متنفس بيئي وطبيعي للسياح
8 % نمواً في نزلاء فنادق العين في 2022
واحة العين..147 ألف شجرة نخيل وأكثر من 100 نوع من النباتات، هي أعجوبة سياحية وبيئية يعود تاريخها إلى أكثر من 4 آلاف عام، وتعد أكبر واحات مدينة العين ووجهة سياحية وبيئية وتراثية أُدرجت على لائحة قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»؛ لأهميتها وتاريخها.
فهي تقع على بعد 90 دقيقة فقط بالسيارة من العاصمة أبوظبي، وتمتد على مساحة 1200 هكتار. وخلال جولة لـ«الاتحاد» في واحة العين، يرى الزوار، من سياح دوليين، ومحليين وطلاب المدارس، الطابع التاريخي في ملامح هذه الواحة، ومساحاتها الشاسعة من النخيل والأشجار والنباتات، إضافة إلى الأفلاج المائية التي تزين المنطقة وتُعطي طابعاً من الهدوء والإحساس بالطبيعة، والبعد عن صخب المدينة. وتحظى مدينة العين بمكانة خاصة بين المواقع التاريخية والتراثية في دولة الإمارات؛ نظراً لوجود العديد من المواقع الأثرية والتاريخية فيها، مثل مقابر جبل حفيت، التي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي، والتجمعات البشرية الأثرية في منطقة الهيلي، تشتهر العين بواحاتها الكثيرة ومواقعها التاريخية، وهي تحتضن 6 واحات خصبة، من بينها واحة العين وواحة القطارة وواحة الجيمي، وواحة المويجعي وواحة المعترض.
فبحسب بيانات دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، استقبلت مدينة العين 365 ألف نزيل العام الماضي بنمو 8%، وسجلت متوسط إشغال 61%، في وقت بلغ متوسط إقامة النزيل الفندقي ليلتين فندقيتين.
وتم افتتاح واحة العين رسمياً للجمهور في 2016، وتستقبل مختلف الزوّار لاكتشاف المركز البيئي التعليمي، والتجول بين مجموعة واسعة من الممرّات المُظلَّلة بأشجار النخيل ومساحات شاسعة من النباتات، إضافة إلى عدد من المزارع المنتجة، كما تضم واحة العين مرافق متنوعة، وهي حديقة الواحة، والواحة المصغرة، ومعرض الفلج، والمركز البيئي، وهو مبنى صديق للبيئة ومستدام يقدم تجربة فريدة، ويعمل كآلة زمن تنقل الزوار من الحاضر إلى الماضي، وذلك من خلال شاشات تفاعلية وأنشطة تثقيفية.
ويستطيع الزوار التعرف على نظام الري القديم بالأفلاج، وهي مجموعة من القنوات المائية المتصلة التي تنقل المياه العذبة من منابعها بسلسلة جبال الحجر المجاورة إلى مزارع النخيل، حيث يعتبر الفلج جزءاً أساسياً من تراث المنطقة وأحد الأسباب العديدة التي تجعل العين موقعاً ثقافياً لـ«اليونسكو».
وأثناء التجول في واحة العين، تتم ملاحظة نظام الفلج (نظام الري التقليدي القديم) بين أشجار النخيل والنباتات والمزارع، فهي قنوات محفورة يبلغ عمرها 3000 عام والمتصلة بشكل معقد لجلب المياه من الجبال والأماكن البعيدة، حيث تحافظ هذه المياه على المزارع مزدهرة حتى اليوم، وتعرض أهمية موقع الواحة وأهم الحصون المحيطة بها، والتي كانت تقوم بدور فعال في حماية الواحة والدفاع عنها.
أما حديقة الواحة، فتنقسم إلى ثلاث طبقات مختلفة تعرض كل واحدة منها النباتات الموجودة في مزارع الواحات التقليدية، فيما تعد الواحة المصغرة نموذجاً مصغراً لواحة العين تستعرض كيفية نشوء واحة العين وأسباب ظهورها.
تجربة ثقافية وإنسانية
لواحة العين حضور قوي في الذاكرة لأهل العين بشكل خاص وللإمارات بشكل عام، حيث شكلت ملاذاً للناس عند ارتفاع درجات الحرارة، وكانت أيضاً مصدر رزق لأهلها، أما اليوم فهي تعتبر إرثاً إنسانياً يقدم تجربة ثقافية وإنسانية للزوار. المدينة الخضراء
تعد مدينة العين المدينة الخضراء الخلابة والزاخرة بالمعالم الساحرة والواحات الخضراء القديمة والحصون التاريخية والمنتزهات الأثرية التي تضمّ القطع الأثرية القديمة والقصور القديمة والأسواق النابضة بالحياة التي تبيع الحِرف الإماراتية والتوابل والسجاجيد والعطور، وغيرها من السلع المميزة.
تجارب الزوار
تحتضن واحة العين أيضاً الفعاليات التي تعزز من تجارب الزوار، حيث على سبيل المثال تم انطلاق بنجاح فعاليات سوق السبت في واحة العين وسط الطبيعة الخلابة في أكبر واحات العين، وتتواصل كل يوم سبت أسبوعياً حتى يوم 25 مارس الجاري، مع برنامج حافل من الأنشطة الترفيهية وتجارب التسوق وفنون الطهي، بمشاركة عددٍ كبير من العلامات والمتاجر المتميزة، حيث يشكل السوق، الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وجهة عائلية استثنائية تجمع مختلف فئات المجتمع للاستمتاع بأجمل اللحظات خلال المشاركة في الأنشطة الترفيهية والثقافية، واكتشاف مختارات من أفضل المنتجات الإماراتية، من الأزياء والمجوهرات والأكسسوار، إلى جانب قائمة من أشهى المأكولات بنكهات من مختلف أنحاء العالم، والفواكه والخضراوات والأطعمة العضوية.
المصدر، جريدة الاتحاد، رشا طبيلة (أبوظبي) 13 مارس 2023 00:23