حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، منذ توليه مقاليد الحكم، على تعزيز أطر التنمية الشاملة محلياً، وتعزيز مكانة الدولة ورفعتها ودعم مركزها وحضورها الفاعل إقليمياً وعالمياً.
وأكدت قرارات ومشاركات ولقاءات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، منذ انتخابه بالإجماع رئيساً للدولة في 14 مايو الماضي خلال اجتماع المجلس الأعلى للاتحاد في قصر المشرف بأبوظبي، أن الإمارات ماضية بحكمة ونهج المؤسِّسين ورؤية سموه الثاقبة نحو مرحلة جديدة تستكمل بها مسارها التنموي وريادتها العالمية.
وفي الأسطر التالية نستعرض بعض أبرز قرارات ومشاركات ولقاءات صاحب السمو رئيس الدولة منذ توليه قيادة الدولة، حيث تواصل الإمارات تحت قيادة سموه مسيرة الإنجازات والنجاحات في قطاعات العمل الوطني كافة.
ملامح المرحلة المقبلة
حدد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في كلمة بثت تلفزيونياً في الـ13 من يوليو الماضي إلى مواطني الدولة والمقيمين، الملامح الرئيسية للمرحلة المقبلة، حيث قال سموه: «شعب دولة الإمارات وتمكينه.. كان ولا يزال محور اهتمام دولتنا المباركة وعلى قمة أولوياتها منذ نشأتها.. وسيظل منهج راحة المواطن وسعادته ورعايته الأساس في كل خططنا نحو المستقبل بإذن الله تعالى».
وأضاف سموه: «إن تنويع اقتصادنا ضرورة استراتيجية أساسية ضمن خططنا للتنمية.. لذا من الضروري تسريع جهود التنمية الاقتصادية لبناء اقتصاد نشيط ورائد عالمياً، وسوف نستمر في تعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية لدولة الإمارات وتحقيق أفضل المؤشرات العالمية في هذا المجال».
وأكد سموه أن سياسة دولة الإمارات ستظل داعمة للسلام والاستقرار في منطقتنا والعالم.. وعوناً للشقيق والصديق.. وداعية إلى الحكمة والتعاون من أجل خير البشرية وتقدمها.
وشدد على أن الدولة ستستمر في نهجها الراسخ في تعزيز جسور الشراكة والحوار والعلاقات الفاعلة والمتوازنة القائمة على الثقة والمصداقية والاحترام المتبادل مع دول العالم لتحقيق الاستقرار والازدهار للجميع.
وقال: إن سيادة دولة الإمارات وأمنها مبدأ أساسي لا يمكن التنازل عنه أو التهاون فيه.. ونمد يد الصداقة إلى كل دول المنطقة والعالم التي تشاركنا قيم التعايش والاحترام المتبادل لتحقيق التقدم والازدهار للجميع.
وأشار صاحب السمو رئيس الدولة إلى أن شعب الإمارات أثبت قبل الاتحاد وبعده وفي كل المراحل الصعبة التي مرت بنا.. أصالته وصلابته وإرادته القوية وقدرته على تجاوز التحديات، كما ثمن سموه الدور الذي يقوم به المقيمون على أرض دولة الإمارات الذين يعتبرون الدولة بلدهم الثاني، وإسهاماتهم المستمرة في البناء والتطوير منذ قيام دولة الإمارات.
قرارات ومراسيم.. دعم التنمية والتقدم
أولى صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، أهمية خاصة لتعزيز وتطوير المنظومة التشريعية، حيث أصدر سموه عدداً من القوانين والقرارات التي تسهم في دعم مسيرة نماء الدولة وتقدمها، وترسيخ مكانتها المرموقة عالمياً. وأمر سموه في 5 يونيو باستكمال جميع طلبات المنح الإسكانية للسنوات السابقة ضمن «برنامج الشيخ زايد للإسكان» من خلال مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة بمبلغ نحو 2.3 مليار درهم، وذلك في إطار حرص سموه على تعزيز الاستقرار الأسري للمواطنين وتوفير الحياة الكريمة لهم. وأصدر صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، قراراً بشأن معاملة أبناء المواطنات الإماراتيات المقيمين في الدولة بالمعاملة ذاتها المقررة للمواطنين في قطاعي التعليم والصحة، كما أصدر مرسوماً بقانون اتحادي بشأن إنشاء وتنظيم «مكتب شؤون المواطنين والمجتمع» في ديوان الرئاسة. ووجه صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، بإعادة هيكلة «برنامج الدعم الاجتماعي لمحدودي الدخل» ليصبح برنامجاً متكاملاً بمبلغ 28 مليار درهم.. فيما وجه سموه بإعفاء 1214 مواطناً من مديونياتهم بقيمة إجمالية تبلغ أكثر من 536 مليوناً و230 ألف درهم عبر «صندوق معالجة الديون المتعثرة» بالتعاون مع 17 بنكاً ومصرفاً ومؤسسة تمويل.
