هيئة البيئة – أبوظبي تنجح بإنقاذ وإعادة تأهيل عجل بقرة البحر “ملقوط”

في حالة نادرة وفريدة من نوعها على مستوى العالم

شبكة بيئة أبوظبي، الامارات العربية المتحدة، 12أبريل 2023

نجحت هيئة البيئة – أبوظبي بإنقاذ وإعادة تأهيل عجل ذكر صغير لبقرة بحر والذي عُثر عليه في يونيو 2019 خلال عمليات المسح والتقييم الدورية التي يقوم بها مراقبو الهيئة في محمية مروح البحرية للمحيط الحيوي. ووجد العجل وحيداً بدون أمه وبعيداً عن أي قطيع، وذلك بعد أيام قليلة من الرياح الشديدة، والتي ربما تكون السبب المحتمل لانفصال العجل عن أمه والمجموعة، أو قد تكون نتيجة للاضطرابات التي شهدتها مياه البحر. وتم تسمية العجل “ملقوط” تعبيراً عن حالة هذا العجل الذي تم التقاطه ولا يعرف له صاحب.

قام فريق الأنواع البحرية المتخصص التابع لهيئة البيئة – أبوظبي بتقييم صحة ملقوط، بدعم من خبراء أبقار البحر بالمكتب الإقليمي معاهدة المحافظة على الأنواع المهاجرة من الحيوانات الفطرية في أبوظبي. ونظرًا لوزنه وحالته غير المستقرة، أكد فريق الهيئة أن “ملقوط” كان يعاني من الجفاف وسوء التغذية ويحتاج إلى رعاية بيطرية متخصصة، لذا تم نقله إلى منشأة مختصة في إمارة أبوظبي، ويعمل بها أطباء بيطريون مؤهلون، حيث تمكنت الهيئة من التواصل مع عدد من الخبراء المختصين الموجودين في الدولة والتابعين لشركة مستشاري حدائق الحيوان العالمية Worldwide Zoo Consultants (WZC) لتقديم الاستشارات البيطرية والرعاية المستمرة المتخصصة في تربية الحيوانات. ونصح المتخصصون بالاحتفاظ بالعجل “ملقوط” في الأسر وذلك بسبب ظروفه الصحية وتوفر الموارد المناسبة التي تضمن مستويات عالية من الرعاية.

وتعتبر عملية الإنقاذ وإعادة التأهيل الناجحة فريدة من نوعها ومن أندر الحالات على مستوى العالم. ونجحت الهيئة في تقديم الرعاية “لملقوط” مستعينةً بالخبرة الواسعة التي تمتلكها والمتمددة إلى أكثر من 25 عاماً، والتي تضمنت إجراء العديد من البحوث والدراسات العلمية لحماية أبقار البحر والمحافظة على الموائل والأنواع البحرية. وتعتمد أبقار البحر بشكل كبير على أمهاتها في أول 18 شهر من حياتها، إلا أن الهيئة تمكنت من توفير أفضل بيئة “لملقوط” للبقاء على قيد الحياة والحصول على رعاية جيدة.

ولإعادة تأهيل “ملقوط”، تم توفير رعاية بيطرية مستمرة على مدار 24 ساعة وتم تزويده بالدعم اللازم حتى تم فطامه تدريجيًا وتدريبه على أكل الأعشاب البحرية. وللمحافظة على نوعية حياة جيدة بعد تلك الفترة الأولية، احتاج “ملقوط” إلى رعاية خاصة من الأطباء البيطريين المؤهلين، بما فيها توفير مرافق مناسبة لاستيعاب نموه وزيادة حجمه، ولحمايته من الأحوال الجوية المتقلبة ومن الضوضاء الصاخبة.

ووفرت هيئة البيئة – أبوظبي وفريق الخبراء بيئة محفزة بمساحة مناسبة لملقوط للتعرف على أنماط السلوك الطبيعي، مع ضمان نموه على المدى الطويل. وقدم فريق الأطباء البيطريين ذوي الخبرة تركيبة خاصة من الغذاء لمعالجة الجفاف وسوء التغذية. ومنذ ذلك الحين، زاد طول “ملقوط” من 60 سم إلى ما يقرب من مترين، وصُنف على أنه بقرة بحر صحية وسليمة.
وفقًا للمعلومات الصادرة عن سكرتارية مذكرة التفاهم بشأن أبقار البحر والمحاولات السابقة حول العالم، لم يتم إطلاق أي بقرة بحر تم تربيتها في الأسر بنجاح مرة أخرى في بيئتها الطبيعية حتى الآن. علماً بأن “ملقوط” يفتقر إلى غريزة البقاء الطبيعية المكتسبة في المراحل الأولى من حياة أبقار البحر – وبهدف التخفيف من أي مخاطر أخرى – قررت الهيئة عدم إطلاقه إلى البحر في الوقت الحالي. وكونه من أبقار البحر الصغيرة وعاش في بيئة خاضعة للرقابة، يتمتع “ملقوط” بمناعة أقل من الطبيعي، وقد تكيّف مع تلقي الرعاية من قبل المختصّين، الأمر الذي يعيق قدرته على التفاعل مع الأنواع الأخرى، وإمكانية تفادي الحيوانات المفترسة.

