خلال جلسة بعنوان “مستقبل اللغة العربية”
شبكة بيئة أبوظبي، الامارات العربية المتحدة، 21 ديسمبر 2022
ناقشت قمّة اللغة العربية التي تنظّمها وزارة الثقافة والشباب بالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية، وخلال جلسة بعنوان “مستقبل اللغة العربية”، العلاقة بين اللغة والتكنولوجيات المتطورة والذكاء الاصطناعي، وكيف تسخّر التقنيات أدواتها خدمة لتعزيز حضور ومكانة لغة الضاد.
واستضافت الجلسة التي أدارتها أسماء صديق المطوع، مؤسسة ومديرة صالون الملتقى الأدبي، سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية بالإنابة، والدكتور نزار حبش، أستاذ علوم الحاسب الآلي في جامعة نيويورك أبوظبي، حيث أشار الطنيجي إلى أن دولة الإمارات وقيادتها ومؤسساتها تولي اللغة العربية أهمية كبيرة، وتخصص المبادرات والبرامج التي تحفز الشباب والأجيال الجديدة على القراءة باعتبارها رافعة من روافع النهضة المجتمعية.
وقال الطنيجي:” منذ تأسيس مركز أبوظبي للغة العربية استبشرنا بالشباب والأجيال الجديدة خيراً ولا ننكر أنه كان لدينا تحديات على صعيد تغيير الصورة النمطية عن المركز، فهو ليس صرحاً لتعليم اللغة العربية بل هو جهة تضع الاستراتيجيات والخطط ذات البعدين المحلي والعربي، والعالمي، وطموحنا أن يتعزز حضور اللغة العربية في المجتمعات العربية والعالمية”.
وتابع الطنيجي: “لا نعمل في المركز بشكل منفرد، بل تتشارك معنا مختلف الجهات والمؤسسات الثقافية المعنية بتعزيز حضور ومكانة اللغة، لهذا عمل المركز وعبر عامين على بناء شراكات دولية ومحلية مرموقة، والطموحات كبيرة ولهذا تتكاتف الجهود لتحقيق المأمول خاصة وأن دولتنا لها حضورها وتطلعاتها كبيرة فيما يتعلق باللغة العربية والاهتمام بها، وقد وضعت المشاريع الاقتصادية والاستثمارية والتكنولوجية وضعت اللغة العربية في ريادة تطلعاتها ونتطلع لأن نراكم على التجارب ونمضي في تطوير ما لدينا من استراتيجيات وبرامج خدمة للغتنا وهويتنا”.
من جانبه قدّم الدكتور نزار حبش، أستاذ علوم الحاسب الآلي في جامعة نيويورك أبوظبي، عرضاً بصرياً شرح خلاله جملة من البرامج والتطبيقات التي تستند على معايير الذكاء الاصطناعي بما يخدم اللغة العربية، منها مشروع شات جي بي تي، و(كامل تولز) وهي أداة مفتوحة المصدر تسمح للذين يرغبون بالعمل أن يستفيدوا من أدواتها، إلى جانب نظام (كاميليرا) الذي يقوم بتحليل مباشر وتلقائي للغة العربية وغيرها.
وقال الدكتور نزار حبش:” تسخير التقنيات المتطورة والذكاء الاصطناعي خدمة للغة العربية له تاريخ طويل يصل إلى نحو أربعين عاماً بداية من شركة صخر التي بدأت بعمل كبير ومهم وتوالت الأعمال من الشركات الكبرى مثل آي بي أم ومايكروسوفت الذين أضافوا الكثير من الجهود والمعالجة الآلية للغة العربية، ومن جهتنا قمنا في العام 2021 بانتهاج الطريقة الحالية في التفكير فالأنظمة التي نسعى لبنائها هي أنظمة ممكّنة أسسناها للمضي بتنفيذ المشاريع، ولدينا في جامعة نيويورك أبوظبي مختبراً كاملاً بني منذ ثمانية أعوام وكان هدفي منذ القدوم إليه أن أطرح رؤيتي وأشاركها، وأن نفتح المجال أمام الجميع للاستفادة منها”.
وتابع حبش:” اليوم ننتهج أسلوباً يتيح للجميع أن يستفيدوا من مصادرنا المفتوحة لا سيما الشركات الناشئة، فأداة (كامل تولز) المفتوحة المصدر تسمح للذين يرغبون بالعمل أن يستفيدوا من أدواتها، كما أن نظام (كاميليرا) يعمل بتحليل مباشر وتلقائي للغة العربية، فهو نظام يوفّر للمستخدم خيارات التشكيل وأقسام اللغة بشكل منسّق ومنظّم ودقيق بنسبة 96% إلى جانب تصنيفات شبيهة بالإعراب، وهذا جميعه يستند إلى الذكاء الاصطناعي”.
وأضاف:” يتيح هذا النظام للمستخدم مجالاً لتقطيع الكلام، كما أنه يعمل على ثلاث لهجات عامية وهي المصرية والشامية والخليجية، وفي خطة عملنا لتأسيس هذا النظام احتجنا لبناء اللهجة الخليجية فقمنا بجمع 100 مليون كلمة من اللهجة الخليجية منها 200 ألف كلمة عملنا على توسيمها يدوياً، أما مشروع (سامر) فهو يهتم بتبسيط روائع الأدب العربي وهو برنامج يعمل على توضيح الكلمات صعبة النطق على العديد من القرّاء ويسهّلها ويبسّطها”.
وأضاف:” قمنا بتأسيس مشروع يخدم الأجناس اللغوية للمفردات لحلّ مشكلة يعاني منها الكثير من المستخدمين مثل وضع كلمات فقيرة صرفياً في مقابل مرادفاتها من اللغات الأجنبية، حيث قمنا بعمل نظام يضمّ 80 ألف جملة يعرف بالكلمات كما تقولها المرأة أو كما يقولها الرجل، وما هي الكلمات التي يجب تغييرها ليتم تعديلها في السياق، كما يحتوي هذا النظام على واجهة مفتوحة يضم الجمل والتراجم وتقدم الخيارات المتاحة، إلى جانب مشروع “قاموس مكنونة” وهو جهد تعاوني استطعنا من خلاله أن نحصر 37 ألف عبارة ولهجة من اللهجات الفلسطينية بعض منها مندثرة وقد جمعت الناس من أشخاص توفوا الآن ومنهم ممن تهجّر من مدنه وقراه في العام 1948 وقد أعلنا عن هذا القاموس خلال فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية ويمكن الوصول إلى هذا القاموس بسهولة ونحن نهتم بعمل قواميس لكل اللهجات إذا أمكن”.
وتابع حبش:” أطلقنا مؤخراً في نهاية شهر نوفمبر الماضي نظام تواصل جديد بمسمى “شات جي بي تي” يمكن له أن يكمل الجملة بمجرد بداية كتابة الكلمات الأولى وهو يشابه أنظمة التصحيح الآلية المتواجدة في الهواتف المتحركة وغيرها، لكن هذا النظام متطور بشكل أكبر حيث تدرب على مئات المليارات من الكلمات لدرجة أنه سيوفر للمستخدمين نصاً طليقاً بمجرد أن تطلب منه “أكتب لي قصّة عن راشد” وهو يعتمد على هلوسة الحقائق أي انه يتعامل مع الأمور بشيء من الفانتازيا، ويعد هذا البرنامج بثورة على صعيد الاهتمام باللغة العربية”