كجزء من الإسهامات المستمرة في التعليم والتبادل الثقافي
شبكة بيئة أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 23 مارس، 2023
في الثالث عشر والرابع عشر من فبراير 2023، انضمّ 18 طالبة من مدرسة خولة بنت ثعلبة للبنات، و19 طالباً من المدرسة الثانوية النموذجية للبنين في الشارقة إلى مسابقة كاروتا karuta)) كجزء من سلسلة الأنشطة الداعمة والمستمرة التي ينظمها مركز اليابان للتعاون الدولي (JICE) للإسهام في التبادل الثقافي بين اليابان ودولة الإمارات العربية المتحدة، وتوفير فرص تعلّم جاذبة لمتعلمي اللغة اليابانية.
وكاروتا Karuta هي لعبة ورق يابانية تقليدية، تقوم على الذكاء والسرعة، وبكلّ بساطة، أول من يحدّد ويتناول بسرعة بطاقة الصورة الصحيحة المطابِقة للكلمة التي تمت قراءتها بصوت عالٍ يحصل على البطاقة، ويفوز في النهاية المتسابق الذي يحصل على أكبر عدد من البطاقات.
وفي حين تعتبر الكاروتا لعبة ممتعة، فهي كذلك أداة رائعة لمتعلمي اللغة؛ لأنها تتحدّى قدراتهم على الفهم في القراءة والاستماع.
وتسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تنشئة مواطنين عالميين، على دراية بلغات وثقافات مجموعة متنوعة من البلدان. وكجزء من هذه الجهود، تعمل مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي (ESE) على تعليم لغة أجنبية ثانية في المدارس الحكومية في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، وكلما كانت هذه اللغات أكثر متعة، زاد تقبّلها، وتردّد صداها لدى الطلاب الحاليين واللاحقين.
وقد بدأت، في عام 2021، الفصول الدراسية لتعلّم اللغة اليابانية في المدارس الثانوية العامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، تحت إشراف المعلمين اليابانيين، وفي هذه الفصول لا يتعلّم الطلاب اللغة اليابانية فحسب، بل تتاح لهم أيضاً فرصة الاطّلاع على الثقافة اليابانية، وفي الواقع، غالبًا ما تقف ثقافة البوب اليابانية وراء رغبتهم في تعلّم هذه اللغة.
حاليًا، تقوم مدرستان في الشارقة بتعليم اللغة اليابانية للطلاب في الصفين التاسع والعاشر، ويتشارك مركز اليابان للتعاون الدولي والمعلمون اليابانيون الهدف في التدليل على أن تعلّم اللغة يمكن أن يكون ممتعًا، لكلّ من الطلاب وأولياء أمورهم؛ أكبر الداعمين لهم.
وقد كانت مسابقة كاروتا جزءاً من هذا المسعى، إذ أظهرت مشاركة الطلاب المفعمة بالحماس أنّ تعلّم اللغة لا ينبغي أن يستند إلى الطرائق التقليدية، فمن خلال تشكيل الفرق وتسميتها بأنفسهم، أتيحت الفرصة للطلاب لوضع مهاراتهم على المحك، في محيط من المتعة والابتكار، تمّ فيه تقديم المأكولات اليابانية والعربية في نهاية المسابقات، وكان الطلاب متحمسين للتحدّث مع المعلمين اليابانيين، وأعضاء مركز اليابان للتعاون الدولي، باللغة اليابانية، لاختبار مهاراتهم اللغوية.
تعتقد الآنسة مو هيروسي – مدرّسة اللغة اليابانية في مدرسة خولة بنت ثعلبة للبنات، أن هذا النشاط يساعد في تشجيع المزيد من الطلاب على دراسة اللغة اليابانية في المستقبل، وتقول: “لقد أتيحت لي الفرصة لتدريس اللغة اليابانية لما يقارب 100 طالب، ومن خلال أنشطة كمسابقة كاروتا، حيث يعمل الطلاب معاً لتنمية مهاراتهم اللغوية، يمكننا تشجيع المزيد من الطلاب على الشروع في دراسة اللغة اليابانية، حتى إنهم صمموا الأربعين بطاقة بأنفسهم، وبرسوماتهم الخاصة”.
أما السيد محمد سفر، منسق اللغات الثالث في مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي (ESE)، فيرى أن “الكاروتا هي طريقة جيدة جداً لتعلم اللغات، لأنها تساعد الطلاب في استظهار المفردات في أثناء اللعب”.
وتتفق مديرة مدرسة خولة بنت ثعلبة للبنات جميلة المقهوي مع هذا الرأي، وتضيف: “آمل أن توسع معرفة ومهارات اللغة اليابانية آفاق الطلاب في المستقبل، ونحن نقدّر كل الجهود والمساعدة التي يقدمها مركز اليابان للتعاون الدولي والمنظمات اليابانية الأخرى، لجعل هذا ممكناً”
وأبدت الطالبتان نور النجار، وشذى عبد اللطيف، وهما طالبتان من الصف التاسع في المدرسة، سعادتهما بالمشاركة في هذا الحدث، وقالتا: “شجع بعضنا بعضاً على الاستعداد لمسابقة كاروتا، وكان من الصعب تذكر كل حروف الهيراغانا (إحدى الأبجديات اليابانية الأساسية)، وقد استعددنا كلّ يوم خلال الأسبوعين الماضيين خصيصاً لأجل هذه المسابقة. لقد استمتعنا مع جميع زملائنا الطلاب، ونحن مسرورتان جدًا بدراسة اللغة اليابانية “.
ويأمل شيجيتو أوكي، المدير العام لمكتب مركز اليابان للتعاون الدولي في أبو ظبي، أن يشجع هذا النشاط المزيد من الأنشطة المماثلة. يقول: “كانت مسابقة كاروتا مثالاً ناجحاً على فاعليّة تعلّم اللغة، لتوسيع الآفاق وغرس الشعور بالمتعة في التعليم. أرجو أن يكون هذا الحدث مقدمة لفعاليات أخرى مماثلة، وسنرى المزيد من الطلاب يتفاعلون بحماس مع اللغة والثقافة اليابانيتين “.