تقرير من المركز العالمي للاستدامة السياحية بالتعاون مع Systemiq تم إطلاقه خلال القمة العالمية الثانية والعشرين للمجلس العالمي للسفر والسياحة للعام 2022 في الرياض
شبكة بيئة ابوظبي، الرياض، المملكة العربية السعودية، 07 ديسمبر 2022
كشف المركز العالمي للاستدامة السياحية عن دور قطاع السفر والسياحة الحيوي في خفض نسبة الانبعاثات الناتجة عنه بنسبة تزيد عن 40٪ بحلول عام 2030 من خلال اتخاذه إجراءات جذرية تهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني.
ونُشر التقرير الدولي الذي تم إعداده بالشراكة بين المركز العالمي للاستدامة السياحية و Systemiq، وهي شركة استشارية عالمية مستقلة متخصصة في أنظمة التحوّل والتغيير، بعنوان “تطوير السفر والسياحة من أجل عالم أفضل” خلال القمة العالمية الثانية والعشرين للمجلس العالمي للسياحة والسفر المنعقدة في الرياض تحت شعار “السفر من أجل مستقبل أفضل، وذلك عقب مشاورات مكثفة مع أبرز الأطراف المعنيين وأصحاب المصلحة في كل أنحاء العالم الذين يمثلون قطاعات الضيافة، والنقل، ووكالات السفر عبر الإنترنت، والحكومات، والمستثمرين، والمنظمات غير الحكومية والأوساط الأكاديمية.
ويساهم قطاع السفر والسياحة العالمي في صناعة فرص واعدة للمجتمعات، وللاقتصاد وللجهات المهتمة بالقضايا المتعلقة بالطبيعة حول العالم. وقد أظهر التقرير أهمية العمل على حلول عاجلة نظرًا لتأثيرات القطاع على البيئة والمجتمع، حيث يتسبب قطاع السياحة والسفر بما نسبته 9 -12٪ من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة حول العالم.
ويؤكّد التقرير أن انبعاثات الغازات الدفيئة حول العالم سترتفع بنسبة 20٪ بحلول عام 2030 إذا لم يكن هناك جهود حقيقية للتغيير، وهذه النتيجة من شأنها أن تعرّض واردات هذا القطاع للخطر، في حين أنه قادر على لعب دور حيوي في الحد من التغير المناخي وحماية الطبيعة ودعم المجتمعات.
ويبحث التقرير الذي يحدد استراتيجية واضحة ومفصلة ومحسوبة التكلفة بالكامل، الأهداف المشتركة في تحويل قطاع السفر والسياحة إلى نموذج صافي انبعاثات صفرية بحلول العام 2050. ويدعو قادة القطاع وصنّاع السياسات إلى العمل يدًا بيد عاجلًا لجعل السياحة جزءًا من الحل لمشكلة تغير المناخ، كما يقدّم أجندة إصلاحية تتمحور حول خمس أولويات تهدف إلى: تقليل الانبعاثات، وحماية الطبيعة والمحافظة عليها، ودعم المجتمعات، وتغيير سلوكيات المسافرين، وتعزيز المتانة في مواجهة التغير المناخي والقضايا الشائكة الأخرى.
وتتطلب أجندة الإصلاح تعزيز الاستثمار في قطاعات النقل والخدمات والطبيعة عبر تخصيص مبالغ تتراوح بين 220 و310 مليار دولار سنويًا حتى العام 2030 لهذا الهدف، أي ما يعادل 2-3٪ من مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي السنوي البالغ 10 تريليون دولار. لذا يساهم الاستثمار الحيوي في القطاع في النمو المستدام، وتعزيز قدرته على الصمود، والحفاظ على مكانته في الاقتصاد المحلي، وقدرته التنافسية على المدى الطويل. كما سينعكس هذا التحول بشكل طفيف على تكاليف المسافرين خلال إجازاتهم، حيث سترتفع تكلفة السفر بأقل من 5٪ حتى في الإجازات الطويلة.
