عام الاستدامة.. انجازات إماراتية تصنع «الوعي الأخضر»

حفز المبادرات الفردية في العمل المناخي وحماية الطبيعة

“مركز الشباب العربي” نظم دورة تدريبية عن “مباديء الوعي المناخي” وشارك بقوة في فعالية “الطريق الى كوب 28”

طائرة “سولار امبلس 3” التي تعمل بالطاقة الشمسية اقلعت يوم 9 مارس 2015 من مطار ابوظبي في اول رحلة طيران حول العالم دون وقود للترويج للطاقات النظيفة

“جمعية الامارات للطبيعة” تقدم حلولاً مستندة الى العلم بمساهمة الافراد لمكافحة التغير المناخي مثل “زراعة غابات القرم”

“مجموعة عمل الإمارات للبيئة” تهتم بتثقيف الطلبة وتوعيتهم بيئياً باعتبارهم جيلاً تراهن عليه لضمان استدامة الطبيعة

وعي الفرد بالاستدامة ومضامينها المتعددة محور الانطلاق إلى مجتمعات تنتقل بسرعة نحو الحياد المناخي أو «صفر كربون». والمسألة لا تتعلق بمزيد من التنظير والمصطلحات العلمية الرنانة بقدر ما تتعلق بخطوات بسيطة يستوعبها الجمهور بسهولة، إنه سلوك مستدام يحافظ على الموارد ويقلل الهدر في المياه والطاقة والغذاء، يراعى تدوير النفايات وتخفيض البصمة الكربونية، وتخفيض وتدوير النفايات البلاستيكية، وتطوير نمط اتخاذ القرارات الفردية في اختيار وسائل النقل ونوع السكن والغذاء والاعتبارات الحاكمة عند التسوق.

ريادة في حماية البيئة
وعند الإعلان عن 2023 عاماً للاستدامة، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أن «دولة الإمارات قدمت منذ إنشائها نموذجاً متميزاً في مجال الحفاظ على البيئة وصيانة الموارد، وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قائداً عالمياً ورائداً في مجال العمل البيئي والمناخي، وترك بصمات مشهودة في هذا المجال، ونحن اليوم نسير على نهجه. وأضاف صاحب السمو رئيس الدولة: «إن الشعار الذي جرى اختياره لعام الاستدامة (اليوم للغد) يجسد نهج الإمارات وأهدافها ورؤيتها في مجال الاستدامة ومسؤوليتها في مواجهة التحديات».

ومن إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تؤكد دولة الإمارات رؤيتها الاستباقية في مجالات الاستدامة، قبل أن يصبح هذا المصطلح ذائع الصيت، فحرص الشيخ زايد على الزراعة في العين وعلى التشجير وحماية الموارد الطبيعية، بات هدفاً متواصلاً في الدولة، وأصبح أكثر مؤسسية عبر استراتيجيات وهيكليات تنفيذية ومبادرات غير مسبوقة، مسيرة زاهرة، منذ أفلاج العين و«مدينة مصدر» ومحطات الطاقة الشمسية، والمدن المستدامة في جميع أرجاء الدولة، ولا ننسى أن طائرة «سولار إمبلس 3» التي تعمل بالطاقة الشمسية أقلعت يوم 9 مارس 2015 من مطار أبوظبي في أول رحلة طيران حول العالم دون وقود للترويج للطاقات النظيفة..

«تحالف القرم من أجل المناخ»
وفي قمة COP27، قدمت الإمارات مبادرة «تحالف القرم من أجل المناخ» بالشراكة مع جمهورية إندونيسيا، لتطرح حلاً قائماً على الطبيعة لمواجهة التغير المناخي، خاصة أن غابات القرم تلعب دوراً كبيراً في امتصاص وعزل انبعاثات غازات الدفيئة عالمياً. رؤية استباقية تزداد زخماً عندما تقوم بتوظيف أفضل التقنيات النظيفة في زراعة أشجار القرم، عندما تعاونت «أدنوك» مع «هيئة البيئة- أبوظبي»، في زراعة 2.5 مليون شتلة من أشجار القرم في جميع أنحاء أبوظبي، باستخدام طائرات من دون طيار، ضمن طموح بزراعة 10 ملايين شجرة قرم في أبوظبي بحلول عام 2030.

في 30 يناير الماضي، أطلقت «طيران الإمارات» رحلتها التجريبية الأولى باستخدام وقود مستدام، خطوة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتعكس اهتمام الإمارات بتحقيق أهداف الاستدامة.

