إذا ما عملت عليها في تحليلها وصياغتها ومعالجتها ونشرها بالوقت والمكان المناسبين، هذا يساعدها في صناعة القرارات الرشيدة في تحقيق الميزة التنافسية، اضافة لمساعدتها في تجهيز نظامها للبدء بعمليات التغيير من خلال قدرة اليقظة الاستراتيجية على تحليل البيئات وتوفير الثروة المعرفية، وتهيئة المهارات التشاركية والاستراتيجية في إدارة التغيير.

المراجع:
1. https://www.ncc.gov.sa/ar/AboutUs/Pages/Competitiveness.aspx – المركز الوطني للتنافسية بالمملكة العربية السعودية.
2. OCDE : organization de cooperation et development economies, www.ocde.org
3. عليواش أمين عبد القادر، أثر تأهيل المؤسسات الاقتصادية على الاقتصاد الوطني، رسالة ماجستير، كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير، فرع نقود ومالية، جامعة الجزائر، 2006/2007، ص179.
4. http://www.grenc.com/show_article_main.cfm?id=12726

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

“وجبة ….. إبداع وابتكار (101) “استراتيجيات التغيير (14)”

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في …