وعلّق معالي وزير السياحة الأستاذ أحمد الخطيب على أهمية التقرير قائلًا: ” تحتضن المملكة المركز العالمي للاستدامة السياحية، وتُعد هذه الخطوة مهمةً في الطريق لتحقيق الحياد الكربوني. كما أننا نهدف في قطاع السياحة الذي ينمو سريعًا في المملكة، إلى بناء استراتيجيات مستدامة، ومشاريع فريدة كمشروع البحر الأحمر ومشروع نيوم، بالإضافة إلى الاهتمام بمصادر الطاقة المتجددة”.
من جهته، قال بول بولمان، رائد الأعمال والناشط والمؤلف المشارك في كتاب Net Positive: “نطمح إلى أن تصبح صناعة السفر والسياحة مزدهرة ومثمرة، وأن يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها قوة تقدّم الخير للمجتمعات في كل أنحاء العالم”. وأضاف: ” استعاد قطاع السياحة عافيته بعد جائحة كورونا، ويساهم حاليًا في تعزيز النمو العالمي ومعالجة القضايا المتعلقة بالتغير المناخي وحماية الطبيعة، ويؤكد في الوقت نفسه ضرورة اتخاذ إجراءات جادة لإحداث تغييرات إيجابية في القطاع لصناعة مستقبل مزدهر، وتقديم رؤية جديدة ومميزة وخطة واضحة لقطاع السفر والسياحة يمكننا من خلالها أن نتحد جميعًا لتحقيقها”.
وقالت معالي غلوريا جيفارا، كبيرة المستشارين في وزارة السياحة السعودية: “يعتبر التقرير خطوة مهمة في العمل الذي يقوم به المركز العالمي للاستدامة السياحية، وتظهر التقدم السريع الذي يحرزه المركز منذ إعلان سمو ولي العهد عن ذلك في مبادرة السعودية الخضراء العام الماضي. والذي سيعود بالفائدة على السياحة والعالم بأسره “.
وفي تصريح له، قال جيريمي أوبنهايم، المؤسس والشريك في Systemiq: “تساهم الأجندة المقترحة في هذا التقرير في رسم خارطة طريق واضحة لقطاع السفر والسياحة ليكون بأفضل صورة له بحلول العام 2050، ونعني بذلك أن يكون مزدهرًا من الناحية الاستراتيجية في كل أنحاء العالم، وقوة رائدة في معالجة مشاكل التغيّر المناخي، وتجديد الطبيعة وحمايتها، وخلق فرص وظيفية، ونشر السلام بين المجتمعات العالمية”. وأضاف: “يعتبر هذا التقرير فرصة للقطاع لابتكار الحلول بدلًا من أن يُنظر إليه على أنه جزء من المشكلة. كما يُساهم في تأمين مستقبل أفضل للسفر والسياحة في كل وجهاتها القائمة حاليًا أو الجديدة أو حتى تلك التي لم يتم اكتشافها حتى الآن”.
وأضاف فيليبي كالديرون، الرئيس المكسيكي السابق والمستشار لدى مركز العالمي للاستدامة السياحية: “يوظف قطاع السفر والسياحة 10٪ من سكان العالم، ومن المقرر أن ينمو هذا الرقم بأكثر من 120 مليون موظف خلال العقد المقبل من الزمن. ومن المهم أن يدرك هذا القطاع مسؤوليته بما يخص العمل نحو تحقيق الحياد الكربوني وضمان الحفاظ على كوكب الأرض للأجيال القادمة من المسافرين”.
الجدير بالذكر أن القمة العالمية للمجلس العالمي للسفر والسياحة تشهد حضور أكثر من 3000 مشارك من أكثر من 140 دولة في الرياض، من بينهم وزراء، وقادة أكبر مجموعات الفنادق وشركات الضيافة في العالم. كما يُعد هذا الحدث الأكثر تأثيرًا في مجال السفر والسياحة على مدار العام.