وكون أن عملية إعادة تأهيله تمت بنجاح، فإن أفضل خيار “لملقوط” هو مواصلة حياته تحت إشراف ورعاية بشرية متسقة. وتعتبر قصة بقائه على قيد الحياة دليلاً على جودة رعاية الأنواع المتوفرة في إمارة أبوظبي. والهيئة وشركاؤها مجهزون بشكل جيد لرعاية “ملقوط”، كما سيتمكن فريق من الأطباء البيطريين وخبراء أبقار البحر من متابعة حالته بشكل مستمر.
وعلقت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي قائلة: “نريد مشاركة قصة “ملقوط” مع العالم لأنها حالة نادرة وفريدة من نوعها، خاصة أن أبقار البحر من الأنواع التي تعتمد على أمها خلال أول عامين من حياتها، وجعلنا ذلك ندرك المهمة التي تنتظرنا، وأن ملقوط سيحتاج إلى مراقبة ورعاية على مدار الساعة لضمان بقائه على قيد الحياة. خلال إعادة تأهيله، نما “ملقوط” بشكل كبير وكان يقوم بعمل رائع، الأمر الذي يعتبر خير مثال على أهمية التعاون المحلي والدولي في إنقاذ الأنواع في مختلف أنحاء العالم، حيث عمل فريق خبرائنا بهيئة البيئة – أبوظبي عن كثب مع خبراء المكتب الإقليمي لأمانة معاهدة المحافظة على الأنواع المهاجرة من الحيوانات الفطرية، وفريق مذكرة التفاهم الخاصة بحماية وإدارة أبقار البحر ومواطنها في دول الانتشار، وكذلك مع الأطباء البيطريين البحريين المتخصصين، لضمان تقديم أفضل رعاية ممكنة “لملقوط”.

وقالت رُبى أبو عطية، المنسق التنفيذي – المكتب الإقليمي لسكرتارية معاهدة المحافظة على الأنواع المهاجرة من الحيوانات الفطرية، مكتب أبوظبي: ” إن إنقاذ وإعادة تأهيل صغار أبقار البحر التي تقطعت بهم السبل مهمة صعبة للغاية. فبالإضافة إلى ملقوط، لا يوجد سوى حالة واحدة موثقة للرعاية الناجحة طويلة الأجل، وهو عجل حديث الولادة، تم إنقاذه في عام 1998، ويعيش حالياً في سيدني أكواريوم، ولا توجد سجلات لأبقار البحر التي تم تربيتها برعاية بشرية، وتم إطلاقها بنجاح مرة أخرى إلى بيئتها الطبيعية”.

وأضافت: “أصدر المكتب الإقليمي لسكرتارية معاهدة المحافظة على الأنواع المهاجرة، في ديسمبر 2022، دليل بعنوان “خيارات التعامل مع عجل أبقار البحر اليتيم، الذي تقطعت به السبل – إرشادات لصناع السياسات والمدراء”، الخيارات الصعبة والمحدودة المتاحة عند العثور على العجل اليتيم عالقاً. ويعتبر “ملقوط” حالة نادرة للغاية، حيث كان محظوظًا بما يكفي لتلقي رعاية بيطرية رائدة ومرافق بحرية مؤهلة في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ إنقاذه في عام 2019. ونتيجة لهذه الرعاية الضرورية، لا يمكنه البقاء على قيد الحياة مرة أخرى في بيئته الطبيعية، وسيظل بحاجة إلى رعاية بشرية في بيئة محاكاة لدعم بقائه على المدى الطويل”.

قال تومي ويلكن، الرئيس التنفيذي لشركة Worldwide Zoo Consultants: “تفخر شركتنا بالمساهمة في عملية الإنقاذ الناجح وإعادة تأهيل عجل البحر “ملقوط”. فعلى مدى ثلاث سنوات ونصف، وبالتنسيق مع هيئة البيئة – أبوظبي، تمكن خبراؤنا المتخصصون في رعاية الحيوانات والأطباء البيطريون من إنجاز شيء نادر جداً، وهو الإنقاذ الناجح وإعادة تأهيل عجل البحر حديث الولادة الذي وُجد وحيداً بدون أمه وبعيداً عن أي قطيع. نحن فخورون بهذا الإنجاز الاستثنائي. استمرت جهود رعايته لفترة طويلة وعلى مدار الساعة، ونحن سعداء للغاية لأنه ينمو بشكل طبيعي ويستقر تماماً، ويتكيف بشكل جيد مع العيش في رعاية الإنسان. إن الدروس التي تعلمناها من “ملقوط” خلال جهود الإنقاذ وإعادة التأهيل ستكون بالتأكيد مفيدة لجهود الإنقاذ المستقبلية”.

وتجدر الإشارة إلى أنه مع وجود ما يقرب من 3000 بقرة بحر تنتشر في المياه الإقليمية لإمارة أبوظبي، وتتواجد في الغالب في المياه المحيطة بجزيرة بوطينة التي تشكل جزءاً من محمية مروح للمحيط الحيوي ومحمية الياسات البحرية، تعتبر هيئة البيئة – أبوظبي المسؤولة عن توفير الحماية لثاني أكبر تجمع لأبقار البحر في العالم بعد أستراليا. لذا، تبذل الهيئة كل ما في وسعها لضمان المحافظة على أعداد أبقار البحر، مما يقلل من المخاطر التي تهددها، ويحد من حالات النفوق، وذلك بفضل فريق عملها المتخصص، الذي يضم خبراء وباحثين على دراية جيدة بعادات وسلوك أبقار البحر.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

هيئة البيئة – أبوظبي تتيح الفرصة للتطوع في حماية البيئة ضمن أربعة برامج مجتمعية

لتعزيز الوعي البيئي والمشاركة المجتمعية في حماية البيئة شبكة بيئة أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 4 …