بمشاركة نخبة من الأدباء والمفكرين والأكاديميين من مختلف أنحاء العالم
تناقش أبرز قضايا وتحديات اللغة وتستعرض واقع ومستقبل الجهود المبذولة لتكريس حضورها باعتبارها لغة علم ومعرفة
استراتيجية جديدة لتحفيز قطاع الأدب والنشر في الإمارات العام المقبل
شبكة بيئة أبوظبي، الامارات العربية المتحدة، 20 ديسمبر، 2022
افتتحت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، صباح اليوم الثلاثاء، فعاليات الدورة الأولى من قمّة اللغة العربية التي تنظمها الوزارة بالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، في منارة السعديات.
ويشارك في دورة هذا العام 30 من مفكرا وأديبا وأكاديميا، يناقشون مجموعة واسعة من القضايا والتحديات التي تواجه اللغة العربية. وقد اختارت القمة، مجمع اللغة العربية في دمشق، أقدم مجمع للغة العربية في العالم ضيف شرف لهذه الدورة، نظراً لما قدّمه من جهود ملموسة في رعاية ودعم اللغة وحمايتها وصونها، باعتبارها لغة علم ومعرفة، كما تحتفي القمّة هذا العام بمكتبة الإسكندرية كشخصية اعتبارية لجهودها، ومساهماتها الرائدة في نشر اللغة العربية والتعريف بها عالمياً، إلى جانب ما قدّمته من خيارات معرفية وفكرية وثقافية أثرت الحِراك الثقافي على المستويين العربي والعالمي.
وشهد افتتاح القمة حضور كلّ من معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب، ومعالي الدكتور حسن ناظم، وزير الثقافة والسياحة والآثار في جمهورية العراق، وسعادة مبارك الناخي، وكيل وزارة الثقافة والشباب، سعادة سعود الحوسني وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي وسعادة الدكتور علي بن تميم، مدير عام مركز أبوظبي للغة العربية، و سعيد حمدان الطنيجي المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، وعدد من الشخصيات الرسمية والثقافية وحشدٌ من الإعلاميين والصحفيين.
وفي كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية أكدت معاليها أن حماية اللغة العربية والنهوض بها نهج تتّبعه مختلف الجهات والمؤسسات الثقافية المعنية في دولة الإمارات ومسؤولية وطنية، وقناعة تامّة تعكس رؤية قيادة الدولة التي تؤمن بأن اللغة العربية كنزٌ للمعرفة والفكر الإنساني. وقالت معاليها”: نستعيد باعتزاز، إنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة في ما يخص واقع اللغة العربية ومستقبلها، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الذي لطالما أكّد أنّ الإسهام في الحفاظ على اللغة العربية قيمة وطنية، وترسيخ لهويتنا وجذورنا التاريخية، حيث حرصت دولة الإمارات على تنفيذ رؤيتها للعام 2021 بأن تصبح مركزاً للامتياز في اللغة العربية، وعليه تم الإعلان عن ميثاق اللغة العربية، وأنشأت مجلسها الاستشاري في العام 2012، وتوالت الجهود وأطلَقَتْ تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها في عام 2020″.
وأشارت معاليها في كلمتها إلى نجاح الدورة الافتتاحية للقمة التي عقدت على هامش إكسبو 2020 دبي، وشهدت إطلاق “إعلان الإمارات للغة العربية” ، و الخروج ب 21 توصية علمية جادة شكّلت تكليفاً بالعمل على تحقيق مستهدفاتها، ومتابعة مخرجاتها، تفعيلاً للعمل العربي المشترك في تمكين لغتنا وثقافتنا وهويتنا”، وتابعت معاليها:” إننا اليوم أمام مرحلة جديدة من الإنجازات التي تعكس حرصنا على لغتنا العربية وحبنا لجمالياتها وحاجتنا لضمان حضورها وسلاسة استخدامها لغةً للحياة والمستقبل، وما يدلل على جهودنا بالشراكة مع العديد من الجهات والمؤسسات الثقافية إطلاق مركز (زاي) في جامعة زايد، الذي يعد الأول من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة لتبنيه الأبحاث الأكاديمية التي تركز على منهجيات تعليم اللغة العربية وكذلك تنمية مهارات تَعلُمِها”.