مجلس الشباب العربي للتغير المناخي
الإمارات التي تستضيف في نهاية نوفمبر المقبل «كوب28»، في عام خصصته للاستدامة، قدمت خطوات عملية لنشر الوعي بالاستدامة، وضمن هذا الإطار يأتي مجلس الشباب العربي للتغير المناخي، كمبادرة غير ربحية بقيادة الشباب من مركز الشباب العربي. يهدف المجلس إلى تشكيل نقلة نوعية في تفاعل الشباب العربي مع القضايا البيئية، ودعم العمل الشبابي المختص بقضايا التغير المناخي وإشراك الشباب العربي، وتوظيف طاقاتهم لاقتراح الحلول والإبداعات المستجدة في المجال، والعمل على تنفيذ الحلول المستدامة لتحدي التغير المناخي. ومن خلال مركز الشباب العربي، تم تنظيم دورة تدريبية عن «مبادئ الوعي المناخي»، من أجل تقديم التوعية للشباب العربي، بفرص المساهمة في العمل المناخي محلياً وعربياً ودولياً. المركز شارك بقوة في فعالية «الطريق إلى كوب28»، من خلال 14 جلسة متتالية نظمتها رئاسة «كوب 28» يوم 15 مارس بقيادة الشباب، وبمشاركتهم في مدينة «إكسبو دبي» التي ستستضيف الحدث المناخي الأبرز عالمياً هذا العام.

«إكسبو 2020»
تخصيص مدينة «إكسبو دبي» لاستضافة COP28 خطوة عظيمة الدلالة، فمكافحة التغير المناخي كونها رافد مهم من روافد الاستدامة كانت ضمن الاهتمامات المحورية لنسخة المعرض العالمي في دبي، حيث تم تخصيص منطقة للاستدامة لا تزال قائمة حتى الآن تستقبل زوارها وتقدم الوعي الأخضر للناشئة بمحتوى قوى وبسيط ومواكب لأحدث التطورات العالمية.
الإنجاز الكبير الذي حققته الإمارات في استضافة «إكسبو 2020» كان من بين مكوناته نشر الوعي بالاستدامة، عبر فعاليات متنوعة ومشاركات من منظمات عالمية لتحفيز ابتكارات تحافظ على الطبيعة وتصون الموارد وتروّج للسلوك المستدام.
لا يوجد مكان أفضل لاستضافة COP28 من مدينة «دبي إكسبو»، حيث إن كل من COP28 وExpo 2020 Dubai لديهما بعض الأهداف المشتركة: تحقيق الاستدامة وتشجيع التعاون العالمي لمعالجة القضايا العالمية.

«الابتكار الزراعي للمناخ»
وساهمت الإمارات بقوة في مبادرات عالمية لمواجهة التغير المناخي وحفز الابتكار من أجل اقتصاد مستدام في القطاعات كافة، وضمن هذا الإطار جاءت مبادرة «الابتكار الزراعي للمناخ»، التي أطلقتها الإمارات رسمياً خلال قمة «COP26» التي تقودها الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية بمشاركة 30 دولة. وتهدف المبادرة، إلى تسريع العمل على تطوير أنظمة غذائية وزراعية ذكية مناخياً على مدى الأعوام الخمس المقبلة. وتعهدت الإمارات باستثمار إضافي قيمته مليار دولار كجزء من هذه المبادرة. الهادفة إلى الاستثمار الطموح في ابتكار الأنظمة الغذائية والزراعية الذكية مناخياً والحفاظ على الطبيعة والتنوع البيولوجي، وتعزيز القدرة على مقاومة عوامل التغير المناخي، وتقليل انبعاثات غازات الدفيئة وعزل الكربون.

تطبيق «بادر»
دأبت هيئة البيئة- أبوظبي منذ تأسيسها عام 1996 على إطلاق مبادرات تتضمن أنشطة واسعة تهدف إلى تعزيز وعي الأفراد بأهمية حماية البيئة. وبالتعاون مع شركة أبوظبي للدائن البلاستيكية المحدودة «بروج»، أطلقت «الهيئة» تطبيقاً إلكترونياً اسمه BAADR «بادر»، يهدف إلى رفع مستوى الوعي البيئي داخل المجتمع ، فضلاً عن دوره البارز في تغيير أنماط سلوك الأفراد، من خلال تشجعيهم على القيام بممارسات يومية بيئية، وكسب النقاط التي يمكن استبدالها بمكافآت يقدمها بعض من مزودي الخدمات في أبوظبي.

حظر الأكياس البلاستيكية
في الأول من يونيو 2022، وفي خطوة تعزز الاستدامة، حظرت إمارة أبوظبي استخدام الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد من منافذ البيع بالتجزئة، واستبدالها بخيارات متعددة صديقة للبيئة وقابلة للاستخدام لأكثر من مرة. وتصب هذه الخطوة في إطار توعية الجمهور بالتداعيات البيئية الخطيرة الناجمة.