وتعزيزاً لحقوق العمال وتحسين بيئات العمل المحفزة أصدر صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، مرسوماً بقانون اتحادي رقم 9 لسنة 2022 بشأن عمال الخدمة المساعدة، والمرسوم بقانون اتحادي رقم 13 لسنة 2022 بشأن التأمين ضد التعطل عن العمل.
وأصدر صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، مرسوماً بقانون اتحادي بشأن تغيير مسمى «وزارة شؤون الرئاسة» إلى مسمى «ديوان الرئاسة». كما أصدر سموه المرسوم بقانون اتحادي رقم 25 لسنة 2022، في شأن تنظيم وتنمية الصناعة، والذي يدعم تنظيم وتنمية القطاع الصناعي في الدولة، ويوفر المرونة اللازمة لتبني المزيد من السياسات الداعمة وتقديم الحوافز لتمكين القطاع الصناعي.
عهد زاهر
استهل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عهده، بزيارات إلى إخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، للتباحث معهم حول عدد من القضايا التي تتعلق بشؤون الوطن والمواطنين.
وجسدت الزيارات التي حرص سموه خلالها على لقاء المواطنين وتبادل الأحاديث الودية معهم تأكيد قيادة دولة الإمارات على تحسين جودة حياة المواطن وتمكينه وتوفير سبل العيش الكريم له.. وأكدت أن المواطن سيظل دائماً على قمة أولويات الدولة وجوهر أهدافها التنموية المستدامة، وخططها، وبرامجها الحالية، والمستقبلية.
الزيارات الخارجية.. حضور دولي فاعل
عززت الزيارات الخارجية التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، من الحضور الدولي الفاعل للإمارات، ورسخت نهجاً أصيلاً في سياستها الخارجية القائمة على تنويع العلاقات وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الأشقاء والأصدقاء، والقوى الإقليمية والدولية.
وأسهمت زيارات سموه إلى الخارج، التي شملت سلطنة عُمان ومصر والبحرين وقطر وإندونيسيا وفرنسا وروسيا وصربيا واليونان وسيشل، في دفع جهود حفظ الأمن والاستقرار الدوليين، كما شهدت تلك الزيارات توقيع مذكرات تفاهم وعقد اتفاقيات تعزز التعاون الثنائي والشراكة في مختلف المجالات.
قمم عالمية.. سياسة السلام والتنمية
شارك صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، منذ 14 مايو الماضي في عدد كبير من القمم واللقاءات العالمية التي جسدت المكانة الكبيرة للإمارات وقيادتها وثقلها وأهميتها في المجتمع الدولي، ودورها الفاعل في تعزيز الأمن والاستقرار في العالم.
وشكلت مشاركة سموه عاملاً رئيساً في إنجاح تلك القمم واللقاءات الدولية، وخروجها بقرارات وتوصيات عملية لمواجهة التحديات العالمية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والبيئية والإنسانية، وعلى رأسها أمن الطاقة وأزمة تغير المناخ وتعزيز التنمية المستدامة.
المشاركة في «COP27»
ترأس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وفد دولة الإمارات المشارك في أعمال الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP27» التي استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية في 7 نوفمبر 2022.
واستهل سموه كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لقمة المناخ بتأييد دعوة الرئيس المصري فخامة عبدالفتاح السيسي إلى العمل على إنهاء الأزمة الأوكرانية لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في العالم. ودعا إلى توحيد الجهود الدولية لمواجهة تحديات التغير المناخي والحد من تداعياته، التي تؤثر على جميع دول العالم من دون استثناء.
وأكد سموه التزام دولة الإمارات بضمان أمن الطاقة مع خفض الانبعاثات، وأشار إلى أن الإمارات تعد مزوداً مسؤولاً للطاقة، وستستمر في هذا الدور طالما كان العالم بحاجة إلى النفط والغاز.