وأضافت: ” نعمل على إطلاق استراتيجية جديدة لتحفيز قطاع الأدب والنشر في الإمارات العام المقبل، بهدف حوكمة قطاع الأدب، والنشر، وتطويرِ القوانين والتشريعات الحالية المتعلقة بحماية حقوق المؤلف والنشر والملكية الفكرية، وتحليل احتياجاتِ القطاع الحالية والمستقبلية، وتوثيق المبادرات والبرامج والمنجز الأدبي الإماراتي، وقياس حضوره في المناهج التعليمية، وصولاً إلى بناء قاعدة بيانات رقمية لهذا المنجز، وإعداد تقرير تنفيذي يتضمن أهم مَواطن القوة، والتحديات، وفرص التحسين”.
من جانبه قال سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية:” تؤكد هذه القمّة التي تأتي ضمن حزمة نوعية من الفعاليات والمبادرات والجهود التي تبذلها دولة الإمارات وعاصمتها أبوظبي خدمة للغة العربية، مكانةَ الإمارات عاصمةً للثقافة الأصيلة، ووجهةً للباحثين والدارسين في كل ما يتصل بقضايا اللغة العربية وحاضرها ومستقبلها، حيث أصبحت دولتنا بفضل حكمة قيادتها، قبلةً للعمل الجاد من أجل مواجهة التحديات التي تقف حائلاً دون إطلاق طاقات اللغة العربية واستثمار إمكاناتها في خدمة مشاريع التنمية والنهضة في العالم العربي، وصار اسم الإمارات وعاصمتها أبوظبي مرتبطاً بمسيرة استئناف الحضارة التي يرتكز جانب مهم منها على حيوية اللغة العربية وقوتها ونضوجها”.
وأضاف سعادته:” إن شعار هذه الدورة يُعدُ امتداداً منطقياً لما طُرح خلال النسخة الافتتاحية، حيث يُفضي العام إلى الخاص، ويصبح فهمُ الذات أوضحَ في إطار فهم العالم الأوسع، وبما أننا نحتفي باليوم العالمي للغة العربية نعلن عن إطلاق تقرير دراسة مناهج اللغة العربية في العالم العربي.. تجارب الحاضر وآفاق المستقبل، التي تمثل ثمرة عامين من جهد خصصناه لمجال التعليم، والمناهج الدراسية تحديداً، كونها أولويةً قصوى في جهود تمكين العربية وتعزيزها، حيث يدرس التقرير الذي شارك في إعداده باحثون وخبراء عالميون من استراليا والصين والولايات المتحدة الأميركية وسنغافورة وجنوب إفريقيا وأيرلندا، مناهجَ تدريس اللغة العربية في خمس دول عربية، هي الإمارات والأردن وتونس والسعودية ومصر، ويقترح إطارًا مرجعيًا لتصميم جيل جديد من مناهج اللغة العربية، على نحو يلبي احتياجات المعلمين والمتعلمين، وسيكون محور عرض ونقاش خلال القمة، وضمن محاور الخلوة الثقافية للغة العربية لإثراء التجربة وتعميم الفائدة”.
وفي كلمة له قال سعادة الدكتور محمود السيّد، رئيس مجمع اللغة العربية في دمشق:” إن العروبة ليست مفهوماً عرقياً أو عنصرياً بل هي هوية ثقافية موحِدة تؤدي اللغة العربية دور الحاضن والمعبر عنها والحافظ لتراثها كما أنها تمثل إطاراً حضارياً مشتركاً مرتكزاً على القيم الأخلاقية والإنسانية، كما أن اللغة ربطت ماضي العرب وملأتهم احساساً وانتماءاً لكل من تحدّث بها ماضياً أو مستقبلاً وما الشعور بالانتماء إليها إلا امتلاء الفرد بروح هذه الأمة ولمّا كانت اللغة محور الثقافة ووسيلة التفكير التي يحدد رؤية العالم ورواميزه كانت معرفتها أهم ركيزة لتحصيل الهوية والذات والشخصية”.
وثمّن سعادة الدكتور محمود السيّد جهود وزارة الثقافة والشباب، ومركز أبوظبي للغة العربية في حماية اللغة العربية وتنظيم هذه القمّة الذي يعكس كلّ تلك التوجّهات والحرص على إبقاء اللغة العربية حاضرة في أذهان الأجيال الجديدة.
وكرّمت معاليها خلال الحفل مكتبة الإسكندرية وهي شخصية القمة لعام 2022، وذلك نظراً لإسهاماتها الكبيرة والملحوظة التي أثرت من خلالها الواقع الثقافي العربي والعالمي على حدّ سواء حيث تسلّم الجائزة الدكتور أحمد عبد الله زايد.