الأفراد عنصر محوري في العمل المناخي
التغير المناخي يدفع المجتمعات نحو الابتكار ، استنتاج لدراسة أجرتها جامعة «النرويج الغربية» ونشرتها مجلة Scientific Reports وتشير لأكثر من 30 ألف مشروع طاقة يمتلكها الأفراد في أوروبا، بدءاً من الألواح الشمسية على الأسطح، إلى محطات شحن السيارات الكهربائية.
فخلال الفترة من 2000 إلى 2021، وجدت الدراسة أن أكثر من مليوني شخص في 30 دولة استثمروا 12 مليار دولار في الطاقة المتجددة. وإذا كان أمن الطاقة في القرن العشرين أدارته الحكومات والشركات الكبرى، فإن الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة يعتمد الآن على مشاركة واسعة من الأفراد. البنك الدولي يرى أن استثمارات الطاقة الخضراء يجب أن تتضاعف ثلاث مرات بحلول عام 2030، و70% من رأسمالها سيأتي من مصادر خاصة.

اللوفر والتنوع البيولوجي
في 9 ديسمبر 2022، بادرت هيئة البيئة – أبوظبي من خلال برنامجها المخصص لـ«إنقاذ الحياة البحرية» لتأهيل السلاحف البحرية في البحيرات المحيطة بمتحف اللوفر قبل إطلاقها في مياه الخليج العربي، في خطوة تضمن حماية التنوع البيولوجي، وتعكس التناغم الجميل بين لوفر أبوظبي كقلعة ثقافية و«بيئة أبوظبي» كحاضنة للاستدامة وحماية التنوع.

مبادرة «مودي فال»
وثمة نماذج عالمية من جميع أرجاء الكون لمبادرات فردية لحماية البيئة، فمن الغرب الأفريقي، حيث «مودي فال» الشاب السنغالي الذي لا يفوت الفرصة كل عام أثناء رالي داكار للترويج لقضيته رافعاً علم بلاده ومردداً عبارة «أحب بلدي، وأقول لا للأكياس البلاستيكية»، ويحمل مكبر الصوت لبث أغانٍ تصنف الأضرار الناجمة عن البلاستيك. لم يتحرك «فال» إلا بعدما أدرك ضرر النفايات البلاستيكية على الثروة الحيوانية في قريته بشرق السنغال، عندما تبتلع الأبقار بعضاً من القطع البلاستيكية.

جهود «مجموعة عمل الإمارات للبيئة»
لطالما كانت الاستدامة في صلب عمل «مجموعة عمل الإمارات للبيئة»، التي أدركت أهمية هذا المصلح منذ نشأتها فوضعت الخطط والاستراتيجيات وآليات العمل لزرع ثقافة جمع وإعادة تدوير النفايات في نفوس أفراد المجتمع وصولاً إلى مجتمع مستدام، تذهب نفاياته إلى مصانع التدوير، بعيداً عن المكبات التي تؤثر سلباً في البيئة. وتقول حبيبة المرعشي، عضو ومؤسس ورئيس المجموعة: خلال 32 عاماً، هي عمر المجموعة، أطلقنا الكثير من البرامج والمبادرات وحققنا أهدافاً من خلال خطة واستراتيجية مرنة تم تنفيذها عبر محورين عملي وتثقيفي، حيث تضمن المحور الأول حملات ومبادرات لجمع 8 أنواع من النفايات، فضلاً عن مبادرات أخرى، مثل حملة «جمع علب الألمنيوم»، «حملة الإمارات نظيفة»، «شجرة في المجتمع»…«جذور توحدنا»، «علبتك لشجرتك»، «التدوير في الحي»، والتي تم ربط الجزء الأكبر منها بفعالية مع غرس الأشجار المحلية، التي تسمح للفائزين في برامج المجموعة من زرع شجرة باسمهم، خلال حفل المجموعة السنوي لزراعة الأشجار المحلية.