قمة قادة مجموعة «I2U2»
شارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في أعمال قمة قادة مجموعة «I2U2» التي عقدت في 14 يوليو 2022 عن بُعد، وضمت دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية وجمهورية الهند وإسرائيل. وقال سموه: إن الشراكات وحدها قادرة على تخطي التحديات المتداخلة التي يواجهها العالم اليوم وأهمها أمن الغذاء والطاقة وتغير المناخ والرعاية الصحية، مضيفاً: «إن دولة الإمارات تؤمن بأن الاقتصاد هو السبيل الأمثل لتحقيق السلام والأمن والتقدم، خاصةً عندما تمتلك الحكومات والشعوب الإرادة لبناءِ الشراكات ومواجهة التحديات».
«قمة جدة للأمن والتنمية»
شارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في قمة جدة «للأمن والتنمية» التي استضافتها المملكة العربية السعودية الشقيقة، في 16 يوليو 2022، بحضور قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة الأميركية لتعزيز التعاون المشترك وتعميق الشراكة الاستراتيجية في مواجهة مختلف التحديات. وبحث صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وفخامة جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأميركية في لقاء ثنائي على هامش القمة.. العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وفرص تنمية التعاون والعمل المشترك وتطويره على مختلف المستويات، بما يحقق مصالحهما المتبادلة وتطلعاتهما نحو المستقبل.
قمة «العشرين» في إندونيسيا
شارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في الجلسة الرئيسة للقمة السابعة عشرة لرؤساء دول مجموعة العشرين وحكوماتها (G20) التي استضافتها إندونيسيا في 15 نوفمبر 2022. وقال صاحب السمو رئيس الدولة، في كلمته خلال القمة، إن دولة الإمارات تؤمن بأن النهج المتوازن هو الأنجح لتحقيق الاستدامة، مؤكداً التزام الدولة بدورها المسؤول في أسواق الطاقة وأجندتها الرائدة في قطاع الطاقة النظيفة. وشدد سموه على أن دولة الإمارات ستستمر، بوصفها مركزاً اقتصادياً عالمياً ببذل أقصى الجهود لضمان استدامة سلاسل الغذاء والدواء وتسخير إمكاناتها وموانئها وطیرانها لدعم مبادرات وأهداف الأمن الغذائي.
منتدى الاقتصادات الرئيسة
شارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في «منتدى الاقتصادات الرئيسة الخاص بالطاقة وتغير المناخ» الذي عقد عن بُعد في 17 يونيو 2022، بمشاركة قادة ورؤساء حكومات في 17 دولة من الاقتصادات الكبرى التي تشكّل 80 في المائة من إجمالي الناتج المحلي العالمي ومن عدد سكان العالم.
وقال صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، في كلمة ألقاها خلال المنتدى إن التغير المناخي يعد من القضايا بالغة الأهمية ولابد من التصدي لها من خلال التعاون والعمل المشترك، لتجنب تداعياتها السلبية وتكلفتها الكبيرة على الإنسان والمجتمعات والبيئة والاقتصاد العالمي.
وأكد سموه أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي سعياً إلى ترسيخ قيم السلم والسلام والاستقرار والتعاون في الحاضر والمستقبل.
العلاقات الإماراتية الأميركية
بحث صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وفخامة جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأميركية -خلال اتصال مرئي في 2 نوفمبر الماضي- علاقات الصداقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين وسبل دعمها في مختلف المجالات.
واستعرض سموه مع الرئيس بايدن.. المبادرة الإماراتية – الأميركية الشاملة التي أعلنها البلدان للاستثمار في الطاقة النظيفة، وتعزيز الأهداف المناخية المشتركة وأمن الطاقة العالمي، حيث ستعمل هذه الشراكة على استثمار 100 مليار دولار لتوليد 100 غيغاوات إضافية من الطاقة النظيفة في دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والاقتصادات الناشئة حول العالم بحلول سنة 2035.
«لقاء العلمين»
حضر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، «لقاء العلمين» التشاوري الأخوي الذي دعا إليه فخامة عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة في 23 أغسطس 2022، بمشاركة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين وصاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية. وبحث القادة خلال اللقاء العلاقات الأخوية ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك خاصة في مجال الشراكات الاقتصادية والتنموية وسبل تنميتها وتطويرها، واستعرضوا عدداً من القضايا وآخر التطورات الإقليمية والدولية، وتبادلوا وجهات النظر بشأنها، مجددين دعمهم لأي جهد ومسعى يهدف إلى ترسيخ أسس السلام والاستقرار والتعاون المشترك على مختلف الصعد.
المصدر، جريدة الاتحاد، محمد الجداوي (أبوظبي) 29 ديسمبر 2022 01:50