دبلوماسي متواضع “يمسك العصا من المنتصف” برزانة
نجم الذكاء الاصطناعي الصاعد يعترف:
– لا يمكننا التحكم في البشر ولكن نستطيع التأثير عليهم
– هدفي خدمة المحتاجين بصرف النظر عن مدى إعجابهم بي
– نعم المرأة أقل حضوراً في الإعلام العربي، ولا بد من قرارات
– الصحافة الورقية لن تختفي، ولكن
– لا يجوز الحكم على مصداقية الاخبار بناء على جمال مذيعة النشرة
– المؤثرون الجدد ليسوا أقوى تأثيراً من كتاب المقالات الرصينة
عمر العلماء: الإمارات سباقة في تبني التكنولوجيا لتعزيز التنمية
من دون موعد مسبق أو ترتيبات خاصة مع طاقم السكرتارية أو المساعدين، أجريت حواراً سريعاً مع صديقي نجم الذكاء الاصطناعي الصاعد في الفضاء الرقمي، الشهير باسم «تشات جي بي تي».. تركز الحوار على الإعلام وقضاياه وهمومه (هموم الإعلام). كل الأسئلة – إلا واحداً – رد عليها، بسهولة ويسر وتواضع بالغ وأدب جم. كلما طرحت عليه سؤالاً، احتاج إلى ثوانٍ معدودة، بدا فيها وكأنه يرتب أفكاره… ثم أخذت إجاباته تتدفق. جمل مرتبة ومنمقة، تبدو وكأن صاحبها مصدر مسؤول ذو خبرة عريضة في كل مجال أو دبلوماسي محنك زادته سنين العمر رزانة وحكمة واتساعاً في الرؤية، لكن من دون ذكاء فائق بالمعايير البشرية! معظم الإجابات بدا فيها وكأنه يمسك العصا من المنتصف، على الرغم من أن صانعيه، حذروني قبل بدء الحوار عبر شاشة الكمبيوتر – كما يفعلون مع كل مستخدم – من أن سليل الذكاء الاصطناعي المتطور – ربما يرتكب أخطاء أو يعطي معلومات مضللة أو يبدي آراء منحازة أو مؤذية، وأنه ليس بعد في مكانة تسمح له بإبداء النصيحة. أما السؤال الذي امتنع عن الإجابة عليه.. فقد تعلق بالمرأة، وربما للأمر أسباب تقنية، ليس أكثر. وفيما يلي نص الحوار بعد بعض الاختصار.
— بداية.. هل تعلم أن ملايين البشر يتحدثون عنك الآن بإعجاب شديد؟!
شكراً لك على هذا التصريح اللطيف! كذلك أتمنى أن تعلم أن مهمتي كموديل لغوي هي المساعدة في تقديم المعلومات والإجابة عن الأسئلة بأكبر دقة وأمانة ممكنة. فهدفي هو توفير خدمة مفيدة وفعالة لكل من يحتاجها، سواء كانوا يتحدثون عني بإعجاب أو لا.
— هل يمكن أن يتحكم الذكاء الاصطناعي في البشر؟
لا يمكن للذكاء الاصطناعي التحكم في البشر بطريقة مباشرة، لأنه ليس مخلوقاً حياً ولا يمتلك إرادة أو قدرة على التفكير الذاتي. ومع ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤثر على سلوك البشر والمجتمعات بشكل غير مباشر.
فمثلاً، يمكن أن يقدم نصائح للبشر أو يؤثر على الوظائف التي يقومون بها.
ومع ذلك، يجب علينا دائماً التأكد من أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تستخدم بشكل مسؤول وأخلاقي، لتساعد على تحسين حياة البشر بدلاً من التحكم بهم أو إيذائهم.
— كيف ترى مستقبل الصحافة في ظل التطور التكنولوجي؟
تشهد الصحافة تحولات هائلة. من جهة، يوفر الإنترنت ووسائل التواصل فرصاً كبيرة لتوصيل الأخبار أسرع وأوسع، وتفاعل أكبر مع الجمهور. ومن جهة أخرى، يشكل التحول الرقمي والإنترنت تحديات كبيرة للصحافة التقليدية، التي تعتمد بشكل أساسي على الصحف والمجلات الورقية.