وتخلّل الحفل فقرة غنائية قدّمها الفنانون الإماراتي راشد النعيمي، واللبنانية ولاء الجندي، رافقهم فيها فرقة وزارة الثقافة والشباب الموسيقية بقيادة المايسترو خالد ناصر، قدّموا خلالها أغنية خاصة من كلمات الشعراء “رعد بندر، وعمر عنّاز، وخليل عيلبوني” وألحان الموسيقار خالد ناصر، ضمن قصيدة جديدة تجاري قصيدة اللغة الخالدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، والتي تغنّى بها خلال الدورة الافتتاحية التي عقدت ضمن فعاليات معرض إكسبو 2020 دبي الفنان العراقي كاظم الساهر.
وينظّم الحدث الذي يرفع شعار “اللغة وصناعة الهوية”، سلسلة من الجلسات والحواريات التي تناقش العديد من القضايا المتعلّقة باللغة العربية، وتقدّم المزيد من التجارب المميزة التي تستشرف مستقبل اللغة في مجتمعاتها العربية وفي عوالمها الجديدة، بمشاركة نخبة من الأدباء والمفكرين والأكاديميين أبرزهم الناقد الأدبي السعودي الأستاذ الدكتور عبد الله الغذامي، الحاصل على جائزة شخصية العام الثقافية للدورة السادسة عشرة من جائزة الشيخ زايد للكتاب، والذي سيشارك في جلسة تحمل عنوان “اللغة والهوية العربية”.
وتناقش القمّة مع مجموعة من نجوم الدراما العربية، الاهتمام المتزايد باستكشاف آفاق إبداعية جديدة لحضور اللغة العربية في الفنون والدراما بشكل خاص باعتبارها الإنتاج الإبداعي الأكثر تأثيراً والأقرب لجمهور المنطقة العربية والعالم، حيث يشارك في الجلسة التي تديرها الدكتورة والإعلامية البحرينية بروين حبيب، الفنان السوري جمال سليمان، ومن دولة الإمارات الفنانان سميرة أحمد وأحمد الجسمي، رئيس مجلس إدارة مسرح الشارقة الوطني، الذين سيقدّمون رؤىً استشرافية، وتساؤلات عديدة تبحث في العلاقة بين العلاقة بين اللغة والهوية، وآليات تعميق روابط الانتماء بها باعتبارها هوية حضارية وإنسانية من خلال الدراما والفنون، إلى جانب مجموعة من الجلسات وورش العمل التي تقام خلال انعقاد القمة.
وتتضمن فعاليات اليوم الثاني “خلوة القمّة” التي تستضيف مجموعة من الأدباء والأكاديميين والمتخصصين في مجال اللغة العربية لمناقشة العديد من قضايا اللغة العربية ومآلاتها، منهم الأستاذ الدكتور محمود أحمد السيّد، رئيس مجمع اللغة العربية في دمشق، والدكتور عبد الله التوبي، رئيس مركز الترجمة والتعريب والاهتمام باللغة العربية في سلطنة عُمان، والروائي التونسي الدكتور شكري المبخوت، والأستاذ الدكتور محمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع الشارقة للغة العربية، وغيرها من الأسماء الذين يسلطون الضوء على العديد من قضايا اللغة العربية سواء بما يتعلّق بحضورها ضمن مناهج التعليم، أو تعزيز مكانتها لدى الشباب وفي مختلف مجالات وسياقات الفنون، وصولاً إلى مناقشة الرؤى المستقبلية لمجامع اللغة العربية، والكثير من القضايا المتعلقة بتعزيز وترسيخ مكانة وحضور اللغة العربية.
وستناقش القمّة العديد من المحاور أبرزها التوصيات الصادرة عن تقرير “حالة اللغة العربية ومستقبلها” الذي أصدرته الوزارة ديسمبر من العام 2020 والذي يمثّل إطاراً لترسيخ اللغة العربية لغةً للعلم والمعرفة والهويّة، كما يشكّل التقرير حجر الأساس للأجندة الوطنية للغة العربية وأهدافها وأولوياتها المرتبطة مع مئوية دولة الإمارات.
وتعدّ القمة منصة دولية تخدم قضايا اللغة العربية، وحدثُ يسهم في تعزيز حضورها، ومكانتها، وآدابها وفنونها، ويقدّم مقاربة جديدة تساعد في تطوير أساليب استخدام اللغة العربية وتمكينها كوسيلة للتواصل واكتساب المعرفة، كما تشكل منصّة معرفية وثقافية تجمع تحت مظلّتها خبراء اللغة في جميع المجالات، لرسم مستقبل العربية بناء على القراءة الدقيقة للتحديات الراهنة.
للمزيد من المعلومات يرجى زيارة موقع وزارة الثقافة والشباب على الرابط https://mcy.gov.ae/als/