وأضافت المرعشي: إن «مجموعة عمل الإمارات للبيئة أولت أيضاً أهمية كبرى في تثقيف الطلبة وتوعيتهم بيئياً باعتبارهم الجيل، الذي تراهن عليه لضمان استدامة الطبيعة، وخصصت لهم عدة مسابقات لزرع حب البيئة في نفوسهم وتحويلهم إلى فرسان يدافعون عنها. وأشارت المرعشي إلى «مسابقة الخطابة البيئية» بين المدارس، ومسابقة أخرى لطلبة الكليات والجامعات، ومسابقة الرسم البيئي، فضلاً عن ورش عمل الطلبة، وجلسات حوارية تسلط الضوء على قضية بيئية ويصار إلى مناقشتها عبر ضيوف يتحلون بخبرة واسعة في القضايا البيئية. وقد أسهمت جهود المجموعة في تحفيز المجتمع على العمل البيئي في جمع:
1392075 كيلوجراماً من البلاستيك، 21612559 كيلوجراماً من الورق، 378086 كيلوجراماً من علب الألمنيوم، 2646107 كيلوجرامات من الزجاج، 114851 قطعة من أحبار الطابعات، 22466 كيلوجراماً من النفايات الإلكترونية، 74516 قطعة من الهواتف المحمولة، 3171 كيلوجراماً من الخردة المعدنية. وقد ساهمت كلها في الحد من 92445 طناً مترياً من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون والحد من 658388 مليون وحدة حرارية بريطانية من الطاقة و143282 متراً مكعباً من مساحة مكب النفايات و حفظ 428591 شجرة من القطع وتوفير 299046 جالون من البنزين. تؤكد هذه الأرقام أنه كان لبرامج «مجموعة عمل الإمارات للبيئة» الأثر الإيجابي الكبير في تغيير ثقافات وعادات وأساليب وسلوكيات أفراد المجتمع، مع التأكيد أننا نعمل على رفع مستوى الوعي البيئي لدى كافة أطياف المجتمع حول مختلف القضايا البيئية المحلية والعالمية.

«جمعية الإمارات للطبيعة»
وأكدت ليلى مصطفى عبد اللطيف، المدير العام جمعية الإمارات للطبيعة، أنه من خلال الخبرة العملية للجمعية تم إطلاق مبادرات تحفز المجتمع على السلوك الإيجابي الذي يحمى الطبيعة والتنوع الحيوي. وأضافت: «طوال تاريخ الجمعية الممتد على مدار 22 عاماً، استنتجنا أن أكثر المبادرات نجاحاً هي التي تعمل على إلهام وحشد جهود المجتمع لتمكينه من المساهمة بشكل فاعل في تحقيق مستقبل أكثر استدامة للجميع». حسب مديرة الجمعية: «عندما يؤمن كل فرد منا بأهمية ما يقوم به من أجل وطننا وطبيعته المميزة، وعندما تتكاتف الشركات والهيئات الحكومية وأفراد المجتمع، والمدارس، والجامعات، والجميع من أجل تحقيق هدف واحد وهو بناء مستقبل نعيش فيه جميعاً في تناغم مع الطبيعة، وعند حشد مجتمعنا على قلب رجل واحد من أجل تحقيق التأثير النوعي الكبير لمصلحة الطبيعة والإنسانية، مجتمع قوي مدفوع بالعمل التطوعي والخيري، هنا ستكون المبادرات ناجحة بلا شك، لقد بدأنا بالفعل في تغيير العقول والسلوكيات، ونرى أن الناس أصبحت أكثر وعياً بأن كل تصرف نقوم به حتى ولو على المستوى الفردي سيكون له تأثير واضح على صحة كوكبنا، وبالتالي صحتنا ورفاهيتنا واقتصادنا وكل نواحي الحياة».

وأكدت ليلى عبداللطيف أن دولة الإمارات العربية المتحدة تولي اهتماماً كبيراً وغير مسبوق بالشباب، فهي أول دولة في العالم تستحدث وزارة للشباب، وقد خصصت لهم أيضاً مشاركة كبيرة وصوت مسموع في COP28. وترى المدير العام جمعية الإمارات للطبيعة أن تحديات الاستدامة ليست بالأمر الذي يمكن لمنظمة بمفردها أو كيان بمفرده التصدي لها والعمل على حلها، إنما هي أمر يتطلب تكاتف جميع الجهود، لذلك نحن في جمعية الإمارات للطبيعة نعمل مع شركائنا من الهيئات الحكومية والقطاع الخاص على تقديم مبادرات وبرامج من شأنها فتح المجال أمام الشباب والناشئة للانخراط في الجهود البيئية التي ترفع مستوى وعيهم بالاستدامة وتحفزهم على تبنيها لتصبح منهج لحياتهم اليومية.

وأضافت ليلى عبداللطيف، أن لدينا الخبرة وقصص النجاح العديدة في العمل مع الشباب من خلال مختلف البرامج التي صممناها خصيصاً لتناسب فئاتهم المختلفة، ونفذناها خلال السنوات الـ22 الماضية، ليتواصلوا مع الطبيعة ويهتموا بها.