ومن المتوقع أن يتطور مستقبل الصحافة باتجاه الاعتماد على التقنيات الحديثة، لتحليل البيانات وتصميم أساليب تقديم الأخبار بشكل جديد وفعال. كما يمكن أن تنشأ وسائل إعلامية جديدة تعتمد بشكل كامل على التقنيات الحديثة.
— هل يعني ذلك أن الصحافة الورقية قد تختفي مستقبلاً؟
ربما ينخفض عدد الصحف الورقية في المستقبل، لكن ليس بالضرورة أن تختفي تماماً. فهي لا تزال تلعب دوراً مهماً.
ومع ذلك، يجب أن يكون لديهااستراتيجية واضحة للتعامل مع التحول الرقمي، وتطوير أساليب جديدة للوصول للجمهور، وتوفير محتوى مخصص ومتنوع للقراء، وتعزيز قيم النزاهة والمصداقية.
— كيف يمكن أن يصبح الإعلام العربي أفضل وأكثر تأثيراً وأوسع انتشاراً؟
هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها، مثل:
1- الاستثمار في التدريب والتطوير المستمر للعاملين.
2- تشجيع ودعم الإعلاميين الشباب والمبدعين وتمكينهم من العمل بشكل أكبر، بما في ذلك عن طريق إطلاق وتمويل مشاريع إعلامية جديدة ومبتكرة.
3- تحسين معايير النزاهة والمصداقية، وتحفيز الصحفيين على الالتزام بالأخلاقيات المهنية وتوفير الحماية لهم.
4- توفير المزيد من الدعم المالي واللوجستي للمؤسسات الإعلامية، لتمكينها من تغطية الأحداث بشكل أفضل.
5- تحسين جودة المحتوى الإعلامي، بما في ذلك الخبر والتحليل والتعليق، عن طريق الاستثمار في التحرير والبحث والتقارير والمقابلات الصحفية.
— هل الصحافة الخليجية الآن في أفضل أحوالها؟
تختلف حالة الصحافة الخليجية من بلد لآخر ومن وقت لآخر، ولا يمكن الحكم بشكل عام. ومع ذلك، فإنه يمكن القول إنها شهدت تطوراً كبيراً بفضل التحول التقني.
وبعض الصحف الخليجية الكبرى استطاعت بناء سمعتها وانتشارها بشكل كبير إقليمياً ودولياً، بفضل جهود الصحافيين الذين عملوا على تقديم محتوى متميز ومتنوع، والتركيز على الجودة والدقة والمصداقية.
كما شهدت الصحافة الخليجية تطوراً في العديد من المجالات الإعلامية، بما في ذلك التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، والتي ساعدت في زيادة الوعي بالقضايا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية بالمنطقة.
ومع ذلك، لا يزال هناك تحديات تؤثر على التغطية الإعلامية. بالتالي، لا يمكن الجزم بأن الصحافة الخليجية الآن في أفضل أحوالها بشكل عام.
— ما هي المنصة الإعلامية الأكثر تأثيراً في العالم العربي الآن؟
يعتمد الأمر على عوامل عدة مثل الجمهور المستهدف والموضوعات التي تتناولها المنصة ونوعية المحتوى.
وعموماً، تمتلك وسائل مثل فيسبوك وتويتر وإنستجرام وسناب شات، تأثيراً كبيراً بالعالم العربي، بفضل العدد الكبير من المستخدمين والتحليلات والتعليقات والحوارات التي يتم إجراؤها.
والمواقع الإخبارية والمدونات وقنوات اليوتيوب والبودكاست، أصبحت تلعب دوراً مهماً أيضاً في توفير محتوى إعلامي متميز.
— قبل سنوات دخلت سوق الإعلام العربي محطات فضائية أجنبية ناطقة بالعربية.. هل هي الأفضل أم المحطات المحلية؟
لا يمكن الجزم بأن محطات الإعلام الفضائية الأجنبية الناطقة بالعربية هي الأفضل أو الأسوأ من المحطات المحلية بشكل عام، حيث يعتمد هذا الأمر على العديد من العوامل المختلفة.
