“وجبة ….. إبداع وابتكار (84) “دور اليقظة الاستراتيجية في تحسين الاداء التسويقي(15)”

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في التميز المؤسسي (EFQM)، خبير استراتيجيات القوة الناعمة، خبير ادارة مركز اسعاد المتعاملين، (7 STAR)، خبير حوكمة معتمد، خبير صناعة سيناريوهات المستقبل، 18 ديسمبر 2022

دور اليقظة في تحسين الأداء التسويقي
يتمتع العالم بكثرة المتغيرات المستمرة في البيئة المحيطة بمختلف الميادين بشكل عام والتغييرات التكنولوجية والبيئية بشكل خاص، مما يشكل تحديات وصعوبة في مواكبتها، وخلق وفرص جديدة وكبيرة تنادي مستثمريها من الحكومات والمنظمات والافراد، وبنفس الوقت تجعلهم في حالة عدم استقرار، وفي ظل تلك التغييرات، وانفتاح الاسواق والمنافسة العالمية، وتغيير المفاهيم التسويقية التقليدية الى أخرى حديثة ومتطورة وسريعة، تتعاظم العملية التسويقية وأهميتها للوصول لأداء تسويقي بفعالية عالية لمواجهة التحديات، مما تضع المنظمات في ارتباك وتيقظ مستمر، ويفرض عليها متطلبات والتزامات أساسية لزيادة أدائها التسويقي، فتستدعي الضرورة الاستراتيجية إلى رصد التغييرات والتنبؤ ببعضها باستخدام وسائل متيقظة من خلال أداة تأمن لها معرفة الاسواق وتغيراتها وتعمل بالشكل الامثل لمواجهة تلك التغييرات لمعرفة رغبات العملاء واحتياجاتهم، والتنبؤ بالمستقبل ومعرفة التحديات القادمة وكيفية استثمارها سعياً لتقديم خدمات عالية الجودة لعملائها بشكل استباقي، وكسب تنافسية تميزها عن غيرها من المنظمات في الاسواق.

ولتحقيق فاعلية الاداء التسويقي ووضع خطة تسويقية استباقية يجب على المنظمات دراسة الوضع الراهن ومعرفة ما يحيط بها من تحديات وفرص، ومعرفة منافسيها وعملائها ومورديها في المجالات ذات الصلة لتطوير وبناء الخطة والتأثيرات الاقتصادية والمستقبلية والمخاطر والتهديدات المتوقعة وفرص التطوير في خطتها الاستراتيجية، فالمنظمات المتميزة هي التي تخلق قيمة مضافة في أدائها التسويقي من خلال تحقيق رغبات واحتياجات عملائها، ولا يمكن أداء النشاط التسويقي بنجاح دون علم دقيق وشامل بأداء المنافسين وردود أفعالهم في القرارات المتخذة، وقراءة أخطاء السوق والمنافسين والتعلم منها الذي يضفي على المنظمة قيمة جديدة في بناء استراتيجيتها التسويقية وتحقيق أهدافها، كما يمكن من التعلم حل المشكلات التسويقية وتحقيق مستقبل أكثر ديمومة على المستوى البعيد.

فاليقظة التكنولوجية تعمل على مراقبة المحيط العلمي والتقني والتكنولوجي والتأثيرات الاقتصادية الحاضرة والمستقبلية وتوقع المخاطر والتهديدات وفرص التطوير، وقد عرفت بأنها “العملية التي تحصر المؤسسة من خلالها التقنيات والتكنولوجيات المستعملة من طرف زبائنها، مورديها، شركائها ومنافسيها في اطار مجال نشاطها وذلك لمتابعة التطورات التي قد لا تؤثر على مستقبلها فحسب وانما على مستقبل زبائنها ومورديها وشركائها واتخاذ الاجراءات الوقائية” (1)، أما اليقظة البيئية وهي “المراقبة والتيقظ للتطورات الاقتصادية والسياسية والقانونية والثقافية التي تؤثر على نشاط المؤسسة واليقظة المحيطة أو البيئية تسمح بمراقبة التطورات الجبائية ، القانونية، المالية، الشروط المنظمة للسوق، تغيير سلوك المستهلكين، مخاطر (الفوضى والصراع وما إلى ذلك” (2)

وبما أن أهداف اليقظة الاستراتيجية بشكل عام واليقظة التكنولوجية والبيئية بشكل خاص تلعبان دوراً فعالاً في توفير متطلبات زيادة الاداء التسويقي من خلال توقعها لنشاط المنافسين والتغيرات المحيطة بالبيئة، واكتشافها لمنافسين جدد والفرص المتاحة لاستثمارها، ومراقبة تطورات السوق والمنتجات او الخدمات، والتطورات التكنولوجية التي تؤثر سلباً أو ايجاباً على نشاط المنظمة، من خلال الوسائل والطرق التي تستعملها، والاطلاع على تجارب الاخرين المتميزة والمتأخرة والتعلم والاستفادة منه في بناء استراتيجية تنافسية للمنظمة، وهذا ينصب في تطوير وتحسين الخطة التسويقية للمنظمة، وتعتبر اليقظة الاستراتيجية وسيلة وأداة داعمة في عملية التسويق وتحسينها.
فاعتماد المنظمة نظام اليقظة الاستراتيجية – التي هي ابنة البيئة لمعرفتها أين تبحث وما توفره من معلومات مطلوبة في مختلف المجالات من منافسين حاليين ومتوقعين، وتقديم المعلومات في اتخاذ القرارات المبنية على الحقائق – يحقق هدفها في البحث عن التميز وتطوير استراتيجيتها التسويقية بالتركيز على العملاء الذين هم العصب الرئيس لعمليات التسويق والمؤثر المباشر في مستقبل المنظمة.

فأداة اليقظة الاستراتيجية تشكل الحصة الاولى والقوة الحقيقية لرصد التغييرات وتقدير حدة المنافسة في الاسواق بدراستها وتوقع التهديدات واستغلال الفرص واخضاع المعلومات المتوفرة لمصلحة المنظمة في تحسين وتطوير أدائها التسويقي باستخدام أدوارها في جمع المعلومات ومعالجتها وتحليلها واستثمارها في الفرص المتاحة واتخاذ القرارات الصحيحة لتجنب المخاطر وبناء استراتيجية تسويقية استباقية.

المراجع:
1. داودي الطيب،رحالسلاف، شينفروز، اليقظة التكنولوجية كأداة لبناء الميزة التنافسية للمؤسسة الاقتصادية، ،مداخلة،جامعة محمد خيضر، بسكرة.
2. زروخيفروز،سكر فاطمة الزهراء، دور اليقظة الاستراتيجية في الرفع من تنافسية المؤسسات الاقتصادية، الملتقى الدولي الرابع حولي المنافسة والاستراتيجيات التنافسية للمؤسسات الصناعية خارج قطاع المحروقات في الدول العربية، جامعة الجزائر، 2010، ص11.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

“وجبة ….. إبداع وابتكار (101) “استراتيجيات التغيير (14)”

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في …