«أبوظبي للاستدامة» يقود الجهود العالمية لحماية المناخ

الرئيس التنفيذي لـ “مصدر” لـ “الاتحاد”:

التزام إماراتي راسخ بدعم الاستراتيجيات الدولية لخفض الانبعاثات الكربونية

100 جيجاوط القدرة الانتاجية المستهدفة لـ “مصدر” من الطاقة المتجددة بحول 2030

3000 طالب يشاركون في المركز التفاعلي بمنصة “شباب من أجل الاستدامة” خلال الاسبوع

70 شركة صغيرة ومتوسطة في “أبوظبي للاستدامة”

20 مليار دولار قيمة مشاريع “مصدر” في 40 دولة

فرص لتسريع جهود الاستثمار في الهيدروجين ونسعى لتطوير مشاريع جديدة

مشاريع “مصدر ساهمت في تفادي إطلاق 20 مليون طن من الانبعاثات

برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تنعقد النسخة الـ 15 من أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023 خلال الفترة من 14 إلى 19 يناير المقبل، والتي تستضيفها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» تحت شعار «معاً لتعزيز العمل المناخي وصولاً إلى مؤتمر COP28».
وقال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لـ «مصدر»، في حوار لـ «الاتحاد»، إن دورة العام الحالي من أسبوع أبوظبي للاستدامة تكتسب أهمية خاصة مع انطلاقها قبل انعقاد الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28»، الذي يقام بالإمارات خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر، حيث سيتضمن الأسبوع سلسلة من الجلسات رفيعة المستوى التي تركز على الأولويات الرئيسة للتنمية المستدامة قبل «كوب 28».
وتنطلق فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة بعقد الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، ومنتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي يومي 14 و15 يناير الحالي، فيما يقام حفل الافتتاح والإعلان عن الاستراتيجية الخاصة بمؤتمر الأطراف «COP28»، وحفل توزيع جائزة زايد للاستدامة، وقمة أسبوع أبوظبي للاستدامة في 16 يناير، وتعقد القمة العالمية لطاقة المستقبل، ومبادرة «ابتكر»، ومركز شباب من أجل الاستدامة من 16 إلى 18 يناير، وملتقى السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجدّدة في 17 يناير، وقمة الهيدروجين الأخضر، وملتقى أبوظبي للتمويل المستدام في 18 يناير.

حوار عالمي
وقال الرمحي: يمثل أسبوع أبوظبي للاستدامة حدثاً بارزاً لتحفيز الحوار العالمي ودعم الجهود الرامية لتحقيق نتائج ملموسة، حيث يوفر للمشاركين منصات مهمة لمناقشة الأفكار وتطويرها إلى خطط عمل مجدية، موضحاً أنه على مدى 15 عاماً ساهم الأسبوع بشكل فاعل في تسريع وتيرة التنمية المستدامة، وذلك من خلال التركيز على تسخير مختلف الموارد وتمكين المشاركين من تطوير استراتيجيات عملية تسهم في تحقيق التنمية المستدامة ضمن القطاعات المهمة وهي الطاقة، والتغير المناخي، والمياه، والتنقل، والفضاء، والتكنولوجيا الحيوية، والتكنولوجيا من أجل حياة أفضل، والرقمنة.
وأضاف: سينعقد أسبوع أبوظبي للاستدامة خلال العام الحالي، ضمن إطار تعزيز التزام دولة الإمارات الراسخ بمواجهة التحديات العالمية، وذلك انطلاقاً من دورها الرائد والمسؤول في قطاع الطاقة وجهودها البناءة ومساعيها الحثيثة للتعاون بشكل وثيق مع المجتمع الدولي.
وتابع: سيسهم أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023 بدور حيوي في ضمان المحافظة على زخم الاهتمام والجهود وصولاً إلى انعقاد مؤتمر (كوب 28) في دولة الإمارات، حيث سيوفر منصة لتحفيز الحوار الفعال بين مختلف الشركاء حول العالم، والعمل على ترجمة التعهدات إلى نتائج عملية، كما سيعمل على رفع سقف الطموحات الخاصة بما يبذل من جهود مشتركة لتحقيق الأهداف طويلة الأمد لاتفاقية باريس للمناخ، وكذلك العمل على ضمان التقدم في مجال العمل المناخي بشكل مستدام، بالتوازي مع تعزيز الجدوى التجارية للابتكارات التقنية النظيفة والبناء على المبادرة الاستراتيجية التي أطلقتها دولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، باعتبارها نهج عمل لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
وسيجمع الأسبوع قادة دول وحكومات، وصناع سياسات، وخبراء، ومستثمرين، ورواد أعمال وشباباً من مختلف أنحاء العالم للمساهمة في دفع جهود تحقيق الحياد المناخي في المستقبل، ومناقشة أبرز القضايا المطروحة على جدول أعمال مؤتمر الأطراف COP28، والتركيز على ضرورة إشراك جميع فئات المجتمع والمعنيين بالشأن المناخي، وكيفية الاستفادة والبناء على التقييم العالمي الأول لاتفاق باريس لتسريع جهود التقدم في مجال العمل المناخي.