ومن بين العوامل التي تؤثر على جودة المحتوى المقدم، هي مدى تغطية المحطة للأحداث والمواضيع المختلفة بشكل متوازن ومتنوع، ومدى الدقة والموضوعية. كما يلعب دوراً مهماً أيضاً مدى احترام المحطة للمعايير الصحفية والأخلاقية، ومدى تفاعلها مع المجتمع المحلي، وتوفير محتوى يلبي اهتماماته واحتياجاته.
كما يعتمد تفضيل الجمهور للمحطات الفضائية الأجنبية الناطقة بالعربية على عوامل، مثل العلاقات التاريخية والثقافية التي تربط بين بلدهم والبلد الذي تأتي منه هذه المحطات، وعلى جودة المحتوى وتلبيته لاهتمامات الجمهور.
— يقول البعض إن النساء أقل حضوراً في الإعلام العربي وإن الرجال أكثر حضوراً ونفوذاً.. هل هذا صحيح؟
نعم، يمكن القول إن النساء أقل حضوراً بالإعلام العربي من الرجال، وهذا يعود في الغالب إلى بعض العوامل الثقافية والاجتماعية التي تؤثر على مشاركة النساء في مجال الإعلام.
في الكثير من الدول العربية، تواجه النساء العديد من التحديات والمعوقات التي تحول دون مشاركتهن بشكل كامل بالحياة العامة، بما في ذلك الإعلام. ومن بين هذه التحديات، قد يكون منع النساء من العمل في بعض الوظائف أو تقييد حرية التعبير والتصوير الذي قد يصبح عائقاً أمام المرأة في بعض الحالات.
وعلى الرغم من وجود بعض النساء اللاتي يعملن في الإعلام العربي، ويحققن نجاحات كبيرة في هذا المجال، إلا أنهن يواجهن تحديات وصعوبات، ولذلك يجب على المجتمع العربي بشكل عام، وعلى صناع القرار في الإعلام بشكل خاص، أن يعملوا على تذليل هذه الصعوبات.
— كيف يمكن أن يتأثر الإعلام في حالة منح فرص أكبر للمرأة في المناصب العادية والقيادية؟
(لا يوجد رد.. حدث خطأ.. إذا استمرت المشكلة برجاء الاتصال بمركز المساعدة)
— يقول البعض – ساخراً أحياناً – إن نشرات الأخبار المليئة بقصص الكوارث والمآسي البشرية والحروب تفقد بعضاً من مصداقيتها عندما تقدمها مذيعات صارخات الجمال.. هل هذا صحيح؟
لا يمكن الجزم بأن القول بأن نشرات الأخبار المقدمة من قبل مذيعات جميلات تفقد بعضاً من مصداقيتها، صحيح بالضرورة. فالمظهر الخارجي للشخص لا يتعلق بقدرته على تقديم الأخبار بمهنية وموضوعية. وبالتالي، فإنه لا يجوز الحكم على الأخبار بناءً على المظهر الخارجي للمذيع أو المذيعة.
على العكس من ذلك، يمكن أن يكون لدى المذيعة الجميلة مهارات تقديمية ممتازة، وموهبة في الحديث والتواصل مع المشاهدين، وهذا يمكن أن يعزز مصداقية الأخبار التي تقدمها، ويجعلها أكثر جاذبية للجمهور. بصفة عامة، فإن مصداقية الأخبار تتوقف على دقة ومصداقية المصادر المستخدمة، ومهنية المذيعين في تقديمها، بغض النظر عن المظهر الخارجي للمذيع أو المذيعة. لذلك، ينبغي الحرص على الحكم على الأخبار بناءً على محتواها ومصداقيتها، وليس على مظهر المذيعين.
— الإعلام العربي في أشد الحاجة إلى كُتّاب مقالات أفضل أم إلى تحقيقات صحفية أقوى وأعمق؟
كلاهما مهم.