«برنامج قادة التغيير»
وعن مبادرات الجمعية في السنوات الأخيرة لتحفيز السلوك المستدام، أشارت المدير العام لجمعية الإمارات للطبيعة إلى أن الجمعية بصفتها مؤسسة فكرية محلية في مجال الحفاظ على البيئة، أطلقت «برنامج قادة التغيير»، وهو أول منصة عضوية رقمية للبيئة على الإطلاق – يقوم بتمكين أفراد المجتمع، والهيئات الحكومية والشركات وحشدهم لدعم أجندة الاستدامة لدولة الإمارات وإحداث تأثير نوعي على نطاق واسع، يرتكز البرنامج على ثلاث ركائز: هي التدريب والتفكير والتنفيذ.
وسنشجعهم على ترجمة كل ما سبق إلى أفعال حقيقية من خلال ركيزة التنفيذ، ليكونوا قدوة لغيرهم، سيشاركون في أنشطة فريدة، وسيعملون يداً بيد مع خبراء الحفاظ على الطبيعة في رحلات ميدانية صممت خصيصاً لهم.

وحسب مدير عام الجمعية: نعمل دوماً يداً بيد مع المجتمعات المحلية والجمهور لرفع مستوى وعيهم بشأن الاستدامة ومواضيع التنوع الحيوي والتغير المناخي، كما ونستمع إليهم وإلى خبراتهم ونستفيد منها. لقد شرفنا بأن يشارك بعض سفراء الطبيعة من شبابنا في COP27 وCOP25 والعديد من المؤتمرات الدولية الأخرى مثل EARTH PRIZE وغيرها، وسنستمر في هذا النهج خلال عام الاستدامة وكوب 28، فنحن ننفذ العديد من الحملات التثقيفية مثل «ساعة الأرض» مثلاً، لرفع وعي الجمهور بالمشاكل البيئية المتعلقة بتغير المناخ والتي تؤثر على المجتمع بأسره، بصحته وسعادته واقتصاده وغيرها، حتى يعرف كيف يمكنه تغيير خياراته وقراراته لمصلحة الكوكب والمجتمع، كما ننفذ عدة برامج تقدم حلولاً مستندة إلى العلم لمكافحة التغير المناخي، مثل «زراعة غابات القرم»، ولا ينفذها خبراؤنا بمفردهم، بل يداً بيد مع أفراد المجتمع.

«التصميم الحيوي»
التفاعل مع الطبيعة يتطلب الوعي بارتباطنا الفطري بها، وضمن هذا الإطار يأتي مصطلح «التصميم الحيوي» Biophilic ليعكس حاجتنا الفطرية إلى هذا الارتباط وتفعيله كأفراد، عند تصميم المباني الحديثة. والالتزام بهذا الارتباط يضمن صحة الفرد الجسدية والعقلية ويعزز لياقته البدنية ورفاهيته. على سبيل المثال ينبغي أن يتضمن التصميم الداخلي مساحات خضراء أو لديه إطلالة على مساحات خضراء، مع فرص إنارة طبيعية، وإمكانية التفاعل مع الطبيعة، في التصميم الداخلي كالاعتماد على ديكورات تحاكي الطبيعة.
هدا التصميم يعزز الارتباطات العاطفية بالأماكن من خلال إرضاء ميلنا المتأصل إلى الانتماء للطبيعة، وهو ما يدفعنا إلى الحفاظ عليها.

التخلص من النفايات الإلكترونية
ومن الإمارات ومن محراب كليات التقنية العليا، ابتكر 3 طلاب في عام 2019 شركة جديدة Efate للتخلص من النفايات الإلكترونية وإعادة تدويرها، وتوفير منصة للربط بين الأفراد الراغبين في التخلص من هذه النفايات والشركة التي تقوم بإعادة تدوير هذه النفايات وفي الوقت نفسه حماية البيئية وتطبيق معايير الاستدامة. ولا شك في أن الوعي الكبير بالاستدامة لدى مؤسسي الشركة الثلاثة: المهندس إبراهيم سعيد باثقيلي والمهندس محمد عبدالرحمن الحمادي والمهندس محمد صالح الكربي، كان حافزاً ودافعاً نحو تأسيس الشركة بأهداف تصب مباشرة في جوهر الاستدامة.

متسلقو الجبال وتجربة «الحمرانية»
ومن منطقة الحمرانية في رأس الخيمة، وتحديداً في مارس 2021 نجحت مجموعة من هواة تسلق الجبال في تقديم مبادرة شعبية ناجحة، حيث جمعوا ما يزيد على طن من النفايات، بمختلف أصنافها. هذا النموذج العملي الملهم، يمكن تكراره في مناطق أخرى، بما يعزز دور الفرد في حماية الطبيعة، والوصول إلى وعي مجتمعي يواكب رؤى القيادة الرشيدة ويتسق مع مرئياتها غير المسبوقة في الاستدامة بمضامينها كافة.