قمة الاستدامة
وتمثل قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة الفعالية الرئيسة ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة، وهي تعمل على تمهيد الطريق لإجراء مناقشات مهمة ومحفزة للأفكار حول أجندة الاستدامة، وتركز على تعزيز التحالفات وتحفيز الابتكار واتخاذ إجراءات عملية.
وتم تخصيص دورة عام 2023 من قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة من أجل تمهيد الطريق لعقد مؤتمر COP28، باعتبارها تشكل فعالية بارزة تجمع الأطراف المعنية باتخاذ إجراءات حاسمة.

منصة الشباب
وقال الرمحي: «يسعى أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023 أيضاً إلى إشراك الشباب في العمل المناخي، من خلال منصة (شباب من أجل الاستدامة) التي تقام تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، وهي مبادرة عالمية أطلقتها (مصدر) بهدف استقطاب الشباب المهنيين وطلاب الجامعات من أجل تسريع وتيرة التنمية المستدامة من خلال توفير مزيج من الأنشطة التعليمية والعملية، وتمكينهم ليصبحوا قادة وسفراء للاستدامة في المستقبل».
ويعتبر مركز «شباب من أجل الاستدامة» مساحة مخصصة لتثقيف الشباب وتمكينهم وإلهامهم، حيث يستقطب المركز التفاعلي حوالي 3000 طالب على مدار فعاليات الأسبوع.
وستركز نسخة 2023 من المنتدى على «تعزيز تمكين الشباب ومشاركتهم في جهود العمل المناخي والتحول في الطاقة».
وأوضح الرمحي أن ملتقى السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة، يعتبر الفعالية الرئيسة التي تقام ضمن منصة السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة، المبادرة الاستراتيجية التي أطلقتها شركة «مصدر» بهدف دعم وتمكين الأجيال الحالية والقادمة من القادة النساء في مجال الاستدامة.

مشاريع مصدر
أوضح الرمحي أن «مصدر» تعد اليوم واحدة من أسرع شركات الطاقة المتجددة نمواً في العالم، وقد حققت إنجازات عدة خلال العام الماضي، حيث تنتشر محفظة مشاريعها في أكثر من 40 دولة حول العالم، وتبلغ قيمتها الإجمالية أكثر من 20 مليار دولار.
وأضاف: وسعت «مصدر» محفظة مشاريعها للطاقة النظيفة لتبلغ قدرتها الإنتاجية الإجمالية أكثر من 20 جيجاواط، فضلاً عن مساهمة هذه المشاريع في تفادي إطلاق قرابة 20 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً.
وأوضح أن عام 2022 شهد تدشين «مصدر» لعدد من محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتوقيع اتفاقيات لتطوير مشاريع مستقبلية في العديد من الدول، إضافة إلى حضور الشركة البارز في مؤتمر كوب 27 في مصر أواخر العام الماضي والذي شهد عقد اتفاقيات مهمة، لعل أبرزها تطوير مشروع لطاقة الرياح البرية بقدرة 10 جيجاواط في مصر، ويعد المشروع واحداً من أضخم مشاريع طاقة الرياح في العالم.
وقال: سنواصل جهودنا الحثيثة من خلال العديد من المشاريع الجديدة، خاصة بعد الهيكلة الجديدة للشركة والتي ستوسع استثماراتنا بشكل غير مسبوق، سواء في قطاع الطاقة النظيفة أو الهيدروجين الأخضر.