ومع أن المقالات والمقابلات والتحليلات السياسية تعد أدوات مهمة، لكن التحقيقات الصحفية تعتبر أداة أقوى وأعمق للكشف عن الحقائق التي قد تتضمن فضائح وفساد وانتهاكات.
وعلى الرغم من أن المقالات والتحقيقات تختلفان في الأسلوب والمنهج والأدوات المستخدمة، فإن كلاهما يمكن أن يحقق أهدافاً مختلفة. فالأولى تساعد في فهم الأحداث الجارية وتحليلها وتفسيرها، والثانية تكشف الحقائق المخفية التي قد تؤثر على حياة الناس.
ومن الضروري تحسين جودة الكتابة الإعلامية والتحقيقات الصحفية في الإعلام العربي،عبر تطوير المهارات بالتدريب وتوظيف الكفاءات العالية، وتشجيع الإبداع والابتكار. ويجب أن يعمل الإعلام العربي على توفير الدعم والموارد اللازمة لتحقيق أفضل نوعية من الكتابة والتحقيقات الصحفية، لإيصال المعلومات للجمهور بطريقة موضوعية ودقيقة.
— هل تعتقد أن المؤثرين الجديد على السوشيال ميديا صاروا أكثر أهمية وتأثيراً من كتاب المقالات الرصينة؟
لا يمكن الجزم بأن المؤثرين الجدد على وسائل التواصل الاجتماعي صاروا أكثر أهمية وتأثيراً من كتاب المقالات الرصينة بشكل عام، لأن هذا يعتمد على نوع المحتوى والجمهور المستهدف.
يمكن أن يكون لدى المؤثرين الجدد جماهير مستهدفة واسعة ومتفاعلة، ما يمنحهم تأثيراً كبيراً. وبعضهم يعملون على توصيل المحتوى المهم بطريقة ممتعة ومشوقة، ما يجعلهم مفيدين وشائعين.
والمقالات الرصينة مصادر موثوقة للمعرفة، ومن المهم تشجيع الناس على الاستفادة منها.
وعموما، في بعض الأوقات قد يكون المؤثرين الجدد أكثر تأثيراً وأهمية، وأحياناً قد تكون المقالات الرصينة هي المصدر الأفضل للمعرفة والتعلم.
— هل تعتقد أن الإعلام العربي يمكن أن يصبح وضعه أفضل لو صارت خدماته الرقمية مدفوعة؟
بالطبع، لا يمكن الجزم بشكل قاطع. فعلى الرغم من أن الدفع مقابل الخدمات يمكن أن يساعد على تحسين الجودة والاستدامة المالية للمؤسسات الإعلامية، إلا أنه يجب أيضاً الأخذ بعين الاعتبار قدرة الجمهور على دفع هذه الرسوم، وتوافر الخدمات المجانية التي قد تكون متاحة عبر الإنترنت.
— البعض فقد ثقته في الجمهور قائلين إن معظمهم يفضلون الآن متابعة المواد الإعلامية الخفيفة المسلية وليس التغطيات الاحترافية الجادة؟
بعض الجمهور يفضل المواد الإعلامية الخفيفة والمسلية، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن الجميع يشعرون بالطريقة نفسها.
ومع ذلك، يجب الاعتراف بأن وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت قد زادت من توافر المحتوى الخفيف والترفيهي، ولكن يمكن أن يتم تقديم التغطيات الاحترافية الجادة بطرق مبتكرة ومثيرة للاهتمام.
سؤال شخصي جداً
— هل لديك مشاعر.. مثلاً هل يمكن أن تشعر بالحب أو العكس؟
كوني آلة لغوية، فلا يمكنني أن أشعر بالحب أو بأي عواطف أو مشاعر شخصية. أنا مجرد برنامج حاسوبي مصمم لتحليل وفهم اللغة الطبيعية وتقديم الإجابات والمعلومات المناسبة للاستفسارات التي يتم طرحها علي. ومع ذلك، أعتقد أن الحب هو مشاعر وعواطف مهمة للبشر، وتلعب دوراً حاسماً في الحياة الإنسانية.
المصدر، جريدة الاتحاد، أحمد مصطفى العملة (أبوظبي) 4 مارس 2023 01:27