إلغاء تمويل الفحم
وحده الوعي الفردي حرك الأسترالي جوليان فينسينت، ليطالب بإلغاء تمويل الفحم من خلال حملة شعبية ناجحة في أستراليا، والبلد الذي يُعد مُصدّراً رئيسياً للفحم. وبفضل نشاطه، التزمت أكبر أربعة بنوك في أستراليا بإنهاء التمويل لمشاريع الفحم بحلول عام 2030، كما وافقت شركات التأمين الكبرى أيضاً على وقف الاكتتاب في مشاريع الفحم الجديدة.

حماية نهر ميكونج
ومن تايلاند كان حرص نيوات رويكاو التايلاندي، على حماية نهر «ميكونج» سبباً في إنهاء مشروع يلحق الضرر بمنحدرات نهر ميكونغ العليا، والذي كان من شأنه تدمير 248 ميلاً من نهر ميكونغ لتعميق قنوات الملاحة لسفن الشحن. هذه هي المرة الأولى التي تلغي فيها الحكومة التايلاندية مشروعاً عابراً للحدود بسبب الدمار البيئي الذي قد يتسبب فيه.

كيف نتعلم من الطبيعة؟
يشير الدكتور توفيق هيدموس، أستاذ مساعد بكلية التصميم الهندسي بـ«الجامعة الأميركية في الإمارات»، المتخصص في الاستدامة البيئية ومحاكاة الأنظمة القائمة في الطبيعة أن التصميم الحيوي يقلل من الإجهاد، ويعزز الإبداع ووضوح الفكر، ويحسن رفاهيتنا ويسرع الشفاء من الأمراض.. يؤكد توفيق هيدموس أننا كأفراد ينبغي علينا أن نتعلم من الطبيعة، ونعمل وفق مصطلح (Biomimetics)، «بيوميماتمك» على محاكاة الأنظمة القائمة في الطبيعة عند إعداد التصميمات الهندسية بهدف إيجاد حلول مستدامة.

إيفان بورجنون
الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة البحرية من خطر النفايات خاصة البلاستيكية كان الدافع الأكبر للملاح والمستكشف الفرنسي السويسري، إيفان بورجنون مؤسس منظمة «ذي سي كلينرز» في عام 2016 كمنظمة غير حكومية، تكافح التلوث البلاستيكي، في البحر وعلى الأرض. «بورجنون» رافق والديه عندما كان عمره 8 سنوات في جولات الإبحار حول العالم، استمرت 4 سنوات، ورأى المحيطات تتدهور أمام عينيه بسبب التلوث البلاستيكي. أثناء المشاركة في المسابقات عبر المحيط الأطلسي، واجه إيفان بورجنون الاصطدام بحاويات أو أجسام عائمة مجهولة الهوية، وطوال سنوات عمله الطويلة التي قضاها في الملاحة حول العالم، صُدم من زيادة التلوث العائم في المحيطات. والآن تقدم منظمته حلولاً عملية من خلال مركبة مائية تستطيع التقاط البلاستيك من المياه الضحلة، ما يفتح الباب أمام تنظيف المسطحات المائية في كثير من المناطق المتضررة.

«العم فيل»
سيريافاتانا توي من كمبوديا كرّس حياته لحماية الأفيال، وناشط ملتزم بحماية البيئة، وأصبح مدير مشروع في «مجموعة حماية الفيلة الكمبودية»، وفي عام 2010، فاز بجائزة جولدمان عن عمله في التخفيف بنجاح من الضرر الذي تتعرض له الأفيال عندما تتعارض رعايتها مع مصالح البشر، ولذلك يسمونه «العم الفيل»، لديه حب للأفيال، ويحدوه الأمل في جيل جديد من دعاة الحفاظ على البيئة في كمبوديا.

جين فوندا والمناخ
الممثلة الأميركية الشهيرة جين فوندا أسست حركة شعبية همها الأول مكافحة تغير المناخ، الحركة المسماة بـ(Fire Drill Fridays) تعقد فعاليات كل يوم جمعة بجوار مقر الكونجرس الأميركي، للتأكيد على أهمية اتخاذ إجراءات لمواجهة حالة الطوارئ المناخية. وحتى اسم الحركة يشي بضرورة الإسراع في التحرك من أجل المناخ، بالسرعة التي يتحرك بها الإطفائيون لإخماد حريق نشب في منزل. جهود حين فوندا في مواجهة تغير المناخ رشحها لتقدم نسخة عام 2021 من حفل تكريك الفائزين بجائزة «جولدمان» البيئية التي تعرف بـ«نوبل الخضراء».