قمة الهيدروجين
تشهد الدورة الحالية من الحدث إطلاق منصة جديدة لقطاع الطاقة العالمي من خلال إطلاق قمة الهيدروجين الأخضر الافتتاحية التي يستضيفها قطاع أعمال الهيدروجين الأخضر في شركة «مصدر».
وقال محمد جميل الرمحي: يعتبر الهيدروجين العنصر الأكثر وفرة في الكون، ونحن في شركة «مصدر» نعمل منذ أكثر من عقد من الزمان على استكشاف فرص إنتاج وتوليد الهيدروجين، والفرصة مواتية حالياً لتسريع جهود الاستثمار في هذه التقنية.
وأعلنت «مصدر» مؤخراً هيكلتها الجديدة التي شملت إطلاق أعمال الشركة في مجال الهيدروجين الأخضر.
وقال الرمحي: تتوافق أهداف «مصدر» مع استراتيجية الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وكانت الشركة سبّاقة إلى دفع عجلة التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة.
وكانت القيادة الرشيدة في دولة الإمارات قد وجهت بإطلاق شركة «مصدر» في عام 2006، وتم تكليف معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، رئيس مجلس إدارة «مصدر»، بالإشراف على تأسيسها حيث كان يشغل في ذلك الحين مهمة رئيسها التنفيذي، وذلك للمساهمة في جهود التنويع الاقتصادي ومصادر الطاقة في دولة الإمارات من خلال النهوض بتطوير ونشر وتسويق حلول الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة.
واستكمالاً لهذه الجهود، أعلنت شركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة» وشركة مبادلة للاستثمار «مبادلة» وشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» مؤخراً عن إنجاز الاتفاقية الاستراتيجية للاستحواذ على حصص في شركة «مصدر».
وتهدف هذه الاتفاقية إلى تضافر جهود ثلاث من أبرز شركات الطاقة والاستثمار في أبوظبي لتوسيع نطاق عمليات «مصدر» وترسيخ مكانتها العالمية، بما يشمل الطاقة المتجدّدة والهيدروجين الأخضر، وغيرها من الابتكارات التكنولوجية الداعمة للطاقة النظيفة.
وعملاً بالشراكة الجديدة، تطمح «مصدر» لترسيخ مكانتها كشركة وطنية رائدة في مجال الطاقة النظيفة في دولة الإمارات، وتسعى إلى تعزيز قدرتها الإنتاجية لتصل إلى 100 جيجاواط من الطاقة المتجدّدة بحلول العام 2030.
وقال الرمحي: كانت «مصدر» سباقة نحو الاستثمار في مجال الهيدروجين الأخضر، إذ تعمل الشركة حالياً على قيادة مبادرات نوعية في هذا القطاع الحيوي، ووقعنا العديد من الاتفاقيات، ونعمل حالياً على تطوير مجموعة من المشاريع بهدف تطوير اقتصاد الهيدروجين في دولة الإمارات وحول العالم.

الشركات الصغيرة
أوضح محمد جميل الرمحي أن أسبوع أبوظبي للاستدامة سيركز على الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة، لاسيما في ظل التقديرات التي تشير إلى أن 90% من الشركات حول العالم تنتمي لفئة الشركات الصغيرة والمتوسطة، وسوف يستضيف أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023 أكثر من 70 شركة صغيرة ومتوسطة وناشئة من مختلف القطاعات، إضافة إلى مبادرة «ابتكر» العالمية التي تستعرض أحدث التقنيات العالمية.
وكجزء من برنامجها الذي يمتد على مدار العام، سوف تطلق مبادرة «ابتكر» خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023، أنشطة حضورية وافتراضية.

المصدر: جريدة الاتحاد، سيد الحجار (أبوظبي) 9 يناير 2023 01:00

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

لماذا مات الكثيرون في إسبانيا؟ لأن أوروبا لم تتقبل بعد حقائق الطقس المتطرف

من المؤسف أن الفيضانات الشديدة أمر لا مفر منه. ولكن ما ليس حتميًا هو مدى …