المجالات البحثية الجديدة تركز على “تحسين فرص تكون السحب”
د. عبد الله المندوس: العالم بحاجة إلى اعتماد نهج عملي قائم على الابتكار لإيجاد حلول قابلة للتطبيق لمشاكل الموارد المائية المعقدة اليوم
علياء المزروعي: المجالات التي تركز عليها الدورة الخامسة تضيف أبعاداً جديدة لفهمنا حول عملية تشكل السحب
شبكة بيئة ابوظبي، شرم الشيخ، مصر، 10 نوفمبر، 2022
أعلن المركز الوطني للأرصاد، اليوم عن وثيقة المجالات البحثية المستهدفة لمشاريع الدورة الخامسة من برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، والتي تركز بشكل أساسي على مجالين رئيسيين وهما: تحسين فرص تكون السحب، وتعزيز هطول الأمطار، ومن المقرر أن يتم إطلاق الدورة الخامسة من البرنامج على هامش افتتاح الملتقى الدولي السادس للاستمطار في 24 يناير 2023 بأبوظبي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد في جناح دولة الإمارات العربية المتحدة في المؤتمر السابع والعشرين للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ “COP27″، الذي يقام حالياً في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية وتستمر فعالياته حتى 18 نوفمبر 2022. ويشارك المركز الوطني للأرصاد في مؤتمر الأطراف ضمن الوفد الرسمي لدولة الإمارات، حيث يقوم باستعراض إنجازاته في مجال الأرصاد الجوية ودراسة الحالات الجوية غير المستقرة وعلاقتها بالتغيرات المناخية، إلى جانب إبراز تجربته الرائدة في مجالات تطوير بحوث الاستمطار وأحدث التقنيات المستخدمة في هذا المجال الحيوي.
وتهدف المجالات البحثية الجديدة التي تم تحديدها من قبل فريق من العلماء والخبراء البارزين من المؤسسات العالمية والمحلية الرائدة إلى تطوير مفاهيم وتقنيات جديدة مبتكرة، يكون لها أثر إيجابي كبير على أبحاث علوم الاستمطار، للمساهمة في تعزيز الموارد المائية المستدامة في المناطق الجافة وشبه الجافة.
وتشمل مجالات البحث الجديدة السلسلة الفيزيائية للعمليات التي تؤدي إلى تشكل السحب وهطول الأمطار، وتقييم العمليات الفيزيائية للسحب الدافئة والباردة والمختلطة وتفاعلاتها التي تؤدي إلى هطول الأمطار، ومحاكاة عددية تشمل الفيزياء الدقيقة والديناميكية السحابية متعددة المقاييس، والتنبؤ اللحظي بالطقس والحالة الجوية لدعم عمليات الاستمطار، والاستخدام المبتكر لتقنيات الذكاء الاصطناعي لاسيما أساليب التعلم الآلي، والتكامل بين أدوات القياس والنماذج العددية الجديدة وصولاً إلى فهم علمي واضح لسلسلة الأحداث الكاملة لجميع العمليات التي تنطوي على تشكل السحب، وغيرها من المجالات البحثية المبتكرة.
ويستهدف برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار بشكل خاص مقترحات بحثية قادرة على إحداث أثر تشغيلي واضح مع إمكانية الوصول إلى نتائج قابلة للقياس، وتوضيح “مستوى الجاهزية التقنية” (TRL) للتقنيات والنماذج وغيرها من المخرجات، الأمر الذي سيكون عاملاً حاسماً في تقييم المقترحات البحثية، حيث سيتم منح الأولوية للمشاريع ذات “الجاهزية التقنية TRL” درجة 6 وما فوق أهمية أكبر، وذلك بما يسمح بتطبيقها على الدول التي تعاني من الضغط على مواردها المائية الطبيعية الشحيحة.
وبهذه المناسبة، قال سعادة الدكتور عبدالله المندوس، مدير عام المركز الوطني للأرصاد بدولة الإمارات ورئيس الاتحاد الآسيوي للأرصاد الجوية: “في ظل التحديات المتزايدة للتغير المناخي وندرة المياه، يحتاج العالم إلى اعتماد نهج علمي قائم على الابتكار لإيجاد حلول قابلة للتطبيق لتحديات الموارد المائية المعقدة اليوم. وفي المركز الوطني للأرصاد، حققنا تقدماً كبيراً في معالجة هذه القضايا على مدار الدورات الأربع الماضية من برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، كجزء من التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بدعم الجهود العالمية لتعزيز الأمن المائي.”
وأضاف سعادته: “نحن واثقون من أن المجالات البحثية الجديدة المستهدفة في الدورة الخامسة من البرنامج، ستعزز بشكل كبير من قدرتنا على تسخير الإمكانات الكبيرة لعلوم وتقنيات الاستمطار لمواجهة التحديات المائية في الدول والمجتمعات الأكثر عرضة لمخاطر الإجهاد المائي.”
من جانبها، قالت علياء المزروعي، مدير برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار: “لقد ساهم البرنامج منذ انطلاقته بشكل كبير في تطوير تقنيات جديدة في مجال الاستمطار، من خلال تنفيذ مشاريع بحثية متطورة، وتعزيز سبل التواصل ونقل المعرفة داخل المجتمع العلمي. واستكمالاً لهذا النجاح، ستضيف المجالات التي تركز عليها الدورة الخامسة آفاقاً جديدة لفهمنا حول عملية تكون السحب باعتبارها موضوعاً حظي باهتمام ملحوظ في أوساط المجتمع العلمي في الدورة الماضية. وتتماشى هذه الجهود مع أهداف البرنامج ورؤيته لدعم التعاون البحثي من أجل استكشاف مفاهيم جديدة في هذا المجال العلمي المهم، وتقديم حلول علمية مبتكرة لتعزيز الأمن المائي في دولة الإمارات العربية المتحدة وجميع دول العالم.”
ويعد برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، مبادرة بحثية دولية أطلقها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة في عام 2015، بهدف تطوير أبحاث الاستمطار في دولة الإمارات العربية المتحدة، ودعم المقترحات البحثية والتقنيات المبتكرة التي تساهم في معالجة قضايا شح المياه في المناطق الجافة وشبه الجافة، من خلال تقديم منحة مالية لفرق مختارة من الباحثين والعلماء.
ومن الجدير بالذكر أن برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار يختار كل عامين، مشروعين من أكثر المشاريع البحثية تميزاً في مجال الاستمطار من جميع أنحاء العالم، ويقدم منحة مالية تصل إلى 1.5 مليون دولار أمريكي لكل مشروع بحثي، موزعة على 3 سنوات، وبمعدل 550 ألف دولار لكل عام كحدٍ أقصى.
وقد قدم البرنامج حتى الآن منحاً مالية تجاوزت قيمتها 18 مليون دولار أمريكي لتنفيذ 11 مشروعاً بحثياً مبتكراً في مجال الاستمطار، وتعمل هذه المشاريع على تطوير علوم وتقنيات جديدة لدعم عمليات الاستمطار في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمساهمة أيضاً في تعميق المعرفة العالمية بعلوم وتقنيات الاستمطار.