مبادرة «لوسي بينسون»
وقدمت الفرنسية «لوسي بينسون» نموذجاً في المبادرة الفردية ضد إنتاج الطاقة من الفحم، من أجل مكافحة التغير المناخي، وانطلقت من رؤية واضحة تلخصها مقولتها بأن «التمويل هو أداة رائعة للتغيير؛ لأنه يقف خلف جميع المشاريع، ستجد بنكًا وستجد شركة تأمين». فخلال التحاقها بالجامعة في جنوب إفريقيا، لاحظت محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم وأدركت تداعياتها المدمرة على البيئة، واكتشفت أن البنوك وشركات التأمين الفرنسية لعبت دوراً أساسيًا في تمويل ودعم مشاريع الفحم في جميع أنحاء العالم، قررت توجيه جهودها نحو وقفها. أطلقت لوسي حملة إعلامية للضغط على المؤسسات المصرفية الفرنسية لقطع تمويلها من الفحم، وتعاونت مع المنظمات غير الحكومية لتنظيم مظاهرات، وعقدت ورش عمل ومؤتمرات لتثقيف المواطنين الفرنسيين حول طاقة الفحم. وفي عام 2017، وبفضل عمل لوسي الدؤوب، وافقت البنوك الفرنسية على وقف تمويل مشاريع الفحم الجديدة تماماً. ثم حذت شركات التأمين الفرنسية حذوها، وقررت إنهاء التغطية التأمينية لمشاريع الفحم الجديدة.
التجربة الهندية .. خطوات إرشادية لحفز السلوك الفردي المستدام
75 خطوة تتضمنها مبادرة Mission life التي أطلقتها الحكومة الهندية في 22 أكتوبر 2022، بمناسبة الذكرى ال 75 لاستقلال الهند
وتتضمن المبادرة خطوات تحمل كل مجموعة منها هدف معين، على سبيل المثال:
«توفير الطاقة»
1- استخدام لمبات إنارة من نوع «ليد»، وليس اللمبات العادية.
2- استخدام وسائل النقل العامة
3- استعمال درجات السلم بدلا من المصعد الكهربائي كلما أمكن.
4- الاعتماد على الدراجات الهوائية في النقل بدلاً من السيارة في قطع المسافات القصيرة.
5- إغلاق محرك السيارة أثناء إشارة المرور الحمراء وخلال عبور قطارات السكك الحديدية.
6- إغلاق مضخات الري بمجرد الانتهاء من الري.
7- تفضيل استخدام السيارات الكهربائية على سيارات الوقود العامة.
8- استخدام زملاء العمل والأصدقاء سيارة مشتركة للنقل.
9- لا تضغط على مكبس الوقود عندما لا تكون بحاجة لتغيير سرعة السيارة.
10- استخدام سخانات الطاقة الشمسية ووضع ألواح الطاقة الشمسية على أسطح المنازل.
11- نزع التوصيلات الكهربائية في حال عدم تشغيل الأجهزة الكهربائية.
12- استخدام الوقود الحيوي في الطهي وفي تشغيل الأجهزة الكهربائية.
13- تثبيت حرارة أجهزة التكييف عند 24 درجة مئوية.
14- استخدام أواني طهي تعمل بالضغط.
15- تثبيت أجهزة الكهرباء عند وضع توفير الطاقة.
16- تشغيل الأجهزة الكهربائية بمفاتيح ذكية.
17- استخدام أواني فخارية لتبريد المياه.
18- التحكم في درجة تبريد الثلاجات.
19- إجراء تدريبات المشي خارج المنزل بدلاً من ممارسة الرياضة داخل المنزل.
توفير المياه
20- زراعة محاصيل قادرة على التكييف مع ندرة المياه.
21- المساهمة في تجديد المسطحات المائية الريفية في إطار مشروع «أمريت ساروفار» للحفاظ على المياه ومشاركة الناس والاستخدام السليم للتربة المستخرجة من المسطحات المائية لتعزيز مشاريع البنية التحتية.
22- تنويع المحاصيل من الأرز إلى البقوليات والبذور.
23- توظيف تقنيات الحفاظ علَى المياه.
24- تدشين بنى تحتية لتخزين مياه الأمطار في المدارس والمنازل والمكاتب.
25- استخدام الري بالتنقيط.
26- إعادة تدوير المياه المستخدمة في تنظيف الخضروات.
27- نقع الأواني الصحية قبل عملية تنظيفها.
28- لا تتخلص من المياه المخزنة.
29- حال الحصول علَى مياه من الصنابير.
30- تنظيف السيارات والأرضيات بالأواني بدلاً من خراطيم المياه.
31- استخدام صنابير لترشيد استهلاك المياه.
32- اصلاح التسريبات في مواسير المياه.
