شبكة بيئة أبوظبي، الامارت العربية المتحدة، 21 ديسمبر 2022
استعرضت قمّة اللغة العربية التي تنظّمها وزارة الثقافة والشباب بالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية، “تقرير حالة المناهج” في جلسة خاصة ناقشت نتائج تقرير دراسة حالة مناهج تعليم اللغة العربية من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية.
واستضافت الجلسة التي أدارتها الدكتورة ميساء راشد غدير، وهي كاتبة ومتخصصة في تحليل الخطاب، وعضو سابق في المجلس الوطني الاتحادي، الدكتور خليل الشيخ، مدير إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في مركز أبوظبي للغة العربية، والدكتورة هنادا طه، أستاذ كرسي اللغة العربية في جامعة زايد، والدكتور محمود البطل، أستاذ في دائرة اللغة العربية ولغات الشرق الأدنى في الجامعة الأمريكية في بيروت، الذين ناقشوا الأبعاد الإيجابية والتحديات لتدريس اللغة العربية في المدارس في المراحل التي يتناولها التقرير.
وتناولت الجلسة آليات التعامل مع مخرجات التقرير سعياً لتطوير العملية التربوية من وجهة نظر المختصين والخبراء، كما سلطت الضوء على تجارب رائدة في تعليم اللغة العربية في عوالمها والعوالم الجديدة لما لذلك من أهمية في تمكين العربية وتأصيل الهوية الثقافية.
وفي حديثه أكد الدكتور خليل الشيخ على أن القراءة نافذة لتعلم اللغة لكن المدرسة في نظامها الحالي لم توفق في جعل القراءة عادة يهتم بها الطلاب خارج المنهاج، مشيراً إلى ضرورة مراجعة أسباب ضعف معجم الطلاب اللغوي في اللغة العربية مقابل اللغات الأخرى وإيجاد طرق لدعمه وتطويره، مشيراً إلى أن المسؤولية مشتركة بين النظام المدرسي والنظام الأسري، مؤكداً أن الأخير يأتي في المقام الأول، كما نوّه الشيخ إلى ضرورة جعل العربية لغة حياة بالمعنى الحقيقي للكلمة وليست مجرد مناهج ونصوص تجعل الطلاب يغردون خارج السرب.
من جانبها علقت الدكتورة هنادا طه على مسألة عدم تدريس اللغة العربية في رياض الأطفال:” يجب الاهتمام بشكل أكبر بتعزيز اللغة العربية في نفوس الأجيال الجديدة وإيجاد لغة أم للطفل، ولا يمكننا أن ننكر وجود قلّة وعي بهذه المسألة، وإذا أردنا فعلاً أن نسهم في ازدهار اللغة العربية وأن تكون منطلقاً أساسياً في حياة الأطفال اليومية علينا أن نربطهم بلغتهم بشكل أكبر ومنذ النشأة الأولى، وأن ننظر إلى مرحلة رياض الأطفال بصفتها الأهم في حياة الطفل وهي التي يتم فيها تدريس اللغة الإنجليزية كلغة أولى، وأن نضع اللغة العربية ونصوصها في سياق يجعلها اللغة التي تشكل هوية الطفل”.
وأكدت أن الوقت المتاح لتعليم اللغة العربية في المدارس ليس كافياً لتمكين الطلاب من التحدث خلال حصة مدتها 45 دقيقة، وقالت: “نحن بحاجة إلى سياسة تربوية وتدريب المعلمين ليكونوا قادرين على تدريس اللغة وإيصال المعلومة بشكل أكثر فاعلية وقبولا لدى الطلاب.”
من جانبه أشار الدكتور محمود البطل إلى وجود إشكالية في المناهج التي تقدم محتوى بعيداً عن الطالب، لافتاً إلى أن التحدي الأكبر في رأيه تتمثل في العنصر البشري وهم المعلمين. وقال:” نخن نعاني من نقص في خبرات المعلمين وقدرتهم على تطويع المادة بما يلائم احتياجات الطلاب، فضلاً على أن الأهل أنفسهم يعانون من مشكلة حقيقية في مساعدة أبنائهم على تطوير قدراتهم في اللغة العربية، وهي ليست مشكلة مقتصرة على بلد معين بل هي مشكلة نعاني منها في جميع أنحاء العالم العربي.”
ولفت البطل إلى وجود عقبة أخرى وهي غياب اللغة العربية في مجال البحث العلمي في الجامعات التي وصفها وكأنها أصبحت تتصل بالماضي والعلوم الإنسانية، مشيراً إلى ضرورة تطوير الاستراتيجيات، والاهتمام بشكل أكبر بتدريس قواعد النحو وتدريب الطلاب على استخدامها وليس المعرفة النظرية وحسب.
وقال:” التحدي الأكبر يكمن أنه وبالرغم من كل مقارباتنا الجديدة، ما زالت رؤيتنا لتدريس النحو واللغة العربية بشكل عام تعيش في قرون سابقة، ولم نستطع تحويل النحو إلى مفهوم يرتبط بالوظائف والمهام التي يحتاجها المتعلمون في كل مرحلة.