33- استخدام عدادات لقياس استهلاك المياه في المنازل لحساب الكميات المستخدمة.
34- إعادة استخدام المياه الناتجة عن تشغيل أجهزة التكييف.
35- تفضيل أنظمة منقبة المياه أقل هدراً.
36- تقليل استهلاك البلاستيك ذو الاستخدام الواحد.
37- استخدام حقائب من القماش بدلاً من الحقائب البلاستيكية.
38- استخدام زجاجة مياه شخصية.
39- إعادة استخدام الزجاجات.
40- المشاركة في فعاليات لتنظيف المدن من البلاستيك.
41- إعادة استخدام البلاستيك بدلاً من استخدام عبوات بلاستيكية جديدة.
42-استخدم صناديق الغداء وزجاجات المياه المصنوعة من الفولاذ / البلاستيك القابل لإعادة التدوير
43- إغلاق الصنابير
44- بدائل صديقة للبيئة للفوط النسائية.
45- استخدام زجاجات مياه من الصلب المعاد تدويره وكذلك صناديق الطعام المدرسية أو بلاستيك معاد تدويره.
46 – وجبات غذائية تتضمن الدخن من خلال نظام Anganwadi الخاص برعاية الطفل في الهند وجبة منتصف اليوم ونظام Pd
46- تفضيل استخدام سكاكين معدنية في الحفلات والتجمعات بدلاً من السكاكين البلاستيكية الضارة بالبيئة.
47- إزالة المخلفات البلاستيكية من منتجات الألبان والأطعمة كي لا تختلط مع المخلفات البيولوجية الناتجة عن استهلاك الأطعمة.
48- استخدام فرش أسنان يتم تصنيعها من أخشاب «البامبو» وشجر «النيم». التكيف مع نظام غذائي مستدام
49- استخدام روث الأبقار في انتاج السماد العضوي.
50- تفضيل استهلاك الغذاء المنتج محلياً.
51- استخدام المخلفات الغذائية في إنتاج السماد العضوي «كومبوست».
52- تدشين حديقة للمطبخ داخل المنزل والمدرسة وأماكن العمل.
53- إنتاج سماد عضوي من فضلات الأبقار واستخدامه في المزارع.
54- تفضيل شراء الغذاء الذي يتم إنتاجه محلياً.
55- استخدام أطباق صغيرة الحجم في تقديم الوجبات اليومية والحفاظ على ما يتبقى من الطعام.
تقليل كمية النفايات
56- إنتاج وقود حيوي من المخلفات الغذائية ومخلفات الماشية.
57- ممارسة فرز النفايات الصلبة والجافة داخل المنزل.
58- إنتاج أسمدة عضوية من بقايا النباتات ومخلفات المواشي
59- إعادة تدوير الصحف والمجلات.
60- تغذية المواشي ببقايا الطعام والخضروات غير المطهية.
61- طباعة الأوراق من الوجهين منعاً للهدر.
62- إصلاح وإعادة تدوير واستخدام قطع الأثاث.
63- شراء منتجات ورقية ثم تصنيعها من أوراق معاد تدويرها.
64- التبرع بالكتب والملابس القديمة.
65- عدم إلقاء النفايات في المياه أو الأماكن العامة.
65- لا تترك الحيوانات الأليفة تقضي حاجاتها في الأماكن العامة
66- التأقلم مع نظام حياة صحي
67- تشجيع الأفراد على استخدام حبوب الدخن والأعشاب المحلية في التغذية.
68- تشجيع استخدام المنتجات الطبيعية والعضوية.
69- حماية التنوع البيولوجي في البيئة المحلية.
70- زراعة نباتات طبية مثل النيم والنعناع والكاري داخل المساكن.
71- زراعة محاصيل طبيعية وعضوية.
72- زراعة أشجار للحد من التلوث.
73- تجنيب شراء منتجات مصنوعة من جلود الحيوانات.
74- تدشين تجمعات تطوعية للتبرع بالغذاء والملابس وتوفير مأوى للحيوانات الأليفة.
75- تدشين «نوادي خضراء» في الأحياء السكنية.
76- تقليل النفايات الإلكترونية
77- – إصلاح الأجهزة الكهربائية بدلاً من التخلص منها.
78- التخلص من الأجهزة الكهربائية في أقرب وقت مخصصة لهذا الغرض.
79 – استخدام بطاريات يعاد شحنها.

المصدر، جريدة الاتحاد، طه حسيب (أبوظبي) 23 ابريل 2023 02:01

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

إشراك المجتمع في تصميم استراتيجيات جودة الهواء والضوضاء

مبادرة أطلقتها هيئة البيئة – أبوظبي بالتعاون مع مركز أبوظبي للصحة العامة شبكة بيئة أبوظبي، …